لا اجتماع لمجلس الأمن وتساؤلات عن مهندس الصفقة
إيلاف ترصد: تفاهمات دولية لإلغاء (الضربة)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نصر المجالي: تابعت (إيلاف) رصد ما يمكن تسميته تفاهمات على مستوى دولي عالٍ محتمل أن تلغي مبدأ العمل العسكري ضد سوريا، وذلك وسط تساؤلات عن من وراء "صفقة" الرقابة الدولية على السلاح الكيماوي السوري.
ولعل أول ما يلفت الانتباه هو قرار إلغاء جلسة مجلس الأمن الطارئة التي كانت مقررة الثلاثاء لمناقشة أزمة الاسلحة الكيميائية السورية، بعد انقسام دولي بشأن كيفية إبطال مفعول ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.
أما الأمر الثاني وهو الأهم على الساحة الأميركية التي يتابعها العالم لحظة بلحظة وهو طلب الرئيس الأميركي باراك اوباما الثلاثاء من الكونغرس تأخير التصويت على التصريح بضربات عسكرية ضد سوريا لمنح روسيا وقتا لحمل سوريا على تسليم اي اسلحة كيماوية بحوزتها.
وقال السناتور كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة للصحفيين "ما يريده (اوباما) هو التأكد من جدية السوريين ومن الرغبة الروسية في التخلص من تلك الاسلحة الكيماوية في سوريا. انه يريد وقتا للتأكد من ذلك."
وأدلى ليفن بتصريحاته بعد اجتماع على الغداء في مبنى الكونغرس بحضور اوباما، وكان مجلس الشيوخ بدأ يوم الاثنين مناقشة مشروع قرار يدعم ضربات عسكرية اميركية ضد سوريا بناء على طلب من اوباما يوم 31 اغسطس/ آاب.
مهندس الصفقة
إلى ذلك، فإن تساؤلات بدأت تطرح نفسها عن من وراء "صفقة" الرقابة الدولية على السلاح الكيماوي السوري.
وجاء في تقرير لشبكة (سي إن إن) ان تلميحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري في لندن بشأن تجنيب سوريا ضربة عسكرية إذا ما تخلت عن ترسانتها من الأسلحة الكيميائية "زلة لسان"، كما اعتبرها البعض.
ورأت بعض المصادر يبدو أن تلك التلميحات كانت ضمن خطة جرى إعدادها سلفاً، شارك في وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي باراك أوباما.
وبينما أُثيرت عدة تساؤلات حول "مهندس" الخطة، التي يصفها البعض بـ"الصفقة"، ما إذا كان بوتين نفسه، أو وزير خارجيته سيرغي لافروف، كشفت موسكو الثلاثاء، أن موضوع إخضاع الأسلحة الكيميائية السورية لرقابة دولية، تم بحثه بين الرئيسين الروسي والأميركي، على هامش قمة مجموعة العشرين مؤخراً.
وأكد بوتين، في تصريحات للصحافيين الثلاثاء، أن مسألة وضع السلاح الكيماوي السوري تحت رقابة دولية، تم دراستها مع الرئيس الأميركي أثناء قمة مجموعة الـ20، وقال: "اتفقنا على أن نفعلها ونجعلها ملحة، وأن نطلب من وزيري الخارجية الأميركي والروسي التواصل والعمل معاً، لطرح حل لهذه المسألة."
لا تفاصيل
ورفض المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الإفصاح عن مزيد من المعلومات بشأن ما دار خلال الاجتماع المغلق بين الرئيسين، قائلاً: "نحن لن نكشف محتوى الحوار بين بوتين وأوباما"، إلا أنه أكد أن "هذه المسألة بحثت خلال لقاء الزعمين في سان بطرسبرغ"، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء.
ما السر الذي يجعل من الكيميائي خطاً أحمر؟
وبينما كانت كل التقارير الى تباعد في وجهات النظر بين موسكو وواشنطن، صدر عن اوباما تصريح لافت ليل الاثنين حين قال إن محادثاته مع نظيره الروسي في سان بطرسبيرغ حول سوريا كانت ايجابية.
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه بينما كان قادة مجموعة الـ20 يواصلون اجتماعاتهم في مدينة سان بطرسبيرغ أواخر الأسبوع الماضي، أعلنت موسكو، وبشكل مفاجئ الخميس، أن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، يعتزم زيارة روسيا الاثنين، أي في اليوم التالي لنهاية القمة، في وقت كانت تسعى فيه إدارة أوباما لحشد تأييد أعضاء الكونغرس للضربة العسكرية.
وبينما سارعت بعض وسائل الإعلام بتفسير الإعلان عن زيارة المعلم لموسكو في ذلك التوقيت، بوجود "صفقة ما"، لتجنب التدخل العسكري في سوريا، فقد حرص الوزير لافروف، خلال المؤتمر الصحفي مع ضيفه السوري، على نفي الأنباء التي تحدثت عن وجود "صفقة دولية" يجري التحضير لها بشأن سوريا.
لافروف والمعلم - كيري
وبعيداً عن العاصمة الروسية، وقبل ساعات من اجتماع لافروف والمعلم، فاجأ كيري الجميع بإجابته على سؤال عما إذا كانت هناك طريقة ما لتفادي الضربة العسكرية على سوريا، بقوله إنه ينبغي على الأسد تسليم كل ما لديه من أسلحة كيميائية خلال أسبوع، إلا أنه استبعد أن يستجيب مسؤولو دمشق إلى هذه الشرط.
وبعد قليل من تصريحات كيري، التي جاءت خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني وليام هيغ، في لندن، خرج وزير الخارجية الروسي ليعلن أن موسكو اقترحت على دمشق إخضاع ترسانتها من الأسلحة الكيميائية إلى رقابة دولية، مشدداً على ضرورة أن يرتبط ذلك بعدم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
وسرعان ما أعلنت دمشق ترحيبها بالاقتراح الروسي، الذي لقي أيضاً ترحيباً لدى واشنطن وحلفائها في الغرب، ووصفه أوباما، في تصريحاته لشبكة CNN فجر الثلاثاء، بأنه "تطور إيجابي"، مؤكداً رغبة الولايات المتحدة في العمل مع روسيا على الاقتراح المقدم، للتوصل إلى حل جدي بشأن الأزمة السورية.
الغاء جلسة مجلس لأمن
إلى ذلك، تقرر إلغاء جلسة مجلس الأمن الطارئة التي كانت مقررة اليوم لمناقشة أزمة الاسلحة الكيماوية السورية، بعد انقسام دولي بشأن كيفية إبطال مفعول ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.
وقال سفير استراليا، رئيس دورة مجلس الأمن الحالية، إن قرار الإلغاء جاء لإعطاء فرصة لمزيد من المشاورات. وكانت روسيا دعت لهذا الاجتماع العاجل لمجلس الأمن الدولي الذي سيجري خلف أبواب مغلقة، في وقت رفض فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي مقترح يهدد باستعمال القوة ضد سوريا.
وتطالب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بتحديد جدول زمني، ووضع عقوبات مشددة في حالة فشل سوريا في الوفاء بالتزاماتها، وقد حذرت واشنطن من أنها "لن تقع في شرك تكتيكات المماطلة".
وكان مندوبون من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عكفوا على دراسة مسودة مشروع قرار سيقدم لمجلس الأمن بشأن الأسلحة الكيماوية السورية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن مسودة المشروع صممت للتأكد من أن المبادرة الروسية ليست مجرد خدعة.
وقال كاميرون لنواب برلمانيين "إن كان هذا اقتراحا جادا فعلينا أن نتحرك وفقا لذلك وأعتقد أن قرارا لمجلس الأمن الدولي فكرة طيبة"، في إشارة إلى المبادرة الروسية.
تحذير روسي
وحذر بوتين من أن المقترح الروسي لوضع أسلحة سوريا تحت الرقابة الدولية لن ينجح ما لم تستبعد الولايات المتحدة وحلفاؤها خيار استخدام القوة العسكرية ضد دمشق.
وكانت روسيا قد اعلنت أنها لن توافق على مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن يحمل الحكومة السورية المسئولية عن استخدام الأسلحة الكيماوية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إن فرنسا ستطرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب سوريا بوضع ترسانة أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية، حتى يمكن تدميرها.
وقال فابيوس إن مشروع القرار سينص على عواقب "خطيرة جدا" تترتب على انتهاك سوريا لشروط التعامل مع الأسلحة الكيماوية، كما سيتضمن المشروع أيضا طلبا بتفتيش المنشآت السورية بالكامل.