نشر إعلانين في (الرأي) الحكومية يفجّر التساؤلات
هل هناك قواعد عسكرية أميركية في الأردن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حفلت المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في الأردن بأحدث خبر مثير للتساؤل فجّره نشر إعلانين لطلب سيدات ورجال للعمل في قاعدة جوية أميركية موجودة على أراضي المملكة.
نشرت صحيفة (الرأي) الأردنية شبه الحكومية، الأحد، إعلاناً بشأن طلب موظفين لقاعدة جوية أميركية في منطقة الزرقاء شمال العاصمة عمّان. وعلى الفور ثارت عاصفة من التساؤلات عن حقيقة وجود مثل هذه القواعد الأميركية في الأردن.
وبينما، قال مسؤولو الصحيفة الأردنية إن نشر الاعلانين كان "خطأ فنيًا" من دون اعطاء مزيد من التفاصيل مع وعد بإجراء تحقيق، فإن السفارة الأميركية سارعت لنفي وجود أية قواعد عسكرية على أراضي المملكة الهاشمية.
لكن مصادر داخل الصحيفة قالت إن طلب الإعلان وصل إلى الصحيفة يوم السبت، و"إن الجهة التي طلبته معروفة بأنها تقدم خدمات للجيش الأميركي". ولم تصدر صحيفة (الرأي) إلى اللحظة أي بيان أو تعليق شافٍ لكيفية نشر الإعلانين، وتركت الجميع أمام التساؤلات المثيرة.
السفارة والجيش ينفيان
وقالت السفارة في رسالة بريدية أرسلت لقناة (الجزيرة) إن نصي الإعلانين خطأ وقد تم سحبهما، وشددت على وجود علاقات عسكرية مع الأردن "تعود لأمد بعيد"، وأن هذه العلاقات تستثمر لخدمة الأهداف المشتركة، وتقديم المساعدة العسكرية للقوات المسلحة الأردنية.
كما نفت القوات المسلحة الأردنية من جانبها في شكل قاطع وجود مثل هذه القواعد العسكرية في المملكة، وقالت إن لا صحة لفحوى الإعلان بشكل قاطع، وقال متحدث إن الجيش طلب من صحيفة (الرأي) تقديم توضيح بشأن الإعلان والجهة التي طلبت نشره.
وجاء في الإعلان الأول، الذي نشر في صفحة داخلية في (الرأي): "مطلوب سيدات للعمل في صالون لعمل بديكير ومنكير وقص شعر وعمل مساج، مكان العمل: القاعدة الجوية الأميركية في الزرقاء".
أما الإعلان الثاني، الذي نشر تحت الأول فجاء فيه: "مطلوب رجال للعمل في صالون حلاقة، مكان العمل: القاعدة الجوية الأميركية في الأزرق". واشترط الإعلانان في المتقدمين ألا تقل خبرتهم عن ثلاث سنوات، والحصول على بطاقة صحية، وأفاد بأنه يفضل من يتحدث اللغة الإنجليزية. وطلب الإعلان من الراغبين في التقدم إرسال سيرهم الذاتية إلى البريد الإلكتروني التالي: info@smi-me.com".
مطالب بالتوضيح
ومع الإثارة التي فجرها نشر الإعلانين في أكبر صحيفة أردنية فضلاً عن أنها الأقرب الى الحكومة ومدى صحتهما، تصاعدت المطالب للحكومة بتقديم ايضاحات وتفسيرات لما حدث لوقف المزيد من (البلبلة) في الساحة الشعبية.
ويشار إلى أن المصادر الأردنية، عسكرية كانت أو سياسية نفت لمرات عديدة وجود قواعد عسكرية، وكانت صحيفتا (واشنطن بوست) و(لوس أنجليس تايمز) تحدثتا في وقت سابق من خلال تقريرين لافتين للانتباه عن وجود قواعد استخباراتية اميركية في الاردن.
ويشار الى أن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور كان نفى الأسبوع الماضي أمام أعضاء البرلمان وجود قواعد أميركية وغربية على الأراضي الأردنية، لكنه أكد في وقت سابق بقاء صواريخ "باتريوت" أميركية ومقاتلات "إف 16" مع طواقمها في مناطق عسكرية أردنية لم يسمِها.
وكانت التقارير الصحفية الأميركية تحدثت أيضاً عن مفاوضات أميركية مع الأردن لنشر قوات عسكرية اميركية في الاردن، وكذلك عن استقدام خبراء أميركيين لإقامة معسكرات تدريب سرية لمقاتلي المعارضة السورية، وأخرى لتواجد الاستخبارات الاميركية للتعاون مع الجانب الأردني لمواجهة الارهاب، خاصة مع تنامي وجود الجماعات المتشددة التي تقاتل نظام بشار الأسد على مقربة من الحدود الأردنية الشمالية.