أخبار

الظاهرة التي اندلعت الثورة ضدها عادت بشراسة

تعذيب مصري وإجباره على تقبيل حذاء ضابط شرطة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


مازال تعذيب مواطنين مصريين بعد اعتقالات تعسفية مستمرًا حتى اليوم، وكأنّ ثورة إصلاحية لم تقم في الأساس. آخر هذه الفصول اعتقال مواطن تحرّش ضابط شرطة بزوجة أخيه، وعندما اعترض المواطن على الأمر اقتيد إلى قسم الشرطة وأجبر على تقبيل حذاء الضابط.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: رغم أن ثورة 25 يناير، إندلعت بالأساس ضد استبداد الشرطة المصرية، وتفشّي ظاهرة التعذيب في مراكز الاحتجاز، بل والشوارع أيضًا، إلا أن ظاهرة التعذيب مازالت مستمرة، وتفاقمت خلال الأشهر القليلة الأخيرة. ولعل أخطر قضايا التعذيب التي وثقتها "إيلاف"، هي إجبار مواطن مصري على تقبيل حذاء ضابط شرطة، بعد تعرّضه للضرب بقسوة، ما سبب له إصابة بكسور متنوعة.

تقبيل حذاء ضابط
تتنوع عمليات التعذيب، التي يقوم بها ضباط، ما بين الضرب بالأيدي والأرجل أو باستخدام العصي، أو الكرباج، أو الإهانة مع الضرب المبرح، كما حدث مع المواطن وائل عزت من المنصورة، إذ تعرّض للضرب والسحل على يد ضابط شرطة، أجبره على "تقبيل حذائه".

وقال عبد الله النقيطي منسق حملة "وطن بلا تعذيب"، لـ"إيلاف" إن المواطن وائل عزت كان يقود سيارته، وتجلس إلى جواره زوجة شقيقه هاني، مشيرًا إلى أنه فوجئ بضابط شرطة يستوقفه، وقال لزوجة شقيقه: "رخصك يا مزّة يا قمّورة"، فرد عليه وائل بالقول: "عيب كده.. ورخصها ليه؟، مش هيا اللي سايقة، أنا اللي سايق".

وأضاف النقيطي أن الضابط لم يعجبه رد وائل، فتعدّى عليه بالضرب، وأمر أمناء الشرطة باعتقاله في الكمين. ولفت إلى أنه تعرّض للضرب أيضًا في قسم شرطة شربين، فأصيب بكسر في الحوض والعمود الفقري.

ونبّه إلى أن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، بل تم تلفيق تهمة التعدي على الضابط، ونقل إلى النيابة العامة بسيارة الإسعاف. وأشار النقيطي إلى أن الضابط ضرب وائل بالعصي في مقر النيابة أيضًا. وأضاف: "أمناء الشرطة دخلت تقول له: عنك يا باشا وكملوا ضرب فيه، والضابط قاله: إنزل بوس الجزمة يا بن .... وفعلاً خلاه يبوسها". وفقاً لرواية النقيطي.

حفلات تعذيب
التعذيب في مصر يمكن أن يكون من قبيل "المجاملة"، لشخص صاحب نفوذ، ويتعرّض الضحية لما يعرف في أوساط ضباط وأمناء الشرطة بـ"حفلة"، حيث يتناوبون على ضربه وتعذيبه في قسم الشرطة طوال الليل، أو خلال فترة احتجازه، وهو ما حصل مع المواطن، رأفت فوزي إبراهيم، حيث عذّب في قسم شرطة المنتزه أول، وتم تلفيق 4 تهم له، وجرى الاستيلاء على أمواله وهاتفه الجوال، مجاملة لسيدة صاحبة نفوذ.

وقال إنه كان يجري بعض الإصلاحات في شقته، وفوجئ بمالك العقار ومعه عدد من البلطجية يتهجمون عليه وعلى العمال، فأصابوه بجروح، وتوجّه إلى قسم المنتزه أول لتحرير محضر، ولكنه فوجئ بالتعامل السيىء هناك، إذ تعرّض للضرب بقسوة.وأضاف أن "أمناء الشرطة قالوا هنعمل عليه حفلة النهارده"، مشيرًا إلى أنهم لفقوا له 4 اتهامات.

وأوضح منصور حمدي، ناشط حقوقي يدافع عن ضحايا التعذيب، أن الحملة كشفت عن 5 حالات تعذيب، إلا أن 4 منها رفضت الظهور الإعلامي، للحديث عن الاعتداء، خوفًا من بطش وزارة الداخلية. وأضاف منصور أنه على الرغم من صدور قرار بإخلاء سبيل المهندس رأفت، إلا أنه تمت إعادته إلى القسم واحتجازه وضربه مرة أخرى في مخالفة للقانون.

تعذيب بالملابس الداخلية
كما تعرّض المواطن، محمد درويش خضير للتعذيب، نزيل سجن بورسعيد العمومي، على خلفية القضية رقم 4666 جنايات المناخ لسنة 2011، بتهمة خطف شخص ومقاومة السلطات. وقال في شكوى أرسلها إلى المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إنه تعرّض لأبشع صنوف التعذيب من قبل أحد ضباط السجن، مما أدى إلى حدوث كسور في أضلاعه وتدهور حالته الصحية، وتم منع الزيارة عنه، فضلًا عن حرمانه من التغذية السلمية، والتي لم تعد تتعدى نصف رغيف يوميًا، وتركه بالملابس الداخلية ورفض علاجه.

ولفت حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة إلى أن استشراء التعذيب كان أحد الأسباب الأساسية لقيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأضاف أنه رغم ذلك مازالت جريمة التعذيب تتم داخل أقسام الشرطة والسجون، من أجل الحصول على معلومات من المواطنين أو إجبارهم على الإدلاء باعترافات معينة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر الذي لا يتلاءم بأية حال من الأحوال مع منجزات ثورة 25 يناير، ومطالبًا كل الجهات بإعلان موقف حازم تجاه ممارسات تعذيب المواطنين احترامًا لمبدأ سيادة القانون وانتصارًا للكرامة الإنسانية.

ودعا إلى الوقوف بقوة إزاء مثل هذه الممارسات، مع ضرورة قيام الحكومة المصرية بالتصديق على الإعلانين، المشار إليهما في المادتين 21 و22 من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، واللذين يمكن بمقتضاهما للجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة أن تبتّ في الشكاوى المقدمة من دول وأشخاص تتعلق بانتهاك مصر لإلتزامها المنصوص عليه في الاتفاقية بشأن جرائم التعذيب.

51 حالة تعذيب خلال شهر
وكشف مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، عن قتل 24 مواطنًا، وتعذيب 51 آخرين، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي. وذكر المركز في تقرير له أن تسع وفيات، وقعت نتيجة لأحداث فتنة الخصوص، وسقط ستة قتلى آخرين برصاص الشرطة، في محافظات أسيوط والمنيا والأقصر في أحداث مختلفة، كما سقط قتيلان، أحدهما في مركز شرطة بني سويف، والثاني في قسم مصر الجديدة، بدعوى انتحارهما، وتوفي آخر في قسم إمبابة بهبوط حاد في الدورة الدموية، وفقًا للتقرير الطبي الخاص به.

وأضاف المركز أن شهر أبريل شهد أيضًا حادثة وفاة الطالبة جهاد عماد، دهسًا تحت عجلات سيارة أستاذة في الجامعة، وسقط قتيل آخر في أحداث دار القضاء العالي، التي أتت بعد تظاهرات ذكرى 6 أبريل، عبر إصابته بكسر في الجمجمة، جراء اشتباكه مع أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار المركز إلى أنه رصد 51 حالة تعذيب، من بينهم 20 تم تعذيبهم بوساطة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، و27 حالة تعذيب من قبل رجال الشرطة داخل وخارج الأقسام، وخمسة من قبل الأهالي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف