أخبار

قتلى وجرحى في الاشتباكات وحرق مقر للإخوان في المنوفية

الأزمة المصرية تتفاقم: قلق دولي والسفارة الأميركية تغلق أبوابها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تفاقمت الأزمة في مصر بمقتل 72 شخصًا على الأقل في اشتباكات دامية بين أنصار الرئيس الإسلامي المخلوع محمد مرسي وقوات الأمن في طريق النصر شمال شرق القاهرة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من تجمع الإخوان المسلمين المستمر منذ شهر، وأكدت السلطات أنها ستفضه "في القريب العاجل".

القاهرة: أصيب 15 شخصًا بجروح بطلقات رصاص حي وخرطوش بمحافظة بورسعيد بالدلتا (شمال شرق)، إثر اشتباكات بين انصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي ومعارضيه، بحسب ما افاد شهود ومصادر استشفائية. ووقعت الاشتباكات اثر تشييع جنازة شاب من انصار مرسي قتل في واقعة مدينة نصر فجر السبت.

وقال شهود إنه تم اطلاق النار على كنيسة قبطية ومحال تجارية وسيارات تحمل صور الفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش ووزير الدفاع الرجل القوي في البلاد خصوصًا منذ الاطاحة بمرسي في الثالث من تموز (يوليو).

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الحكومية عن مسؤول بمستشفى بورسعيد العام أن المستشفى "استقبل صباح اليوم 15 مواطنًا اثر اصابتهم بطلقات نارية وخرطوش احدهم اصابته خطرة، حيث تلقى طلقًا ناريًا بالصدر عقب قيام مجموعة من مؤيدي الرئيس المعزول باطلاق نار عشوائي بمحيط مسجد التوحيد الذي يمثل مقر اعتصامهم بدائرة حي الزهور".

وفي هذا السياق، "تم الاعتداء بالاسلحة النارية على كنيسة ماري جرجس وسيارة شرطة وعدد من السيارات والمحلات التي تضع صور الفريق السيسي". وقال مصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه شاهد "خمسة جرحى اثنان منهم حالتاهما خطيرتان بعد اصابتهما برصاص في الرقبة والصدر".

وفي المنوفية بالدلتا (شمال) نشب "حريق هائل" في مقر الاخوان بمدينة السادات اثر خروج الاهالي في مسيرة ردًا على مسيرة لانصار مرسي "خرجت من مسجد النور مرددة هتافات مناهضة للجيش المصري والفريق عبد الفتاح السيسي".

واضافت الوكالة أن ذلك "أثار حفيظة واستياء الاهالي الذين خرجوا في مسيرة مضادة وقاموا بحرق المقر ردًا على هتافات مؤيدي (الرئيس) المعزول". ولم تسجل اصابات. وقتل 72 شخصًا فجر السبت في اشتباكات بين انصار مرسي وقوات الامن في القاهرة.

قلق دولي

وأثارت حصيلة السبت التي أعلنها مصدر حكومي وهي الاكبر منذ ازاحة الرئيس المخلوع محمد مرسي، سلسلة تحذيرات الى السلطات الجديدة في مصر التي قالت إنها تريد تفريق الاعتصامات.

فقد أعرب وزير الخارجية الاميركية جون كيري في بيان عن قلق واشنطن "العميق" بعد "اراقة الدماء والعنف" في مصر. واضاف أن السلطات المصرية "لديها واجب اخلاقي وقانوني باحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير".

من جانبه، أبدى وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، "قلقه البالغ"، إزاء الوضع الأمني وأعمال العنف الأخيرة في مصر. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية، وعلى لسان الناطق باسمها، جورج ليتل، أن هاغل، وأثناء محادثة هاتفية مع نظيره المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، حث على ضبط النفس خلال هذه الفترة الصعبة التي تمر بها مصر.

وبحسب ما جاء في بيان ليتل: "تعتقد الولايات المتحدة أن المرحلة الانتقالية الحالية بحاجة لأن تكون أكثر شمولية، وأنه يجب على السلطات المصرية تجنب الاعتقالات المسيسة وعمليات التوقيف، واتخاذ المزيد من الخطوات لمنع إراقة المزيد من الدماء وإزهاق الأرواح".

وعلى صعيد موازٍ، أعلنت السفارة الأميركية في مصر، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إغلاق أبوابها، اليوم الأحد، مع وقف تنفيذ الخدمات القنصلية العادية.

وأوضحت أنه على سبيل الممارسة العامة، ينبغي على المواطنين الأميركيين تجنب المناطق، التي قد تحدث فيها تجمعات كبيرة، لأن المظاهرات أو الأحداث التي يقصد منها أن تكون سلمية قد تتصاعد وتصل إلى العنف، طبقاً للبيان.

وفي اسطنبول، دان رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ما وصفه بأنه "مجزرة" في مصر، وانتقد الاسرة الدولية والدول الاسلامية خصوصًا على "صمتها"، بينما دعت وزارة الخارجية التركية من جانبها الى نقل السلطة الى "قيادة ديموقراطية".

وفي الوقت نفسه تظاهر مئات في اسطنبول تعبيرًا عن دعمهم لمرسي. ودعت فرنسا "كافة الاطراف وخصوصًا الجيش الى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس"، بينما اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي السبت عن قلقه الشديد حيال اعمال العنف في مصر.

اما في لندن، فقد دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "استخدام القوة ضد المتظاهرين" ودعا "الفريقين الى وضع حد لاعمال العنف".

الأزهر لتحقيق قضائي

وفي مصر، ندد شيخ الازهر الامام الاكبر احمد الطيب في بيان بسقوط ضحايا، مطالبًا بفتح "تحقيق قضائي عاجل وانزال العقوبة الفورية بالمجرمين المسؤولين عنه ايًا كانت انتماءاتهم أو مواقعهم".

واضاف أن "الازهر الشريف ينادي ويستصرخ العقلاء من كل الفصائل أن يبادروا فورًا ودون اقصاء الى الجلوس على مائدة حوار"، محذرًا من أنه "لا بديل للحوار الا الدمار". من جهته، قال نائب الرئيس الموقت للعلاقات الدولية محمد البرادعي في تغريدة على حسابه على تويتر إنه "يدين بكل قوة الاستخدام المفرط للقوة وسقوط الضحايا"، مؤكدًا "اعمل بكل جهد وفي كل اتجاه لإنهاء المواجهة بأسلوب سلمي".

المعارضة "حزينة"

وعبرت جبهة الانقاذ الوطني المصرية عن "الحزن" لمقتل عدد كبير من المصريين متهمة جماعة الاخوان المسلمين بالاستمرار في "نهج عدائي تحريضي".

واعلن خالد الخطيب رئيس الادارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة في وزارة الصحة المصرية مساء السبت أن الاشتباكات في مدينة نصر اوقعت 72 قتيلاً، واكثر من 400 جريح. وقال إن "عدد القتلى جراء اشتباكات الجمعة والسبت بالاسكندرية والقاهرة، ارتفع إلى 80 قتيلاً من بينهم 72 قتيلاً امام النصب التذكاري في محيط اعتصام رابعة العدوية".

أما جرحى اشتباكات القاهرة "فبلغ 411 (..) خرج 83 منهم من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج ولايزال 328 تحت العلاج". واعلن انصار مرسي اولاً عن سقوط "اكثر من مئة قتيل". غير أن احمد عارف المتحدث باسمهم عاد وتحدث في مؤتمر صحافي بعد ظهر السبت عن سقوط "66 قتيلاً على الاقل" في اشتباكات فجر السبت في شارع النصر.

الشرطة والبلطجية!

وبدأت الاشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة السبت عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين الاسلاميين قطع مطلع جسر 6 اكتوبر الحيوي الذي يربط شمال وشرق القاهرة بوسط المدينة وجنوبها. وبحسب شهود عيان، فإن الشرطة و"البلطجية" اطلقوا الرصاص الحي والخرطوش على المتظاهرين الاسلاميين.

ووقعت المواجهات على بعد ثلاثة كيلومترات من مسجد رابعة العدوية حيث يعتصم الاسلاميون منذ 28 حزيران/يونيو الماضي بعد ساعات من تظاهرات شاركت فيها حشود هائلة الجمعة في القاهرة والعديد من المحافظات بدعوة من رجل مصر القوي وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي طلب من المصريين بالنزول الى الشوارع لتفويضه بمواجهة الارهاب.

الإسلاميون يتهمون السيسي

واتهم الاسلاميون الفريق اول السيسي بالوقوف وراء ما سموه "مجزرة" مدينة نصر وهتف شبان في ساحة رابعة العدوية "السيسي سفاح". لكن وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم اتهم في مؤتمر صحافي الاسلاميين "بافتعال واقعة (الاشتباكات الدامية) لاستثمارها سياسيًا".

وقال إن قوات الشرطة "كانت متواجدة في شارع النصر وبينها وبين ميدان رابعة العدوية، حيث الاعتصام مسافة كبيرة ولم تتقدم القوات نحو المعتصمين بل هم الذين تحركوا حتى مكان القوات من اجل ان يستثمروا ذلك سياسيًا".

وأكد أن قوات الشرطة فرقت المتظاهرين الاسلاميين "بالغاز المسيل للدموع" عندما حاولوا قطع جسر 6 اكتوبر لكنهم "عادوا فجأة الى حيث كانت قوات الشرطة متواجدة وبدأوا في اطلاق الاعيرة الحية والخرطوش على القوات". واضاف أن "عددًا كبيرًا من الضباط والمجندين في الشرطة مصابون بالرصاص الحي وبالخرطوش من بينهم ضابطان في مستشفى مدينة نصر اصيبا بطلقتين في العين حالتاهما خطيرتان".

وأوضح أنه تم القبض على 73 شخصًا خلال الاشتباكات في مدينة نصر في القاهرة. وابدت السلطات المصرية السبت حزمًا واضحاً في التعامل مع الاسلاميين.

فض الاعتصام قريبًا

فقد أكد وزير الداخلية أنه سيتم فض اعتصامي الاسلاميين في القاهرة في "القريب العاجل" و"بأقل قدر من الخسائر". وقال ابراهيم "نتمنى أن يتعقلوا وأن يفضوا هذا الاعتصام قبل أن نفضه بالقوة حفاظًا على الدم"، مشددًا على أنه "سيفض بالطريقة التي لا تحدث قدراً كبيراً من الخسائر لأن كل المتواجدين في رابعة هم مصريون".

واتهم قيادات جماعة الاخوان المسلمين والاحزاب المتحالفة معها والصادرة اوامر قضائية بتوقيفها "بالاحتماء وسط المعتصمين"، لذلك لم يتم توقيفهم حتى الآن. واعلنت سلطات مطار القاهرة الدولي تشديد الاجراءات الامنية على القادمين من اربع دول هي افغانستان وباكستان وليبيا واليمن "لمنع دخول ركاب غير مرغوب فيهم".

وفي العريش شمال سيناء، قتل مواطن وتوفي ضابط متأثرًا بجروح اصيب بها في هجوم في الايام الاخيرة.

واسفرت اعمال العنف التي تشهدها مصر منذ 26 حزيران (يونيو) عن مقتل 310 أشخاص، بينهم 50 في سيناء، واصابة اكثر من 3 آلاف آخرين بجروح، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادًا الى تقارير صحية رسمية. (التفاصيل)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف