فضاء الرأي

فنجان القهوة في مواجهة الإله جانوس

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كما هي عادة معظم الناس في شمال أمريكا اعتدت أن أضع في آخر يوم من كل سنة قائمة بما أريد إنجازه وتحقيقه في السنة الجديدة. تتراوح المواضيع على قائمتي بين ما هو واقعي وقابل للإنجاز مثل كتابة مقال أسبوعي، وبين ما هو أقرب للمحال مثل تخفيف القهوة والتي دائما أغير رأيي بشأنها في الصباح التالي. وأيضا كل سنة، منذ أن أصبح عندي أولاد، يكون عدم رفع الصوت على الأولاد على رأس القائمة وهذه التزم بها لوقت أطول من تخفيف القهوة—يعني ربما حتى مساء اليوم التالي.
وسواء كانت قائمة الإنجازات للعام الجديد جدية وصعبة أو سهلة ومضحكة فإنها دائما تعطيني شعورا جميلا بالأمل. البدايات جميلة لأنها تحمل الأمل والقدرة على تحقيق أشياء جديدة والإحساس بمسح ما مضى من أخطاء. لذلك قرر الامبراطور الروماني يوليوس قيصر في عام 46 ابتداء السنة في الأول من يناير نسبة إلى الإله جانوس إله الأمل والبدايات والبوابات. حيث أنهم اعتبروا أن اليوم الأول للشهر الأول من السنة هو البوابة التي ندخل من خلالها إلى السنة الجديدة. وللإله جانوس وجهان، أحدهما ينظر للسنة التي مضت ويصفح عن أخطائها والآخر يتطلع للسنة الجديدة بأمل وحماس. فجعلوا هذا الجزء من الزمن مثل مساحة مادية محسوسة نخرج من قسم منها وندخل في قسم آخر. ولم يكن الرومان أول من أعطى الوعود على رأس السنة فأهل بابل قبل أربعة آلاف سنة كانوا يعطون الوعود لآلهتهم بإنجازات وأعمال للسنة القادمة. أستطيع أن أتخيل بسهولة شخصا من بابل يعد الآلهة أن يعمل بجد أكثر في العام المقبل تماما كما نفعل نحن بعد أربعة آلاف عام. شعوري أنني أقلب صفحة جديدة وأنني قد أعطيت بداية جديدة لتصحيح ما لم أستطع فعله في العام المنصرم شعور إنساني على مدى القرون وعلى مدى القارات لذلك أنا متأكدة أنه كانت هناك أم من بابل تعد الآلهة في بداية السنة أنها ستكون أكثر لطفا مع أبنائها.
كتابة ما نود تحقيقه وإنجازه في حياتنا عادة ممتازة لأنها تساعدنا على توضيح طريقنا ومع الكتابة تتبلور أفكارنا عن طموحاتنا وأحلامنا بشكل لا يمكن أن يحدث بدون الكتابة. ولو لم تحمل الكتابة معها قوة خفية لما حلف بها القرآن عندما قال "ن والقلم وما يسطرون". والسنة الجديدة وقت مناسب لإعادة النظر في قرارات السنة التي قبلها وما سنسطره من مخططات جديدة لهذه السنة.
أحاول أن أشجع من حولي على التفكر في هذه الأمور ولعدة سنوات كان عندي دفتر أسجل فيه قوائم إنجاز للسنة الجديدة للأقرباء والأصدقاء وأسحب الدفتر في السنة التي بعدها ونعمل جرد لما تم إنجازه وما لم ننجزه وأحيانا يكون الشخص المعني قد نسي تماما ما قاله السنة التي قبلها.
خلال السنوات التقيت من خلال دفتري بكثير من المشاريع لأناس مختلفين منها الجميل ومنها المستحيل ومنها الغريب. أكثر المشاريع التي سمعتها كانت عن تكثيف القراءة وكلما تحمس أحدهم وبدأ يقول سأقرأ ستين كتابا نقول له على رسلك لنبدأ بـ 12 ونلتقي في رأس السنة القادم. إيجاد رفيق العمر من المشاريع المفضلة للإنجاز لدى عدم المتزوجين. إنهاء مرحلة دراسية مهمة يظهر كثيرا بين الجامعيين وكان إنهاء الماجستير يجد طريقه إلى قائمتي لعدد من السنوات حتى جاءت سنة جميلة لم يكن على قائمتها. أما القرارات الغير مألوفة فهي المسلية أكثر. مثلا، أحد المراهقين قال "أريد أن ألعب بآخر الألعاب الإلكترونية." دعونا نترجم هذا القرار إلى لغة الكبار: أي "أريد أن أقتل أكبر عدد ممكن من الخلايا العصبية في دماغي خلال السنة الجديدة!" ويا لفرحة والديك! وأحيانا أجد من خلال المشاريع التي أسمعها أن بعض الأشخاص لا يفهم تماما ما معنى قرارات العام الجديد ويظن أنها لائحة أمنيات مثل الذي قال لي "أريد الدعاء المستجاب!"
"يعني تريد أن تكثر من الدعاء؟"
"لا، أريد الدعاء المستجاب"
"هذه القائمة تعني أشياء تريد أن تفعلها أنت لتحسن من حياتك ونفسك خلال السنة القادمة"
"الدعاء المستجاب سيحسن من حياتي"
"حسنا، سنرسل فاكس إلى فوق ونسأل أن يوضع طلبك تحت الدراسة."
وعندما طرح الموضوع مرة أمام مجموعة من الصبايا قالت واحدة متزوجة حديثا جوابا على سؤالي "أنا أنهيت مشاريعي في الحياة"
"وهل تنتهي مشاريع الحياة؟"
"نعم، أنا حصلت على شهادتي الجامعية وتزوجت."
"......."
لن أناقش جواب الفتاة هنا لأنه لوحده بحاجة إلى مقالة.

ولكن رغم حبي لقوائمي وطموحي جاءت بداية السنة العام الفائت وأنا أم لأربعة أطفال وكان آخرهم ما يزال يلبس الحفاض ويستيقظ أحيانا في منتصف الليل. وعندما وضعت قائمتي حينها، من تحسين للغة الفرنسية وكتابة مجموعة قصصية وليس نهاية بتخفيف القهوة، نظرت إليها وشعرت بالتعب فمسحتها كلها وكتبت "الله يمضي هذه السنة على خير." اللغة الفرنسية لن تهرب للعام القادم وكذلك المجموعة القصصية تختمر في خيالي حتى وإن لم تنزل على الورق. والقهوة صديقتي تنتظرني كل صباح، ولا بد منها لأم تستيقظ في الليل مع أولادها الصغار.
وأستطيع اليوم أن أقول بفخر أن السنة الفائتة قد مرت فعلا بخير وسلام ولا تخلو من إنجازات مهمة أيضا. وحان الوقت مرة أخرى لسنة جديدة وقائمة جديدة ومغامرات جديدة فلنستغل هذه الصفحة الجديدة في حياتنا في العمل الجاد والبحث عن الحقيقة ومساندة القضايا العادلة ومعاملة أبنائنا بحب والصفح عن بعضنا والاستمتاع بالحياة وأن تكون ضحكتنا من القلب.
وأتمنى لكم جميعا عاما جديدا ملؤه السلام والتسامح والنجاح.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تجهيل عام 2015
قارىء مستغرب -

سؤال من فضلك بعد التهانى والتبريكات بالعام الجديد- لماذا لا تضعى صورتك على مقالك كما تفعل كل الكاتبات هنا؟ ولماذا تسمح ايلاف بالتجهيل و خداع القراء

المعلق رقم واحد
الباحث عن الحقيقة -

أيها السيد، صورة الكاتبة عورة. فهي بالرغم من تمويه نفسها بالإنفتاح والليبرالية الدينية فانها تنتمي الى تيار ديني إخواني. هل تذكر حملة السلفيين في انتخابات مصر قبيل مجئ المستر دونت ميكس مرسي؟ المرشحات وضعن صور أزواجهن على الملصقات الإنتحابية.

سؤال
فول على طول -

تقول الاستاذة : ولو لم تحمل الكتابة معها قوة خفية لما حلف بها القرآن عندما قال "ن والقلم وما يسطرون". ..انتهى الاقتباس ..نعم العلم والقراءة والكتابة أشياء هامة جدا . ومعلوم أن الكتابة سبقت القران بالاف السنين - لا أعرف عددها بالضبط - ولكن الرسول محمد لم يحاول أن يتعلم القراءة ولا الكتابة ..اليس هذا شئ غريب ؟ مع أن جبريل قال لة اقرأ 3 مرات ؟ والقران يؤكد على أهمية الكتابة كما تقولين ..غريبة ؟

الليبرالية الاسلاموية
lilly -

-العصرنه- الإسلاموية لم تعد تنطلي على أحد. لو كنت ليبرالية لأكتسبتي شيء من العقلية الكندية بدل أن تكوني مبشرة، فثلثي الكنديين لادينيين والثلث الباقي يطبق دينه بدون تبشير. أين مقولة الدين للتعبد و للروحانيات التي يتشدق بها المتدينون عند الحاجة؟ هل هدف الدين إكثار زبائنه؟ إن أراد الله ذلك فهو قادر على كل شيء اليس كذلك؟ يعني هذا أنه ليس بحاجة لمساعدة

الأقباط يهاجمون الكاتبة
شخصياً لأنها مسلمة -

ببساطة السيدة الكاتبة تتعرض للهجوم الشرس المبرمج من الأقباط الأرثوذكس فقط لأنها مسلمة ، تماماً كما هو الحال مع الكتاب السادة أحمد أبورتيمة وعبدالله إسكندر ، كالعادة هؤلاء الأقباط يختطفون كل مقال ينشر في إيلاف ويلوون ذراع الموضوع المطروح لطي يحولوا مساره إلى منبر للهجوم على الإسلام والإساءة لكل مقدساته ورموزه بأبشع صورة غير حضارية ممكنة ، وهذه حقيقة أصبحت واضحة وضوح الشمس ، بل أصبح الشيء الروتيني المتوقع أن يدخل القارئ في أي من الموضوعات المطروحة في إيلاف ويجد مكاييل الإساءآت وبأقذع الألفاظ نحو الإسلام ومقدساته ، وطبعاً هذا نوع من إختطاف إيلاف وتحويل مسار رسالتها إلى منبر يخدم أغراض هؤلاء الأقباط وتحديداً كراهيتهم للإسلام ، وأيضاً سلوكهم هذه إرهاب صريح لكل من يكتب في شأن إسلامي صرحت له/ا بها إيلاف. وشكراً لإيلاف على نشر هذه الملحوظة.

الى رقم 5
فول على طول -

رقم 5 وجد الحل السهل كى نكف عن التعليق ..سيادتة اتهمنا بأننا أقباط ونهاجم الكاتبة لأنها مسلمة ..ذكى خالص ..أذكى اخواتة . كيف عرف أننا أقباط ؟ وبالمناسبة فان من يكتب فى ايلاف أكثر من 90 بالمائة منهم مسلمون أى مفروض علينا أن لا نعلق أو لا نختلف مع الكاتب لأنهم مسلمون - على طريقة لا تجادل يا أخ على - أسهل طريقة عند الذين امنوا اتهام الاخرين بمعاداة الاسلام أو كفار ويعتقدون بذلك أن المشكلة انتهت . ..فعلا مساكين . يا سيد أنا سألت اذا كان القران يحض على التعليم والقراءة والكتابة لم يلتزم بها المسلمون وأولهم الرسول محمد ؟ لماذا لم يسمع كلام جبريل ويحاول أن يقرأ ويتعلم ؟ وهل الاسلام والمسلمون لم يهاجموا عقائد الأخرين ؟ أؤكد لك أن الاسلام والمسلمين هم الذين يهاجمون عقائد الاخرين مستندين على نصوص مقدسة وأحاديث شريفة والكل يعرفها ..الاسلام فقط هو الذى يهاجم عقائد الاخرين ويتعرض لهم حتى فى حياتهم اليومية وليس الدينية فقط بالقول والفعل ..هل تحب تعرف النصوص من كتبكم ؟ وبالطبع أنت تعرف الأفعال ..على فكرة هذا كلام الكثير جدا من المسلمين أنفسهم الذين تركوا الاسلام ..أسلوبك لن يوقف الناس عن التعليق والكلام ..فهمت ؟ لا أعتقد .

ابسط حقوق القارىء
جاك عطالله -

تعليق 5 حط ايد المسلمين عامة والكاتبة خاصة على البلوة التى يتميز بها كل العالين الصوت والمتنفذين الاسلاميين- المعلق خمسة مهتز منعدم الثقة لا يملك ادوات حوار ولا يصمد امام اى مناقشة- كل ما كتب هنا من معلقين اقباط بمحله تماما فالكاتبة تخشى وترتعد من وضع صورة لها وهذا ابسط حقوق القارىء على ايلاف الا يتعرض للتجهيل والخداع فقد تكون رجلا متخفيا باسم امراة مثلا او تكون تكتب باسم اخر غير اسمها- والنقد الحيادى لمقالاتها يتضمن انها تحاول باول سطرين بكل مقال ان تخدع القارى وتظهر ليبرالية مزورة سرعان ما يكتشفها القارىء من ثالث سطر حتى نهاية المقال انها متعصبة جدا وتدس افكارا غاية بالرجعية تلبسها ثوب الخداع - اما اسلوب سك الباب الذى يتبعه المعلق خمسة والتحذير من النقاش فهو ضعف ثقافى وانعزال وخوف من التفاعل مع الافكار النقدية - اسلوب شمشون هذا لا يفيد العقلية المسلمة ويبقيها مذعورة وخائفة ومنغلقة على فكر رجعى عفن ومتاخر جدا- بدلا من هذا ركز على اساسيات المقال ورد على النقد وعليك ان تشكر المعلقين المختلفين عنك لانهم يحاولوا جاهدين تعليمك انت والاخرين اساليب النقاش والانفتاح العقلى و توضيح الصورة الغائبة عنكم ولهذا ننتقد دوما المراقب لحذفه اجزاء كثيرة من الردود النقدية لانه يحاول بمفهومه حماية الاسلام ولكنه يفعل العكس تماما- المسيحية قويت جدا لانها فتحت ابواب النقد بدون جدود وردت على النقد بموضوعية ولهذا هى الدين الاعلى الاول بالعالم حاليا بينما الاسلام مذعور من النقد وردوده دموية وليست عقلانية - فهمت حاجة؟؟ منتظر ان يشكرنى واخوتى المراقب ومعلقى ايلاف المذعورين

جاك العربجي الإقصائي
أنت إرهابي -

عن إي حوار تتحدث يا جاك عطالله؟ أنت شخصياً كممثل للأقباط الأرثوذكس بوق للكراهية الدينية والحقد العنصري ، ولا تترك فرصة تمر من غير أن تترك بصمات كراهيتك للإسلام والمسلمين وتكيد لكل من يكتب في أي شأن إسلامي حتى وإن كان الموضوع ديني بحت يخص المسلمين وحدهم ولا شأن لك فيه فأنت دائماً على رأس مجموعة من القبطية الجاهزة . ماهي علاقة أن تضع السيدة الكاتبة صورتها بالموضوع المطروح؟ هل إيلاف هي مكتب تحقيق فيدرالي؟ هل وضع صورة الكاتبة يغيير ذرة من الطرح الأدبي للموضوع المطروح؟ يا إرهابي ـ وأقول إرهابي لأنك كتبت مطالباً عودة الإستعمار لمصر وكتبت مع موريس صادق تطالبون إسرائيل بضرب السد العالي بالطائرات الحربية ـ ومن أشباهك حتى تطالب الكاتبة بوضع صورتها؟ لا تعجبك كتابات الكتاب المسلمين؟ لا تقرءها ! غور إلى مواقع الكراهية والردح القبطية التي أنشأتموها خصيصاً لمهاجمة الإسلام والمسلمين والتي تلوث الكثير من فضاء الإنترنت. أنتم لا تعلقون للإختلاف في الرأي وأنت تعلم في داخل نفسك المريضة تمام العلم إنكم تعلقون فقط للإساءة والهجوم على الإسلام والتشفي ونشر الكراهية والعداء لكل ما يختص بالإسلام ، هذه هي غاياتكم وأهدافكم ، وأناشد الأخوة القراء الكرام بملاحظة تعليقاتك وتعليقات القبطية من أشباهك، وليحكم القراء على تلك التي تصدر منكم. الإسلام تعرض للنقد من أول لحظة أنرله الله فيها ومامن دين تعرض للنقد مثل الإسلام ، ولكن هنالك فرق واضح بين النقد وبين ترهات الكراهية من نفوسكم . الغريب في الأمر إنك تعتقد إنك ذو شأن .

فول القبطي الحاقد المخبول
مرصاد -

يا فول إنك من قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم *** قالوا لأمهم بولي على النار ***ضيقت فرجها بخلاً ببولتها *** ولم تبل لهم إلا بمقدار