أنباء تواترت... ثم اتهامات وجّهت
هل شارك حزب الله في قتال أحمد الأسير؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتواتر منذ مساء الأحد أنباء عن مشاركة حزب الله في معارك صيدا، بين الجيش اللبناني ومسلحي الشيخ أحمد الأسير، عززتها أخبار عن تكبده بعض الخسائر، وتوّجتها اتهامات مباشرة من شخصيات سنية في صيدا وطرابلس، بينما التزم الحزب الصمت.
بيروت: تفاجأ الجميع الأحد مع وصول أنباء استهداف مسلحي الشيخ أحمد الأسير نقطة مراقبة تابعة للجيش اللبناني في صيدا، وقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابط. كانت مفاجأة فعلًا، إذ كانت كل الأنظار متوجهة نحو صدام حتمي بين مسلحي الأسير ومسلحي سرايا المقاومة، التنظيم الرديف لحزب الله، بعد جولة من القتال في الأسبوع الماضي، وجولة تهديدات من الأسير ومن أحد أنصاره، المغني السابق فضل شاكر، باستهداف عناصر حركة أمل وحزب الله في صيدا.
تواتر أخبار
طيلة ساعات القتال الضاري أمس الأحد، لم تأت وسائل الاعلام اللبنانية، ولا تصريحات المسؤولين من أطراف عديدة، على أي ذكر لأي طرف آخر في معركة صيدا، إلا الأسير والجيش اللبناني. حتى كان المساء، فكان النائب وليد جنبلاط أول من أثار هذه المسألة مواربة، حين أعلن خلال تصريح هاتفي متلفز أنه اتصل بقياديين في حزب الله طالبًا منهم سحب عناصر الحزب من حول بيت النائب بهية الحريري في صيدا، فوعدوه خيرًا.
وكانت هذه الشرارة التي أطلقت سلسلة من الأنباء، اخترقت التوافق الاعلامي والسياسي على الالتزام بخطاب موحد، مناصر للجيش اللبناني، شاجب لكل اعتداء على المؤسسة العسكرية.
فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تجمعات لعناصر حزب الله في تلال مجدليون، ونصبهم مرابض مدفعية، تولت مساندة عناصر الجيش اللبناني بتأمين الغطاء المدفعي لهم في هجومهم على مجمع الأسير في عبرا.
كما تناقلت المواقع أخبارًا عن وصول حشود لحركة أمل إلى حارة صيدا، للمشاركة في القتال. لم يصدر أي نفي من الجانبين في هذه المسألة، غير أن نبيه بري، رئيس حركة أمل ورئيس مجلس النواب، طالب مناصريه مساء الأحد بضبط النفس. كذلك قالت قناة المستقبل إن الحزب تكبد خسائر بشرية في القتال في صيدا، إذ فقد ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، نقلوا إلى مستشفى الراعي في صيدا. وكان المستشفى أعلن مرارًا خلال الليل حاجته إلى وحدات دم.
مشاركة خفية
اليوم الاثنين، قال مصدر مطلع على ما يجري في صيدا، في تصريح إعلامي، إن عناصر من حزب الله وحركة أمل تشارك في الإشتباكات في صيدا بطريقة غير مباشرة، من خلال توريط صيداويين منضوين في سرايا المقاومة والتنظيم العربي الناصري، بالإضافة إلى مناصري الشيخ ماهر حمود.
وأضاف: "التنظيم الناصري وحمود ينفيان هذا الأمر، لكنّه يحصل بالفعل، فحزب الله يخطط ويستخدم أبناء صيدا لتنفيذ خططه". وكشف المصدر نفسه أن أحياء صيدا الداخلية شهدت انتشارًا واسعًا لمسلحين تابعين إلى تنظيمات 8 آذار"، ملمحًا إلى مشاركة خفية لعناصر الجماعة الإسلامية في صيدا. أضاف: "يتنقل عناصر حزب الله وحركة أمل بسيارات داكنة الزجاج، ويطلقون النار في شوارع المدينة".
من جانبه، أوضح الأسير أمس ملابسات ما حدث في محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا، وأدى إلى الهجوم عليه. قال: rdquo;قام عناصر حاجز للجيش اللبناني، نُصب بشكل إستفزازي في محيط المسجد، بالاعتداء على اثنين من مناصرينا ضربًا وسبًّا وشتمًا.
وعند سعي عدد من المناصرين لاستيضاح حقيقة ما جرى، قام عناصر من الحاجز المذكور بإطلاق النار بشكل مباشر على المناصرين، وتزامن ذلك بشكل فوري مع إطلاق النار من شقق حزب الله المدجّجة بأسلحة في محيط المسجد، في خطوة تدل على تنسيق وقرار بين الطرفين.
وما هي إلا دقائق معدودة حتى بدأت القذائف الصاروخية من العيار الثقيل بالتساقط على المسجد مباشرةً، وعلى كل ما يحيط بالمسجد من مبانٍ سكنية آمنة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات في صفوف النساء والأطفال والمدنيين".
اتهامات مباشرة
وهذه الأنباء تصب في خانة توثيق معلومات تثير أكثر من علامة استفهام حول المسؤول الفعلي عما حصل، إذ أفادت جهات سنية عديدة في صيدا وفي طرابلس بأن الأسير والجيش وقعا في فخ استدرجتهما إليه أطراف أخرى، موجهين أصابع الاتهام إلى حزب الله، الذي أراد وضع الأسير في مواجهة مباشرة مع الجيش اللبناني، لأنه يعرف مسبقًا أن من يواجه الجيش اللبناني خاسر ميدانيًا وشعبيًا.
وفي هذا الاطار، وردت معلومات تؤكد أن المعركة لم تبدأها جماعة الأسير، بل كان هناك ساعة صفر محددة لإشعال صيدا، وبعدها لبنان، في حرب مفتوحة.
وفي السياق نفسه، أتى المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس هيئة علماء المسلمين سالم الرافعي اليوم، بعد اجتماع في مكتبه ضم علماء ومشايخ وفاعليات طرابلسية، إذ استنكر مشاركة عناصر حزبية "في قتل النساء والأطفال في صيدا".
وقال: "لن نتدخل بعد اليوم لضبط الشارع، ولتتحمل الدولة اللبنانية مسؤولية تآمر بعض عناصرها مع حزب الله". وأصاف: "هناك عناصر حزبية ترتدي ثيابًا مدنية، تشارك الجيش في عملياته الحربية، وفي هجومه على مسجد بلال بن رباح".
ويذكر أن الرافعي حاول أمس التوسط بين الجيش والأسير لوقف القتال، لكن وساطته فشلت، وهو حمل الجيش مسؤولية هذا الفشل. إلى ذلك، اجتمع في الثالثة من بعد ظهر اليوم الإثنين قادة المحاور في باب التبانة، وقرروا إمهال الجيش اللبناني حتى الساعة السادسة من عصر اليوم ليوقف هجومه على الأسير ومسجد بلال بن رباح، مهددين بإشعال محاور طرابلس بشكل لم يسبق له مثيل، وبتوجيه صفعة قاسية لجبل محسن ولكل من سيناصره أو يحميه، ردًا على تآمر حزب الله والجيش اللبناني على الأسير والسنة في صيدا، كما قالوا.