أخبار

الامم المتحدة تحذر من وضع انساني حرج في المحافظة

الحكيم يطلق مبادرة الأنبار: 4 مليارات للاعمار وقوات من المحافظة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أطلق رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم مبادرة لحل ازمة محافظة الانبار الغربية المتفجرة التي تشهد قتالا منذ ثلاثة اسابيع وتقضي المبادرة بتنفيذ عمليات اعمار فيها كلفتها اربعة مليارات دولار وتشكيل قوات للدفاع الذاتي بقيادة ابناء المحافظة العسكريين وكذلك مجلس اعيانيمثل القوى العشائرية ومنحه الصفة الرسمية لوضع استراتيجية عمل للمحافظة بعيداً عن التجاذبات السياسية والاقليمية .. فيما حذرت الامم المتحدة من وضع حرج في المحافظة والمرجح أن يتفاقم مع استمرار العمليات العسكرية.

اطلق الحكيم خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد اليوم بحضور فعاليات شعبية وسياسية على مبادرته أسم "انبارنا الصامدة" وهي تتضمن اقرار مشروع اعمار خاص بمحافظة الانبار كلفته اربعة مليارات دولار على اربع سنوات لبناء المحافظة ورصد ميزانية خاصة لدعم العشائر الاصلية التي تقاتل الارهاب لتمكينها من الصمود امامه وتعزيز امكانياتها الذاتية المادية والاجتماعية وتعويض ابنائها من الشهداء والجرحى.

وأشار الحكيم الى ان المبادرة تقضي بأنشاء قوات الدفاع الذاتي من عشائر الانبارالاصيلة وتكون مهمتها تأمين الحدود الدولية والطرق الستراتيجية في المحافظة ودمجها بتشكيلات الجيش العراقي على ان تكون قوات خاصة بمحافظة الانبار وبقيادة ابنائها من القادة العسكريين.. اضافة الى الدعوة لتشكيل مجلس أعيان الانبار الذي يمثل القوى العشائرية في المحافظة ومنحه الصفة الرسمية مما يساعد على وضع استراتيجية عمل للمحافظة بعيداً عن التجاذبات السياسية والاقليمية وان تكون خطوات معالجة واقع المحافظة مدروسة وواضحة للجميع ومستقاة من رؤية شيوخ ونخب أهل الانبار انفسهم. ودعا الحكيم القيادات العراقية للتشاور وتدارس التطورات الحساسة التي تشهدها البلاد عموماً ومحافظة الانبار خاصة والاتفاق على الصيغة النهائية للحل الشامل لازمات البلاد. واوضح رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ان المبادرة تتضمن ايضا الحفاظ على التنمية المعنوية والاجتماعية لعشائر الانبار الصامدة التي قاتلت ومازالت تقاتل الارهاب والتي تمثل عمق المحافظة الاجتماعي والعشائري وتشجيع ابنائها الاصلاء على التصدي لمواقع المسؤولية والحفاظ على محافظتهم من دنس الارهاب وبدأ حملة البناء والأعمار.. وكذلك تقديم الدعم الكامل مادياً ومعنوياً للقوات المسلحة في حربها الشرسة مع الارهاب. وطالب باصدار تعليمات خاصة من مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة لتعويض رجال الجيش والشرطة والعشائر المشاركة معهم في العمليات العسكرية ضد الارهاب في المحافظة وبأسرع وقت ممكن وبعيداً عن التعقيدات الادارية لتكون دفعة معنوية لهم كي يدركوا ان الجميع معهم وان جهودهم وتضحياتهم محل تقدير ابناء الشعب وحكومتهم . وأضاف الحكيم ان المبادرة تتضمن كذلك استكمال الجهود المبذولة من الحكومة العراقية في تلبية مطالب ابناء الانبار الاصلاء والمحافظات الاخرى ضمن سياقات الدستور والقانون وتقديم الرعاية الانسانية العاجلة للعوائل النازحة أو المحاصرة جراء العمليات العسكرية. واشار الى ان المباردة تنطلق من رؤية تيار شهيد المحراب الممثل للمجلس الاعلى في معالجة ملف الارهاب ضمن رؤية اقليمية ودولية شاملة . ودعا الحكومة العراقية إلى مناشدة القوى الدولية المتصدية لملف الارهاب لتقديم الدعم التسليحي والاستخباري للعراق في هذه المواجهة وكذلك مطالبة الدول الاسلامية والغربية المحورية في المنطقة لتقديم الدعم الاستخباري والمعلوماتي والفني واللوجستي للعراق في مواجهة الارهاب وتطويقه . وشضدد الحكيم على ان الحرب مع الارهاب مفتوحة وطويلة "فهو ليس مناطقيا وانما ارهاباً اقليمياً يمتد بشبكاته وخلاياه على مساحة الوطن العربي العريضة ونرى بوضوح آثاره المدّمرة في كل مكان يتحرك فيه وما يخلّفه من تشويه بشع لصورة الإسلام السمحاء من خلال ممارسات تخجل منها مراحل التاريخ الإنساني الطويلة". وقال ان الارهاب أصبح متداخلاً وقد اختلطت اوراقه بقوة فلم يعد مجرد منظمات وجماعات ارهابية ذات افكار منحرفة وانما أصبح متداخلاً مع اجهزة أمنية ومخابراتية لدول اقليمية وعالمية واصفا الارهاب ببندقية ووسيلة لتجميع اصحاب الفكر المنحرف . وحذر الحكيم من ان الارهاب لن يسلم منه احد وان القضية مسألة وقت ومتى ما اكتملت حدود دولة الارهاب الاقليمي المزعومة "داعش" والممتدة من حلب إلى الفلوجة سيشعر الجميع بحجم الخطر الذي سيصيبهم . واكد على ضرورة الاستعداد لهذه الحرب المفتوحة والطويلة والممتدة من بلاد الشام إلى دول الخليج العربية مروراً بالعراق . وقال ان الارهاب يستعد لبناء حواضن له في حوض الفرات وضواحي الموصل وان معركته ستكون منظمة بشكل كبير ومدعومة اقليمياً . وأعرب عن خيبة الامل من عدم سماع دعواته بضرورة دعم الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية وغلق الأبواب التي يتسرب منها الارهاب إلى المجتمع والمدن العراقية وعدم التفريط با ابناء العشائر لانهم السند الاقوى لرجال الجيش والشرطة وصمام الامان للعراق. وخاطب الحكيم أهل الانبار قائلا "ان العراقيين معكم بالقلب والعقل والمال والرجال ولن نترك شبراً واحداً من ارضكم العزيزة بيد الارهاب والتكفير وقاطعي الرؤوس وسنمد العون والمدد اذا ما طلبت عشائركم الغيورة وسنزرعها رجالاً غيارى من الفاو إلى الفلوجة و ان الاخوة في كردستان سيزرعونها رجالاً مخلصين من زاخو إلى الفلوجة ليكون هذا التحدي فرصة لولادة حقيقية للعراق الجديد".وقال ان "الدول الاقليمية المغامرة التي تراهن على الحرب المفتوحة بان العراق تجاوز الاختبار الاصعب قبلكم جميعاً وخرجنا من حرب أهلية كان مخططاً لها ان تدوم لعقود واننا سنتجاوز هذه المرحلة وسننتصر بأذن الله وسنتعلم منها الدروس وسنعود اكثر وحدة وايماناً بعراقنا وشعبنا ومصيرنا الواحد". الامم المتحدة تحذر من وضع انساني حرج في محافظة الانبار إلى ذلك، حذرت الامم المتحدة من وضع انساني حرج في محافظة الانبار وقالت انه مرجح أن يتفاقم مع استمرار العمليات العسكرية.وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف ان الأمم المتحدة تعمل على نحوٍ وثيق مع السلطات الوطنية والإقليمية العراقية فضلاً عن الشركاء في مجال العمل الإنساني لضمان مرور آمن لوصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الطوارئ إلى الأسر التي تقطعت بها السبل والأسر النازحة على حدٍّ سواء في محافظة الأنبار . واضاف في تصريح صحافي وزعته بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" ان هناك وضع إنساني حرج في محافظة الأنبار والذي من المرجّح أن يتفاقم مع استمرار العمليات العسكرية مشيرا الى ان وكالات الأمم المتحدة تعمل على تحديد احتياجات السكان وإعداد المستلزمات الطبية والمواد الغذائية وغير الغذائية لتوزيعها إذا أمكن ضمان المرور الآمن حيث يبقى هذا الأمر هو التحدي الرئيسي". وقال "أما الوضع في الفلوجة فهو مبعث قلقٍ خاص فقد بدأت المخزونات الموجودة من الغذاء والماء والأدوية المنقذة للحياة في النفاد ووفقاً للتقييم الأولي لدينا حيث فرّت أكثر من 5000 أسرة من القتال ولجأت إلى المحافظات المجاورة في كربلاء وصلاح الدين وبغداد وأماكن أخرى ،. وأكد ان الأمم المتحدة تعمل مع وزارة الهجرة والمهجرين لتحديد احتياجاتهم وتلبيتها على على الفور. واليوم عاد عناصر شرطة المرور في مدينة الفلوجة رغم استمرار المسلحين المناهضين للحكومة في السيطرة عليها حيث انتشروا عند ست مواقع في مركز الفلوجة مشيرا الى ان مسلحين ملثمين ينتمون لعشائر مناهضة ينتشرون عند مداخل المدينة واحيائها الداخلية وقرب الجسور والمقرات الرئيسية فيها. وقد اعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي اليوم ان المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة وسيطرة المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة عليها تسببت في نزوح 13 الف عائلة حتى الان. واوضحت ان عدد العوائل النازحة من المدينة بلغ اكثر من 13 الف عائلة نزحت من مدينة الفلوجة الى اطرافها اغلبها يسكن حاليا في المدارس والابنية العامة ولدى الاقارب . واضافت الجمعية ان "فرق الاغاثة للهلال الاحمر العراقي استطاعت الدخول الى مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وتوزيع مساعدات غذائية واغاثية على عدد كبير من العوائل رغم الظروف الامنية الصعبة داخل المدينة وخارجها". وقالت "تمكنت فرقنا من تقديم مساعدات لاكثر من 8 الاف عائلة خلال الايام الثلاث الماضية في مختلف مناطق محافظة الانبار". وقد قتل في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي منذ اكثر من اسبوع حوالي 250 شخصا بحسب مصادر رسمية فيما تواصل عشرات العائلات النزوح من هاتين المدينتين بسبب الاشتباكات والقصف والنقص في الوقود والكهرباء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف