اجتماع روسي أميركي لتحديد موعد لمؤتمر حول سوريا
المعارضة تعتبر انضمام دمشق لمعاهدة الأسلحة الكيميائية تضليلًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما أعلن وزير الخارجية الاميركي أنه سيلتقي نظيره الروسي مجددًا في نيويورك سعيًا لتحديد موعد لمؤتمر سلام حول سوريا، اعتبرت المعارضة أنّ انضمام النظام السوري إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية تضليل للمجتمع الدولي.
بيروت: اعتبرت المعارضة السورية اليوم الجمعة أن تقديم دمشق طلبًا للانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية "تضليل" للمجتمع الدولي، داعية الى قرار من مجلس الامن الدولي يضمن استخدام القوة في حال امتناع النظام عن الوفاء بالتزاماته.
يأتي ذلك غداة اعلان الامم المتحدة تسلمها طلباً من دمشق للانضمام الى المعاهدة الموقعة في العام 1993، في حين اعلن المندوب السوري في المنظمة الدولية بشار الجعفري أن بلاده باتت مرتبطة "شرعيًا" بالمعاهدة.
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إنه "ينظر بعين الشك والريبة الى رغبة النظام السوري المعلنة بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الاسلحة الكيميائية"، معتبرًا "أن المزاعم والوعود التي يقدمها النظام ليست سوى محاولة جديدة لتضليل المجتمع الدولي ومنعه من القيام برد فعل يضمن العقوبة والمحاسبة أمام الشعب السوري".
واعتبر الائتلاف في بيان أنه "من الضروري أن يظل التهديد باستخدام القوة حاضرًا على الطاولة، ولكي لا يتحول قرار مجلس الامن المرتقب الى شهادة حسن سير وسلوك وبراءة للنظام، فإنه يجب أن يعزز من خلال اصداره تحت البند السابع من الميثاق".
ورأى أنه "لا يمكن انجاز أي تقدم ما لم يقم المجتمع الدولي وبشكل واضح وصريح بإلزام النظام بتنفيذ بنود القرار في غضون مدة محددة يضبطها جدول زمني واضح، مع التأكيد على أن العمل العسكري الدولي سيكون حاضراً في حال عدم تعاون النظام".
وكان الرئيس السوري بشار الاسد اكد في مقابلة مع قناة "روسيا 24" الحكومية أن بلاده سترسل رسالة الى الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية ستتضمن الوثائق التقنية الضرورية لتوقيع الاتفاق. واكد الاسد أن بلاده لن تنفذ شروط المبادرة الروسية حول الاسلحة الكيميائية الا اذا اوقفت الولايات المتحدة دعمها "للارهابيين" (في اشارة لمقاتلي المعارضة) وتوقفت عن "تهديد" سوريا.
واتهمت المعارضة السورية والدول الغربية النظام السوري بأنه مسؤول عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/اغسطس الماضي. ولوحت دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للنظام ردًا على هذا الهجوم.
الا أن دمشق وافقت في التاسع من ايلول/سبتمبر على مبادرة روسية تقضي بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية. وعلى اثر هذه الخطوة، طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من الكونغرس ارجاء التصويت على ضربة محتملة ضد النظام السوري، لاعطاء الفرصة للتوصل الى حل دبلوماسي.
اجتماع أميركي روسي
ويعقد وزيرا الخارجيتين الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف منذ الخميس اجتماعات في جنيف للبحث في المبادرة الروسية. وأعلن كيري الجمعة أنه سيلتقي نظيره الروسي مجددًا في نيويورك في وقت لاحق هذا الشهر سعيًا لتحديد موعد لمؤتمر سلام حول سوريا.
وقال كيري في مؤتمر صحافي في جنيف: "اتفقنا كلانا ... على اللقاء مجدداً في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة حوالي الثامن والعشرين من الشهر للنظر في امكانية تحديد موعد لذلك المؤتمر". وشارك في المؤتمر الصحافي لافروف والموفد العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
والابراهيمي مكلف التحضير لمؤتمر دولي يسمى "جنيف 2" سعيًا للتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري. لكن مهمته وصلت منذ اشهر الى طريق مسدود تمامًا في غياب أي توافق دولي.
ويعود آخر اجتماع ثلاثي مع وزيري الخارجيتين الروسي والاميركي الى حزيران/يونيو في جنيف، ولم يفضِ الى أي نتيجة ملموسة. وقد عقد الابراهيمي الخميس لقاء مع كيري. ويوجد وزير الخارجية الاميركي ونظيره الروسي في جنيف في مسعى للتوصل الى تفاهم بشأن سبل تأمين، ثم ازالة ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.
وقبل لقائهما الاول الخميس برزت خلافاتهما علنًا امام الصحافة خصوصًا حول مسألة ابقاء التهديد بتوجيه ضربات عسكرية اميركية لكنهما اكدا ايضاً "تصميمهما" على وضع آلية للتخلص من هذه الترسانة. وقد ارسلت سوريا الخميس الوثائق المطلوبة الى مقر الامم المتحدة في نيويورك معلنة نيتها الانضمام الى الاتفاقية الدولية حول حظر الاسلحة الكيميائية.
وجرت اللقاءات الاولى مساء الخميس مع العديد من خبراء الوفدين واجتمع كيري ولافروف في لقاء منفرد على العشاء. وقال كيري للصحافيين الذين يرافقونه إن محادثات الخميس كانت "جيدة وبناءة".
وفي مؤشر الى هذه الاجواء الطيبة، وصل كيري ولافروف معاً في سيارة وزير الخارجية الاميركي التي اجتازا فيها المسافة القصيرة التي تفصل بين الفندق الذي يجتمعان فيه ومقر الامم المتحدة في جنيف.