هل تنظيم "داعش" حصان طروادة الإيراني - الأسدي للقضاء على الثورة السورية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أصبح واضحا للمتابع الدقيق منذ انطلاقة الثورة السورية من مدينة درعا في مارس 2011 ضد نظام التوريث الأسدي، أنّ هذا النظام استطاع أن يجمع حوله أهم الحلفاء المناصرين له لأنّ سلوكياتهم ورؤاهم لا تختلف عن سلوكيات ورؤى نظام الأسد، لذلك اقتصر هؤلاء الحلفاء الداعمين بالمال والسلاح والنفط والمقاتلين بالألاف على روسيا وإيران وحزب الله الإيراني رغم صفته الرسمية كلبناني. و لا بد من الاعتراف بأنّ هؤلاء الحلفاء قد تمكنوا من القيام بدورهم الداعم لنظام الأسد عبر سيناريوهات يعرفون مسبقا أنّها هي التي تخيف الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة ما يتعلق بملف الإرهاب والمنظمات التي تدرجها تلك الدول على قائمة الإرهاب الدولي. لذلك تمكن هؤلاء الحلفاء خاصة إيران ونظام الأسد من خلق هذا التخويف من خلال بناء وإيجاد منظمات إرهابية فعلا تعيث فسادا وقتلا وإجراما لا يمكن وصفه إلا بأنّه إرهاب، خاصة أنّ هذا الإرهاب لا يمارس بهذه الوحشية إلا في المناطق التي يسيطر عليها كليا أو جزئيا الجيش السوري الحر أو الفصائل الوطنية المؤيدة له، وقد سبق للنظام الإيراني أن مارس هذا الإرهاب في العراق من خلال تنظيمات او جماعات تابعة له أطلق عليها اسم "القاعدة" وأصبح بعد ذلك كل من يريد ممارسة إرهابا ما يطلق على بنيانه اسم "القاعدة". وكذلك نظام بشار الأسد فقد مارس نفس الإرهاب في العراق.
بدأوا بجبهة النصرة ثم دولة العراق والشام الإسلامية
وقد سبق أن تعرضت لجوانب من هذه القضية في مقالتي المنشورة في الثلاثين من أكتوبر الماضي بعنوان " داعش وأخواتها مصادرة للثورة السورية و خدمة للنظام". وتطورات الساحة السورية خلال الشهور القليلة السابقة تثبت حقيقة أنّ هذه التنظيمات الإرهابية هي مجرد (حصان طروادة) يخلقها النظام وحلفائه المذكورين للقضاء على الثورة السورية، وهذا ما بدأت ملامحه في الأفق حيث التراجع الدولي خاصة الأمريكي والأوربي عن تقديم أي دعم عسكري أو مالي للجيش السوري الحر الذي بدأ هو الوجه الحقيقي للثورة السورية. وتاريخ نظام بشار الأسد في خلق ودعم هذه الجماعات الإرهابية قد مارسه في العراق منذ سنوات، وقد سبق للعراق رسميا أن طالب النظام السوري بوقف إرسال الإرهابيين لأراضيه. وقد جاء حرفيا في لقاء هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي مع الصحفي اللبناني غسان شربل في جريدة الحياة في إحدى حلقات ذلك اللقاء في نوفمبر الماضي قوله: "أبلغت الرئيس الأسد بتفاصيل خلية "القاعدة" بالأسماء ورقم منزل المسؤول عنها وأنه كان يقوم بعمليات ويجند أشخاصاً وأن المكان كان نقطة عبور للانتحاريين العرب الذين كنتم تتسامحون معهم.السعوديون والليبيون والتونسيون الذين كانوا يصلون مطار دمشق لم يكونوا يُسألون عن الغرض من زيارتهم. قال الرئيس بشار لأنهم لا يحتاجون إلى تأشيرات .قلت: يتوجهون إلى الحسكة وإلى دير الزور لكن لماذا يتوجهون إلى العراق، هل هم في رحلة سياحية؟". والمثيرللإهتمام أنّ الإعلان عمّا سميت "جبهة النصرة في سوريا" جاء بعد انطلاق الثورة السورية بما لا يزيد على عدة شهور معلنة أنّها تستهدف الجيش السوري النظامي، وقد أسندت لها فورا عمليات تفجير رهيبة في دمشق وحلب ضد منشآت أمنية ومخابراتية وعسكرية سورية من المستحيل على أية جهة الوصول إليها دون مساعدة وتخطيط النظام الأسدي، وهو بذلك يحقق هدفين الأول التخلص من بعض من يريد التخلص منهم والقول للعالم هذا هو الإرهاب الذي سيصل لبلادكم بعد الإطاحة بنظامي. فمن كان يتصور أو يحلم بأنّ هذه الجماعات تستطيع الوصول إلى مبنى الأمن القومي بحي الروضة في العاصمة دمشق، لتقوم بتفجير رهيب في الثامن عشر من يوليو 2012 يقتل فيه أبرز الشخصيات المخابراتية للنظام من بينهم زوج أخته آصف شوكت، ووزير الدفاع آنذاك داود راجحة ورئيس المكتب هشام بختيار، حيث أثبتت تقارير موثوقة من داخل دمشق أنّه تمّ تصفيتهم بتخطيط وعلم النظام لخلافاتهم مع ماهر الأسد رئيس ما يسمى الحرس الجمهوري، وبدليل أنّ زوجة آصف شوكت غادرت دمشق نهائيا لتعيش بقية حياتها مع أطفالها خارج سوريا. ولمزيد من اثارة العالم الأوربي والأمريكي لا يركز إعلام على هذه العمليات الإرهابية سوى إعلام النظام الأسدي، مفبركا أخبارا لا يصدقها إلا العقل الغربي الذي عانى وذاق الويلات من هؤلاء الإرهابيين. وفجأة يعلن شخص مجهول أطلق على نفسه (أبو بكر البغدادي) دمج جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية، لتصبح الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
وتبدأ حربها ضد الجيش السوري الحر وإعلان قوانين طالبانية
إذا كانت هذه "الداعش" ليست صنيعة أسدية إيرانية، فلماذا تبدأ حربها ضد فصائل الجيش السوري الحر وتحديدا في المناطق التي يتم تحريرها وتطهيرها من قوات الأسد؟. ألا يدّعي هؤلاء الداعشيون بانّهم يريدون تحرير سوريا من قوات الأسد؟ إذن لماذا غالبية عملياتهم ضد فصائل الجيش السوري الحر الذي تمكن حقيقة من تطهير وتحرير العديد من المدن والقرى السورية ليواجه بحرب شعواء من هؤلاء الداعشيين ويخرجوهم من هذه المناطق؟
ثم يعلنون أحكاما نسخة من أحكام حركة طالبان الإرهابية المتخلفة،
واسوأ نموذج ما تناقلته وكالات أنباء عالمية من مدينة الرقة الواقعة شرق سوريا، فما إن تمكن الجيش السوري الحر من تحريرها من قوات النظام حتى داهمهم الإرهابيون الداعشيون ليعلنوها حقيقة "إمارة طالبانية" حيث أعدموا علانية في شوارعها مواطنون وعناصر من الجيش السوري الحر، وحولوا عدة مباني حكومية لسجون ومعتقلات، واستولوا على كنيسة أرمنية ليحولوها مقرا لإرهابييهم، والمدين لإرهابيي داعش هذه أنّهم يستهدفون بالقتل والرصاص كل من ساعد الجيش الحر في تطهير المدينة من قوات الأسد، ونهبوا المتاحف وقاموا بتدمير التماثيل لأنّها حسب شريعتهم المتخلفة الخادمة لتوجهات نظام الأسد تخويف الغرب منهم، مخالفة للشريعة الإسلامية وهذا ما قامت به طالبان في أفغانستان عندما أقدمت على تدمير كل ما يمت لبوذا بصلة من تماثيل وآثار تاريخية. والمثير ايضا أنّ غالبية هؤلاء الإرهابيين يصرّون على البقاء ملثمين كي لا يعرفهم السكان، فإذا كنتم ثوارا تسعون لتحرير الشعب من احتلال نظام الأسد فلماذا تخافون أن يعرفكم الشعب؟. وأيضا لماذا لا تتدخل قوات الأسد لتخليص الشعب السوري منهم؟
لذلك فالنتيجة المنطقية أنّ غالبية هذه الجماعات الإرهابية المتسترة بأسماء إسلامية هي حقيقة (حصان طروادة" الأسدي الإيراني لإخافة الغرب الذي بدأ يخاف فعلا مما أدى لتفاهمات سريعة حول الملف النووي الإيراني والدعوة لعقد جينيف 2 بدون اشتراط استبعاد الأسد ونظامه من المشاركة فيه.
www.drabumatar.com