إعلان عفو عام عن المسلحين في الأنبار مدته سبعة أيام
تحذير العراقيين من تكتيكات جديدة للمسلحين بتفجير السيارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حذرت السلطات العراقية المواطنين من تكتيكات جديدة بدأ يستخدمها المسلحون لتفجير السيارات بوضع عبوات لاصقة بداخلها بدلًا من تفخيخها، وأعلنت عفوًا عامًا عن المسلحين الذين يسلمون أنفسهم خلال سبعة أيام... فيما دعا علاوي والنجيفي الحكومة إلى التفريق بين المعتصمين والمطالبين بالحقوق وبين الإرهابيين وتلبية مطالبهم.
لندن: قال الناطق باسم وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد العميد سعد معن إن العاصمة بغداد بدأت تشهد تفجير سيارات عن طريق عبوات ناسفة موضوعة داخل العجلات، الأمر الذي يشير إلى اسلوب "جبان جديد للعصابات الإرهابية في استهداف المواطنين بعد عجزها عن تفخيخ العجلات بشكل كامل اثر تدمير وضبط القوات الأمنية أغلب معامل التفخيخ لهذه العناصر الإجرامية".
وأضاف في تصريح صحافي حصلت "إيلاف" على نصه الجمعة أن اجتماعًا عقد في محافظة الأنبار الغربية عقده الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي مع وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ومحافظ الأنبار أحمد الدليمي ورئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت والقادة الأمنيين وشيوخ العشائر ومجلس الإسناد تم خلاله بحث آخر التطورات الامنية والاتفاق على بقاء الجيش في المحافظة.
وأضاف العميد معن أنه تم خلال الاجتماع ايضاً الإعلان عن عفو مدته سبعة أيام عن المسلحين من أبناء المحافظة لتسليم أنفسهم إلى القوات الأمنية.
ومن جهتها، دعت قيادة عمليات بغداد المواطنين إلى تفتيش سياراتهم الشخصية قبل استخدامها والسير بها خشية وضع عبوات لاصقة فيها. وقال مدير اعلام قيادة عمليات بغداد العقيد قاسم عطية في تصريح صحافي إن المواطنين مطالبون بالحذر اثناء استخدامهم سياراتهم الشخصية ، لأن "المجاميع الارهابية بدأت بتفعيل استخدام اسلوب وضع العبوات اللاصقة في سيارات المواطنين".
ودعا المواطنين إلى تفتيش عجلاتهم قبل أن يستقلوها واثناء ركنها في الكراجات العامة أو الشوارع أو الاماكن العامة ،"لتفويت الفرصة على الارهابيين بتنفيذ تفجيراتهم بواسطة العبوات اللاصقة التي توضع اسفل السيارات دون علم اصحابها".
وكانت بغداد شهدت أمس 11 تفجيرًا لسيارات بواسطة عبوات لاصقة كانت موضوعة اسفلها، وأدت إلى مقتل واصابة العشرات في أحياء مدينة الصدر والكرادة والحرية والعبيدي والشعب التي تقطنها أغلبية شيعية.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، شنّ مسلحون سلسلة هجمات قرب المنطقة الخضراء مقر الحكومة والسفارات الاجنبية بوسط بغداد وفي محيط مبنى وزارة الشؤون الخارجية، مما زاد المخاوف بشأن قدرة السلطات العراقية على حماية المواقع الاستراتيجية مع تدهور الوضع الأمني.
وشهد الشهر الماضي مقتل أكثر من ألف شخص في مختلف انحاء العراق مع تصاعد العنف الذي جعل العام الماضي يشهد مقتل حوالي 9 آلاف مواطن في أكبر عدد من القتلى منذ عام 2008 عندما بدأ انحسار الحرب الطائفية بين عامي 2006 و2007 عن ذروتها.
علاوي والنجيفي يدعوان للتفريق بين الارهابيين والمطالبين بالحقوق
دعا رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ورئيس القائمة العراقية الوطنية أياد علاوي الحكومة إلى التفريق بين المعتصمين والمطالبين بالحقوق وبين الإرهابيين وتلبية مطالبهم. وطالب علاوي الحكومة بالاستجابة لمطالب العشائر في الأنبار وعدم ربطها بقضايا الإرهاب، مشيراً إلى أن الطائفية السياسية تساعد على خلق أرضية خصبة لنمو الارهاب.
وأعرب في مقابلة مع قناة "العربية" الليلة الماضية وتابعتها "إيلاف" عن تخوفه من انتقال المشهد في مدينة الفلوجة إلى مناطق أخرى، إذا لم تتم معالجة المشكلة بشكل جذري محذرًا في الوقت ذاته من مغبة استمرار رئيس الوزراء نوري المالكي في تجاهل مطالب العراقيين، الأمر الذي سيؤدي إلى غرق العراق في مستنقع العنف.
وأكد أنّ الحل يجب أن يبدأ بمعالجة اسباب الازمة في العراق وخاصة الطائفية السياسية، مضيفاً أن استمرار فوضى ادارة الملفات السياسية والامنية في البلاد بسبب التوجهات العرقية والطائفية والمذهبية سيجر البلاد إلى كارثة.
وأشارعلاوي إلى أن العملية السياسية في العراق لا يمكن أن تستمر على أسس الإقصاء والتهميش والترهيب، داعياً لتعديل مسار العملية السياسية لتضم كل المكونات العراقية ويستثنى منها الإرهاب، لافتاً إلى مساعيه لإنجاح مبادرة تهدف لتخفيف التوتر الحاصل ووقف نزيف الدم العراقي وسفك الدم العراقي الحاصل يومياً، مشيراً إلى اختياره مدينة النجف الاشرف مكاناً لمؤتمر دعا له للقوى السياسية لبحث حل ازمة الأنبار بسبب تاريخ هذه المدينة خصوصاً انها كانت منطلق ثورة العشرين التي أدت إلى تأسيس الدولة العراقية.
وعلى الصعيد نفسه، أشار ائتلاف "متحدون للاصلاح" بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وحصلت "إيلاف" على نصه إلى أنّه منذ اليوم الاول لانطلاق شرارة العنف في محافظة الأنبار كان له موقف مبدئي واضح يتلخص بحماية المواطنين الأبرياء اولًا والتفريق بين المعتصمين والمطالبين بالحقوق وبين فلول الإرهاب من القاعدة وداعش ثانيًا واللجوء إلى الحلول السياسية القائمة على التفاهم والمشاركة مع أبناء الأنبار كي يتفرغ الجميع لقتال الإرهاب والتخلص منه نهائيًا.
وأضاف انه اليوم وبعد أن عانى المواطنون الكثير وتعرضوا إلى التهجير والقصف العشوائي وانعدام ابسط انواع الخدمات، كان لزامًا على ائتلاف متحدون للإصلاح أن يقوم بواجبه ويشكل خلية أزمة مهمتها متابعة الأحداث وتقديم المساعدات للمواطنين النازحين والعمل السياسي مع الشركاء وتقديم المبادرات في الداخل والخارج أملاً في حل يحقن الدماء ويرسم خريطة أمل للمستقبل.
وأكد أنّ أزمة الأنبار ظلت على رأس اهتمامات النجيفي وكانت الموضوع الاول للمناقشة مع المسؤولين كافة في الداخل والخارج وبشكل خاص مع الرئيس الاميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن.. وكذلك مناقشة الامر مع وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو، حيث استطاع الحصول على موافقة الجانب التركي باستقبال الجرحى والمرضى من أبناء الأنبار في المستشفيات التركية وتقديم كل ما تستلزمه حالاتهم من علاج واهتمام وبالتنسيق مع وزارة الصحة العراقية.
يذكر أن الجيش يحاصر حاليًا مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار ويقصفها تمهيدًا لهجوم بري محتمل لإنهاء مواجهة مستمرة منذ شهر مع المقاتلين المناهضين للحكومة في محافظة الأنبار. والاربعاء الماضي قال المالكي في خطابه الاسبوعي "إن معركتنا في الأنبار التي شارفت بهمة الرجال والمقاتلين والقيادات الميدانية على الانتهاء هي لحماية أمن العراقيين جميعًا وليس فقط في الأنبار التي تئن من ضغط العصابات الارهابية وتجاوزها على كرامة ابناء المحافظة، ولحماية العراقيين في كل العراق وحماية بلدهم الذي يعيشون في كنفه احرارًا وأسيادًا". وشدد بالقول إن معركة الفلوجة "على ابواب الحسم".