المصريون يتوافدون على أنغام أغنية تسلم الأيادي
إقبال ضعيف في اليوم الثاني للإستفتاء على الدستور في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تراجع الاقبال المصري على الاستفتاء على الدستور في اليوم الثاني، بعد إقبال كبير في اليوم الأول، لكن زادت المعوقات الاخوانية أمام المتوجهين نحو مراكز الاقتراع، التي صدح بعضها بأغنية "تسلم الأيادي".
القاهرة: يواصل المصريون التوافد على لجان الإقتراع في اليوم الثاني للإستفتاء على الدستور المعدل، وسط تواجد أمني مكثف من قبل قوات الجيش والشرطة. بدا الإقبال الجماهيري ضعيفًا، مع توقعات بأن يرتفع المعدل مع نهاية النهار، لاسيما بعد انتهاء المواعيد الرسمية للعمل في مؤسسات الدولة. واستمرّت جماعة الإخوان المسلمين في محاولاتها عرقلة مسيرة الإستفتاء عبر أساليب شتى، منها التظاهر على الطرق الرئيسة وأمام اللجان.
إقبال متراجع
كشفت جولة "إيلاف" في عدد من المناطق في القاهرة والجيزة عن ضعف الإقبال على التصويت اليوم، مقارنة باليوم الأول. وأمام مركز إقتراع مدرسة السادات الإبتدائية في حي فيصل الشعبي في وسط الجيزة، ظهر أن الإقبال لم يكن جيدًا، إذ وقفت مجموعة من رجال الشرطة والجيش أمام البوابة الرئيسة للمدرسة وفي الداخل، ولم يكن ثمة ناخبون كثر يتوافدون على اللجنة، بل كان الإقبال بمعدل ناخب واحد كل ربع ساعة، بعكس اليوم الأول الذي اصطف فيه الناخبون أمام لجان الإقتراع.
وعزا الشرطي المرابط أمام المدرسة أسباب ضعف الإقبال إلى أن اليوم الأول كان بمثابة عرس، وعادة ما يكون الإقبال على العرس في أول أيام الإحتفال كثيفًا، بينما يقل الإقبال تدريجيًا في الأيام التالية. وأضاف لـ"إيلاف": "الغالبية العظمى من الناخبين صوتوا في اليوم الأول، واتوقع أن يصل الإقبال ذروته في نهاية النهار، مع انتهاء العمل في مؤسسات الدولة".
أمن مكثف
وقال المتحدث العسكري إن عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية واصلتا جهودهما المكثفة في تأمين خروج الملايين من أبناء الشعب المصري للإستفتاء على الدستور. وأضاف، في بيان له عبر صفحته في موقع فايسبوك: "شهدت المقار واللجان الإنتخابية في جميع محافظات مصر لليوم الثاني العديد من الإجراءات الأمنية لتنظيم وتيسير تدفق المواطنين الذين خرجوا منذ الساعات الأولى من الصباح إلى اللجان الإنتخابية للإدلاء بأصواتهم".
وتابع: "يأتي ذلك في الوقت الذي عززت فيه عناصر القوات المسلحة المدعومة بعناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات من انتشارها الأمني للتصدي لأي أعمال عدائية تؤثرفي عملية الإستفتاء ونشر العديد من الدوريات الأمنية في الطرق والمحاور المرورية، والإحتفاظ باحتياطيات قريبة للتدخل السريع في حالة المواقف الطارئة، لتوفير الأمن والأمان للمواطنين في محيط اللجان"، مشيرًا إلى أن طائرات المراقبة الأمنية التابعة للقوات المسلحة كثفت طلعاتها.
تسلم الأيادي
كما كانت الأحوال في اليوم الأول، إستمر المصريون في التوافد على لجان الإقتراع وسط أنغام الأغنية الشهيرة "تسلم الأيادي.. تسلم يا جيش بلادي". وأطلق الباعة الجائلون في ميدان الجيزة ومناطق واسعة من القاهرة هذه الأغنية، بينما دوّت أصداؤها داخل بعض لجان الإقتراع، كما هو الحال في مدرسة طه حسين في حي المنيب، والتي بدا الإقبال فيها على التصويت ضعيفًا. وفي محافظة الغربية، وتحديدًا في مدرسة المسلم في المحلة، دوت أغنية "تسلم الايادي" عبر مكبرات الصوت مع بدء الطوابير في الاصطفاف من قبل الرجال والسيدات أمام المدرسة للتصويت.
هبة تقاطع أمها
قالت هبة سعيد، وهي موظفة في شركة أدوية، لـ"إيلاف" إنها اضطرت للحصول على إجازة من العمل لمدة ساعتين من أجل التصويت على الإستفتاء والعودة مرة أخرى، لاسيما أنها تسكن في منطقة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية، وهي مسجلة في الجيزة، ولن تتمكن من العودة بعد انتهاء العمل للتصويت. وأضافت هبة وهي تقف أمام المدرسة السعيدية في الجيزة أنها حضرت للتصويت بـ"نعم" على الدستور الجديد، من أجل الإستقرار، وحتى يتم قطع الطريق على أحلام الاخوان بالعودة إلى الحكم.
ولفتت إلى أنها حضرت للتصويت رغم أن والدتها ألحّت عليها بالمقاطعة، إنتصارًا لدماء المصريين التي أريقت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم في 3 تموز (يوليو) الماضي. وأشارت إلى أن والدتها ليست إخوانية ولكنها متعاطفة مع الإخوان، وترى أنهم يتعرضون لظلم كبير، ويدفعون فاتورة فساد واستبداد استمر في مصر لأكثر من ستين عامًا. وتوقعت أن يتسبب تصويتها بـ"نعم" في الإستفتاء في قطيعة مع والدتها، لكنها اعتبرت أن هذا واجب وطني، ولابد من أدائه، منوهة بأنها سوف "تصالح" أمها.
معوقات إخوانية
ورصدت تقارير المنظمات التي تتولى عملية مراقبة الإستفتاء ضعف الإقبال في اليوم الثاني للاستفتاء، كما ورد في التقرير الأول للتحالف المصري لمراقبة الإستفتاء، وتقرير منظمة البيت العربي، ومركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، الذي أسسه الناشط السياسي سعد الدين إبراهيم، ومتوقعة أن يزداد الإقبال في منتصف اليوم.
وتعرضت الناشطة إسراء عبد الفتاح، وهي عضو سابق في حركة 6 أبريل، للضرب والشتم من قبل بعض السيدات أثناء تفقدها بعض لجان الإقتراع في مدينة الشيخ زايد. واتهمتها السيدات بأنها "عميلة".
وواصلت جماعة الإخوان محاولاتها لعرقلة الإستفتاء على الدستور في يومه الثاني، وسعت إلى قطع الطرق من خلال التظاهر، وفي حي المرج في محافظة القليوبية، أطلق أنصارها النار أمام مدرسة محمد نجيب، لإرهاب الناخبين ما ادى إلى وقف عملية التصويت لنحو ساعة.
ووفقًا لتقرير مؤسسة البيت العربي، تستخدم جماعة الإخوان الاطفال والنساء وقطع الطرق من أجل عرقلة سير الناخبين المتوجهين لمراكز الإقتراع، مشيرًا إلى أن الساعات الاولى من صباح اليوم الثاني شهدت مسيرات لأنصار الاخوان المسلمين في مدينة 6 اكتوبر تدعو المواطنين لمقاطعة الاستفتاء. كما حاول أنصار الجماعة، تعطيل الطرق المؤدية إلى لجان الاستفتاء في محافظات الاسكندرية والفيوم ودمياط وكفر الشيخ والشرقية.
تأخر الصناديق
بحسب تقرير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، فإن بعض اللجان خلت من الناخبين، وأرجع ذلك إلى أن اللجان الرئيسة تم تفريغ بعض ناخبيها لإتاحة مساحة للجان الوافدين، ونقل بعض الناخبين إلى لجان أخرى قليلة العدد لا تتجاوز بعض المئات.
وأضاف التقرير أن المركز تلقى عددا من الشكاوى من المواطنين في محافظة الفيوم، تشير إلى أنه تم فتح اللجان ولكن لم يدخل أي من الناخبين نظرًا لعمل القضاة على التأكد من عدم فتح الصناديق ومراجعة الكشوف. ورصد المركز تأخر فتح مراكز الإقتراع أمام الناخبين في اليوم الثاني. ففي محافظة الاسكندرية، وتحديدًا في المعهد الديني في منطقة سموحة، تأخرت عملية التصويت 10 دقائق لتأخر وصول القضاة.
وفي محافظة سوهاج مركز طما لجنة مدرسة الوفاء، تأخر فتح اللجان نظرًا لوصول الموظفين متأخرين. وفي محافظة المنيا مركز ريدا لجنة 165 و 166 و 167 لم يتم فتح اللجان حتي الان العاشرة صباحًا، رغم تكدس اعداد الناخبين.