أوباما: سنحاسب الأسد بدون تفويض من مجلس الأمن
الضربة العسكرية لسوريا تنتظر تأييد الكونغرس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة ستقوم بعمل عسكري في سوريا وأنها لن تنتظر توافقاً في مجلس الأمن، وأن التنفيذ قد يكون غداً أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر.
واشنطن: اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت انه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، لكنه طلب من الكونغرس الموافقة على هذه العملية. وقال اوباما في تصريح في البيت الابيض "قررت وجوب ان تتحرك الولايات المتحدة عسكريا ضد اهداف للنظام السوري"، لافتا الى ان واشنطن "مستعدة لتوجيه ضربة حين نختار" الوقت الملائم.
لكنه حض النواب على تأييد هذه العملية باسم "الامن القومي" للولايات المتحدة. وقال: "سنستمر بالسعي لحل سياسي في سوريا لكن لا نستطيع أن نغض النظر عما حصل في دمشق". وطلب الرئيس الأميركي من أعضاء الكونغرس ان يتناسوا اختلافاتهم السياسية ومناقشة الموضوع السوري وقال: "حان الوقت لكي يرى العالم ان الولايات المتحدة تحترم مسؤولياتها"
وأضاف: "لا يمكننا تربية اطفالنا في عالم لا يحمي مبادئه وعلى من استخدم الاسلحة الكيميائية تحمل مسؤوليته". واعتبر أوباما ان ما حدث في ريف دمشق هو أسوأ مجزرة بالسلاح الكيميائي في القرن الـ 21 ارتكبها نظام الأسد.
وأشار أوباما إلى أن أكثر من الف شخص قتلوا في الهجوم، وهذا الهجوم اعتداء على الكرامة الإنسانية. واعتبر اوباما أن استخدام الكيميائي يجعل المجتمع الدولي مسخرة، ويهدد حلفاء واشنطن، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة استخدام الأسلحة.
وأكد أوباما أن سوريا تشكل خطرا على الدول المجاورة من بينها لبنان واسرائيل. وأكد أوباما أن الولايات المتحدة قررت القيام بعمل عسكري في سوريا، والضربة قد تكون غداً او الأسبوع المقبل أو بعد شهر. وبين أوباما أنه سيطلب الضوء الأخضر لإستخدام القوة من الكونغرس. وقال: "ساسعى للحصول على موافقة الكونغرس لاي ضربة نقوم بها.
وأكد الرئيس الأميركي مجدداً أنه لن يكون اي تدخل بري في سوريا.وتابع: "سنحاسب الأسد بدون تفويض من مجلس الأمن". وقال: "اوباما كلي قناعة بعدم انتظار قرار من مجلس الأمن الدولي". وشدد أوباما على أنه يحترم الأصوات المطالية بالحذر في تنفيذ ضربة عسكرية ضد الأسد. لكنه عاد وجدد على أن الممارسات المروعة بالأسلحة الكيميائية ينبغي مواجهتها.
وفي تطور مفاجىء اعلن البيت الابيض السبت ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيدلي بمداخلة يتحدث فيها عن الملف السوري في الساعة 13:15 (17:15 ت غ)، الا ان مسؤولا اميركيا اكد بعد دقائق على هذا الاعلان ان اوباما لن يعلن بدء العمل العسكري في سوريا في كلمته هذه.
في هذا الوقت اكد النظام السوري انه يتوقع الضربة العسكرية في اي لحظة، وان يد الجيش السوري "على الزناد"، في حين شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملة على الموقف الاميركي مشككا باستخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي.
وقال البيت الابيض في تعديل للبرنامج اليومي للرئيس الاميركي ان "الرئيس سيدلي ببيان حول سوريا" في حديقة مقره في البيت الابيض. الا ان مسؤولا كبيرا في البيت الابيض قال لفرانس برس ان اوباما لن يعلن عملية عسكرية وشيكة في سوريا. واكتفى هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته بالاشارة الى ان اوباما سيبلغ مواطنيه بالطريقة التي سيتعامل فيها مع الملف السوري في المرحلة المقبلة.
مناقشات الكونغرس ستبدأ في 9 سبتمبر
وتنطلق الاسبوع المقبل المناقشات البرلمانية في مجلس الشيوخ الاميركي بشأن مشروع قرار يجيز استخدام القوة في سوريا، وفق ما اعلن السبت زعيم الاكثرية الديموقراطية الذي وعد باجراء تصويت حول المسألة في اسبوع التاسع من ايلول/سبتمبر.
وقال هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ ان المجلس "سيدخل مباشرة في هذا النقاش الجوهري، مع جلسات استماع عامة واجتماعات لاعلام اعضاء مجلس الشيوخ بالتطورات الاسبوع المقبل".
وسيتم تنظيم جلسات الاستماع من جانب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ كما يشارك فيها مسؤولون رفيعو المستوى في الادارة الاميركية. واضاف ريد ان "مجلس الشيوخ سيصوت على القرار خلال اسبوع التاسع من ايلول/سبتمبر، كاقصى حد، كما طلبت ادارة اوباما".
ونشر البيت الابيض السبت مشروع قرار يرمي الى السماح باستخدام القوة لوقف الهجمات الكيميائية وتفادي حصولها مستقبلا. اما مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون فسيبدأ مناقشاته في التاسع من ايلول/سبتمبر، وفق ما اعلن رئيسه جون باينر.
كاميرون "يتفهم" قرار اوباما
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء السبت عبر موقع تويتر انه "يتفهم ويدعم موقف" الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قرر طلب موافقة الكونغرس على عمل عسكري ضد سوريا. ورفض مجلس العموم البريطاني الجمعة اي مشاركة للندن في ضربة عسكرية تطاول النظام السوري المتهم بشن هجوم كيميائي واسع النطاق قرب دمشق في 21 اب/اغسطس.
أوباما اتصل بهولاند قبل اعلان قراره
وأعلن مسؤول كبير في البيت الابيض أن اوباما اتصل بنظيره الفرنسي فرنسوا هولاند السبت قبل اعلان قراره بشأن الازمة في سوريا. ولم يدل المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته بمزيد من التفاصيل حول مضمون الاتصال الهاتفي بين اوباما وهولاند.
وتحولت فرنسا حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الملف السوري بعد رفض مجلس العموم البريطاني هذا الاسبوع لاي مشاركة عسكرية ضد النظام السوري.
لكن المسؤول الاميركي اوضح ان طلب اوباما الحصول على موافقة الكونغرس سيتيح ايضا للرئيس توسيع تحالف دولي في مواجهة نظام بشار الاسد، وسيعمل خصوصا على هذا الامر على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة الخميس والجمعة المقبلين في سان بطرسبورغ في روسيا.
الصقور ينتقدون اوباما فيما العالم يترقب ضربة على سوريا
وفيما كان العالم يترقب معرفة موعد صدور القرار الاميركي بتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري المتهم بشن هجوم كيميائي يتعرض الرئيس باراك اوباما الى انتقادات في الداخل. وبينما تشير احدث استطلاعات الرأي الى ان الشعب الاميركي لا يدعم خطة اوباما القيام بعملية "محدودة" يطالب معارضوه الصقور بتحرك اقوى.
ونشر البيت الابيض الجمعة تقريرا استخباراتيا يظهر ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قتل اكثر من 1400 مدني في هجوم بغاز الاعصاب. وقال اوباما انه يتعين على الولايات المتحدة الرد غير انه وعد بعملية محدودة فقط للمعاقبة على استخدام الاسلحة المحظورة وليس للاطاحة بحكومة الاسد.
وفيما يجتمع اوباما داخل البيت الابيض مع مستشاريه انتقده منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية السناتور جون ماكين على الهواء علنا واصفا خططه "بالمعيبة". وقال ماكين على برنامج جاي لينو لشبكة تلفزيون ان.بي.سي ان "الرئيس على ما يبدو يريد القيام بضربة تجميلية، اطلاق بضعة صواريخ ثم يقول: حسنا، قمنا بالرد".
وتابع ماكين "انه الرئيس نفسه الذي كان يقول قبل سنتين ان على بشار الاسد ان يتنحى، وهو الرئيس نفسه الذي قال ان استخدام الاسلحة الكيميائية يعتبر تجاوزا للخط الاحمر". واضاف "ربما ان هذا الخط الاحمر رسم بحبر خفي؟ لا اعلم. لكن علينا ان نكون صادقين مثل كلامنا. هل هناك خيارات جيدة؟ لا".
وقال ماكين انه لو كان قائدا للقوات المسلحة كما كان يأمل بعد انتخابات 2008 التي خسر فيها امام اوباما، لدمر القواعد الجوية للنظام السوري وقام بتسليح مقاتلي المعارضة. واعتبر انه "من العيب علينا ان لا تصل اي قطعة سلاح من الولايات المتحدة الى ايدي الجنرال ادريس والجيش السوري الحر".
وفي ايار/مايو الماضي اقدم السناتور ماكين، اسير حرب فيتنام السابق البالغ من العمر 77 عاما، على دخول الاراضي السورية من تركيا والتقى رئيس اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس. ومنذ ذلك الحين اصبح ماكين من اقوى الاصوات الداعية لتدخل اميركي ضد نظام الاسد المدعوم من ايران، ويتحدث باسم فصيل صقور واشنطن الذي يشعر بان حذر اوباما قد اضعف اليد الاميركية.
وينتظر ان يقوم فريق اوباما الذي يضم وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الامن القومي سوزان رايس ووزير الدفاع تشاك هيغل باطلاع اعضاء الكونغرس الجمهوريين المتشككين على الوضع السبت، بعد ان فتحت نافذة الضربات.
لكن فيما يعتقد ماكين وحلفاؤه ان الرد "المصمم خصيصا" لاستخدام الاسد الغاز السام على مدنيين سوريين ضعيف بشكل معيب، يرى العديد من النواب وحلفاء الولايات المتحدة انه رد متهور. وصوت مجلس العموم البريطاني الخميس الماضي ضد خطط الحكومة الانضمام الى تحالف بقيادة اميركية لتنفيذ ضربات على سوريا لتبقى فرنسا الدولة الغربية الوحيدة المرجح مشاركتها في هذا الهجوم.
وبحسب استطلاع للرأي اجرته ان.بي.سي نيوز ونشر الجمعة فان عدد الناخبين الاميركيين المعارضين لتدخل عسكري عسكريا يتراوح بين 50 الى 42 بالمئة.