أخبار

تتزايد المطالبة بتصويت برلماني فرنسي حول ضرب سوريا

باريس تكشف قريبًا أسرارًا حول ترسانة دمشق الكيميائية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اتخذت فرنسا قرارًا بالكشف في وقت قريب عن معلومات تعتبر سرّية حول منظومة الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري، في وقت تتزايد المطالبات في فرنسا بضرورة تنظيم تصويت برلماني حول "ضربة سوريا"، الأمر الذي لا تحبذه الحكومة.

باريس: أفاد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الاثنين ان الحكومة الفرنسية ستضع في تصرف البرلمان الاثنين وثائق توضح مسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الاسد في الهجوم الكيميائي المفترض في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق.

وقال المصدر ان الوثائق تتضمن "مجموعة من عناصر الادلة من طبيعة مختلفة تسمح بالتعرف بشكل جيد الى النظام على انه المسؤول عن الهجوم الكيميائي في 21 اب (غسطس)"، فيما اوضح مصدر حكومي اخر ان الامر يتعلق ب"وثائق رفعت عنها السرية" وبعضها "قد ينشر علنا".

والأحد أفاد مصدر فرنسي أن الحكومة قررت الكشف قريبًا عن وثائق، كانت تعتبر سرّية حتى الآن، حول ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، التي جمعت خلال سنوات طويلة، بخلاف ما تنص عليه المعاهدات الدولية.

يتزامن هذا القرار مع إعلان الولايات المتحدة وفرنسا عزمهما توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد اتهامه باستخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه قرب دمشق في الحادي والعشرين من آب/أغسطس، ما أدى، بحسب الولايات المتحدة، إلى مقتل أكثر من 1400 شخص.

وكشفت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" وثيقة، أعدّتها أجهزة الاستخبارات الفرنسية، تفيد بأن النظام السوري يملك "مئات الأطنان من غاز الخردل وغاز السارين"، أي ما مجموعه نحو ألف طن من العناصر الكيميائية. وقال المصدر الحكومي نفسه إن "المعلومات الواردة في هذه الوثيقة صحيحة"، مضيفًا "تستعد الحكومة لنشر معلومات فرنسية، تم رفع السرية عنها، حول البرنامج الكيميائي السوري".

الوثيقة التي كشفتها صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" هي ملخص وضعته الإدارة العامة للأمن الخارجي وإدارة الاستخبارات العسكرية، يتضمن نتائج "آلاف الساعات من العمل"، الذي قام به عناصر الاستخبارات الفرنسيون، لجمع معلومات حول الترسانة الكيميائية السورية "وبعضهم منذ نحو ثلاثين سنة".

هولاند يواجه ضغطًا داخليًا
وبعدما أبدى عزمه توجيه ضربة سريعة إلى سوريا، يجد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نفسه مرغمًا على انتظار قرار الحليف الأميركي، في الوقت الذي يواجه فيه مطالبة متزايدة من المعارضة بإخضاع القرار للتصويت البرلماني، كما حدث في الولايات المتحدة وبريطانيا. والرئيس الفرنسي المتهم على صعيد السياسة الداخلية بأنه شديد السعي إلى التراضي، ظهر في صورة زعيم الحرب في مالي، ثم في سوريا، عندما أكد "تصميمه" على "معاقبة" نظام بشار الأسد.

هكذا بدا رئيس الدولة والقائد الأعلى للجيش مستعدًا لإرسال القوات الفرنسية إلى ساحتي قتال خارجيتين في ثمانية أشهر فقط.
إلا أن فرنسا، التي أصبحت فجأة الحليف الأقرب للولايات المتحدة بشأن سوريا بعد انسحاب بريطانيا، قد تجد نفسها "منقادة" من قبل الأميركيين، كما يخشى رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون.

فبعد رفض البرلمان البريطاني المشاركة في تدخل عسكري في سوريا، أعلن باراك أوباما مساء السبت قراره باستشارة الكونغرس الأميركي. ورغم أن الضربات الجوية كانت تبدو وشيكة جدًا، فإن مناقشة هذا القرار أمام مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين لن تبدأ قبل 9 أيلول/سبتمبر. وأقرّت الرئيسة الاشتراكية للجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية إليزابيت غيغو بأنه "إذا ما قررت الولايات المتحدة عدم التدخل، فمن الجلي أن فرنسا لن تستطيع التدخل وحدها، لأن الأمر يتطلب وجود تحالف لضمان الشرعية" لهذا التدخل.

وفي باريس، أعرب مسؤول قريب من هذا الملف عن قلقه، قائلًا: "كلما ابتعدت العقوبات عن تاريخ 21 آب/أغسطس، كانت آثارها العسكرية والسياسية أضعف". وأضاف مصدر عسكري آخر "كنا على أهبة الاستعداد، وجرى تحديد الهدف، لكن من الواضح أننا مرغمون على اتباع إيقاع الأميركيين".

في غضون ذلك، يواجه فرنسوا هولاند أيضًا ضغوطًا سياسية متزايدة، فبعدما قررت الحكومة طرح الأمر للمناقشة فقط بدون تصويت في البرلمان في 4 أيلول/سبتمبر، باتت مرغمة على التراجع. هكذا يبدأ رئيس الوزراء جان مارك إيرولت اعتبارًا من الاثنين باستقبال كبار المسؤولين البرلمانيين لإطلاعهم على الوضع في سوريا.

الحكومة لا تدعم تصويتًا حول الضربة
ولتبرير تدخلها، سترفع الحكومة قريبًا السرّية عن وثائق مصنفة أسرار دفاع بشأن ترسانة الأسلحة الكيميائية، التي أقامتها سوريا منذ سنوات، كما صرح مصدر حكومي الأحد. لكن يبدو أن ذلك غير كافٍ لتبرير الضربة، إذ تتزايد المطالبة بتنظيم عملية تصويت كاملة في البرلمان.

ورغم إطلاق بضع مطالبات في هذا الصدد، وحتى من داخل الغالبية، فإن الحكومة لا تبدو حتى اليوم راغبة في إجراء مثل هذا التصويت البرلماني. ووفقًا للدستور، يستطيع الرئيس تجاوز موافقة البرلمان لإرسال قوات إلى الخارج.

وتقول المادة 35 من الدستور "الحكومة تطلع البرلمان على قرارها بإرسال القوات المسلحة إلى الخارج في موعد أقصاه ثلاثة أيام من بدء التدخل. وتحدد الأهداف المرجوة منه. ويمكن أن يكون هذا الأمر موضع مناقشة لا يعقبها أي تصويت". ولا تنظم عملية تصويت إلا إذا تجاوزت مدة التدخل أربعة أشهر، كما هي الحال في مالي.

وقال وزير الداخلية مانويل فالس "إننا لا نغيّر الدستور بحسب المستجدات"، مشددًا على "ضرورة المحافظة على الوظيفة الرئاسية". وبدون انتظار هذه المناقشة البرلمانية هناك بالفعل مواجهة سياسية بشأن سوريا.

فقد ندد زعيم الحزب الاشتراكي هارلم ديزير بـ"ذهنية ميونيخية" لدى بعض زعماء المعارضة، في إشارة إلى اتفاقات ميونيخ، التي خضع الفرنسيون والانكليز بموجبها لمطالب هتلر في تشيكوسلوفاكيا. وهي تصريحات اعتبرها كريستيان جاكوب، زعيم نواب الاتحاد من أجل حركة شعبية، "مشينة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف