الاشتباكات استمرت في صيدا وارتفعت وتيرتها صباحاً
الجيش اللبناني يطوق مسجد بلال بن رباح بالكامل ويتعرض للقنص
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تستمر الاشتباكات وعمليات القنص في منطقة صيدا جنوب لبنان، وارتفع عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش اللبناني. ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى اجتماع صباح اليوم في بعبدا لبحث التطورات، في وقت أكدت معلومات أن الشيخ أحمد الأسير لايزال موجودًا في مسجد بلال بن رباح المطوّق من الجيش بشكل كامل.
بيروت: لم يهدأ ليل لبنان ولم يخلُ من الشغب الأمني في مناطق مختلفة على خلفية أحداث صيدا، التي انفجرت منذ بعد ظهر الأمس، حيث اشتبك مناصرو الشيخ أحمد الأسير، إمام مسجد بلال من رباح، مع الجيش اللبناني، وأدت المعارك إلى وقوع عدد من القتلى من الطرفين، من بينهم ضباط في الجيش.
ودعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزراء والقادة الأمنيين الى اجتماع صباح اليوم في بعبدا. وأكد "أن لدى الجيش التكليف الكامل لضرب المعتدين وتوقيف المنفذين والمحرضين وسوقهم الى العدالة، للحفاظ على أمن اللبنانيين وكرامة الجيش وهيبته".
وسيخصص هذا "الاجتماع لبحث الوضع الامني في صيدا، وسيضمّ، الى سليمان، كلاً من وزير الدفاع فايز غصن ووزير الداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل". وأوضح مصدر عسكري لصحيفة "الجمهورية" أن "قيادة الجيش لن توقف العمليات العسكرية في صيدا وهي ماضية في العمل للقبض على الشيخ احمد الاسير".
وقالت صحيفة "النهار" إن "الاجتماع اليوم في قصر بعبدا والذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيؤكد رفض الدعوات الى العسكريين للانشقاق عن قيادتهم، وسيوفر دعماً اضافياً لوجستياً، وغطاء سياسياً للجيش للقيام بمهمته في فرض الامن، وقطع دابر الفتنة، وسيكون الاجتماع خطوة اولى، وقد تدعو حكومة تصريف الاعمال الى جلسة طارئة اذا لم تحسم الامور اليوم".
أمنياً، أكدت مصادر عسكرية أن الجيش يطوق مسجد بلال بن رباح بالكامل ويتعرض بالوقت نفسه لأعمال قنص وأن العملية العسكرية مستمرة الى نهايتها. وتستمر حتى هذا الوقت الاشتباكات العنيفة في صيدا يتخللها اطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص، وسجّل اطلاق نار من أسطح مبانٍ مرتفعة.
كما لم تتوقف هذه الاشتباكات ليلاً، حيث سمع خلال الليل إطلاق نار بشكل متقطع في منطقتي عبرا والهلالية بصيدا، وتصاعدت عمليات القنص، كما وقعت اشتباكات داخل شارع مكسيموس قرب مسجد بلال بن رباح بين مسلحي الأسير وعناصر الجيش تفصلهم امتار قليلة.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام، إن عناصر مسلحة في منطقة تعمير عين الحلوة، يطلقون النار على الجيش في المنطقة، والجيش يرد على مصادر النيران. وأكدت الوكالة ارتفاع عدد شهداء الجيش إلى 12 شهيداً، وعشرات الجرحى.
وبعد أن أكدت معلومات في وقت سابق أمس أن الشيخ أحمد الأسير غادر منطقة عبرا نهائياً، ورد اليوم في صحيفة "الجمهورية" إن الأسير ما زال داخل مسجد بلال بن رباح الذي يطوّقه الجيش من كل الجهات"، في وقت تحدثت فيه معلومات أخرى عن مقتل أحد مرافقي الفنان فضل شاكر، الذي شوهد يحمل رشاشاً من طراز ماغ 7.62 ملم خلال الاشتباكات في صيدا، إلا أن شاكر ينفي الأنباء التي تحدثت عن إصابته أو أي من مرافقيه.
وقالت صحيفة "السفير" إن مجموعات مسلحة وتحديدًا من "جند الشام" دخلت على خط اشتباكات صيدا وأطلقت النار على مواقع للجيش لاستدراجه الى معركة جانبية. وسقطت قذيفة على حي المنشية في مخيم عين الحلوة أدت إلى اصابة أحد المنازل.
أما في بيروت فأفادت معلومات عن "قطع الطريق في شارع فردان في بيروت احتجاجًا على حوادث صيدا". ووجه سكان المناطق التي تقع فيها الاشتباكات، نداء يناشدون فيه الجيش وقوى الامن الداخلي وجمعيات الإسعاف الاهلية وكل العقلاء، العمل على نقلهم إلى أماكن آمنة.
وعلى صعيد آخر وقعت اشتباكات في منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت بين عائلتي زعيتر وحجولا، وقد تطور الإشكال الى استعمال الأسلحة الرشاشة وقذائف الـ"آر.بي.جي"، ما أدى الى قوع ثلاثة جرحى. وقد تدخل الجيش وعمل على تطويق الحادث.
بري
وقالت صحيفة "النهار" إن "رئيس مجلس النواب نبيه بري أجرى اكثر من اتصال برئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة، واكد لهما عدم مشاركة عناصر من "حزب الله" و"امل" في الاشتباكات في صيدا، وأن المطلوب اعطاء الدور الكامل للجيش".
جنبلاط
ودان رئيس "جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط"، الدعوات إلى الإنفصال عن الجيش، واصفًا هذه الدعوات بـ"المخيفة والمريبة والخائنة" بحق الجيش". وقال في إتصال مع برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "الجديد": "نحن مع الجيش بكل مفصل من مفاصل تثبيت الأمن ولست خائفًا من الفتنة"، مضيفًا "ليس لنا أي خيار إلا الجيش والدولة".
وشدد على أنه "لا يمكن أن نطلب من الجيش التفاوض مع من قتل ضباطه وعناصره"، معتبرًا "أن الحل هو بتسليم الذين قتلوهم وإعادة صيدا إلى أهلها دون الظواهر الأسيرية التي تريد أن تأسر صيدا في الفتنة".
المشنوق
أما عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق فأكد لصحيفة "الأخبار" أن التيار يدعم الجيش لأنه "الخيار الوحيد لحماية السلم الأهلي، ولا خيار آخر لنا". ورأى أن على "المؤسسة العسكرية اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي مدينة صيدا وأهلها".
واوضح أنه "لا يوجد خطاب مزدوج عند قيادات المستقبل، وهي تؤكد دعمها الجيش سياسياً، في الوقت الذي تقول فيه القيادة العسكرية إنها لا تحظى بغطاء سياسي"، معتبراً أن "الحلّ الوحيد هو في استئصال المشكلة من أساسها وإزالة الورم، من دون أن يذكر ما هي الخيارات المتاحة أمام الجيش"، رافضاً أن "يكون الحل في قتل امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير أو اعتقاله لأن ذلك سيزيد من التوتر الحاصل".
وانتقد "اختراع ما يسمى سرايا المقاومة التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الفتنة"، رافضاً دعوة الأسير إلى الجهاد لأن "الجهاد لا يكون إلا ضد العدو الإسرائيلي". كما رفض دعوته "عناصر الجيش السنة الى الانشقاق"، مؤكداً أن "هذا المنطق غير وارد في أدبياتنا".
عباس
وفي سياق متصل أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حديث تلفزيوني أنه "يمنع منعًا باتًا التدخل أو استخدام السلاح بلبنان تحت أي ظرف كان"، مشيراً الى انه "أصدر تعليماته الى السفير الفلسطيني في لبنان لمنع اي تدخل في أحداث لبنان".
تعليق أعمال
أعلنت نقابة المحامين في بيروت عن تعليق الجلسات والعمل غداً إستنكارًا لما يجري في صيدا وتضامناً مع الجيش. طلب نقيب الاطباء في لبنان بيروت انطوان البستاني، في بيان من "الاطباء التوقف عن العمل غدًا في المستشفيات كافة بين الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة ظهراً، ما عدا مراكز الطوارئ والحالات الطارئة، تضامنًا مع الجيش اللبناني واستنكارًا لاستشهاد واصابة العديد من عناصره".
كما طلب نقيب أطباء الأسنان في لبنان البروفسور إيلي عازر المعلوف، من جميع أطباء الأسنان، إلى وقف العمال غدًا لمدة ساعة ما بين الحادية عشرة قبل الظهر والثانية عشرة ظهرًا، تضامنًا مع الجيش واستنكاراً لما تعرض له وأدى إلى استشهاد وإصابة العديد من ضباطه وعناصره.