"الفيصل" فيما يصعب الفصل!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الغضب السعودي تجاه (انقلاب) السياسة الأمريكية في المنطقة، خاصة بإتجاه ملف الأزمة السورية و"المشروع النووي الإيراني" مفهوم ومشروع وله ما يبرره .. لكنه لا يجب أن يصل إلي "الصدام" المباشر أو التهديد والتلويح به .. لإنه في هذه الحال يشبه "الانتحار السياسي" .. دون الدخول في التفاصيل!
في مقال"استباقي" لسمو الأمير "تركي الفيصل" (الذي شغل منصب القائد السابق للإستخبارات السعودية بين عامي 1977 و2001، وعين لاحقا سفيراً في بريطانيا والولايات المتحدة)، وتحديدا قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمملكة يوم الأحد القادم، نشر يوم 31 أكتوبر 2013 في موقع "سيندكت بروجكت"، قال: " .... من السخف أن نتصور أن تعليق وزير الخارجية الأميركي جون كيري "الارتجالي" حول تدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية كان أي شيء سوى مدخل جيد التصميم لمسرحية روسيا الدبلوماسية، وبالتالي إخراج الولايات المتحدة من ورطتها".
وبعد أن فند التناقضات بين (تصريح أوباما) : بأن علي الأسد أن يرحل .. و " تصريح مارتن ديمبسي "، رئيس هيئة الأركان المشتركة بأن وزارة الدفاع الأمريكية لا تخطط لأي شيء من هذا القبيل، قال الفيصل : " إذا واصلنا تأجيل التحرك العسكري، فسوف نضطر إلى التدخل بقوة أكبر عندما تنتشر المذبحة إلى لبنان وإسرائيل والأردن وتركيا والعراق ... و ما لم يبدأ المجتمع الدولي ــ وبخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ــ الوفاء بالتزاماته في سوريا، فإن المال (السعودي) لن يكون كافياً لمنع المزيد من الفوضى والدمار".
أتصور أن هذا (الطرح) يضيق الخيارات المتاحة أمام المملكة في علاقتهابأمريكا والمجتمع الدولي، فإما " الحرب " العاجلة علي النظام السوري وإما أن تنتشر الفوضي المدمرة في دول الجوار وعندئذ لن يجدي المال السعودي نفعا! .. وهو ما يتجاوز "حدود " العلاقات بين الدول الكبري أو " الحلفاء " الإقليميين والدوليين إلي " فرض " إرادة إحدي الدول " منفردة " علي الجميع، ناهيك عن " الإملاءات " لما يجب وما لا يجب أن تفعله (فورا) الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
لقد أعلن أوباما منذ البداية عن رغبته في انهاء تورط أمريكا في (حروب) الشرق الأوسط الكبير، ما يعني (انتهاء) الدور (العسكري) لبلاده كقوة عظمي في العالم، دون أن يعني ذلك العودة إلي (انعزاليتها) .. وكل من سيعرقل هذا التوجه الجديد أو يحرفه عن مساره أو يعيد عقارب الساعة إلي الوراء أو لمرحلة الحرب الباردة (سيصطدم حتما) بمصالح هذه القوة العظمي في الألفية الثالثة!
في المقابل نجد إن (إيران النووية) أكثر مرونة واستيعابا وتفهما لهذه التحولات الاستراتيجية الجديدة، وفي المكالمة الهاتفية بين " أوباما " والرئيس الإيراني " حسن روحاني " قبل أن يغادر أمريكا عائدا لبلاده، عبر كلاهما - وفقا لمسؤول كبير في البيت الأبيض- عن "شعور مشترك بأهمية" المحادثات النووية المقبلة، وأن التوصل إلى اتفاق هناك "قد يفتح الباب أمام علاقات أعمق في المستقبل".
وحسب الكاتب الصحفي " ستيف كليمونز " فإن (دلالة) هذه المكالمة أهم وأبعد من مضمونها، ذلك أن "التقارب مع إيران سوف يكون التحول الأكثر إيجابية في الشؤون العالمية منذ نهاية الحرب الباردة وتطبيع العلاقات مع الصين". وهو ما أكده الخبير الاستراتيجي " جاسونت سينغ " الذي شغل منصب وزير المالية والخارجية والدفاع في الهند في مقاله المهم "فرصة أوباما الاستثنائية".
فقط (أذكر) سمو الأمير تركي الفيصل بما كتبه (هو نفسه) في نهاية عام 2012 (31 ديسمبر) في نفس الموقع، تحت عنوان "الفوز في الشرق الأوسط": "المنطقة لا تكف عن إنتاج الخاسرين فقط، وهي تثبت المرة تلو المرة أنها الأفضل حقاً في ارتكاب كل ما هو أسوأ ..... (وأنهي المقال): ذلك لأن زعماءه الوطنيين كانوا يسعون دوماً إلى الفوز كل منهم على طريقته، ولتحقيق أغراضه الخاصة، وعلى حساب الجميع فيما عداه. ولكن مثل هذا النهج الأحادي بات مستحيلاً في عالم اليوم الخاضع للعولمة. ويتعين علينا أن نوحد جهودنا، وإلا فإننا سنمزق بعضنا البعض. والاختيار بسيط: فهل نريد أن نكون من الفائزين أم الخاسرين؟".
صدقت يا سمو الأمير .. مع ملاحظة واحدة: أن الخاسرين هم "العرب" دائما وأبدا .. وتلك هي المعضلة!