فضاء الرأي

إنتماءات الفرد بين المجتمعات التقليدية والحديثة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقسم علماء الإجتماع في العالم إنتماءات الفرد في أي مجتمع إلى نوعين:&

النوع الأول عامودي:

وهي إنتماءات وراثية يكتسبها الإنسان بالولادة وليس بالاختيار. فالإنسان لا يختار انتماءه العرقي والديني والمذهبي والقبلي، فهذا شأن وراثي ينتقل من الأباء إلى الأولاد بالوراثة.&

هذا النوع من الإنتماءات، هو الإطار الأكثر قابلية للتعصب والصراعات الطويلة الأمد، إذا ما جرى شحنها بمضامين سياسية، فإنها تشكل قاعدة لتنازع مزمن، وعلى سبيل المثال الصراع بين الكاثوليك والاورتودوكس، وعند المسلمين الصراع بين الشيعة والسنة الذي يعود تاريخه إلى 1400 سنة.

هذا بخلاف النمط الثاني الذي لا يخلو هو الآخرمن تعصب، ولكنها تبقى صراعات قصيرة الأمد وقابلة للتفكيك والمعالجة بإجراءات معينة وغير مكلفة كالإولى. ومن هنا يأتي أهمية ودور منظمات المجتمع المدني، التي يمكن تلعب دورآ فعالآ في المجتمع، وهي أداة فعالة لبناء قاعدة ثقافية وإجتماعية قليلة التعصب والتطرف. وهذه المنظمات قادرة على تسويق لغة الحوار والتفاهم بين الشرائح الاجتماعية من جهة، وبينها وبين الدولة من جهة أخرى.

&

النوع الثاني أفقي:

الإنتماءات الأفقية إختيارية، فكل شخص منا يختار مهنته وناديه وحزبه بنفسه، ويتركها متى ما شاء، وهذا الإنتماءات تتم بشكل تعاقدي بين الطرفين. مثلآ ينضم الإنسان إلى جمعية أو حزب سياسي أو نادي بالإتفاق، وفق شروط معينة تحدد واجبات وحقوق كل طرف تجاه الأخر، ومن حق أي طرف منهما إنهاء هذا التعاقد إن رغبا في ذلك.&

ولكن علماء الاجتماع لاحظوا أن النمط الأول هو السائد في المجتمعات التقليدية، مثل المجتماعات الشرق أوسطية كالمجتمع المصري والتركي والسوري والإيراني..الخ.

بينما تتسم المجتمعات الحديثة بانتشار النمط الثاني، كما هو الحال في المجتمعات الغربية، كالمجتمع الأمريكي والفرنسي والبريطاني وغيرهما من المجتمعات. ويعود السبب في ذلك لأهمية الفرد في المجتماعات الغربية، وروح المبادرة التي يتمتع بها الفرد في هذه المجتمعات الحديثة، بخلاف نظيرتها التقليدية التي يقل فيها قيمة الفرد ودوره، لصالح العائلة والمجتمع ككل.&

ولكن تشكيل الهوية الشخصية للإنسان ليست بالعملية السهلة، كما يبدو للوهلة الإولى،&وهي لا تأخذ مسارآ مستقيما، كما يقول عالم النفس الأميركي المعروف إريك أريكسون،

فهي تتفاعل مع العائلة والمجتمع المحيط به. فمن جهة الفرد يحاول تشكيل هويته كما يرغب هو، ومن الجهة الإخرى المجتمع المحيط به يحاول تشكيل هويته كما يريد هذا المجتمع. وهناك صراع دائم بين هاتين الدائرتين فمرة الدائرة الشخصية تتغلب ومرة الدائرة المجتمعية تنجح في تشكيل هويته في أشياء معينة. وأحيانآ على الفرد التوفيق بين الهويتين ليتجنب الصدام بينهما ويستطيع الإندماج في المجتمع، ولا يبدوا شاذآ في نظرالمجتمع المحيط به.&

في الدول النامية، أكثرية السلطات السياسية تشجع الإنتماءات العامودية للفرد وخاصة العصبية القومية والطائفية والجهوية، وتقوم بشحنها بمضامين سياسية والقيام بضرب الكيانات المختلفة بعضها بالبعض، بهدف سهولة التحكم بها وإستغلالها لمصلحتها وإدامة حكمها. وخير مثال على ذلك السلطة السياسية في لبنان وأحزابها، وهذا ينطبق أيضآ على العراق وسوريا وتركيا وإيران وغيرها من دول المنطقة.

أما في البلدان المتقدمة، السلطات السياسية، تدعم حرية الفرد وتدعوه للمبادرة، وتفسح المجال واسعآ أمام عمل منظمات المجتمع المدني، وتقوم بتقديمالدعم المعنوي والمادي لها، لكي تقوم بدورها على أكمل وجه، وتخدم المجتمع، بعكس ما يحدث في مجتماعاتنا الشرقية المتخلفة، حيث يسجن نشطاء منظمات المجتمع المدني وينكل بهم.&

إن السلطة السياسية في البلدان النامية، هي التي تتحمل مسؤولية عدم تطور مجتمعاتها، وإنتقال مواطنيها من العصبيات العرقية والطائفية والمذهبية الضيقة، إلى فضاء الحرية والديمقراطية ودولة القانون والمواطنة الحقة. وبسبب غياب كل ذلك، الناس تتمسك بالوحدات الإجتماعية الأصغر من الدولة، مثل القبيلة والعشيرة والطائفة للإحتماء بها، وهذا أمر مفهوم في مثل هذا الوضع.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اين نحن والغرب
الباتيفي -

المصيبه ان الكثير من الكتاب والساسه يكتبون ويقولون شئ ويفعلون شئ اخر الفعل عكس القول . فمثلا يتصور او يعتقد بعض الناس بان حزب العمال الكوردستاني ونهج قائده هو ثوري تحرري تقدمي يهدف الئ تحرير الانسان من القبليه والعشائريه الئ المدنيه والقانون ولكن هي فقط كلام مكتوب في اوراق وخلاص اما الحقيقه فان هذه الحركه المسلحه التي لا تتوانا عن استخدام السلاح العنف والترهيب والترغيب ضد خصومه من عامه الناس والاحزاب وتصفيه المعارضين جسديا واقصائهم فكريا ان لم يكونو يؤمنون بفكر الاوجلاني الاوحد وقد استخدم هذه الحركه السلاح ضد ابناء جنوب كوردستان في عام 1992 وعام 1995 وقد ارتكبت اعمال قتل وتصفيه فضيعه وقتلت العشرات من المحتجزين من المدنين في اعدامات علنيه في قرئ منطقه العماديه وبيكوفه وبرواري باله وهناك العشرات من اهالي تلك القرئ من اطفال وكبار شاهدون علئ تلك الجرائم التي كانت تقوم بها تلك الحركات التي تنادي بخروج الناس من عبائه العشائريه الئ تحت عبائه القائد الفذ المسجون المقيد باؤامر المخابرات التركيه وعلي فيدان واردوغان ان العاشئريه تجلب الامن وتحافظ علئ العادات وارواح وممتلكات الكثيرمن الناس في مناطق لا يصل لها يد القانون او محرمه من خدمات الدوله ولولا وجود القبيله لكان هناك فوضئ وياكل القوي فيها الضعيف طبعا القبليه ليست مثاليه وليست خاليه من العيوب ولكن في الشرق لا تنفع فيها الديمقراطيه الغربيه ولا تعمل باي طريقه وهاهي ليبيا والعراق وحتئ تركيا الديمقراطيه ميته او تمشي باعوجاج والقبليه لا تعمل في الغرب المتمدن نحن في كوكب وهم في كوكب وخير مثال ان الاعلام وكتاب الغرب يكتبون بدون عصبيه حزبيه او قوميه ولا يتجمون علئ اشخاص بعينهم ولا ينشرون الكراهيه ولا يستخدمون الكتابه للانتقام والتشهير بالناس ويسعون الئ نشر العدل والحقيقه وروح التسامح بعكسنا متعصبين تتنظر ان يخطئ الخصم للننزل به الئ الحطيط وننسئ كل افعاله واعماله الخيره والجيده ونركز علئ غلطته وكاننا ملائكه ولا ننصف في الخصم ونشيطنه والعياذ بالله

عجبا لم يربط الموضوع بال
Rizgar -

عجبا لم يربط الموضوع بالبارزاني ......فمثلا إنتماءات الفرد بين المجتمعات التقليدية والحديثة سببها البارزاني والحزب الديمقراطي .

البارزاني وحاملو الاباريق
حقي دهوكي -

نعم الموضوع يتطرق عن التحرر عن القبلية او العشائرية ، وحان وقت التخلص عن الإبريق والبحث عن مهنة اخرى شريفة تستطيعون ان تحصلوا على قوت رزق عائلاتكم من تعب اعمالكم وذكائكم ، وليس بواسطة التملق والتزلف والتطفل والتطبيل والتزمير لان هذه الصفات تقوي عروش الطواغيت وتجلب المآسي والمعاناة والمصائب والخراب لامتنا و لعامة المجتمع الذين يرفضون الذل والعبودية .

عامودي:
ایدن -

التعلیقات ١،٢من النوع الاول و دفاع عن العشیرە او العائلە

justice equal
انا -

العدل و المساواة ,وحدهما يكفلان تعزيز الإنتماء الافقي الفردي الديموقراطي على حساب الإنتماء العمودي القبلي الطائفي المتخلف