فضاء الرأي

الفيسبوك وخلافات السياسيين الداخلية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

يكاد يصاب بدهشة واستغراب حقيقيين من يتابع ماينشر في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وعلى نحو اقل تويتر ، من منشورات تجسد الوضع السيء الذي آلت اليه المشكلات بين الاطراف السياسية العراقية التي تعمل، بالرغم من هذه الصراعات والخلافات الكبيرة، تحت مظلة نفس العملية السياسية منذ عام 2003 ولحد الان.
ومع ان الاخبار تشي بوضوح الى تعاظم قوة داعش على وسائل التواصل الاجتماعي وامتلاكه قدرة استثنائية على تجنيد العديد من الاشخاص للانتماء اليه، فان هنالك العديد من الشباب الذي يمتلك امكانيات هائلة ورائعة في هذا المجال، الا انه وبدلا من تسليط امكانياته وتركيزها على محاربة داعش رقميا،يقوم بالعمل على توجيه بوصلة نشاطه نحو اطراف سياسية في العراق تختلف في الافكار والمصالح مع الجهات التي& تقف وراء هذا الشاب.
مرور سريع على هذه الصفحات سوف تعرف حجم الكارثة وبون الخلاف الشاسع بين هذه الاحزاب،اذ تجدها مليئة بكم هائل من البذاءات والكلمات الخادشة للحياء والتهكم والسخرية والكذب وتشويه السمعة والصور المركبة والفيديوهات المزيفة والعبارت الرخيصة مع شتائم& وتحريض واتهامات هدفها جميعا تسقيط الطرف السياسي الاخر المختلف معه.
العمل في هذه الصفحات لم يقتصر غلى نمط واحد، بل اتخذت اساليب ومظاهر اخرى اكثر تطورا، اذ قام بعضهم بعمل صفحات جديدة لنفس الاسماء السياسية التي تكن لها الكراهية، ثم تقوم بنشر اخبار غير حقيقية من اجل التشويش على الصفحات الاصلية مما تؤدي الى تشويه سمعة صاحبها عبر مايكتب من منشورات او صور مثيرة تجلب النقد والشتائم المجانية عليه من كل حدب وصوب.
وتختلف وتيرة هذه الحرب الصاخبة في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك& بين فترة واخرى، لكنها تزداد احيانا لدرجة كبيرة اعتمادا على التوجيهات التي تتسلمها من الاطراف والاحزاب السياسية التي تأمرها بعمل حملة اعلامية ضد فلان او حزب ما او حتى تصريح معين لتسقيطه وتدميره معنويا امام الجمهور .
وقد اخطأ بعض المحللين والمراقبين حينما ظنوا ان هذه المعارك الافتراضية هي احدى مقتضيات الصراع الانتخابي واحد اوجه التنافس السياسي في وقتها، وانها، وفقا لهذا الطرح، سوف تتلاشى وتنتهي بعد اجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة، الا ان هذا الظن لم يكن في محله والتوقع لم يكن صحيحا، فلم تضحمل هذا الحرب أو تخف بل استعر اوراها واشتعلت، وظل هؤلاء مصرين على الانجرار وراء الغواية السياسية والاخلاقية على حد سواء.
اللافت في الامر ان العمل في هذه الصفحات ليس تطوعيا او مجانيا، ولا من يقف ورائه يعمل" لوجه الله"، بل ان هنالك اموالا طائلة تصرف على هذه الصفحات والمواقع سواء من خلال مايُمنح لمن يدير هذه الصفحات من راتب، حيث تحتاج الى تفرغ ومتابعة ومراقبة ورصد لايمكن ان يقوم بها اي شخص دون مقابل، او من خلال الاعلانات التي توضع لزيادة الاعجابات بهذه الصفحات وايصالها الى الكثير من المتابعين.
وبرغم مايمر به العراق من ضائقة مالية صعبة الا ان الممولين او من يدعمون ماليا هذه الصفحات الالكترونية لايكلون ولايملون عن الاستمرار في هذا الغيّ والحرب الضالة، مع ان الاموال التي تذهب في هذا المجال لو كانت موجّهة لاماكن اخرى لكان خيرا واقوم سبيلا .
نتمنى ان يستقيظ ضمير من يسعى لاسقاط غيره بالطرق غير الشرعية ولا المنطقية او البعيدة عن الاخلاق، ونأمل ان تتعاضد جهود جميع السياسيين وتتوحد رؤاهم في سبيل الهدف الاساسي الان وهو محاربة تنظيم داعش وتحرير اراضي العراق التي سقطت في براثن همجيته وارهابه.

alsemawee@gmail.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إلى من يهمه الأمر
ن ف -

لا أظنّ أن تمنيات الكاتب ستتحقق يوماً. أما العدو الحقيقي فليس داعش، إنما هو الوطن بالدرجة الأولى. داعش هو صنيعة هذه الأحزاب المتحاربة. داعش هو ثمرة غياب العادلة الإجتماعية والوضع الإقتصادي المتردي. وِجدَ داعش للإجهاز على الوطن وعلى المواطنة، علماً أن العراقي بطبيعته لا ينتمي ولا يحب بلده. إنتماء الفرد العراقي هو للحزب، للدين، الطائفة أو للقبيلة. لا أمل يرجى، فالحال من سيء إلى أسوء. الحل، إذا كان هناك حل فهو ثورة شعبية عارمة لا تُبقي حزباً ولا ميليشية.. لا تُبقي ديناً ولا مذهباً. هذا إذا أدرك الشعب أنَّ السيلَ وصل الزُبا. أما إذا كان الشعب يقول: الله كريم.. وخللي نشوف شيصير. فلا أمل يُرجى والله المستعان. بالمناسبة، أنا اتابع مقالات الكاتب أول بأول. تحياتي الرائعة له.