فضاء الرأي

من مفكرة سفير عربي في اليابان

الفكر البرغماتي الياباني وجائزة نوبل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دمرت اليابان تماما خلال الحرب العالمية الثانية، بل وقبل أن تلقى على مدينتي هوريشيما ونجازاكي، في شهر اغسطس من عام 1945، القنيلتين الذريتين. وقد استفادت اليابان من تجربة هذه الحرب المدمرة، لتتحول من مرحلة، فشل الفكر الايديولوجي الثيولوجي المتعصب والمدمر، إلى مرحلة نجاح الفكر البرغماتي، العلمي، المتفتح، والمنتج. فقد تقبل الشعب الياباني الهزيمة، والغزو الامريكي، بعد الاعتداء الياباني على الاسطول الامريكي في بير هاربر، ببرغماتية رزينة، وحكيمة، ورصينة. فبدل أن يحرك الشعب الياباني، الجزء المختص بغرائز الرد الانفعالية، وعواطف الانتقام الحيوانية، في عقله الباطن، حاول أن يستفيد من الجزء المختص بنعمة التفكير، برزانة، وحصانة، وحكمة. فحاول أن ينسى عاطفة الانفعال والانتقام ضد عدوه الأمريكي، ويقبل أولا بالدستور الذي فرض عليه من الجنرال الأمريكي، ماكارثر، بعد أن رفض ماكارثر الدستور الياباني الجديد، الذي عرض علية من اللجنة اليابانية المعينة لتطوير الدستور الياباني القديم. بل اختار جنرال ماكلارثر أثنين من عساكره الأمريكيين، المختصيين في الدستور، ليضعوا دستور ما بعد الحرب العالمية الثانية لليابان، على أن يوافق عليه البرلمان، والشعب الياباني، ويصدق عليه جلالة الامبراطور، وباندار مبطن، بأن الأمبراطور سيشنق، إن لم توافق اليابان على الدستور الأمريكي الجديد لليابان.
فمرة الاخرى تفوق العقل الباطن الياباني، المختص بالبرغماتية وحكمة التفكير، على الجزء المختص بنهمة الغرائز، وانفعالات العواطف، فشل الشعب الياباني عواطف الانتقام، وتجنب خلافات مناقشة الدستور الياباني الجديد، الذي وضعه الجنرال ماكارثر، وتفرغ لتكملة تطوير بلاده من جديد، من خلال التعليم المتقدم، والانتاجية المبدعة، والتعاون مع العدو الامريكي لبناء تكنولوجيات يابان المستقبل. ولم تمر ثلاثة عقود من الزمن، والا بأن تتحول اليابان المحروقة، إلى ثاني اقتصاد عالمي، متطور انسانيا، واجتماعيا، وسلميا، واخلاقيا، وتكنولوجيا. وقد برز التقدم العلمي للشعب الياباني بعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان، وذلك بحصول البروفيسور الياباني، هيديكي يوكاوا، على جائزة النوبل في عام 1949، وهو أول جائزة نوبل يحصل عليها ياباني، بعد أن أثبت علماء الغرب نظريته،& التي نشرها في عام 1935، والمعروفة بنظرية "ميسونز"، والتي تعالج التفاعل بين مكونات الذرة، البروتونات والالكترونات، وذلك بوجود قوة نووية ضمن الذرة،& سميت ب "ميسونز"’ تلعب دورا رئيسيا، في التفاعلات النووية ضمن الذرة. وكانت نتيجة هذه النظرية، اكتشاف الطاقة الذرية الهائلة، في البنية المتناهية الصغر للذرة، والتي طورت من خلالها القنبلة النووية، والطاقة النووية، واستخدامات الطاقة النووية، في التشخيصات، والعلاجات الطبية، وخاصة في علاج الامراض السرطانية.
ومنذ عام 1949 وحتى اليوم، حصلت اليابان على أربعة وعشرين جائزة نوبل، كانت احدى عشر جائزة نوبل منها في مجال العلوم الفيزيائية، وسبعة جوائز في العلوم الكيماوية، وثلاثة جوائز في العلوم الطبية، وجائزتين في الاداب، وجائزة واحدة متعلقة بالجهود في عملية السلام، والتي حصل عليها في عام 1974، رئيس الوزراء الياباني، ايساكو ساتو، لتنازله عن الخيار السلاح النووي لليابان، وجهوده في تعزيز المصالحة الاقليمية. وقد يلاحظ عزيزي القارئ بأن اليابان من أول الدول التي اكتشفت السر العلمي للطاقة الذرية والنووية، ولكنها في نفس الوقت، قررت التنازل عن خيار السلاح النووي، والتركيز على حكمة الحوار السلمي، في حل خلافاتها الدولية. وقد تكون اليابان مثلا جميلا لدول الشرق الأوسط، لحل خلافاتها، بعيدا عن الخيار النووي. وتتعلق الثلاث الجوائز التي حصلت عليها اليابان في العلوم الطبية بالتطبيقات العلاجية في الطب. فقد حصلت اليابان على الجائزة الاولى في العلوم الطبية في عام 1987، والتي فاز بها البروفيسور سوسومو تونيجاوا، وذلك لابحاثه في علوم المناعة، وذلك باكتشافه الية الجينات المناعية، التي تؤدي لانتاج الاجسام المضادة، التي يحارب بها الجسم، الميكروبات، وينتج المناعة الذاتية، وهي الابحاث التي لعبت دورا مهما في تطوير الطب المناعي، وتصنيع اللقاحات ضد الامرض الفتاكه.
كما حصل البروفيسور شنيا ياماناكا، في مقتبل عمره، على جائزة نوبل في العلوم الطبية، في عام 2012، عن ابحاثه في اكتشاف تحويل خلايا الجسم الكهلة، الى خلايا جذعية جنينية، ببرمجتها باربعة عوامل جينية، لتستطيع أن تتحول لخلايا جذعية جنينية. وقد كان هذا الاكتشاف، من اهم اكتشافات الطبية في القرن الحادي والعشرين، والذي سيساعد في علاج الكثير من الامراض المستعصية، وذلك باخذ قليل من خلايا الجلد وبرمجتها جينيا، لتتحول الى خلايا جذعية جنينية، والتي يمكن ان تتحول لاي نوع من خلايا الجسم. فمثلا، لو تلفت خلايا شبكية العين، واصيب المريض بالعمى، من الممكن، مستقبلا، اخذ عينة من خلايا جلد المريض، وبرمجة هذه الخلايا الجلدية جنييا، لتتحول لخلايا جذعية جنينية، والتي يمكن تحويلها، لطبقة من خلايا شبكية العين، والتي يمكن زراعتها في عين المريض من جديد، لارجاع نظره. بل يمكن ايضا بهذه الطريقة علاج مرض السكري، وذلك بأخد خلايا من جلد المريض المصاب، وتحويلها إلى خلايا لافراز الانسولين، الهرمون المسئول لعملية دخول السكر لداخل الخلية، وحرقها لانتاج الطاقة، ويمكن بعدها زرع هذه الخلايا في جسم المريض المصاب.
كما يمكن بهذه التكنولوجية البيولوجية الجديدة، تشكيل بعض الاجزاء التالفة من الوجهه، كغضاريف الانف والاذن، بل وغضاريف المفاصل، كمفصل الركبة المعقد. كما يمكن تشكيل طبقة جلد يمكن زرعها في المريض بسبب الحروق او التشوهات الجلدية. وقد تطورت هذه التكنولوجية، باستخدام الية الطباعة البيولوجية الثلاثية الابعاد، في تشكيل قلب جديد، وزراعته في صدر المريض المصاب بهبوط القلب المزمن، أو كلية المريض، المصاب بهبوط الكلية المزمنة. وقد تتطور اليات هذه التكنولوجية، ليتمكن الاطباء من زرع جزء من الاعصاب التالفه في المريض، او زرع خلايا عصبية في المخ، لمعالجة مرض الباركنسون أو مرض الالزهايمر، وربما ايضا بعض الشلل الناتج عن تلف جزء من المخ، نتيجة الجلطة الدماغية، بتعويضه بزرع خلايا عصبية جديدة.
وباختصار شديد، فقد يمتد الاستفادة من هذا الاكتشاف، في تطوير مركز لزراعة الاعضاء، يعتمد على بنك لزراعة الاعضاء، بحيث يمكن ان يوفر هذا البنك للمريض، اي عضو يتلف من جسم الانسان، من كبد، أو كلية، أو قلب، واستبادله بعضو جديد. وقد يكون هذا الاكتشاف سببا لثورة جديد في مجال زيادة عمر الانسان، وتأخير الية الشيخوخة. فقد وصل متوسط عمر المرأة في اليابان لحوالي سبعة وثمانين سنة، بل هناك اكثر من عشرة ملايين ياباني فوق سن الثمانين، كما ان ربع الشعب الياباني يصل عمره اليوم، لاكثر من الخمسة والستين عاما. وقد قرأت مؤخرا كتابا بعنوان، المائة والستة والاربعون، ويناقش هذا الكتاب، بأنه في القرن القادم، قد يمكن أن يصل عمر الانسان لحوالي 146 سنة، بفضل تنظيم اسلوب الحياة، والتغذية الصحية، والاكتشافات الدوائية في تأخير الشيخوخة، مع الاكتشافات العلمية في زرعة الانسجة والاعضاء، والتي ستلعب دورا مهما في تجديد انسجة، واعضاء الجسم البشري، لكي يستطيع الانسان العيش لفترة اطول. ولن يكون ذلك غريبا حينما نتذكر بان بعض الانبياء، عليهم السلام، عاشوا اكثر من تسعمائة سنة، قبل الفين عام. كما ان متوسط عمر الانسان تحسن من ثلاثين عام، في ما قبل القرن الخامس عشر، الى ما بعد الثماننيات في هذا العقد.
كما احتفلت اليابان في الاسبوع الماضي بحصول عالمين يابانيين على جائزة النوبل في علوم الفيزياء، والعلوم الطبية. فقد حصل البروفيسور ساتوشي اومورا، مشاركة، على جائزة نوبل للعلوم الطبية لعام 2015، عن ابحاثه في تطوير ادوية لمعالجة الامراض الطفيلية، والتي ساعدت في شفاء اكثر من ثلاثمائة ميلون مريض في العالم. وقد اعلن البروفيسور اومورا، الاستاذ بجامعة طوكيو، والبالغ من العمر الثامنين عاما، بأنه كان يعتزم الذهاب للبيت في الساعة الرابعة والنصف مساءا، وقد اصرت عليه سكرتيرته الانتظار، ولم يعرف السبب لهذا الانتظار، حتى وصلته مكالمة، مندهشا، من السويد، لتخبره بانه حصل على جائزة النوبل، لهذا العام، في العلوم الطبية. كما حصل بروفيسور جامعة طوكيو، تاكاكي كاجيتا، البالغ من العمر 56 سنة، على جائزة نوبل في العلوم الفيزيائية لعام 2015، مشاركة مع البرفيسور الكندي، ارثر ماكدونالد، على اكتشافهما، بأن "النترينو" هي كتلة فيزيائية حقيقية، وليست فقط نظرية فيزيائية. فقد اكتشف فريق ابحاثه في عام 1998، بان الاشعة الكونية تصطدم بالغلاف الجوي الارضي، لينتج من هذا الاصطدام اشعة النترينوز، "والتي تتغير بين اثنين من النكهات، قبل ان تكتشف من الكاشف التكنولوجي."
ويبقى السؤال لعزيزي القارئ: هل ستستفيد دول منطقة الشرق الاوسط من هذه التجربة اليابانية الشرقية،& لتتحول من مرحلة فشل الفكر الايديولوجي الثيوقراطي المتعصب والمدمر، إلى نجاحات الفكر البرغماتي العلمي المتفتح والمنتج؟ بل، هل ستحبط شعوب المنطقة الجزء الباطن من العقل البشري، المختص بغرائز الرد الانفعالية، وعواطف الانتقام الحيوانية، وتنشط الجزء المختص بنعمة التفكير، برزانة، وحصانة، وحكمة، لتنسى عاواطف الانتقام، لمعاناة الحروب الماضية، لتتفرغ لتكملة تطوير المنطقة من جديد، من خلال التعليم المتقدم، والانتاجية المبدعة، والتعاون مع الغرب والشرق، لبناء مستقبل الشرق الأوسط الجديد، المسالم والمتعلم والمزدهر؟ ولنا لقاء.

د. خليل حسن، سفير مملكة البحرين في اليابان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فوارق بشرية
نبيل -

النعم موزعة في العالم . اليابان فيها الفكر. بالشرق العربي عضلات . فلذلك بسهولة يصبح الانسان عندنا بندقبة للايجار ! . يمكن لوكان النفط كثير في اليابان كان صاروا مثلنا كسالى . عندنا مثل يقول اذا انت مير واني مير منو يسوق الحمير ( مير يعني امير او سيد). يعني لازم تكون فوارق بين البشر . ولازم تكون فوارق في الانتاج البشري حتى بالمحاصيل الزراعية حتى يتاجر بعضهم مع بعض . مع التحية .

خلق المزايا النسبية
غسان -

الموارد والقدرات والمزايا النسبية للأمم والمجتمعات هي ليست قدراً محتوماً، ولا ارث وراثي ملزم، بل هي حصيلة اختيارات شخصية ومجتمعية مدعومة بالبيئة والحوكمة الرشيدة للدولة. الامة الاسلامية كانت في العصور الوسطى مركز اشعاع علمي واقتصادي وحضاري في عصور الظلام الغربية.

العر ب جرب
Avatar -

يا دكتور ....انا عملت مع اليابانيين قبل 3 عقود وفي الحقيقة لا يوجد شعب على الارض مثل اليابانيين مخلصين في عملهم واذكياء جدا وفي نفس الوقت يحملون اعلى درجات الادب والاحترام واهم صفة لديهم هي التواضع.........ولا يمكن ابدا ان تقوم تجربة اليابان في الشرق الاوسط لان البشر غير بشر ....انه تراكم العقد الازلية والتركيبة النفسية الاشبه بالمريضة التي بدأت قبل 1400 سنة ولا زالت .....لا يمكن ان تحدث التجربة اليابانية في اية بقعة يحكم فيها الدين واهله خصوصا اذا كانت العقيدة كالتي عندكم وشيوخها.....!!!

اجابة السؤال بالنفى طبعا
فول على طول -

نرحب أولا بسيادة السفير قبل الاجابة عن السؤال حيث أن سيادة السفير يسأل : هل ستستفيد دول منطقة الشرق الاوسط من هذه التجربة اليابانية الشرقية، ؟ انتهى السؤال . الاجابة بالتأكيد لا ..والف لا ..وليس لا واحدة . انتهت الاجابة واليكم الأسباب : عالمنا فى الشرق السعيد يؤمن بنظرية المؤامرة وأن العالم كلة يتامر علية . امبراطور اليابان بعد الهزيمة مباشرة قال : لقد انهزمنا فى المعمل أى أن التعليم عندهم متخلف ولم يقول انهزمنا بسبب المؤامرات ..وقال أقبل الصلح تحت أى شروط من أجل شعبى ..ولم يكابر ويقول سوف ندحرهم ..ووضع يدة فى يد الأعداء - دول الحلفاء - ولم يساورة الشك أو نظرية المؤامرة من أعداء الأمس القريب وسار فى طريق العلم والانضباط وكان هو القدوة للشعب الى أن وصلت اليابان الى هذة الدرجة التى عليها . اليابان بدأت مع شعوبنا بل أن اليابان دمرت بالكامل بسبب القنابل الذرية ونحن بدأنا التحرر فى نفس التاريخ تقريبا ..ماذا فعلنا ؟ والى أى مدى وصلنا ؟ الاجابة معروفة . ..ولكن لماذا ؟ بدأ عبد الناصر والسادات باثارة النزعات القومية والدينية وبدأ العداء للعالم كلة ودخل فى انقلابات وحروب . الى أن أفلس خزانة مصر ..والسادات من بعدة أثار النزعات الدينية الارهابية وهو السبب لما وصل الية الان العالم العربى والاسلامى .نتيجة النزعات الدينية وقفنا أو قل سرنا للخلف عشرات القرون . فى مصر حتى تاريخة يعارضون نقل الأعضاء البشرية بحجة مخالفتة للشريعة ويحتاجون للفتوى فى كل شاردة وواردة ويحرمون الفنون بجميع أشكالها ومجموعة من النواهى والممنوعات لا تنتهى . افتتحوا مركزا لعلاج الفيروس سى فى مصر تحت اشراف أطباء بالبول ولبن الابل - أنا لا أمزح بالمناسبة والدولة تعرف ذلك ولا تستطيع حتى الاعتراض - وانتشرت مراكز العلاج بالحجامة وزبل الحمام ونراها فى القنوات التلفزيونية وأخرها كان منذ يومين فقط مع المذيعة رولا خرسا ومعها أحد الأطباب وأحد المرضى يشرح فوائد الحجامة ..هذة المراكز يرتادها المتعلمين قبل الجهلاء .أحد أساتذة كلية الطب فى مصر والمتخصص فى أمراض العيون ينشر اعلانات يقول فيها أن العرق يعالج أمراض العيون ويستدل على ذلك بأن عرق قميص سيدنا يوسف عالج عيون أبوة يعقوب ...بالطبع لا أحد يقدر فى مصر - أم الدنيا - يعترض على ذلك . فى الأزهر الشريف يدرسون أن الحمل ممكن يمتد الى أربع سنوات وحتى 7 سنوات وان الزوج

نقطة
نظام -

البعض لا يزال يخلط الحابل بالنابل، ويقفز الى النتائج المغلوطة للأسف. ينبغي التمييز بين الثقافة والأعراف وبين الدين والقرآن. لفظ (العلم) و(العقل) في القرآن الكريم ورد بتصريفاته المختلفة فيما يزيد عن سبعمائة وخمسين مرة، مشفوعاً معظمها بالدعوى إلى التدبر في سنن الكون وقوانينه. المدخل الأفضل هو البحث العلمي والموضوعي في أسباب بعد المسلمين عن دينهم الذي يدعو الى العلم والتدبر والتفكر في الكون.

اليابان والبشريه
ابن الرافدين -

ممنونين من مساهمه الدكتور دائماً في كتاباته عن المجتمع الياباني . مساهمه اليابانيين ضمن حضارة الانسان كبيره وهي في مقدمه الانجازات والاختراعات والبشريه هي في احسن الاحوال بهذه التقنيه العاليه التي فيها عالج اليابانيون الكثبر من الامور . وهناك نشاط لليابانيين على الصعيد العالمي بايجاد حل للقضيه الاشوريه في منطقه الشرق الاوسط والتي هي اعدل قضيه في ضمير الانسانيه . وبعد سنيين وسنيين من دراسه الملف الاشوري ادركت اليابان ان لهذا الشعب الحق في العيش بكرامه على ارض اباءه واجداده . وبالمناسبه اليابان تبعد الاف الاميال عن هذه المنطقه الساخنه . بارك الله بكل الجهود التي تصب لصالح الخير للبشريه وسعادتها . شكراً

الفلسفة الأساسية
زارا -

الرجاء الإنتباه إلى بعض الأخطاء اللغوية.اليابان وكل دول اسيا القصوى مختلفة ليس فقط عن الشرق الأوسط بل عن دول الغرب. الإختلاف الأساسي في فلسفتها العامة البوذية. هذه الفلسفة مبنية على بناء وتطوير الروح وسيطرتها على الغرائز والإنفعالات. هم بالتأكيد يعرفون عن اسرار الروح اكثر من كل الشعوب الأخرى. بل ان المرء يفهم بعض ما قالته الأديان الأخرى كالإسلام والمسيحية عن طريق البوذية واليوغا. ويفهم عندها ان كل مفاهيم هذه الأديان مأخوذة من البوذية والفكر الأسيوي بصورة عامة, ولكن للأسف بصورة مشوهة.مفاهيم "الكرامة" عندهم مختلف عما عندنا. الكرامة عندهم ليست التظاهر بالقوة, ليست ان يتمسك المرء بموقف خاطيء. الإنسان عندهم لا ينكسر بالإعتراف بالهزيمة وسماع الأخرين, بل انه يطور روحه وينقيها بهذا.