رئيس إقليم كردستان يدعو إلى احترام نتائج الانتخابات
نتائج أولية: التغيير تتقدم على حساب طالباني وبارزاني الفائز الأكبر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشير نتائج أولية لعمليات فرز الأصوات في انتخابات إقليم كردستان العراق اليوم الأحد إلى أن حركة التغيير المعارضة تحقق تقدمًا على حساب قائمة الرئيس طالباني في محافظة السليمانية، بينما يتصدر النتائج في محافظتي أربيل ودهوك حزب بارزاني، الذي دعا إلى احترام نتائج الانتخابات.
أسامة مهدي: على الرغم من أن المفوضية العليا للانتخابات العراقية قد أعلنت أنها لن تتمكن من إعلان النتائج النهائية قبل نهاية الأسبوع الحالي، بعد الانتهاء من التحقيق في عشرات الشكاوى، إلا أن الأحزاب المشاركة في التنافس على مقاعد برلمان الإقليم قد استبقت ذلك في احتفالات لكل منها يدّعي فيها كل طرف فوزه.
وبدأت مفوضية الانتخابات عمليات العد والفرز لنتائج الانتخابات البرلمانية، وسط امال المعارضة انهاء عقود من هيمنة الاحزاب الحاكمة. (التفاصيل)
احتفالات مسبقة
وتشهد مدينة أربيل احتفالات واسعة لأنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وهم يحملون أعلام الحزب وصور زعيمه، مدّعين أنه فوز يحققه مرشحو الحزب في محافظتي أربيل ودهوك، بحسب النتائج الأولية لفرز الأصوات.
من جهتها، شهدت محافظة السليمانية، مقر حزب طالباني، احتفالات لمؤيدي حركة التغيير المعارضة بزعامة نوشيروان مصطفى، بمناسبة ما يقولون إنه فوز لقائمتهم في هذه الانتخابات البرلمانية، وتقدمها على قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني.
لكن الاتحاد أكد من جهته اليوم أنه على العكس من هذه المعلومات، فإنه قد حقق تقدمًا في مناطق: كويه وبالسيان وزاراوه وئيسيوه وسنكه سر وحاجي آوا وبه رزنجه وسيروان وماوت وشابازير وبيتواته ورواندر وخانقا وجومان وآكويان.
وشهدت محافظات إقليم كردستان الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك أمس السبت عملية الاقتراع العام لانتخابات برلمان الإقليم بمشاركة أكثر من مليوني ناخب، تنافس فيها 1138 مرشحًا من 31 كيانًا سياسيًا للحصول على 111 مقعدًا برلمانيًا، حيث سجلت نسبة المشاركة في الانتخابات 74.9%، بحسب مفوضية الانتخابات. وأشارت المفوضية إلى أن نسبة المشاركة في محافظة أربيل كانت 71.7%، وفي محافظة السليمانية 73%، وفي محافظة دهوك 76.4%.
من جانبه، أبلغ مصدر كردي "إيلاف"، في اتصال هاتفي من أربيل عاصمة إقليم كردستان، أن حركة التغيير "كوران" المعارضة بقيادة نوشيروان مصطفى، والمنشقة عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، تحقق نتائج متقدمة في محافظة السليمانية على حساب هذا الحزب، الذي يقوده الرئيس العراقي جلال طالباني. وأشار إلى أن حزب بارزاني يبدو متقدمًا بشكل كبير في محافظتي أربيل ودهوك.
حزب بارزاني متقدمًا
وتوقع أن تظهر النتائج النهائية للانتخابات فوز حزب بارزاني بنسبة قد تصل إلى 45 بالمئة من مقاعد برلمان الإقليم، البالغة 111 مقعدًا. وأوضح أن النتائج الأولية لفرز الأصوات حتى عصر اليوم تشير إلى حصول حزب بارزاني على أكثر من نصف مليون صوت، ثم تأتي بعده حركة التغيير المعارضة ثانية بحوالي 160 ألف صوت، وأخيرًا حزب طالباني ثالثًا بنيله حوالي 110 آلاف صوت، والاتحاد الإسلامي الكردستاني رابعًا.
لكن المصدر أشار إلى أن هذه النتائج لن تؤثر كثيرًا على مكانة ودور حزب الاتحاد الوطني بزعامة طالباني، نظرًا إلى أنه سيتحالف في النهاية مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني،وتربطهما اتفاقات شراكة وتعاون استراتيجي سابقة. وأوضح أنه برغم ذلك، فإن نتائج الانتخابات ستؤكد صعود حركة التغيير المعارضة على حساب حزب طالباني المنشقة عنه في محافظة السليمانية.
لاحترام نتائج الانتخابات والحفاظ على الهدوء
من جهته، اعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني نجاح الانتخابات البرلمانية في الإقليم انتصارًا ومكسبًا عظيمًا لأبناء الإقليم. وقال في كلمة إلى المواطنين "بمناسبة الانتهاء بنجاح من عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية في كردستان، أتوجّه بأحر التهاني والتبريكات إلى جماهير كردستان الكرام. إن نجاح هذه العملية هو انتصار لإقليم كردستان ومكسب عظيم لشعبنا". ودعا بارزاني "جميع القوى والأطراف السياسية والمواطنين إلى الحفاظ على الهدوء والتعايش والتآلف في كردستان". وقال: "من أجل حماية أرواح المواطنين وسلامتهم، أدعو إلى تجنب إطلاق العيارات النارية بدافع التعبير عن مشاعر البهجة. وكذلك على الجميع إحترام نتائج الإنتخابات التي ستعلن من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات".
وقد أدلى أكراد العراق بأصواتهم أمس وسط خلافات متواصلة مع بغداد ومعارك تخوضها مجموعات كردية في سوريا المجاورة. وقد تركزت الحملة الانتخابية، التي سبقت عملية الاقتراع، على مكافحة الفساد وتحسين مستوى الخدمات الرئيسة وكيفية إنفاق العائدات النفطية.
أبرز الأحزاب التي تنافست في هذه الانتخابات، التي جرت للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، حزبا الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، الغائب عن الساحة السياسية لتلقيه منذ نهاية العام الماضي علاجًا في ألمانيا من جلطة دماغية أصيب بها، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، إلى جانب حركة التغيير "كوران" بزعامة نوشيروان مصطفى، الذي انشق عن حزب طالباني.
الاقتصاد عماد الإقليم
ويتوقع مراقبون أن يفوز بارزاني بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان الجديد، في وقت يواجه حزب طالباني منافسة من قبل "كوران" خصوصًا في ظل الغموض الذي يحيط بالوضع الصحي للرئيس العراقي (80 عامًا). ويعتمد الإقليم، في سعيه إلى الحفاظ بشكل أساسي على صورته كمنطقة آمنة في العراق على عكس المناطق الأخرى من البلاد، التي تعاني أعمال عنف يومية، يعتمد على اقتصاده، الذي يشهد نموًا سريعًا.
وتثير محاولات الإقليم الكردي تحقيق المزيد من الاستقلال النفطي والاقتصادي والسياسي غضب حكومة بغداد، التي تخوض مع سلطاته صراعًا متواصلًا حول مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها محافظة كركوك الغنية بالنفط، والتي تحتضن خليطًا من الطوائف والقوميات.
إلى جانب برلمانه الخاص، يملك إقليم كردستان العراق قواته الأمنية الخاصة، ويعتمد تأشيرة دخول مختلفة عن تلك التي تعتمدها بغداد، إضافة إلى مجموعة أخرى من المسؤوليات الرسمية التي تتولاها حكومة الإقليم.
ورغم أن سلطات إقليم كردستان تزعم أن مواطني المحافظات الثلاث يتمتعون بحريات أكبر من تلك التي يتمتع بها العراقيون في المناطق الأخرى، تتعرّض هذه السلطات لانتقادات متزايدة وسط اتهامات بانتهاك الحقوق. وقبيل انطلاق الانتخابات، قتل شخص وأصيب آخرون بجروح في هجوم طال مناصرين لحركة "كوران".
يذكر أن أول انتخابات لبرلمان إقليم كردستان كانت قد جرت في 19 أيار(مايو) عام 1992، وتقاسم كل من حزبي بارزاني وطالباني مقاعد البرلمان بنسبة 50% لكل منهما.