أخبار

الحقيقة تاهت وسط تضارب الاقوال والاتهامات المتبادلة

مشاعر الغضب تسيطر على انصار مرسي في موقع "المذبحة"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سيطرت الفوضى ومشاعر الغضب والهلع الاثنين على مئات الاسلاميين من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي والمعتصمين امام مسجد رابعة العدوية بعد مقتل 51 منهم فجرا في اطلاق نار امام دار الحرس الجمهوري في ظروف ضاعت حقيقتها وسط تبادل الاتهامات.

القاهرة: مشاعر الهلع والقلق بدت ظاهرة على وجوه العشرات من الذين جاؤوا يبحثون عن اسماء ذويهم في لائحة القتلى والمصابين في مستشفى حكومي متوسط الامكانيات وسط صدامات بين مئات الاسلاميين من انصار مرسي وقوات الامن في مفترق طرق قرب طريق صلاح سالم الرئيسي المؤدي الى المطار. وسقط 51 قتيلا واكثر من 400 مصاب في اطلاق نار امام دار الحرس الجمهوري، الذي يتهمه الاخوان بخيانه مرسي، اول رئيس منتخب ديموقراطيا في مصر والذي عزله الجيش الاربعاء الماضي بعد تظاهرات شعبية حاشدة طالبت برحيله. وفي اجواء من التشنج والحر الشديد، اختلطت دموع الاطباء المنهمرة بعرقهم وهم يجرون عملية جراحية معقدة لشاب مصاب بطلق ناري. مسرح اجراء العملية لم يكن سوى مستشفى ميداني بدار مناسبات ملحق بمسجد رابعة العدوية والذي يعتصم امامه عشرات الالاف من انصار مرسي منذ قرابة 12 يوما. ورصت العشرات من الجثامين على ارضية لطختها الدماء في مشرحة ميدانية. وقال الطبيب صلاح الدسوقي لفرانس برس "معظم الاصابات سببها الرصاص الحي في العنق والقلب والبطن.. لقد كانت مجزرة". سيارات الاسعاف البرتقالية لم تتوقف عن نقل الجرحى الى هذا المستشفى الميداني، بمساعدة من سيارات خاصة للاهالي. وفي شارع الطيران الواصل بين المسجد ودار الحرس الذي شهد الفاجعة، كانت الاجواء اشبه باجواء حرب حيث اختلط هواء الصباح برائحة الدماء ورائحة الغاز المسيل للدموع النافذة فيما امتلأت ارضية الشارع الهادىء عادة بالحجارة المدببة والرخام وكسر الزجاج. كما اصطفت على جانبي هذا الشارع سيارات محطمة النوافذ واخرى مدمرة، فيما ظهرت فوق المكان سحابة كثيفة من الدخان الاسود الناتج عن احراق المتظاهرين لبعض الاطارات والاشجار لتقليل اثر الغاز. المتظاهرون الغاضبون حطموا حجارة الارصفة مكونين حواجز متوسطة الارتفاع حالت بينهم وبين مئات من جنود الجيش يقفون مرتدين خوذا زرقاء على بعد امتار قليلة . وقال ايمن سيد القادم من الشرقية (دلتا النيل) وقد غطت وجهه بقع دماء "الشرطة اطلقت علينا الخرطوش.. هذه الدماء سببتها طلقات الخرطوش"، الا ان وجه الفتى بدا خاليا من اي علامات تدل على الاصابة حقا بالخرطوش الذي يترك جروحا غائرة. لكن كان هناك مصابون اخرون تمت معالجتهم من ثقوب عميقة سببتها طلقات حية وطلقات خرطوش. مشاعر الغضب العارمة على سقوط القتلى انصبت على وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي قاد عملية عزل مرسي. وعلى حائط مبنى تابع لوزارته كتب باللون الاسود "قريبا مقر الخلافة الاسلامية" و"اعدام للسيسي"، الجنرال الشاب الذي يحمله انصار مرسي مسؤولية انهيار حكمهم والقضاء على حلمهم في اقامة دولة الخلافة. الطريق الى دار الحرس الجمهوري، كان مغلقا بعشرات من الاليات العسكرية، التي اضطر احد ضباطها في ساعة باكرة لاطلاق رصاصة في الهواء لصد مسيرات الاسلاميين لكن مراسل لفرانس برس تمكن عبر ممرات جانبية ضيقة من الوصول مباشرة الى قلب اعتصام الاسلاميين. وقال الملتحي ايمن ابراهيم القادم من محافظة اسيوط، "الحرس الجمهوري اطلق النار علينا ونحن نصلي الركعة الثانية" وهو ما اكدته شيماء يونس التي قالت وهي تنتحب "كنا نصلي الفجر في الصفوف الخلفية وفي الركعة الثانية اطلق الحرس الجمهوري النار علينا". وتختلف هذه الرواية مع ما قاله الجيش من ان "مجموعة ارهابية" حاولت اقتحام الدار العسكري مطلقة النار ما ادى الى مقتل ضابط واصابة عدد من الجنود بينهم ستة في حالة خطيرة. ويؤكد اخرون من انصار مرسي ان البلطجية هم الذين تدخلوا اولا. ويقول انس ايمن "بلطجية امن الدولة اطلقوا النار علينا ونحن نصلي الفجر من الناحية اليمنى...اختبأوا خلف مدرعات الشرطة وعندما حاولنا الاحتماء بالجيش اطلقوا النار علينا ايضا". هذا ما اكده زميل له يدعى حسين بتفاصيل مختلفة قليلة قائلا "البلطجية ظهروا من الجانب الايمن واطلقوا علينا الخرطوش بكثافة ثم تبعهم الجيش بالغاز المسيل للدموع فحاصرونا بين النار والغاز". وقال انس "انه وزملاءه واجهوا البلطجية المسلحين بالشوم والحجارة"، لكن زميلا له قال "كان معنا ايضا خرطوش". من جانبه قال بدر الدين عادل ان عناصر من الاخوان القوا عبوات حارقة على الجيش مما تسبب في احتراق ثلاثة ادوار لشركة في بناية مجاورة. رواية اخرى لاحمد عمر المقيم في بناية مطلة على دار الحرس "استيقظت على اصوات اعيرة نارية وشاهدت قتلى وجرحى لكنني لم ار من الذي اطلق النار والفوضى كانت تعم المكان". وهكذا تاهت الحقيقة وسط تضارب الاقوال والاتهامات المتبادلة لتضيع تحت الركام المغطى بالدماء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف