قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: تشهد مناطق في شمال العراق نزاعا متجددا بين تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، وجماعة "انصار الاسلام"، احدى اقدم الجماعات الجهادية، مما يهدد بزيادة الوضع الامني في البلاد تعقيدا.وتحولت الخلافات والتوترات التي نشبت بين التنظيمين اللذين يتشاطران مناطق نفوذ، خصوصا في كركوك والموصل، الى عمليات قتل متبادلة بعد اغتيال ستة من ابرز قيادات القاعدة واتهام "انصار الاسلام" بذلك.و"انصار الاسلام" جماعة متطرفة غالبية عناصرها من الاكراد وقد اعلنت على مدى السنوات الماضية مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات التي استهدفت مسؤولين اكرادا وعراقيين والقوات الاميركية قبيل انسحابها نهاية 2011.وفيما تأسست جماعة انصار الاسلام في كانون الاول/ديسمبر 2001 وورد اسمها على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية، ظهر تنظيم "دولة العراق الاسلامية" في 2006 في العراق، وهدفه الاول كان ولا يزال اقامة دولة الخلافة الاسلامية في المناطق التي تسكنها غالبية من السنة في العراق. وتاسس التنظيم بشكله الحالي على يد الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل بغارة اميركية في حزيران/يونيو 2006، بعدما تمكن من السيطرة على مناطق كبيرة في غرب وشمال العراق.وهذا التنظيم هو الاكثر قدرة بين المجموعات المسلحة المتطرفة في العراق حيث يتبنى معظم اعمال العنف التي غالبا ما تستهدف القوات الامنية والمناطق التي تسكنها غالبية من الشيعة.وتتلقى "انصار الاسلام" دعما من تنظيمي "انصار السنة" و"جيش الطريقة النقشبندية"، وهما تنظيمان متمردان يتمتعان بنفوذ واسع في منطقة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العرب والاكراد والتركمان، وفقا لمصادر عشائرية في كركوك.وبحسب مواقع جهادية، فان الخلاف بين الطرفين رفع الى امير تنظيم القاعدة ايمن الظواهري بينما يطالب البعض بالتكتم على الخلافات لكي لا يطلع عليها "اعداء المشروع الجهادي". وعمل التنظيمان ضد قوات الامن العراقية اثر التقارب الايديولوجي بينهما، لكن "انصار الاسلام" شكت مؤخرا من "شدة تطرف قيادات القاعدة"، بحسب بيانات نشرت على مواقع تعنى باخبار الجهاديين.وقال حامد المطلك عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب العراقي ان "التناحر بين المجموعتين صراع على الارض والنفوذ والسلطة بينهما".واضاف "هذا التناحر يزيد الوضع الامني في العراق تعقيدا، لكن التصفيات بين الطرفين يمكن ان تؤدي الى اضعاف نفوذهما". من جهته، اكد مسؤول امني ان الصراع "يتركز ضمن مناطق عشائرية في كركوك وجبال حمرين وخصوصا الموصل المضطربة حيث يتقاضى الطرفان اتاوات من التجار".وتعرضت "انصار الاسلام" لضربة اميركية ربيع العام 2003 ابان غزو العراق، وهو تنظيم اقل نشاطا على الارض "لكنه يعمل بسرية اكبر، ويتمتع بحواضن اكثر امنا في مناطقه ذات الطابع العشائري، مما يمكنه من الوصول الى قادة القاعدة بسهولة"، وفقا للمسؤول الامني. وقتل مسلحون من "انصار الاسلام" زعيم الساحل الايسر من نهر دجلة في الموصل (350 كلم شمال بغداد) في اخر سلسلة عمليات التصفية الجارية منذ اكثر من شهرين، حسبما افاد مصدر امني.واوضحت مصادر عشائرية ان "جلسة صلح بين انصار الاسلام والقاعدة جرت لتهدئة الاوضاع لكنها باءت بالفشل اثر مطالبة القاعدة برؤوس اربعة من قيادات الانصار".والتوتر مرده في بادىء الامر اتهام جماعة انصار الاسلام القاعدة باغتيال قائدها العسكري هاني الانصاري في الموصل، وسرعان ما ردت على "الدولة الاسلامية" بقتل سبعة من قياداتها. واكدت الجماعة في بيان مؤخرا نشر على مواقع جهادية ان "دولة العراق الاسلامية وفي كثير من الاحيان ينفلت زمام التصعيد عندهم نتيجة تعدد مصادر القرار لديهم"، وطالبت ب"محاكمة القتلة" رافضة "التنازل عن الدماء المعصومة".وقد تدخلت بعض التيارات الجهادية من اجل هدنة بين الطرفين لكن نزاعا داميا اندلع مجددا بعدما تمكن "انصار الاسلام" من قتل ستة من قيادات القاعدة بينهم قائد منطقة الرشاد قرب كركوك بعبوة ناسفة. ووقعت العملية اثر مقتل قائد صحوة الرشاد، وهو ابن عم امير جماعة انصار الاسلام الذي تمكن بعدها من تفجير عبوة بموكب يقل تسعة من قيادات القاعدة ما اسفر عن مقتل ستة منهم وجميعهم هاربون من السجون العراقية، وفقا لمصادر امنية.ويرى مراقبون انه رغم ازدياد نشاط القاعدة في الفترة الاخيرة في العراق بعد فرار اعداد كبيرة من قياداتها من السجون، فان فتح جبهة في هذه المناطق قد يؤدي الى تشتت جهود هذا التنظيم وقطع طريق امداداته الذي يمر عبر الموصل الى سوريا.