فضاء الرأي

نصيحتان في الحب

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

النصيحة الأولى!

أتذكر جيدا! كان ذلك قبل زمن بعيد جدا،

كأنه قبل أن تصل الحمامة إلى السفينة، وقبل أن تنبت شجرة الزيتون في الأرض المالحة!

كنت واقفا على تلك الصخرة، وحيدا، أنا جذع شجرة قصمتها العاصفة،

والصخرة متوحشة نافرة، حيوان جريح، صامتة وقد أكلت الرياح وجهها، وأبقت لها عينين من زجاج وذهب!

أترنح من بقايا سنين طائشة، لم يكن بيدي قيادها، تولى أمرها الآخرون!

لم أكن أعلم أن حد الصخرة هو حافة الهاوية!

بقيت أترنح، لم يكن في ساحتي، لا الخمر ولا الصحو، لا النور ولا الظلام، لا الكفر ولا الإيمان، لا الجسد ولا الروح، رقصة مجنونة على الخط الأخير، والهاوية أنياب لبؤة جائعة تتلهف لالتهامي!

أجراس كثيرة تدق في الآفاق، معلنة النهاية،

عندما تقدمت أيتها الجميلة وجذبتي إلى صدرك، يا للسفينة حين تصير شاطئا للبحر، والبحر كله حفنة ماء في مرجلها الفوار!

ورحلنا، لم نسأل؛ إلى أين؟ وهل ترتجى بعد تلاشي البحر؟ أرض أو سماء؟

وضعت رأسي بين نهديك، وبدأ المسار، طريق مهلك بفتنته، مسكر برحيق زهره ونثيث غيومه، لا نريد للرحلة أن تنتهي، أو نقر أن شاهدة قبر في بلاد نائية يمكن أن تكون وتدا لحصان جاب الأرض كلها!

&

النصيحة الثانية!

لكي لا تموت مبكرا، أو لا تموت أبدا، لا يكفي أن لا تدخن، أو تعاقر الخمر!

لا يكفي أن تكف عن قراءة الكتب الحمراء والصفراء، ووجوه رجال ونساء السياسة، وثيران المصارعة، وقوائم الأسعار في الأسواق!

لا يكفي أن لا تعبر الشارع والسيارات مسرعة!

لا يكفي أن تخفض صوت المسجل القديم لكي لا تسمع جارتك العجوز أغانيك الحزينة يغنيها مطرب أعمى مات منذ خمسين عاما، فتشكوك لدى شركة السكن!

لا يكفي أن تطهر لقمتك من الدهون، وتمشي كثيرا، وتنام طويلا، لا يكفي، ولا يكفي، ولا يكفي!

ما يجعلك تعيش طويلا، وربما أبدا، هو أن تحب امرأة من أعماق القلب، وتذهب معها حيث بحيرات الدموع والنسيان، والعشب الكثيف النابت بينهما!

هناك ستتيهان في واحة الفتنة، وستنساك هي، وينساك الموت، فتعيش طويلا وأبدا، وحتى يعود كل العشاق إلى بيوتهم الأبدية الحالمة، وحيث السهرات لا تنتهي!

&

Ibrahimhit2000@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نصيحة الإمبراطور!!
العراقي القح -

{"بينما كان أحد أباطرة الرومان على فراش الموت؛ زاره وزيره فرآه عابسا ؛ فقال له الوزير: أحزين من الموت!! ، فمثلك لايجب أن يحزن، فقد أنتصرت في أغلب حروبك ، قتلت من تريد ، تزوجت من تريد ، لهوت ، لعب ، ووسعت الأمبراطورية وأمتلكت القصور والنساء والخمور ، فمثلك يا إمبراطور يجب أن يموت سعيدا!! إبتسم الإمبراطور للوزير وقال له ، نعم فعلت ماقلت ولكن بعد كل مافعلت ، وما أمتلكت ، بعد كل ماحصلت عليه ، بعد كل هذا المال والملك والسلطان وجدت ياوزيري أن السعادة ليست بكل هذا ليست بالقصور والخمور و..."هنا إقترب الوزير أكثر ليستمع لحكمة الأمبراطور" فأكمل الأمبراطور قائلا :لكي تكون سعيدا في حياتك تحتاج ثلاثة أشياء...زوجة طيبة وكوخ صغير وأصيص فيه ريحان (ربما قصد الذرية..وربما قصد ماقاله كفيلسوف منعزل )المصدر: أوفيد}.... من قرأ ميخائيل نعيمة سوف يعرف ماوصل له نعيمة من نتائج ؛ سيعرف إن نعيمة ؛ بالرغم من وصول الى مراتب الشرف في أمريكا،وصل الى نفس هذه الحقيقة؛ لذلك عاد الى لبنان بلده ليعيش فيها ويموت فيها فربما ثمرة تين تقطفها من بستانك بنفسك وفي قريتك وتضعها في فمك تعطيك السعادة التي لاتستطيع أن تمنحها لك الاف الدولارات التي تحصل عليها في الغربة....وربما نسمة هواء طيبة تهب عليك وأنت تحت شجرة عنب تمنحك سعادة لاتعوضها سواحل بحار العالم كلها ؟ تحياتي لك إستاذ إبراهيم ولوماخايف عليك من المليشيات كان نصحتك بالرجوع للعراق... العراقي القح .