العراق: التحليق بأجنحة الموت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عقيدة الموت والإنتحار عند الإرهابيين، لها مدارس ومناهج قديمة وحديثة. استرخاص الحياة كقيمة عليا لا يمكن تبريرها. التضحية شيء آخر. الأسباب والنتائج ليست واحدة. عدمية سوداء لا تشبه سوى نفسها. اشاعة العنف والفوضى لها مقدّمات. بلدان تحوّلت الى مستنقعات آسنة يهرب منها الطير والبشر والحجر، وتحكمها مخلوقات كانت على هيئة بشر فيما مضى.
أوكار ومقرّات لقمم بلا قواعد ولرؤوس بلا أجساد. القطيعة والمعاداة بين الجسد والروح. بلدان بلا أرواح. تيجان مذهّبة لممالك من نحاس، ولسلطنات من غبار وطين. مواكب رئاسية مهيبة لقادة وزعماء يعبرون على أجسادنا. انتصارات مؤجّلة وهزائم لم يُعترف بها أبدا. هزيمة الإنسان والأوطان.
&مدارس الإجرام تستلم عبد الله الفقير جاهزا للموت. لا سبب يدعوه لمواصلة الحياة. فالحياة عقوبة. لم يكن كذلك حين وُلد. من السائد تعلّم وتشوّه وانحرف. أشياء كثيرة قتلت فيه قبل موته. أولها الأمل.
العالم المتحضر يستقبل القتلة الكبار على السجّاد الأحمر. وفي قاعات المؤتمرات حول الإرهاب ارهابيون بأربطة عنق أو بدونها. الصفقات السرّية تجري كالعادة بين المجرمين الكبار في الكواليس المعتمة. الجميع مستفيدون من الإرهاب. الخاسرون هم الأبرياء في كلّ مكان. الحياة تخسر والموت ينتصر. معادلة الأقوياء.
"لا يوجد أبرياء". كان هذا هو جواب الإرهابي العالمي الشهير"كارلوس" عشية أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 في مقابلة له مع صحيفة اللوموند الفرنسية من داخل سجنه.
البراءة صعبة التوصيف. جزمات الموت لا تكترث بالأقدام الحافية للحياة.
رهان الإرهابي على الجنّة وعلى حوريات السماء يقابله رهان البريء على برّ الأمان في هذه الدنيا. مفهوم الخلاص مختلف في الحالتين. لليأس درجات. وللأمل أيضا. هما الآن معا في أشدّ حالات الصراع وتبادل المواقع. طبيعة التعايش بينهما انحسرت كثيرا. تفتيت وحدة الأشياء مستهدفة. الخيار الطبيعي للتعايش بين الأمل واليأس بات من حكايات الماضي البعيد.
قبر من أجل العراق. الحفرة من صنع حكّامنا والمعاول من الخارج. مخلوقات اليأس وأمراء الفشل يعرفون ذلك جيدا. الإرادة سيف من خشب. عمياء وكسيحة. لا وجود لها سوى في الأغاني والأشعار المستهلكة. زراعة اليأس تبدأ من هنا. هذا أوان الموت والحصاد.
لا من الدين ولا من الإسلام ولا من العادات والتقاليد المحلّية تنشأ ثقافة الموت. بل من اليأس. اليائس شرس وعدمي ومجروح. وما أخطر اليأس حين يهدّد الأجيال الشابّة. يغزوها كلّ يوم ويسدّ عليها المنافذ والمسارب.
&هو عبد الله الفقير. ابن الحروب العبثية التي لم يقرّر خوضها بنفسه. ابن التنمية الفاشلة وضحية تبديد ثروات بلاده. ابن الغياب والذهول والشحوب والإنتظارات الطويلة على ضفاف الأنهار المقدّسة. كان جميلا حين وُلد مثل جميع أطفال العالم. صار وحشا في عالمكم البشع.
من هو الإرهابي إذن؟. السبب أم النتيجة؟. الكافر أم ناقل الكفر؟. اليائسون المحطّمون من أبناء أحزمة الفقر والتهميش والإذلال أم تجّار الأحقاد والضغينة وغسل الأدمغة؟.
وقبل أن تبحثوا عنهم في الدواوين الرئاسية ومقرّات الأحزاب الحاكمة وفي خطط السفارات ومراكز القرار العالمية، ابحثوا أيضا في نواياكم وطموحاتكم وأحلامكم التي لم تعد انسانية.
باريس
sulimaner@yahoo.fr&
&
&
&
التعليقات
مقال مؤلم
Avatar -مقال مؤلم وسوداوي ولكنه يدرج الحقيقة......ولكن مع اختلاف ان الدين الاسلامي هو عقيدة تشيع تقافة حب الموت اكثر من ثقافة حب الحياة وهذا ما جعله هدفا سهلا لاستغلال ذلك في ما يحصل في العالم حاليا
البشارة
جبار ياسين -الحياة جيثوم بلا جناح والموت حلم مجنح يمضي بنا للآخرة التي لم يرها انس ولا جان . هكذا قالوا لنا في طفولتنا . عزرائيل يستل الحياة " للمؤمنين " كما تستل الشعرة من العجين. الذين عصوا يموتون كالكلاب في شوارعنا المتربة المحروقة بالشمس . ديننا يقيس بمثقال الذرة ، بعد الموت نرى مثقال ذرة الشر ومثقال ذرة الخير . دين مثاقيل كالذهب .الجنة للغريق والنفساء ومن سقط عليه حائط ومن احرقته النار حيا، لكن اخوتنا في الدين اغرقوا واحرقوا وقتلوا النفساء واسقطوا الجدران على من رفعوها ، ومنذ البدء . منذ الردة الأولى وماقبلها . من يقتل في سبيل موعظة حسنة ، لايموت بل حي يرزق ، جوار مليك مقتدر . اين يمضي الناس في زمن الشدائد ، زمن الحاجات التي لا تنتهي . والعولمة عولمت كل شئ بالصور فحسب على اصحاب المعد الخاوية واصحاب الخيال الكبير واصحاب الرغبات الأكبر .في الماضي كان الناس يحلمون بأولياء مدفونين في ظل شجرة او قرب مجرى نهير . حين يستيقظون يقيمون لهم المزارات ويقضون النهارات والليالي قربهم فرحين ، يقرعون الصنج والدف وهم على يقين انهم شافعون. ادلاء يوم النشور حتى الباب الذي يحرسه رضوان .هكذا تحت كل شجرة امام او ولي . كانت المحن تمر وتصير ذكريات اجداد تروى للأحفاد .حينما هدمت المزارات ، وصارت العملة ورقا اخضر ثقيل ، بقوة شرائية ، اثقل من المثاقيل ، بلون عمائم الائمة واكثر بريقا من جواهر قارون ،هام الشباب في بريتهم. هاموا ومازالوا وصارت الآخرة على مبعدة لسعة حزام ناسف ، كما يقولون ، الطريق اليها سريع بتويوتا الدفع الرباعي اليابانية . اختلط كل شيء بزوبعة الصحراء المحملة بالجراد والأوراق الخضراء وضاعت الدنيا ولم ير احد طريق الآخرة . فكروا ان الموت في باريس اجمل ، فباريس عيد كما كتب الأمريكي همنغواي . والحشر عيد ، كما تقول امثالنا .
المدافعون عن الشيطان
العراقي القح -أجنحة الموت جاء بها من سلم بلد بشعبه للإحتلال ، نعم جاء بها من أستلم المنصب وأشاع ثقافة الموت عبر نشر المليشيات ، التي تخطف وتقتل من كل مكون لاينتمي لها فقتلت المكون السني وقتلت الصابئة وحاربت المسيحيين . شعب العراق ، شعب طيب كان له حلم بأن يعيش مثل خلق الله ،كان له حلم بأن يعيش أمن مطمئن ينظر الى فلذات أكباده يذهبون لمدارسهم دون رقيب ولاحارس ، ويعودون كذلك محملين بالحلوى لإخوانهم وأخواتهم الذين لازالوا دون سن المدرسة ، فيشتعل البيت فرحا. كان لدى المواطن العراقي حلم ، حلم وأي حلم ؛خبأئه في صدره ممن كان جاثما على صدر الوطن وصدره لايرضى بنصيحة من ناصح ولاعدول عن قرار خطا إتخذه بعد إستشارة أميين وجهلة من حملة الشهادة الأبتدائيه من أبناء العوجة....ومع كل ما فعل القائد السابق للعراق المرحوم صدام ، كان لديه حسنتان يشهد له بها العراقيين ، الأولى إنه لم يكن طائفي ، فقد أعدم أوحكم بالإعدام وزراء سنه كثير فمثلا أعدم أوحكم بالإعدام وزراء سنه من عانة (مدينة سنية على الفرات) أكثر مما أعدم أوحكم بالإعدام وزراء من أي مدينة عراقية ، كل ذنبهم كان خدمة الوطن فوق تصورات القائد الضرورة ، وأعدم من الموصل(مدينة سنية على دجلة) ضباط أكثر مما أعدم أوحكم بالإعدام من أي مدينة عراقية ...ومن يقل غير ذلك يكذب على العراق وعلى العراقيين...نعم كان يعدم من الشيعة بوجود تهم لاشك فيها ، كالعمل مع إيران أو الإنتساب لحزب الدعوة ، أما بالنسبة للسنة فكان صدام يعدم وزراء السنة ، ثم يبحث عن تهمة ليلصقها بهم ، ثم يعود بعد ستة أشهر ليكرم عوائلهم ويعتبر أبنائهم شهداء ، أعدم وزيرا ، وخرج في منتصف الثمانينات في التلفزيون ليقول :لقينا بكنتور غرفة نومه (أي الوزير) إثنى عشر ألف دولار ، بشرفكم هذا سبب يعدم به وزير مهندس وكفوء خدم البلد خمسة وعشرين سنة ، من عمل قصابا في تلك الفترة كان لديه مال ودولارات أكثر ، كان الحجة إن صدام رحمه الله يقول : كان لازم يحتفظ بيها بالبنك مو بيته موإحنا بحالة حرب يابه ، ...ووزيرالصحه ووزيرالخارجية ،وغيرهم...لم يكن صدام للسنة لأنه كان شخص عشائري لايهمه الدين بشيء...الحسنة الأخرى لصدام هي إنه كان يحب العراق ، نعم يحبه بطريقته هو ،.... أما من جاء بعده فقد جاء بالإحتلال وباجندات خارجية ، فاصبحت إيران هي الأمر الناهي بالبلد ، وأصبحنا نرى صور الإيرانيين أمام منازلنا ، لم يعد أطفالنا
عدونا الفرس
كامل -الخامنئي لا ينهب اموال بلده ايران بل ينهب اموال العراق وهو لا يكتفي فقط بالنهب بل يرسل الناس للموت بدون اي فائدة او نتيجة ..انه الحقد المتراكم والشر المتلازم لكل سياسته واعماله
الموتى لا يعودون في
Rizgar -صن تسو، عام 551 قبل الميلاد من كتاب "فن الحرب"- إن الدولة التي تم تدميرها مرة لا يمكن أن تعود لسابق مجدها، تماماً كما أن الموتى لا يعودون في هذا العالم إلى الحياة ثانية..................................................... هل بامكان انعاش يوغوسلافيا ؟ او جيكو سلو فاكيا ؟ هل بامكان الغرب تقسيم المانيا ؟اين السودان الإنجليزي المصري اليوم ؟ هل بامكان الروس اخضاع ليثوانيا و استونيا ولا تيفيا الى روسيا ؟ هل بامكان السويد اخضاع فنلندا اليوم ؟ العراق مات من اول يوم من عمليات الانفال.
ادات والتقاليد المحلّية
Rizgar -ادات والتقاليد المحلّية تنشأ ثقافة الموت. بل من اليأس. .... ادات والتقاليد المحلّية تنشأ ثقافة الموت. بل من اليأس. - هل فعلا اليأ س عامل الرئيسي لانتحار العرب المسلمين السنة ؟ ولماذا لا ينتحر التايلنديون ؟ وهم افقر بمئات المرات من الدول العربية ؟ ١٩ سعودي فجروا انفسهم في ١١ سيبتمبر , كلهم من العوائل المتمكنة ؟ لماذا لا يهرب اهالى فلبين بالملايين ؟ او كمبوديا ؟ اليا س ؟ فجر طبيب اردني اخصائي نفسه امام مستشفى Glasgo ؟ و هربت زوجة الد كتور الى الا ردن ...؟ الم يقتل عاصمة الانفال ٢٠٠ الف شخص في كوردستان ؟ فهل فجّر الكورد اشلاء العرب عن طريق الانتحار ؟ ٤٦٣ مقبرة جماعية , اي يأ س ؟ .......الثقافة العربية - الحضارة الخيمية والسيف- مبنية على قيم معروفة اذا حاولنا ان نكن صادقين .
نبي الرحمة
Rizgar -نبي الرحمة للصحابة اقتلوه ولو كان متعلقا بأستار الكعبة عبد الله بن أبى السرح !!! تم تحظير قوائم في قطع الرؤس قبل احتلال مكة !!! اي رحمة . رائحة الهمجية في كل خطوة من -حضارتهم - !!!قارن مع فلسفة البوديزم Buddha قبل 2000 سنة .
الكرد مع التحية والأسف
عقراوي -الأكراد خونة قبل أن يكونوا عنصريين.. ..هؤلاء لن يكون لهم مجد ولن يكون لهم تاريخ ..مثلهم كمثل الديناصور خرافة تتأرجح بين الوهم والخيال لا دين لهم ولا قبله ..
تعليق
ن ف -أرى أنّ ما كتبه الكاتب هو قصيدة رائية ظلت طريقها إلى المقالة. ربما سأقوم بتقطيها شعرياً وأُلبسها لباس القصيدة لتكتمل دائرة الألم. تحياتي الصادقة إلى الكاتب الرائع.