كتيبة مدرّبة في الأردن دخلت سوريا قبل يومين من المجزرة
لوفيغارو: الأسد استعان بغاز سارين لصد هجوم غربي... والمعارضة تنفي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أفاد تقرير نشرته لوفيغارو الفرنسية بأن النظام السوري استعمل السلاح الكيميائي لصدّ هجوم عنيف نفذه مقاتلون سوريون درّبهم الأميركيون في الأردن، وقاده ضباط أميركيون وإسرائيليون وأردنيون.. في وقت نفت فيه المعارضة السورية ما ورد في التقرير.
بهية مارديني من لندن ولوانا خوري من بيروت: بعيد منتصف ليل الأربعاء 21 آب (أغسطس)، انطلقت الصواريخ المحمّلة بغاز سارين الفتاك من منصات النظام السوري المنصوبة في جبل قاسيون لتسقط على الآمنين في عين ترما وزملكا والمعضمية وعربين وسقبا وحمورية وكفربطنا في ريف دمشق، الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية. وتوجهت كل أصابع الاتهام إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الحكومة السورية نفت مسؤوليتها عن هذه المجزرة، التي أودت بأكثر من 1600 قتيل، وأدت إلى إصابة أكثر من 3500 سوري بجروح مختلفة.
لصدّ الهجوم
كان النفي صادمًا بقدر ما كانت الجريمة صادمة، خصوصًا أن في النظام السوري من خرج يتهم الجيش الحر بقصف المناطق التي يسيطر عليها هو، في اتهام هو الأبعد عن المنطق. وقد نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرًا يرجّح أن يكون النظام السوري استخدم غاز سارين وأسلحة كيميائية أخرى لصدّ هجوم عنيف كان يشنه مقاتلون من نخبة كتائب الجيش الحر تدرّبوا على أيدي عسكريين غربيين، انطلاقًا من منطقة في ريف دمشق نحو العاصمة، بقيادة ضباط أميركيين وإسرائيليين وأردنيين.
وقد استندت لوفيغارو في تقريرها إلى معلومات استخبارية حصلت عليها من مصادرها الخاصة، تفيد بأن أول كتيبة تضم مقاتلين تلقوا تدريبات في مركز خاص أنشأته الولايات المتحدة على الحدود السورية-الأردنية، تقترب من دمشق، وبأن هذه الكتيبة التي تضم نحو 300 مقاتل، يدعمهم رجال كوماندوس أميركيون وإسرائيليون وأردنيون وعملاء من وكالة الاستخبارات الأميركية، عبرت الحدود الأردنية - السورية في محافظة درعا يوم 17 آب (أغسطس)، وتوجّهت إلى دمشق، على أن تلحق بها كتيبة ثانية يوم 19 آب (أغسطس) الجاري، أي قبل يومين من المجزرة.
اقتربوا من دمشق
نقلت لوفيغارو عن دافيد ريغوليه-روز، الباحث في المعهد الفرنسي للتحليلات الاستراتيجية، توقعه أن يكون هؤلاء المقاتلون حسنو التدريب والتسليح اقتربوا في الأيام الأخيرة من دمشق، وبدأوا يشكلون ضغطًا ميدانيًا ملموسًا على مواقع جيش النظام السوري، التي تدافع عن مواقع الحكومة السورية في العاصمة.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن واشنطن، التي رفضت مرارًا إرسال جنودها إلى الأراضي السورية أو شحنات من الأسلحة النوعية لكتائب المعارضة السورية المقاتلة خشية وقوعها في يد المتطرفين، أنشأت منذ أشهر مراكز في الأردن لتدريب مجموعات منتقاة من المقاتلين السوريين.
وتثبيتًا لمعلوماتها حول قيادة ضباط أميركيين وإسرائيليين وأردنيين وعملاء من وكالة الاستخبارات الأميركية للهجوم، ذكرت لوفيغارو بأن ناطقًا باسم النظام السوري أعلن خلال تموز (يوليو) الماضي أن الحكومة السورية لن تستخدم ترسانتها من الأسلحة الكيميائية، إلا في حال تعرّضها لهجوم خارجي، وهو ما كان يحصل بقيام هؤلاء الضباط في قيادة الهجوم في ريف دمشق. إلى ذلك، قالت لوفيغارو إنه لا يجوز استبعاد اتهام دمشق وموسكو المعارضة السورية باستخدام سلاح كيميائي في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
نفي معارض
في المقابل، نفى اللواء السوري محمد حسين الحاج علي، مدير كلية الدفاع الوطني المنشق، لـ"إيلاف" رواية جريدة لوفيغارو، التي تحدثت عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي في ريف دمشق لصدّ هجوم يشنه مقاتلون تدرّبوا على أيدي عسكريين غربيين، في عملية تستهدف دمشق، بقيادة ضباط أميركيين وإسرائيليين وأردنيين.
وقال الحاج إن هذه الرواية غير صحيحة، "فالنظام استخدم السلاح الكيميائي، لأنه كان يريد اقتحام الغوطة، وخصوصًا مناطق حرستا والقابون وبرزة وجوبر، والكثير من بلدات ريف دمشق، لأنها مفتاح الغوطة، والدليل على ذلك استمرار قصف النظام للغوطة بعد استخدام الكيميائي، للسيطرة على مناطق استراتيجية".
وأضاف: "ما زالت الغوطة خارج سيطرة النظام السوري، ومهما استخدم من الجنود ومهما قصف". ولم يستبعد قيام الغرب بخطوات ضد نظام الأسد لاحقًا، على الرغم من أنه محرج اليوم إذا لم يتخذ أية خطوة لتدخل عسكري مباشر أو غير مباشر، لكنه نفى بشدة تدريب كتائب في دول الجوار أو على الحدود السورية الأردنية، بإشراف ضباط غربيين أو أميركيين.
وقال: "لديّ معلومات عن تدريب بعض الأفراد على أسلحة معيّنة، ولا تدريب لمجموعات كاملة". كما نفى الحاج علي دخول كتائب أو أفراد إلى الغوطة، كما يشاع، لمساعدة الجيش الحر، "فالنظام يحاصر المناطق كلها في ريف دمشق، ولا يدخل إليه رغيف خبز".