أخبار

مجلس الأمن يطلب كشف الحقيقة حول هجوم الغوطة

باريس تريد استخدام القوة في حال ثبت استخدام الكيميائي في سوريا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

توالت ردود الفعل المستنكرة لاستخدام النظام السوري غاز الأعصاب في قصف مدن وقرى في ريف دمشق، فيما طالب مجلس الأمن بكشف الحقيقة حول الهجوم الكيميائي.

بيروت، الوكالات: أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس ان فرنسا تريد "رد فعل باستخدام القوة" في حال ثبت وقوع هجوم بالسلاح الكيميائي في سوريا، مستبعدًا إرسال قوات على الارض.

وقال فابيوس متحدثا لمحطة بي اف ام تي في انه "في حال ثبت (استخدام اسلحة كيميائية) فان موقف فرنسا يقضي بوجوب ان يكون هناك رد فعل" مشيرا الى وجوب ابداء "رد فعل باستخدام القوة" معتبرا في الوقت نفسه "من المستحيل" ارسال عسكريين على الارض.

وتابع "هناك احتمالات للرد" رافضا اضافة اي توضيحات. وكان فابيوس تحدث في 4 حزيران (يونيو) عن امكانية الرد "بطريقة مسلحة" بعدما اتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد باستخدام غاز السارين لمرة واحدة على الاقل مؤكدا ان "كل الخيارات مطروحة".

لكنه قال الخميس انه "غير وارد" ارسال قوات على الارض مضيفا ان "هذا مستحيل". واتهمت المعارضة السورية الاربعاء النظام بقتل 1300 شخص في هجوم بالاسلحة الكيميائية وقع في ريف دمشق غير ان النظام نفى ذلك فيما تحدث حليفه الروسي عن "عمل استفزازي".

وقال فابيوس انه اذا ما "ثبت" وقوع هذا الهجوم "اعتبر ان ذلك لا يمكن ان يبقى بدون رد فعل من الذين يؤمنون في الشرعية الدولية". وتابع "اذا لم يكن بوسع مجلس الامن الدولي اتخاذ قرار، عندها يتحتم اتخاذ القرارات بشكل اخر. كيف؟ لن أذهب ابعد من ذلك" رافضا اعطاء توضيحات اضافية.

واكتفى مجلس الامن الدولي خلال اجتماع طارئ مساء الاربعاء بابداء عزمه على "كشف الحقيقة" حول هذا الهجوم بدون اصدار اعلان رسمي بسبب معارضة روسيا والصين بحسب ما اوضح دبلوماسيون. وتعرقل روسيا والصين منذ سنتين اي مبادرة تتضمن ادانة لحليفهما السوري.

وقال فابيوس "على الروس ان يتحملوا مسؤولياتهم. اننا في مرحلة ينبغي فيها ان نعتبر ان اعضاء مجلس الامن منسجمون مع انفسهم. قال الجميع انه لا يمكن استخدام اسلحة كيميائية. والجميع وقع الاتفاق الدولي الذي يحظر استخدامها بما في ذلك الروس".

وفي موازاة اجتماع المجلس، سلمت باريس ولندن وواشنطن وبرلين الامانة العامة للامم المتحدة طلبًا رسميًا بالتحقيق في هذه الاتهامات. وقال دبلوماسيون إن هذا الطلب المشترك يتحدث عن "معلومات ذات صدقية عن استخدام اسلحة كيميائية".

وطلبت الدول الاربع "تحقيقًا عاجلاً حول هذه الاتهامات"، مشددة على وجوب "السماح في شكل عاجل" للمحققين الدوليين الموجودين في سوريا "بالوصول الى كل المواقع" المشتبه بها. ولدى دخوله قاعة مجلس الامن، قال السفير الباكستاني مسعود خان إن بلاده "تدعم تحقيقاً (مماثلاً)"، رافضاً التكهن حول امكان اتخاذ المجلس موقفاً رسمياً اثر المشاورات. واضاف: "سنرى، سنجري مشاورات معمقة".

وكان مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بوي أعلن أن رئيس فريق مفتشي المنظمة الدولية اكي سيلستروم "يتشاور" مع السلطات السورية في شأن المعلومات عن وقوع هجوم دامٍ استخدم فيه سلاح كيميائي في سوريا. واضاف المتحدث أن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن "صدمته" لهذه المزاعم، و"كرر عزمه على اجراء تحقيق معمق حول الحوادث المفترضة التي تبلغها من دول اعضاء" في المنظمة الدولية. (التفاصيل)

واعتبرت كندا الاربعاء أن الهجوم بالاسلحة الكيميائية في سوريا بشكل واسع النطاق أمر "غير مقبول"، وحضت نظام بشار الاسد على التعاون مع محققي الامم المتحدة. (التفاصيل)

تصعيد يقلق العالم

واتهم وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الاربعاء النظام السوري بأنه استخدم مجددًا اسلحة كيميائية في هجوم في ريف دمشق. (التفاصيل)

اجرى وزيرا الدفاع الاميركي والاسرائيلي تشاك هيغل وموشي يعالون مشاورات هاتفية الاربعاء حول الوضع في مصر وسوريا وخصوصاً المعلومات عن هجوم بالاسلحة الكيميائية نددت به المعارضة السورية، بحسب ما اعلن البنتاغون. (التفاصيل)

وعبّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء عن امله في أن "يستيقظ" داعمو نظام الرئيس السوري بشار الاسد و"أن يدركوا طبيعته الاجرامية والهمجية" بعد المعلومات عن هجوم بأسلحة كيميائية اسفر عن مقتل مئات الاشخاص في ريف دمشق.(التفاصيل)

واعلن قائد الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها الاربعاء، أن أي تدخل عسكري اميركي في سوريا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة لأن مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الاميركية. (التفاصيل)

كما أعربت الولايات المتحدة الاربعاء عن "قلقها الشديد" ازاء المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي قرب دمشق، وطالبت بتمكين الامم المتحدة من "الدخول فورًا" الى هذه المنطقة للقاء الشهود ومعاينة الضحايا. واضاف مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست في تصريح صحافي "نطلب رسميًا من الامم المتحدة القيام بتحقيق عاجل".

من جانبها، عبّرت بريطانيا عن قلقها البالغ إزاء الأنباء عن الهجوم بأسلحة كيميائية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مؤكدة أنها سترفع التقارير بوقوع هجوم بأسلحة كيميائية في سوريا إلى مجلس الأمن.

كما حثت الحكومة السورية على السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول فورًا إلى مكان وقوع الهجوم الكيميائي، وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه قلق جدًا إزاء التقارير التي وصلته، "وإذا تأكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، سيكون ذلك تصعيدًا صادمًا".

من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم الاربعاء أن الرئيس فرنسوا هولاند "سيدعو الامم المتحدة الى التوجه لمكان هجوم يشتبه أن الجيش السوري استعمل خلاله غاز الاعصاب ضد مقاتلي المعارضة في ضواحي دمشق".

وصرحت المتحدثة للصحافيين أن خلال مجلس الوزراء "اعرب رئيس الجمهورية عن نيته في دعوة الامم المتحدة الى التوجه الى مكان الهجوم"، مؤكدة أنه "بطبيعة الحال يجب التحقق من تلك المعلومات وتأكيدها".

السعودية لعقد اجتماع فوري لمجلس الأمن

وطالبت السعودية مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع فوري اليوم الاربعاء حول سوريا للخروج بقرار "واضح رادع يضع حدًا للمأساة الانسانية" في هذا البلد.

وقال وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ردًا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول الهجمات قرب دمشق "لقد آن لمجلس الامن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته وأن يتجاوز الخلافات بين اعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حدًا لهذه المأساة الانسانية".

وأضاف "نطالب كذلك وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي الذين يعقدون اجتماعًا طارئًا في بروكسل بأن تشكل هذه الفاجعة الانسانية المحور الاساسي في مباحثاتهم".

الكويت تستنكر "استخدام السلاح الكيميائي"

من جانبها، استنكرت الكويت ما قالت إنه استخدام للسلاح الكيميائي ضد المدنيين السوريين من قبل النظام في ريف دمشق، ودعت مجلس الامن الى تحمل مسؤوليته ازاء هذه "الجريمة". وأدانت الكويت "لجوء النظام في سوريا الى استخدام السلاح الكيميائي والغازات السامة ضد شعبه"، بحسب بيان للخارجية الكويتية نشرته وكالة الانباء الرسمية.

واعربت الخارجية "عن بالغ الالم والحزن لسقوط المئات من الارواح البريئة في سوريا قضت نحبها جراء لجوء النظام الى استخدام السلاح الكيميائي". وطالبت الكويت ايضاً الامين العام للامم المتحدة والفريق الاممي الموجود في سوريا "بالتفتيش عن المعلومات المتداولة بشأن قيام النظام في سوريا باستخدام الغازات السامة وبضرورة التحقق من هذه المسألة المستنكرة".

كما دعت الكويت مجلس الامن الى "تحمل مسؤولياته التاريخية تجاه هذه الجريمة".

يثير الريبة

وكذلك طالبت السويد بتمكين المفتشين الدوليين من التحقيق في استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، ودعا وزير الخارجية السويدي كارل بيلد النظام السوري إلى السماح بصورة عاجلة لمحققي الامم المتحدة معرفة ما إذا كان النظام استخدم اسلحة كيميائية. وغرد بيلد على موقع تويتر قائلًا: "يجب السماح لمحققي الامم المتحدة بالوصول الى المكان الذي تعرض لهجمات محتملة بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق".

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة الأنباء السويدية عن العالم السويدي أكي سيلستروم، رئيس فريق تحري استخدام الأسلحة الكيميائية، التابع للأمم المتحدة، قوله إنه لم يرَ سوى لقطات تلفزيونية وإن ضخامة عدد القتلى المذكور تثير الريبة.

وقال من دمشق: "يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه، وسيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو في الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وتقول يجب أن ننظر في هذه الواقعة. فنحن في الموقع".

ودعت تركيا الأمم المتحدة الى التحقيق بالمزاعم التي تؤكدها المعارضة السورية عن هجوم كبير بغاز سارين في ريف العاصمة السورية. ونشرت صحيفة زمان التركية بيانًا للخارجية التركية قال إن تركيا تتابع بقلق عميق التقارير الآتية من دمشق، "وينبغي توضيح هذه المزاعم فورًا".

وطالبت أنقرة فريق الأمم المتحدة في دمشق التحقيق بهذه المزاعم فورًا، وأكدت أنها تعتبر أنه لأمر محتوم أن يظهر المجتمع الدولي موقفًا ضروريًا، ويرد على الوحشية غير المقبولة، وعلى الجرائم المقترفة ضد الإنسانية.

الائتلاف السوري المعارض

من جانبه، اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي بالمشاركة مع النظام في قتل الشعب السوري بسبب صمته وعجزه، مشيرًا الى مقتل اكثر من 1300 شخص في "الهجوم الكيميائي" الذي نفذته قوات النظام الاربعاء على ريف دمشق. (التفاصيل)

مشاهد الرعب

واستفاقت سوريا اليوم على أكثر المجازر هولًا ورعبًا وخرقًا لكل المواثيق الدولية، ولكل الخطوط الحمراء التي وضعتها دول العالم. استفاقت الغوطتان الشرقية والغربية بريف دمشق على مجزرة بلاد دم، ارتكبت بدم بارد، ذهب ضحيتها أكثر من ألف قتيل، بينهم نحو 400 طفل، وأكثر من 3000 مصاب، بعدما تولت منصات صواريخ النظام المنصوبة في قاسيون ضرب عين ترما وزملكا والمعضمية وعربين وسقبا وحمورية وكفربطنا بصواريخ أرض أرض محملة بغاز الأعصاب من نوع سارين.

وقال ناشطون سوريون إن أعداد القتلى مرشحة للتصاعد، بسبب النقص الحاد في الكوادر والمواد الطبية التي تعالج المصابين بغاز سارين. وقد نشر الناشطون مشاهد فيديو مخيفة لعائلات قضت بكاملها، ولمصابين تظهر عليهم ارتعاشات الاصابة بالغاز. وقد حصل هذا بعد يومين من وصول فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة إلى دمشق، من أجل التحقيق في استخدام النظام للسلاح الكيميائي في حربه على المعارضة المسلحة.

وبقي هذا الفريق في مقره، من دون الخروج إلى المناطق المنكوبة لمعاينة الوضع المزري فيها، إذ نقل ناشطون عن مصادر قولها إن الفريق لم يتلقَ إذنًا من النظام السوري بالخروج إلى موقع المجزرة المروعة. وقال لؤي المقداد، المنسق السياسي والاعلامي للجيش الحر، إن لجنة التحقيق لا تستطيع الوصول إلى أي منطقة في سوريا من دون موافقة النظام السوري.

الجيش السوري ينفي

ونفى الجيش السوري أن يكون استخدم أسلحة كيميائية معتبرًا أن هذه "الادعاءات الباطلة جملة وتفصيلاً" تندرج في اطار "الحرب الاعلامية" على سوريا، وتهدف الى التغطية على "هزائم العصابات المسلحة" على الارض.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" إن ما قيل عن قصف مناطق ريف دمشق بالاسلحة الكيميائية "ادعاءات باطلة جملة وتفصيلاً وعارية تمامًا من الصحة وتندرج في اطار الحرب الاعلامية القذرة التي تقودها بعض الدول ضد سوريا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف