فضاء الرأي

التغطية الاعلامية ودول الخليج

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


ازدادت التغطية السلبية لشؤون الدول الخليجية في الاعلام الغربي خلال السنوات القليلة الماضية حتى انها بدأت تبدو أقرب الى مدرسة لبعض الصحافيين والمؤسسات الاعلامية.& واللافت في هذه الأثناء ان غالبية المنافذ الاعلامية الغربية خففت من لهجتها حين تتناول ايران في تقاريرها.
وعلى سبيل المثال ان استخدام دول في الشرق الأوسط عقوبة الاعدام استخداما يستحق الشجب ، يسلط الضوء على توله الاعلام الغربي الصارخ بالحكومة الايرانية.
ويجد غالبية من يتابعون اخبار الشرق الأوسط المقالة تلو الأخرى عن استخدام عقوبة الاعدام بصورة متزايدة في العربية السعودية [والصين] حيث نُفذت 175 حكما بالاعدام في هذا العام وحده ، وهو رقم لا سابق له بحسب منظمة العفو الدولية.
ولكن بحسب منظمة العفو الدولية نفسها فان ايران تجاوزت هذا الرقم باعدام نحو 700 شخص في غضون ستة اشهر فقط ، وهي قصة لا تغطيها تقارير الصحافة الغربية بقدر ما تغطي اخبار مماثلة من العربية السعودية.
وعلى الغرار نفسه نالت قضية صحافيي قناة الجزيرة الانكليزية بيتر غريست ومحمد فهمي وباهر محمد الذين اعتُقلوا ظلما في مصر لأكثر من عام ، تغطية عالمية واسعة عن صواب.& وفي الحقيقة عندما صدر حكم مسيس على الصحافيين في حزيران/يونيو 2014 تجمع مئات الصحافيين امام مبنى بي بي سي في لندن لادانة الحكم.
في هذه الأثناء لم تلق القضية التي تستحق الشجب بالقدر نفسه لمراسل واشنطن بوست جيسون رضائيان ، وهو مواطن اميركي معتقل في ايران منذ حزيران/يونيو 2014 ، رد فعل مماثلا أو تغطية واسعة ، بل يتجاهلها الاعلام العالمي بصورة مريبة وكأنه وجد ولعا جديدا بايران في اعقاب الاتفاق النووي.&
ولكن الاعلام الغربي ليس وحده المدان بهذا التحيز.& ففي آب/اغسطس الماضي نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة في لندن مقالة بعنوان ذي مفارقة هو "معاناة ناشطات المجتمع المدني في ايران مستمرة في زمن (الرئيس) روحاني".& وغني عن القول فان الصحف التي تملكها بلدان مجلس التعاون الخليجي ينبغي ان تركز اهتمامها داخليا حيث لا يُسكت إلا على القليل من نشاطات المجتمع المدني إن وجدت اصلا.
ولا شك بعد قول ذلك في ان مجلس التعاون الخليجي يواجه معضلة تتعلق بصورته والمواقف السلبية التي تتُخذ ظلما ضد دوله.&&
فان مقالة نُشرت مؤخرا في الديلي تلغراف عن دبي بقلم صحافي لم يكلف نفسه ذات يوم بزيارة الامارة ، كانت مثيرة للسخرية حتى ان كاتبا بريطانيا آخر حمل عليها.& (قارنوا هذا مع الأسباب الأحد عشر التي تغري بزيارة ايران كما نشرتها التلغراف).
وكان مسؤولو مجلس التعاون الخليجي اجتمعوا مؤخرا في البحرين لاقرار استراتيجية اعلامية هدفها "تصحيح" صورة دوله في الخارج.& ولتحقيق هذا الهدف اشتملت خطته على "عقد ندوات ولقاءات مع مراكز الابحاث أو تنظيم فعاليات في المحافل الدولية" ، بحسب صحيفة غالف نيوز الاماراتية الصادرة بالانكليزية.
ولكن إذا كانت دول المجلس حقا تريد "تصحيح" صورتها فان عليها تنظيم حملات واسعة للعلاقات العامة في واشنطن أو عقد ندوات ومؤتمرات دولية في الخارج.
وأفضل طريقة لتحسين صورتها هي ان تبدأ العمل من داخل بلدانها.& فهذا حل أرخص وأكثر استدامة ايضا.
ولكي تصحح دول مجلس التعاون الخليجي "مشكلة صورتها" حقا عليها ان تفكر في الافراج عن الناشطين المعتقلين باصدار عفو عام وتعليق عقوبة الاعدام والسماح بالمشاركة السياسية والغاء "نظام الرعاية".& كما عليها ان تفكر في توسيع حقوق المرأة واصدار قوانين لحماية البيئة وتعزيز حرية التعبير.
ترجمة عبد الاله مجيد ​عن نيوزويك​
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف