يصارع الموت في لحظاته الأخيرة وعائلته تتوقع الأسوأ
شارون... "بطل قومي" أم مجرم حرب؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قالت تقارير إن الوضع الصحي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون، يتدهور بشكل كبير، وإن عائلته تتوقع الأسوأ في أية لحظة.
ذكر بيان صادر عن مستشفى (شيبا) بالقرب من مدينة تل أبيب الذي يرقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، أن وضعه الصحي ازداد سوءًا خلال الساعات الماضية، مضيفاً أن عائلته تحيط بسرير مرضه.
ويعاني شارون البالغ من العمر 85 عامًا، والذي أصبح رئيسًا لوزراء إسرائيل عام 2001 اختلال وظائف عدة أعضاء في جسمه من ضمنها الكلى.
يعدّ شارون من السياسيين والعسكريين المخضرمين على الساحة الإسرائيلية. والرئيس الحادي عشر للحكومة الإسرائيلية، وينظر إليه على أنه مهندس انسحاب الجنود الإسرائيليين من قطاع غزة وإخلاء المستوطنين اليهود منها في عام 2005.
وبعيدًا عن السيرة السياسية الطويلة لشارون، ينظر إليه كقائد عسكري كبير من قبل الإسرائيليين، إذ شارك في أربع حروب خاضتها إسرائيل ضد العرب. لكنّ الفلسطينيين يعتبرونه عدوًا بسبب تحميله المسؤولية ولو جزئيًا عن مذبحة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها مئات الفلسطينيين في بيروت من قبل ميليشيات مسيحية لبنانية في عام 1983.
رئيس الوزراء
وانتخب شارون رئيساً لوزراء إسرائيل بعد 18 عامًا من ذلك، متعهداً بتحقيق "الأمن والسلام الحقيقي". وعمل شارون عندما كان رئيسًا للوزراء على تشجيع بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي العربية المحتلة.
كما دشن شارون بناء الجدار العازل المثير للجدل في أعقاب موجة من الهجمات، التي نفذها مسلحون فلسطينيون كانوا قادرين على الدخول إلى إسرائيل، وخلفت قتلى إسرائيليين.
لكن شارون أمر في عام 2005 بالانسحاب الأحادي من غزة، رغم المعارضة الشديدة في إسرائيل. وغادر شارون حزب الليكود في السنة ذاتها وأسس حزبًا بديلاً هو حزب كاديما وبدا وكأنه يتجه ضمان إعادة الفوز في الانتخابات العامة لكنه تعرض لسكتة دماغية في عام 2006.
سيرة ذاتية
ولد شارون في قرية كفار ملال بفلسطين أيام الانتداب البريطاني، وهي اليوم إحدى بلدات وسط إسرائيل. وكان اسم عائلته الأصلي شاينرمان وكان والداه من اليهود الأشكناز الذين هاجروا من شرقي أوروبا. إذ ولد أبوه في بولندا بينما ولدت أمه في روسيا. هو شخصية مثيرة للجدل في داخل إسرائيل وخارجها.
وبينما يرى البعض شارون كبطل قومي يراه آخرون عثرة في مسيرة السلام، بل ويذهب البعض إلى وصفه كمجرم حرب بالنظر إلى دوره العسكري في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982. وقد اضطـُرّ شارون سنة 1983 إلى الاستقالة من منصب وزير الدفاع بعد أن قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية الخاصة للتحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا أنه لم يفعل ما يكفي للحيلولة دون المذبحة.
وفاز في 2001 بأغلبية ساحقة في الانتخابات الإسرائيلية العامة، إذ تبنى مواقف سياسية أكثر اعتدالًا. وفي سنة 2004 بادر شارون بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية من قطاع غزة. في يناير 2006 غط في غيبوبة بعد جلطة دماغية.
وجَّه "صامويل" ولدَه "إرئيل" إلى دراسة الزراعة، وعمِل بالفعل في مزارع (الموشاف)، لكنه فضَّل بعد فترةٍ دراسةَ التاريخ والقانون بدلاً من الزراعة، فالتحق بالجامعة العبرية بالقدس، ودرس التاريخ والعلوم الشرقية عام 1953م، ثم درس الحقوق في جامعة (تل أبيب) 1958م- 1962م، وأتقن أثناء دراسته العبرية والإنجليزية والروسية.
حياته العسكرية وجرائم
كان شارون انخرط في صفوف منظمة الهاغاناه عام 1942 وكان عمره آنذاك 14 سنة. وانتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس دولة إسرائيل.
وشارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني ووقع أسيرًا بيد الجيش العربي الأردني في معارك اللطرون عام 1948 وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي، المشير في ما بعد، والقائد العام للقوات المسلحة الاردنية، الذي عالجه ونقله إلى الخطوط الخلفية، ثم إلى المفرق في الأردن، حيث أقيم معسكر اعتقال الأسرى اليهود، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية.
وبعد فترة انقطاع عن الجيش قضاها على مقاعد الجامعة العبرية، عاود الجيش الإسرائيلي سؤاله للانضمام للجيش وترأس الوحدة 101 ذات المهام الخاصّة.
وقدمت الوحدة 101 جهودًا عسكرية بالغة ساهمت في بناء دولة إسرائيل بعد خوض الوحدة لمهمّات غاية في الخطورة، إلا أن وحدة شارون العسكرية أثارت الجدل بعد مذبحة قبية في خريف 1953، والتي راح ضحيّتها 170 من المدنيين الأردنيين.
قامت وحدة شارون بمجزرة بشعة في اللد عام 1948 وحصد خلالها أرواح 426 فلسطينيًا بعد أن اعتقلهم داخل المساجد.
واتهم شارون بالمسؤولية عن جرائم عديدة منها : مجزرة قبية 1953، قتل وتعذيب الأسرى المصريين 1967، اجتياح بيروت، مجزرة صبرا وشاتيلا، استفزاز مشاعر المسلمين بإقتحامه للمسجد الأقصى المبارك سنة 2000، مذبحة جنين 2002، عملية السور الواقي، القيام بالكثير من عمليات الاغتيال ضدَّ أفراد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
سجل صحي
منذ 1980، وشارون يعاني من السمنة و ارتفاع ضغط الدم المزمن وارتفاع الكولسترول. وهو بطول 170 سم ووزن 115 كجم. عادة ما تكون سيارته الشخصية مخزنة بشكل جيد بالوجبات الخفيفة، والفودكا و الكافيار، وكانت قصص الشهية والسمنة للأسطوري ارييل شارون مشهورة في إسرائيل، وكذا حبه للسيجار والتوسعة والأطعمة الفاخرة الاستهلاكية اليومية.
ورغم كثير من المحاولات من قبل الأطباء، والأصدقاء والموظفين لفرض نظام غذائي متوازن على شارون ، لكنها لم تنجح.
- في 18 ديسمبر 2005 ، أصيب شارون بجلطة دماغية خفيفة ، وهي نوع نادر نسبيًا يسمى الانسداد المفارق.
- 6 يناير 2006، خضع شارون لعملية استغرقت خمس ساعات لوقف النزيف في الدماغ وتخفيف الضغوط التي تراكمت على جمجمته. بعد العملية ، عاد شارون الى مصلحة الأعصاب بوحدة العناية المركزة.
- في 13 كانون الثاني يناير، بدأ الأطباء في فصل شارون عن المهدئات ليستيقظ ولتقييم الأضرار التي لحقت بدماغه، حالته تحسنت قليلاً في الأيام الأخيرة ، مع التركيز على الحركات الصغيرة في الأعضاء و الاستجابة للألم. فشل شارون أن يستيقظ حتى بعد التوقف عن تلقي المهدئات.
- يوم 15 يناير ، وخضع شارون لجراحة لمساعدته في التخلص من جهاز التنفس الصناعي بالاستعانة بفتحة في مقدم رقبته، وبعد ثلاثة أيام ، وأبقي على الأنبوب التنفسي بسبب مشاكل فنية.
- 1 فبراير2006 ، تم إدخال أنبوب تغذية في معدته ، مشيرًا إلى أن الأطباء يعملون على تهيئته لرعاية طويلة الأجل.
- في 11 فبراير 2006، أجرى الأطباء جراحة طارئة لإزالة 50 سم من الأمعاء الغليظة التي أصبحت نخرية أي ميتة، وفتح الانسداد.
- يوم 22 فبراير ، خضع لإجراء عملية إضافية لتصريف السوائل الزائدة من بطنه، اكتشفت أثناء الفحص.
- في 28 مايو 2006، تم نقل شارون من عين كرم الى مستشفى الرعاية الطويلة الأجل. وقال نائب رئيس وحدة أخرى من الرعاية الطويلة الأجل للاذاعة الإسرائيلية أن فرص الاستيقاظ بعد الغيبوبة ضئيلة جداً.
- في 23 تموز يوليو2006، أعلن متحدث باسم المستشفى أن حالة شارون تتدهور ، مع تغيير في أنسجة المخ ، وظائف الكلى تزداد سوءًا ، و تراكم السوائل في الجسم. تم العثور على عدوى بكتيرية في الدم.
- في 26 يوليو 2006 ، تلقى ترشيحًا لدمه وعلاجاً بالمضادات الحيوية.
- في 14 أغسطس 2006، وقال الأطباء إن حالة تدهورت بشكل كبير وكان شارون يعاني من التهاب رئوي مزدوج.
- في 29 آب اغسطس2006،عولج بنجاح الالتهاب الرئوي، و غادر وحدة العناية المركزة الى وحدة الرعاية طويلة الأجل.
- في 3 نوفمبر 2006 ، تم نقله إلى العناية المركزة بسبب عدوى بكتيرية في القلب.
- في 6 نوفمبر 2006. ذكر الأطباء أن "وظيفة قلبه تحسنت بعد أن عولج من العدوى واستقرت حالته". بقي شارون في مركز الرعاية الطويلة الأجل. وقد أشار الخبراء الطبيين أن القدرات المعرفية تدمرت عبر الزمن، وأنه في حالة غيبوبة مستمرة مع فرصة جد ضئيلة لاستعادة وعيه.
- في 13 نيسان 2007، أفيد أن حالة شارون قد تحسنت قليلاً، وذالك من حيث التحسس، القدرة على متابعة الأشياء بعينيه وتعزيز يديه. مشاهدة التلفزيون في السرير.
غيبوبة مستمرة
- أكتوبر 2009. وقال طبيبه إنه لا يزال في غيبوبة، ولكن في حالة مستقرة.
- في 2010 ، مدير المستشفى المشارك في رعاية شارون قال إنه ليست لديه فرصة للانتعاش ، مضيفًا أن " كونه على قيد الحياة إعطاء نظري لأمل فرصة الاستيقاظ ، لكنه لن يحدث عملياً". وقال الطبيب إن دماغه صار في " حجم ثمرة الجريب فروت "وان اجزاء دماغية كثيرة اضمحلت وصارت مادة خام سائلة".
- 21 أكتوبر 2010. نعوم براسلافسكي الفنان رفع النقاب عن تمثال بالحجم الطبيعي لشارون في سرير المستشفى في تل أبيب. وقد سبب هذا المعرض بعض الجدل ، مع وصف عضو الكنيست يوئيل حسون العمل بأنه " استراق النظر مقزز " وقوله : " أعتقد أنه هو وسيلة رخيصة للفنان للفت الانتباه إلى المعرض ".
- في 12 نوفمبر2010، تم نقل ارييل شارون من إقامة الرعاية الطويلة الأجل في المنزل لمدة 48 ساعة ، وهو الأول من خمس زيارات منزلية مخطط لها. كانت الزيارة للتأكد من أن تم تثبيت المعدات الطبية للعمل بشكل صحيح. لكنه في نهاية المطاف أعيد الى وحدة الرعاية طويلة المدى ، لأن العلاج كان مكلفًا جدًا.
- في أكتوبر 2011، صرح نجل شارون جلعاد "انه كان حساسًا، ولكن غير قادر على الحركة الكبيرة، وقال إنه يتطلع في وجهي ويحرك الأصابع عندما كنت أطلب منه.
- يوم 27 يناير عام 2013، أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (IRMF ) نشاطاً " كبيراً " في الدماغ ، حتى و لو أن اختبارات أخرى لا تبين ذلك.