توقعات لمراقبين بأن يكون المؤتمر فوضى دبلوماسية
قمة هاتفية أميركية - روسية تسبق (جنيف 2)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل ساعات من انعقاد مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا، عقد الرئيسان الروسي والأميركي قمة هاتفية حول اللمسات الأخيرة للمؤتمر.
نصر المجالي: حث الرئيسان فلاديمير بوتين وباراك أوباما كل الأطراف على تطبيق الاتفاقات الدولية بشأن تسوية القضية النووية الإيرانية التي تم التوصل إليها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في جنيف.
وأفادت الدائرة الصحفية في الكرملين في بيان بأن هذه المكالمة الهاتفية دارت الثلاثاء بمبادرة من الجانب الأميركي.
واشار البيان إلى أن الرئيسين بوتين وأوباما تبادلا وجهات النظر حول سبل مواصلة تطوير العلاقات الروسية الأميركية مع التركيز على تعاون الدولتين في مجالي التجارة والاقتصاد.
وبدأت الوفود الدولية والسورية في الوصول إلى سويسرا يوم الثلاثاء عشية محادثات السلام التي لا يؤمن الكثيرون بإمكانية نجاحها في حين لا تظهر مؤشرات على انحسار الحرب الأهلية والعداوات السياسية الناجمة عنها.
ومن المقرر أن يشارك في جنيف 2 نحو 31 وزير خارجية دون أي من رؤساء الدول، حيث يخوضون جولات شاقة من المفاوضات بعيدا عن المواكب والاحتفالات التي ترتبط بالزيارات الرسمية.
وربما تشعر الأمم المتحدة وكل من روسيا والولايات المتحدة اللتين تشاركان في رعاية المحادثات بالارتياح على الأقل عندما يجلس الجانبان معا في فندق مونترو بالاس المطل على بحيرة جنيف.
فوضى دبلوماسية
وهددت الفوضى الدبلوماسية يوم الاثنين بإحباط المحادثات كلية بعدما وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة لإيران الداعم الرئيسي للأسد (رويترز).
وسحبت الدعوة بعدما هددت المعارضة بالانسحاب من المحادثات وبعد ضغوط غربية في حين أصرت إيران على أنها لم توافق على الشرط الذي وضعه بان للحضور وهو تأييد مؤتمر السلام السابق في جنيف عام 2012 والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية.
ويبدو تضييق الخلافات بين الطرفين المتحاربين مهمة شاقة ويؤكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن اجتماع مونترو يوم الأربعاء ما هو إلا بداية ويحتمل أن تعقبه محادثات أخرى في جنيف بدءا من يوم الجمعة. وقد تنتج عن الاجتماع بعض الاتفاقات لتخفيف معاناة المدنيين وتبادل السجناء.
جنيف الأول
وقال دبلوماسي غربي "في أفضل الأحوال سيعيد مؤتمر جنيف 2 التأكيد على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف الاول .. ويدعو إلى وقف لإطلاق النار وربما مبادلة السجناء وما إلى ذلك."
وأضاف "في الوقت نفسه فإن المشاركين في المحادثات يضفون بحكم الأمر الواقع شرعية على دمشق. إنهم يتحدثون مع حكومة الأسد على الطرف الآخر من الطاولة... وبذلك يستمر العرض بينما يبقى الأسد في السلطة."
وقال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري وعضو وفد المعارضة في تصريح لرويترز لدى وصوله إلى سويسرا يوم الثلاثاء إن الائتلاف لن يقبل بأقل من رحيل الأسد وتغيير النظام و"محاسبة القتلة".
حدة الصراع
وقد تزيد المحادثات من حدة الصراع الداخلي بين فصائل المعارضة المتنافسة. وتقاطع الفصائل الاسلامية السنية القوية التي تسيطر على أراض واسعة في سوريا المؤتمر ونددت بالمعارضة في المنفى ووصفتها بالخائنة لمشاركتها.
ولم توجه الدعوة الى الفصيل الكردي الرئيسي الذي يسيطر على جزء كبير من شمال غرب سوريا.
ووصل بان كي مون إلى جنيف يوم الثلاثاء بعد أن كادت دعوته لإيران أن تنسف المحادثات. وحمى مساعدو بان الامين العام من أسئلة الصحفيين بخصوص الأمر.
وطالما أصرت الدول الغربية على أن تؤيد طهران البيان الختامي لمؤتمر جنيف 2012 قبل أن تتمكن من حضور محادثات يوم الاربعاء.
وقال المسؤول الأممي إن وزير الخارجية الايراني أبلغه أن طهران قبلت بيان 2012 الذي يشمل مطلبا بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. لكن ايران قالت إنها لم تقبل بهذا.
ووصف دبلوماسي غربي ما حدث يوم الاثنين بأنه "فوضى حقيقية" وقال إن بان ارتكب خطأ كاد أن يؤدي إلى إلغاء المؤتمر برمته واستبداله باجتماع ثنائي بين الولايات المتحدة وروسيا.
وكان عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الايراني واشنطن المسؤولية عن الارتباك وقال للتلفزيون الرسمي "قلنا مرارا إن إيران لن تقبل بأي شروط مسبقة."
وأضاف "كنا مستعدين للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)، لكننا لن نشارك بسبب إصرار أمريكا غير المنطقي على فرض شروط مسبقة على إيران".