المالكي يؤكد ملاحقة المجموعات التي تنفذ التهجير
العراق: قلق من التهجير الطائفي واتهام سني للأمن بالتواطؤ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بينما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من تصاعد عمليات التهجير الطائفي القسري وقتل السنة في جنوب العراق، اتهم ديوان الوقف السني الأجهزة الأمنية بالتواطؤ في تنفيذ هذه العمليات مهددًا باحتجاجات تقود إلى إغلاق جميع مساجد السنة ومؤسساتهم، في وقت أكد المالكي ملاحقة المجموعات التي تقوم بالتهجير، والتي قال إنها تهدف إلى إحداث شرخ اجتماعي طائفي يشعل فتنة في البلاد.
لندن: عبّر نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جيورجي بوستن عن القلق البالغ ازاء حالات التهجير الطائفي "في أعقاب تقارير مقلقة وردت في الآونة الاخيرة عن عمليات تهجير قسري تعرض لها أبناء عشيرة آل سعدون في محافظة ذي قار الجنوبية والشبك في محافظة نينوى الشمالية وعمليات القتل التي طالت أبناء الطائفة السنية في محافظة البصرة الجنوبية".
وقال بوستن في بيان صحافي نقله المكتب الاعلامي لبعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" واطلعت عليه "إيلاف" إن "لجوء الجماعات المسلحة غير المشروعة لاستخدام أساليب العنف والتخويف ضد أبناء الطوائف لاجبارهم على الفرار من ديارهم أمر غير مقبول ويعدّ انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان الأساسية".
وشدد على أن "هذه الممارسات المثيرة للقلق قد تترتب عليها مخاطر جسيمة تهدد اللحمة الاجتماعية في العراق، وقد تعطل الجهود القائمة الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية". ودعا بوستن السلطات العراقية إلى حماية أبناء جميع الطوائف من الهجمات وضمان سلامتهم وأمنهم وحقهم في عيش حياة خالية من التهديد.
الوقف السني يتهم الاجهزة الأمنية بالتواطؤ
ومن جهته، هدد ديوان الوقف السني باتخاذ "خيارات" عديدة لمواجهة عمليات استهداف أهل السنة ومساجدهم في المحافظات الجنوبية والوسطى، ودعا رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي إلى حمايتهم منتقدًا صمت وزارة الدفاع والداخلية إزاء هذه الأعمال، وشدد على أن الأجهزة الأمنية تعتقل الأبرياء في مناطق حزام بغداد "وتغض النظر" عن "جرائم المليشيات".
وقال رئيس ديوان الوقف السني عبد الغفور السامرائي خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى الديوان ببغداد إن "العمليات الإجرامية التي تطال أهلنا في المحافظات الوسطى والجنوبية ما هي إلا دليل على بلوغ مرحلة الاستخفاف بالدم العراقي، مما يطلب منا الوقوف بكل حزم أمام هذه العمليات والعبث بأرواح أي ديانة أو طائفة أو قومية"، مؤكدًا أن "تلك الأحداث أسفرت خلال الشهرين الماضيين عن استشهاد 242 شخصاً وجرح 351 آخرين واستهداف أكثر من 80 مسجدًا" كما نقلت عنه وكالة "المدى بريس".
وأضاف السامرائي أن "الديوان وجه عشرات المخاطبات والكتب الرسمية إلى وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والأجهزة الأمنية الأخرى لتوفير الحماية للائمة ودعاة المساجد إلا أننا لم نلمس إجابة منها".
ودعا المالكي والأجهزة المختصة إلى "حماية أئمة المساجد ودور العبادة".. وقال إن "الأجهزة الأمنية تقوم باعتقال العشرات من أهلنا في مناطق حزام بغداد بما يسمى بثأر الشهداء، والذين تبين أن غالبيتهم أبرياء، فيما تغض النظر عن جرم المليشيات" مهدداً "باتخاذ خيارات أخرى أبرزها غلق المساجد والمؤسسات التابعة للديوان في العراق ليسجل التاريخ صفحة سوداء حانكة في تاريخ البلاد وتحكي للأجيال ظلم الظالمين".
وأكد رئيس ديوان الوقف السني على "وضع أكثر من 5000 حارس على المساجد ونصب كاميرات مراقبة"، مستدركًا بالقول: "ولكن لا يمكننا سد حاجة جميع المساجد بسبب كثرة المساجد التي يبلغ عددها أكثر من عشرة آلاف مسجد".
المالكي: نلاحق المسؤولين
لكن المالكي نفى اليوم حدوث عمليات تهجير واسعة لعوائل في المحافظات الجنوبية واتهم في مؤتمر صحافي متلفز تابعته "ايلاف" من اسماهم بالجهلة والمتواطئين المدفوعين المأجورين لإثارة فتنة طائفية تنفيذاً لمؤامرة ضد "هذا المذهب أو ذاك من اجل احداث شرخ طائفي مجتمعي يستطيع المجرمون التسلل من خلاله لتنفيذ مشاريعهم الطائفية لاحداث فتنة مجتمعية".
وأضاف أن قيادة عمليات محافظات البصرة والكوت والناصرية في الجنوب تتولى حاليًا البحث عن المجموعة الارهابية التي قامت بالاعتداء على عشيرة السعدون في محافظة البصرة وعن خلفياتهم وعن الدوافع التي قاموا بها "ولاشك اننا نضع الجريمة التي ارتكبت بحق ابناء عشائر السعدون، الذين يتعايشون بمحبة واخوة وسلام في المحافظات الجنوبية، في خانة محاولة عودة الصراع الطائفي".
وأشار إلى أنّ "هناك عوائل عديدة خرجت من المحافظات الجنوبية خوفًا على أبنائها، ونحن من جانبنا ندعوهم إلى العودة لمحافظاتهم ". وأوضح أن القيادات الأمنية تمكنت "من مسك رأس خيط العصابة المجرمة التي ارتكبت الاعتداء على عشيرة السعدون".
وأضاف المالكي أن "ما يحصل من اعتداءات على المساجد ورجال الدين يشمل جميع المذاهب وينطلق وفق سقف المؤامرة الطائفية التي تريد أن تشعل نار الأزمة بين المكونات". وقال إن "الهدف من كل هذه الممارسات هو لايجاد شرخ في السلم الاجتماعي أو الانقسام وفق بعد طائفي حتى تحصل ثغرات يستغلها اصحاب الشرخ الذين يريدون ايقاع المجتمع في منزلق خطير".
وكانت مديرية الوقف السني للمنطقة الجنوبية قد أعلنت الاثنين الماضي عن إغلاق المساجد التابعة لها في البصرة، وردتذلك إلى عدم حمايتها واستهداف أئمتها ومنتسبي الوقف في المحافظة. واستنكرت مديرية الوقف السني في المنطقة الجنوبية حوادث الاغتيالات التي تعرض لها أبناء الطائفة السنية مؤخراً في محافظة البصرة.