فضاء الرأي

يساري ناصري... كان من أعوان مبارك! (2/2): هل نحن في غفلة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انقر هنا لقراءة الحلقة الأولىbull; من هو المتسبب في إخراج شباب الأمة كي يتقاعسوا عن دورهم الوطني، وأن يكونوا على هذه الحالة من التهشيم والتهميش والتدمير؟!- أنا أعتقد أن الموساد والصهيونية العالمية تعمل وفق تخطيط مرسوم لتدمير شبابنا. bull; وهل الموساد والصهيونية يعيثون في بلادنا؟!- طبعاً!! bull; وهل نحن في غفلة؟!- طبعاً.. أنا أرى أن هناك مؤسسات دولية تعمل، ونحن نظن أنها غير موجودة.. ولكنها موجودة!!.. وموجودة بقوة!!.. ونحن نقاوم هذا التيار مقاومة واعية جداً بإطلاق مشروعات قومية كبرى مثل القراءة للجميع، ومكتبة الأسرة، وإعادة نشر وإتاحة تراث التنوير والتراث الإبداعي، والتراث الفكري المستنير أمام الشباب، حتى يقرأوا تاريخهم، يقرأوا فكرهم التنويري، ويقرأوا الدين الصحيح. bull; دكتور سمير، في المرحلة الناصرية كانت هناك إيديولوجية يعيش الإنسان في ظلّها، ولهذه الإيديولوجية أهداف كبرى.. ألا ترى معي أن الإنسان الآن برغم الإنفتاح والديموقراطية، والحرية المتاحة سواء في الصحافة أو في شتى مرافق الحياة لا يسير وفق ايديولوجية أو حتى مشروع مستقبلي يسعى الشباب بالإنخراط في العمل من أجل تحقيقه؟؟!!.. باستثناء تلك الحالة الإستهلاكية التي يعيشونها مما جعلهم يتيهون ما بين التيارين اللذين أشرت إليهما فكانوا فريسة سهلة للموساد أو الصهيونية العالمية أو التطرف.. كما جاء في إجابتك السابقة؟!..- نعم.. كان هناك مشروع في بداية الثورة وهو المشروع القومي لتحقيق الإستقلال من الإستعمار الإنجليزي.. وقد تحقق. bull; أنت تتكلم في حدود جمهورية مصر العربية فقط!!- أجل.. في حدود مصر، وكان هذا المشروع القومي أساسه عبد الناصر أيضاً، يعني عبد الناصر هو رائد المشروع القومي لفكرة الوحدة العربية، وفكرة جمع العرب حول العزة والكرامة والفخر، لكن هذا المشروع كان مشروعاً هلامياً، وليس له خطة موضوعية محددة تنتقل بالأمة العربية من مرحلة كونها مكونة من عدة دول نامية متخلفة غير متفقة مع بعضها البعض، لا في الإقتصاد ولا في السياسة، ولا في الإجتماع.. كان المشروع يحمل طموحات كبيرة، وهي أن تكون الدول العربية دولة واحدة تشبه الوحدة الأمريكية والوحدة الأوروبية، وحدة تواجه العالم بقوة المال والسلاح والثروة، ولكننا بدلاً من السعي الجاد لتحقيقها، والتخطيط السليم لانبعاثها، صرنا نردد شعارت ونتكلم أكثر مما نعمل، مما أعاق مشروعنا النهضوي، بل إن الإنقلابات العسكرية في العالم العربي، والتي تأثرت بثورة 23 يوليو سواء في سوريا أو في ليبيا، أو في العراق، أو في اليمن، أو في أي مكان آخر، كان من الممكن لهذه الدول أن تشكل في حد ذاتها مشروعاً تنموياً فيما بينها.. ولكن كل مشروعات هذه الدول أُجهضت لأنها لم تكن تملك رؤية واضحة لـ ( ماذا ستفعل في المستقبل).. وأخذوا يرددون شعارات.. وكانت هذه هي النتيجة التي نعيشها الآن. bull; هذا ليس رداً على سؤالي!!- ما هو سؤالك؟! bull; الناس في مصر في الستينات كان لديهم قضية، يعيشون من أجلها، ويعملون من أجل تحقيقها.. ماهي قضية الإنسان في مصر الآن؟!- ما هي القضية؟!.. وما هي القضية التي كانوا يعيشون من أجلها؟!bull; كان هناك _ بعد مؤتمر باندونج _ مشروع دول عدم الإنحياز، وكان ذلك الوهج الشعبي في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، للتخلص من هيمنة الإستعمار، كان هناك بلورة الموقف القومي بحيث يجتمع العرب جميعاً في إطار واحد، كان هناك السعي لتنظيم تدابير إقتصادية، بحيث تعم العدالة الإجتماعية كافة الناس، وكانت هناك مواجهات ساخنة مع معارك التخلف و الأمية، والبيروقراطية، وإصلاح مناهج التعليم.. أليست كل هذه قضايا؟!.. ناهيك عن القضية القومية!!- كل هذا كلام هلامي!!.. كلام هلامي!!.. القومية كانت مشاعر جيّاشة لا يحكمها برنامج عمل أو لدى الداعين بها خطة واضحة المعالم.. فعندما نقول: قومية لا بد أن يكون عندنا برنامج عمل، فأوروبا عندما سعت إلى إتحاد، كان عندها خطة عمل لإنجاز ذلك الإتحاد.. أوروبا أوجدت فيما بينها المؤسسات الهامة، وصار عندها برلماناً مشتركاً، وأخيراً وحّدت العملة، وهي بصدد توحيد الإقتصاد على تنوعه، وصار مبدأ الإعتماد المتبادل في التصدير والإستيراد قائماً على برامج وخطط منبثقة من أرضية الواقع.. فما هي البرامج والخطط التي قدمها زعماء القومية العربية؟!.. قل لي: ماذا قدموا غير الخطابات الحماسية؟!.. والجيشان العاطفي؟!!.. ثم قل لي من فضلك: مامعنى (مشروع قومي)؟!.. يعني ماذا نقصد بهذه الكلمة؟!.. نعم نحن مجتمع عربي واحد نجتمع في التاريخ والتراث واللغة والدين؟!.. ولكن هل إجتماعنا في هذه القواسم المشتركة يكفي؟! ونحن لا نفعل شيئاً آخر غير أن نصرخ بشعارات مثل: (علينا أن نقاوم الإستعمار) و(إرفع راسك يا أخي لقد مضى عهد الإستعباد)، و(علينا أن نعتز بعروبتنا، وبكرامتنا) ماذا يفيد الصراخ بتلك الشعارات، إذا لم تترجم إلى واقع ملموس؟! ثم قل لي بربك: أي مشروع قومي هذا الذي تتحدث عنه، وأنت ليس لديك تخطيطاً زراعياً أو صناعياً أو إقتصادياً؟!.. ثم أين هي التكنولوجيا التي ستحقق لك مشروعك القومي هذا؟!.. هل إستطعنا في عالمنا العربي أن نصنع راديو، أو تلفزيون، أو سيارة؟!.. يا سيدي إن مشروعك القومي هذا الذي تتكلم عنه يعيش في عالم من (الكلامنولوجيا) في الوقت الذي كان يجب أن يعيش في عالم من التكنولوجيا..!! فـ أوروبا لم تتكلم عن مشروع قومي أوروبي، ولم تتكلم عن وحدة أوروبية، إنما خططوا من أجل وحدة إقتصادية، ووحدة علمية، وليس في حسابهم الكلام عن وحدة سياسية، لكنهم يتكلمون من أجل العمل المشترك في مجالات البنوك، وفي مجالات التجارة الخارجية!.. ونحن العرب حتى هذه الساعة.. أخفقنا، وفشلنا فشلاً ذريعاً في السير في الخطوات الأولى نحو سوق عربية مشتركة!! فكيف يا أخي من الممكن أن يتحقق عندنا مشروع قومي، ونحن أمة ممزقة إلى شيع، وقبائل، وأحزاب، وطوائف، ومذاهب.. وكل منها يتناحر مع الآخر؟! bull; ألا ترى يا دكتور أن ما تفضلت به الآن أدعى إلى العمل الجاد من أجل بلورة مشروع عربي يستفاد فيه من حالات الفشل السابقة..؟! كما يمكن الإستفادة من التجارب الأخرى، والتي حققت نجاحاً في أماكن متعددة من العالم؟!- صعب!!.. هل تستطيع أن تتنبأ بوجود عملة عربية موحدة خلال العشر سنوات القادمة؟!.. مستحيل!!.. لا.. بل قل الخمسين سنة القادمة؟!!.. مستحيل!!.. فالعرب كل واحد منهم يعيش في مدار فلك ذاته، وليس في فلك القومية العربية أو العروبة!!.. بيد أن الأوروبيين، استطاعوا في فترة وجيزة أن يجعلوا (اليورو) عملتهم الموحدة.. bull; هناك من يوجه أصابع الإتهام للمثقفين بإعتبارهم الأكثر إقتداراً على بلورة الأخطاء التي ترتكبها السلطة لتظهر وكأنها حسنات وليست أخطاء!!.. وهذا الذي أشاع مصطلح (مثقفوا السلطة)!!- أنا أرفض هذه المسميات؟!! ماذا تقصد بمثقفي السلطة؟! هذه مسميات عامة، وليس لها أي أساس في الواقع!!.. أريد أن أفهم ماذا تعني بـ مثقفي السلطة؟! bull; أعني أن هناك من يتكلم عن الديكتاتور أو يكتب عن الديكتاتور فيصفه بـ الديموقراطي!! وهذه المثقف يحتل مساحة من وسائط الإعلام في العالم العربي، وكذلك يحتل مكاناً بارزاً في المؤسسات الثقافية، وأبرز مثال على ذلك ما يجري في بلاد الحكم الشمولي كالعراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس وغيرها!!- إذا كان ذلك المثقف يعبر عن رأيه، ولديه إيمان بأن حاكمه ديموقراطي وهو يمارس أعمال ديكتاتورية، فلنعطه الحق في الخلاف، ولنتحاور معه، ونثبت له عكس رأيه بالدليل والقرينة.. وألا نرفض بعضنا البعض.. وألا ينفي بعضنا البعض الآخر. bull; دكتور.. أنت تفترض نوعية من الحوارات تدور في أجواء مكفولة بالحرية، ولكن ما أقصده بسؤالي عن مثقفي السلطة.. إن البعض منهم يعيش في أجواء من الظلم والإضطهاد، ويقف أمام ذلك كشيطان ولكن ليس أخرساً، إنما يستخدم ملكاته التدميرية لمباركة ذلك الظلم وذلك الإضطهاد، وتلك الديكتاتورية!!- طيب.. ماذا يفعل المثقف ومعظم الأنظمة العربية ديكتاتورية؟!.. هل تستطيع محطة الجزيرة مثلاً أن تهاجم أمير قطر؟!.. أتحدى..أتحدى.. أن يظهر برنامجاً واحداً في الجزيرة يمس أمير قطرر مساً عابراً؟!.. بينما يهاجمون السعودية، ويهاجمون الأردن، وأتحداهم في الجزيرة لو أنهم عملوا برنامج عن شرعية الحكم في قطر يوم انقض الإبن على أبيه، وجرّده من صلاحياته؟!..أليست هذه قضية تستحق البحث؟! فلماذا يسمحون لأنفسهم بمناقشة القضايا الأخرى التي تمس الآخرين، دون أن يتحدثوا عن أنفسهم..؟! bull; لنتحدث الآن عن المثقف المصري؟!- اسمع: إذا لم تكن هناك ديموقراطية، فلا مثقف ولا مثقفين!!.. لا تصدق أن هناك مثقف إلا إذا كان يعيش في مناخ ديموقراطي يستطيع فيه أن يقول رأيه.. ويعبر عن رأيه دون خوف من السجن، لأن الأنظمة الديكتاتورية، تعتبر مناداتهم بتحقيق العدالة الإجتماعية، والمطالبة بالحرية والديموقراطية، شوكة في حلق تلك الأنظمة.. bull; ألا تعتقد أن منظمات حقوق الإنسان التي أخذت تنشط في السنوات الأخيرة سوف تساهم في شيوع الحريات؟!- قد تكون طبعاً، على ألا تستغل وجودها للترويج لأفكار استعمارية أو صهيونية، أو أن تحاول استغلال نشاطاتها لأسباب أخرى!! bull; مرّت على مصر حقب كثيرة تلونت معها الطبيعة الثقافية، يعني هناك الثقافة الناصرية، والثقافة الساداتية، وثقافة المرحلة الراهنة، فكيف تصور لنا الإختلاف أو التوافق بين تلك الثقافات؟!- أقول: كانت هناك محاولة جادة لمشروع ثقافي نهضوي في مصر أُجهضت في العصر الناصري.. والعصر الساداتي أيضاً، لأن عصر السادات، سادت فيه الثقافة غير المتعمقة، الثقافة التافهة، الثقافة السطحية، لأن السادات حاول محاربة الماركسيين بالإخوان المسلمين، فأحدث خلطاً كثيراً.. ولكن هذا لا يمنع أنه أعاد إلى مصر أراضيها وقاد حرب أكتوبر، وأنا ضد إدانة السادات بأي شكل من الأشكال.. حتى في إتفاقية (كامب ديفيد) لأنها أعادت إلى مصر أراضيها!! bull; ألا ترى أن عالمنا بات يفتقر إلى العمالقة؟!- لأننا نعيش في عصر الأقزام.. فالعملاق كان يولد في عصر عملاق، كان يولد في عصر ثقافة موسوعية، ويعيش في خضم معارك فكرية، أما الآن فإن أكبر معركة هي معركة أكل لقمة العيش، أو البقاء على قيد الحياة.. ليست لدينا أفكاراً سياسية متداولة في المجتمع، وليست هناك أفكاراً فلسفية أو حتى سياسية أو إجتماعية، وليست هناك أفكار تشكل وجهات نظر كبيرة.. فنحن لا نسعى لأن نكون قوة ثقافية كبرى في العالم، وإنما ظللنا نجتر الماضي معظم أوقاتنا، ونجتر أمجاد السنوات السابقة، وهذا مناخ لا يظهر فيه مثقف كبير، ولا يظهر فيه مثقف موسوعي، وبالتالي لا تظهر فيه أفكاراً عملاقة.. كما حدث في عصر النهضة الأوروبية!! bull; هل هذه النظرة تشمل مرافق أخرى كالموسيقى والفنون التشكيلية والمسرح وما شابه ذلك؟!- أنا أتكلم عن الأفكار الكبرى وليس عن المواهب.. bull; شكراً دكتور سمير..- عفواً..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف