مؤكدةً أنها الكحل أمام عمى داعش
النصرة تهرب السوريين اليائسين إلى تركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تخطب جبهة النصرة في سوريا ود السوريين، من خلال تقديم خدمات نقل آمنة من سوريا إلى تركيا لكل من يريد الهرب من جحيم الحرب، إلى بر الأمان.
بحفنة من الدولارات، يعمد ابراهيم إلى تهريب من يرغب إلى تركيا، في اطار خدمات يعرضها عناصر جبهة النصرة الاسلامية على السوريين المتضررين من النزاع في بلادهم. وقاد ابراهيم اخيرًا قافلة من سيارات الاجرة على طول طريق موحلة عبر بساتين الزيتون حتى الحدود، حيث كان عشرات السوريين ينتظرون جالسين على حقائب واكياس لمغادرة البلاد.
خدمات نقل آمن
وقد فر آلاف الاشخاص في الايام الاخيرة من شمال سوريا، الذي يشكل إحدى جبهات النزاع الدامي ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد. ويشن تحالف من كتائب مقاتلي المعارضة هجومًا منذ بداية كانون الثاني (يناير) على جهاديي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المرتبطة بالقاعدة والمتهمة بارتكاب الفظائع والسعي إلى بسط هيمنتها ونفوذها. ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان أن اكثر من ألف قتيل منهم 130 مدنيًا سقطوا في هذه المواجهات.
وينتمي ابراهيم، الذي لم يشأ كشف اسمه الحقيقي، إلى جبهة النصرة، الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، والتي تعتبرها الولايات المتحدة ارهابية، وتتبنى استراتيجية السيطرة على الناس من خلال تقديم المساعدة الاجتماعية والخدمات. وقال ابراهيم، الذي يطلب مقابل خدماته 15 دولارًا عن الشخص الواحد، وأقل من هذا المبلغ للمعوزين: "نحن متحضرون، وليست لدينا العقلية المتخلفة للدولة الاسلامية في العراق والشام".
واضاف: "انا هنا لأحمي الناس من الظلم ولمساعدتهم بكل الطرق الممكنة".
الهرب من داعش
اصدرت الحكومة التركية تعليمات لحرس الحدود بالسماح للاجئين بالمرور، لكن الذين لا يحملون جوازات سفر لا يستطيعون اجتياز المراكز الحدودية الرسمية، التي تشهد معارك عنيفة منذ اسبوعين.
وعبر واحد من هذه المراكز الحدودية، غادر أبو عمر مشيًا على الأقدام مع زوجته وابنائهما الخمسة، هربًا من المعارك بين مقاتلي المعارضة وجهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام، التي ينتشر مقاتلوها العراقيون والمصريون والتونسيون في مدينة جرابلس القريبة من الحدود.
وقال أبو عمر: "الامر بالغ السوء في الداخل"، عارضًا كيف منع الجهاديون في وقت سابق تدخين السجائر، وارغموا النساء على تغطية كامل الوجه بالحجاب وجعلوا الصلوات الزامية. واقدم عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام قبل ثلاثة اشهر على قتل رجلين في عملية اعدام علنية في جرابلس، وقال الابن الصغير لابو عمر: "وجهت اليهما تهمة السرقة".
خسرنا كرامتنا
على بعد بضعة كيلومترات إلى الغرب، تتوقف شاحنات صغيرة على رصيف طريق واسع امام مشهد ريفي من التلال والحقول، وتبدو في الخلفية قرية عفرين الكردية السورية. وتحتشد مجموعة من اللاجئين أمام الحاجز الذي يدل إلى الحدود في اسفل واد، وتحاصر الدولة الاسلامية في العراق والشام منذ بضعة أيام قرية عفرين، وبدأت تتناقص فيها المواد الغذائيةوالمحروقات.
وعبد الرحمن، الذي ذهب قبل اسبوع إلى اسطنبول للبحث عن عمل، عاد لاصطحاب زوجته واولاده. وقال: "انا حائز اجازة حقوق جامعية، فهل رأيتم من قبل محاميًا يرتدي ثيابًا كهذه؟"، ودل على ثيابه المغطاة بالغبار وعلى لحيته الكثة. واضاف: "أعرف طبيبًا في سوريا يبيع المازوت على قارعة الطريق، ومحاميًا يبيع الخضر، فقد خسر الناس كرامتهم".
ويأمل عبد الرحمن في ايجاد عمل في اسطنبول، وقال: "افكر بأولادي كل مساء وابكي، فقد بتنا متسولين أنى ذهبنا".