فضاء الرأي

في الأردن: رابطة كتاب أم مكتب تحقيقات أمنية؟ لنتضامن مع رانية الجعبري

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صدمني للغاية الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الأردنية عن قيام الزميل موفق محادين رئيس "رابطة الكتاب في الأردن"، باستدعاء الزميلة رانية الجعبري للتحقيق معها في مقر الرابطة بسبب موقف أخلاقي مهني لها متضامنة مع زملائها المفصولين من الجريدة اليومية (العرب اليوم) التي توقفت لفترة ثم عادت للصدور مجددا، دون إعادة غالبية الصحفيين والكتاب الذين تمّ طردهم ودون صرف مستحقاتهم المالية، بينما شذّ عن هذا الموقف رئيس الرابطة "موفق محادين" وعاد للكتابة من جديد في الصحيفة، متناسيا الموقف الأخلاقي الذي يفترض منه الوقوف مع زملائه المفصولين، وأن يرفض العودة للكتابة في الصحيفة قبل عودة هؤلاء الزملاء وصرف مستحقاتهم المالية..
بداية القضية المشكلة،كما روتها الزميلة رانية الجعبري في صفحتها على الفيس بوك قائلة: ( تلقيت اتصالا من موفق محادين يخاطبني بصفته الرسمية، ويقول بانّني مطلوبة للتحقيق في رابطة الكتاب لأنّني قمت بتعرية موقفه من زملائي في العرب اليوم...إليكم يا سادتي الوجه الآخر من الإخوان المسلمين وأنظمتنا العربية المستبدة. لأنّني عبّرت عن رأيي سأساق للتحقيق.ولو كان رئيس دولة لكنت الآن في السجن، وسينظر في أمري في محكمة أمن الدولة....أمر آخر..لقد طلب مني أن أقرأ كتابا في الأخلاق..موفق محادين لا تعليق على كلامك). وكانت الزميلة رانية الجعبري قد امتلكت جرأة وشجاعة يفتقدها العديد من الرجال، عندما كتبت في الثامن من ديسمبر 2013 أيضا في صفحتها على الفيس بوك رأيا لا يجرؤ عليه إلا القليل من الكتاب عندما كتبت تقول: ( رئيس رابطة الكتاب الأردنيين والكاتب في العرب اليوم موفق محادين، عفوا "د.موفق محادين" عنوان مقالته اليوم (حتى لا نخرج من التاريخ).بحب أقل له ببساطة "ما تخاف يخي التاريخ عمرك ما تشوف خلقته، لأنّك أغرب انسان شفته بحياتي. وقفت مع قضية "بعتقد" انها عادلة وهو موقفك من النظام السوري اللي تبين إنه الثورة ضده كانت مجرد مجرد مؤامرة..مع أنّه كنظام لا يستحق الاحترام. لكن موقفك السليم هذا اتبعته بخيانة زملائك المفصولين من العرب اليوم..هم بدهمش يرجعوا على هالصرح الإعلامي..هم كل اللي بدهم اياه ترجع اللهم حقوقهم والفلوس التي أكلها عليهم "الياس جريسات" اللي حضرتك داير وراه كرمال تيار الممانعة..اسمحلي أقلك بحط مليون خط أحمر تحت كل موقف الك. لأنّك ببساطة بتتنكر لقضايا زملائك وبتنتصر لقضية حدا مدبر حاله "بشار الأسد" وانتو أصلا ما راح تفيدوه بشيء غير بزياراتكم الكرنفالية وصوركم جنبه..بس المظلومين اللي هم زملائك ما اتطلعت الهم بالعكس رضيت تكتب في مكان صاحبه أكل حقوقهم..). لماذا أمتلك الجرأة لنقد موقف الزميل موفق محادين؟ لأنّه سبق لي في فبراير 2010 أن تضامنت معه ومع "سفيان التل" بعد أن أمر مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردنية ايداعهما مركز (سجن) الجويدة للإصلاح والتأهيل في العاشر من فبراير بتهمة " الإساءة للأردن والجيش العربي ودماء الشهداء الأردنيين ". وسبب الاحتجاز كما وضحه الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور نبيل الشريف فإن " مجموعة من المتقاعدين العسكريين كانت قد تقدمت إلى مدعي عام عمّان بشكوى ضد محادين والتل قبل أربعة أيام على خلفية تصريحات أدليا بها في برامج حوارية تلفزيونية ". وكانت هذه البرامج قد تناولت قضية الإرهابي الأردني همام البلوي الذي فجّر نفسه في معسكر تابع للاستخبارات المركزية الأمريكية في مدينة خوست الأفغانية في الثلاثين من ديسمبر 2009، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر عناصر من الاستخبارات الأمريكية وعضو في المخابرات الأردنية هو الشريف زيد بن علي كان موجودا في المعسكر. وكتبت آنذاك مقالة بعنوان ( الحرية لموفق محادين وسفيان التل والقضاء للمتضررين)، ويستطيع من يريد ايجاد المقالة منشورة بعد وضع عنوانها السابق في موقع البحث جوجول العربي. وهذا يعني أنّي مع الزميل موفق محادين عندما يكون مظلوما، ومع نقده عندما يكون من وجهة نظري وآخرين كثيرين مخطئا سواء بحق زملائه الكتاب أو بحق الشعب السوري عندما يناصر الطاغية القاتل بشار الأسد وفي الوقت نفسه يرفض فقط احتجازه لأيام قليلة بينما بشاره قتل حتى الآن ما يزيد على مائة وثمانين ألفا من الشعب السوري ، وهجّر قرابة خمسة ملايين في الأردن فقط منهم ما لا يقل عن مليون ونصف أي قرابة خمس تعداد الشعب الأردني. وهذا هو رأي الكاتب الأردني جهاد الرنتيسي أيضا،فقد كتب تضامنا مع ربى الجعبري ومنتقدا بشدّة موقف موفق محادين قائلا: ( تحول رفيقنا الكاتب الكبير، رئيس رابطة الكتاب موفق محادين، إلى شرطي، وحوّل رابطة الكتاب الأردنيين إلى واحدة من محاكم التفتيش. استدعى الزميلة رانية الجعبري إلى لجنة تحقيق، لأنّها ناصرت زملاءها المفصولين من صحيفة العرب اليوم، وناشدت السيد الرئيس بالتوقف عن الكتابة في الصحيفة.نناشد الزملاء في رابطة الكتاب وخارج الرابطة، الوقوف إلى جانب الزميلة لأنّ مناصرتها في هذا الموقف، تعبير عن الانحياز للضمير وللمحرومين من وظائفهم وحقوقهم المالية.كونوا على قدر المسؤولية وانتصروا لكل ما هو جميل في هذا الوطن. كنّا نتوقع من الرفيق موفق أن يسير على خطى أحمد أبو خليل ولكن توقعاتنا لم تكن في محلها).
ولمن لا يعرف ف" أحمد أبو خليل"،هو كاتب أردني رفض العودة للكتابة في صحيفة العرب اليوم بعد عودة صدورها تضامنا مع زملائه الكتاب المفصولين والذين لم يحصلوا على حقوقهم المالية المنهوبة، ووجّه رسالة قوية لرئيس تحرير الصحيفة الجديد "اسامة الرنتيسي" قال فيها: (تريدونها صحيفة عربية تصدر في الأردن؟ حسناً. ولكن الصحيفة فيما يتعلق بالقضايا الأردنية تختار المدخل الأكثر سطحية بل والأردأ أحياناً، وعندما تنتقل الى الشأن العربي والقومي فإن موقف الصحيفة ومعالجاتها تتبع الاتجاه الذي تسير فيه انتهازية "صاحبكم" الذي وضعتم من اسمه عنواناً في الصفحة الأولى!!!! (إعلامي بحجم فلان)... الله أكبر! اسمح لي أيها الزميل، فأنا وبكل تواضع، لا أرى له حجماً سوى في ميدان الانتهازية والثرثرة والبيع والشراء والتقلب وتسليع المواقف والأفكار الأوطان والقضايا والمبادئ... وأنا أعرف أن باستطاعتك إضافة المزيد. من المحزن أن الصحيفة لم تعثر على مخدوم أعلى شأناً ). لذلك أتضامن صراحة وعلانية مع الزميلة الشجاعة رانية الجعبري، وأوافق على ما كتبه الزميلان الصادقان الجريئان جهاد الرنتيسي و أحمد أبو خليل، لجرأتهما أيضا ووقوفهما موقف الحق والعدل..والشعب السوري المنكوب بهذا النظام الأسدي لن ينسى بعد انتصار ثورته كل من وقف داعما ومصفقا للطاغية. وقياسا على نصيحة الكاتب "موفق محادين للكاتبة الشجاعة " رانية الجعبري"، أنصحة بقراءة العديد من الكتب التي أرّخت لنضال الشعوب ضد كل الطغاة والمستبدين، وأغلب نضالات هؤلاء الشعوب انتصرت واندحر الطغاة إلى جحيم يليق بالجحيم الذي أعاشوا شعوبهم فيه.www.drabumatar.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف