أبواب التقسيم العرقي..!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نشرت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية مؤخرا مقال لتيم كولينز دعا فيه إلى انشاء دولة خاصة بسنة سورية، وتناول فيه تصوره لتخليص السنة في سورية من "سيطرة إيران ووكلائها وآمن من تنظيم الدولة الاسلامية" مع منحهم وعود حقيقية بالحصول على العمل والتعليم والأمان، وهذا أمر لا غبار عليه بل أمنية لكل ساع لانقاذ السنة في سوريا من الحرب الطائفية البشعة التي يقودها ضدهم وكلاء إيران وتنظيم داعش معاً.
الإشكالية في هذا الطرح وغيره من البدائل والتصورات المطروحة للتعامل مع الملف السوري أنها تنطلق من أسس مذهبية وطائفية، وهذه الأسس كفيلة بتقويض دعائم الدولة وسيادتها في المنطقة، بمعنى أن تأسيس دولة للسنة وأخرى للعلويين وثالثة للأكراد في سوريا يفتح الباب أمام سيناريوهات مماثلة في بقية دول المنطقة التي تمر بأوضاع أمنية وسياسية مشابهة، كما تسيل لعاب طوائف وأقليات وعرقيات أخرى في معظم الدول العربية لاستنساخ هذا السيناريو وتطبيقه عبر الدخول في مرحلة من الفوضى العارمة التي تمهد لإطلاق مثل هذه الدعوات.
اعتراضي على فكرة التقسيم نابعة بالأساس من كونها تمثل انتهاء لفكرة الدولة وسيادتها في المنطقة العربية، بمعنى أن الدولة وفقا للمفهوم الويستفالي الذي استقر في الأدبيات السياسية والعلاقات الدولية قد طويت صفحته بموجب هذه الدعوات، وهذا الأمر يمثل بحد ذاته أبلغ خطر على الأمن والاستقرار الاقليمي، ويفتح الباب أمام عقود وسنوات طويلة من الاضطراب والعنف وسفك الدماء.
ومع استبعاد فكرة "المؤامرة" من وراء ترديد الدعوات لتقسيم سورية على أساس مذهبي، ورغم أنني أدرك ضرورة عدم استبعاد هذه الفكرة في ظل تفاصيل المشهد الاقليمي الراهن وما يحفل به من صراعات على المكانة والنفوذ وتحول سورية إلى ساحة للرهانات الاستراتيجية من القوى الاقليمية والدولية، فإنني أرى أن الفكرة بحد ذاته تفتح الباب أمام مزيد من الشرور وتوفر المجال لانتقال لهب الصراعات الدينية والطائفية إلى دول أخرى، وهذا الأمر اعتقد أنه لا يصب في مصلحة الأمن والاستقرار الدوليين.
هناك قوى اقليمية تسعى إلى التفتيت والتفكيك واعادة هندسة المنطقة العربية وفقا لمنظور ورؤى استراتيجية جديدة، وفي مقدمة هذه القوى إيران وبدرجة ما تركيا، التي تخشى فقط قيام دولة كردية، ولكنها قد لا ترفض التقسيم وفقاً لمنطق مذهبي وليس عرقي، أما القوى الدولية الكبرى فيبدو أنها تميل لفكرة الفوضى بحد ذاتها سواء انتجت تقسيمات عرقية أو مذهبية، فالعواصم الكبرى باتت تستحسن فكرة اندلاع فوضى اقليمية محسوبة بحيث تتم السيطرة عليها بشكل أو بآخر، وترى في ذلك تحقيق لمصالحها وتخليص لها من تنظيمات الارهاب وتوجيه للقوة الفائضة لتيارات العنف والتطرف الاسلامية إلى الداخل، وإشغال هذه التيارات والتنظيمات بمعارك وصراعات مذهبية إسلامية ـ إسلامية كي لا تتفرغ لتوجيه طاقاتها وعنفها إلى ماكانت تعتبره عدو لها في سنوات سابقة، وهو الغرب بطبيعة الحال.
لا أشك في أن هذه السيناريوهات تغيب عن بال مخططي الاستراتيجيات في إيران، ولكنهم يرون في التقسيم والصراعات المذهبية مصلحة لهم لأنها تقضي على دول عربية كبيرة تمثل حوائط صد ضد النفوذ الايراني الاقليمي، وقد جربت طهران ذلك بالفعل حين سقط العراق وغابت شمس دولته التي كانت تمثل الخطر الاستراتيجي الأول بالنسبة لإيران وطموحاتها التوسعية. ومن ثم فإن سيناريوهات الفوضى العربية وما يرتبط بها من خطط التقسيم وغيره ليست بعيدة عن الفكر الاستراتيجي الغربي والروسي والايراني، وما خطط التقسيم المنشورة منذ نحو ثلاثة عقود سوى دلائل على أن هناك لحظة ما ستحين لتنفيذ تلك الخطط المشئومة.
أخطر العوامل الداعمة لهذه الخطط أن هناك تنظيمات وجماعات دينية عربية تعمل بصفة وكلاء لقوى اقليمية ودولية وتسعى إلى تحقيق أهداف هذه القوى، مثل جماعة الإخوان المسلمين الارهابية وتنظيم القاعدة وفروعه وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي والتنظيمات الشيعية في العراق وغيرها، وهذه التنظيمات والجماعات العابرة للوطنية والتي تقفز على مبدأ الدولة وسيادتها، تمثل وكلاء الداخل لتسويق هذه المؤامرات في الاعلام والمجتمعات وبين النخب، من دون ادنى اعتبار لمصالح الشعوب والدول، بل تنطلق هذه الجماعات والتنظيمات من مصالح ذاتية ضيقة أو رغبة عارمة لتصفية الحسابات والقفز إلى السلطة وتحقيق أهدافها بغض النظر عن أي توابع أخرى مدمرة للشعوب والدول، بل إن مشاركة هذه التنظيمات والجماعات في هذه الخطط والمؤامرات قد ينهي الدول من الأساس بحيث لا يوجد من الأساس ما يمكن التصارع عليه!!!
إن اللحظة الراهنة في العالم العربي بحاجة إلى طاقات سياسية هائلة لانقاذ دولنا من مؤامرات وخطط القوى الاقليمية والدولية، كما تحتاج إلى وعي وطني يدرك مفارقات الأوضاع وتعقيداتها ويعلي مصالح الشعوب ويسعى إلى انقاذها مما يحاك من حولها من مؤامرات.
&
التعليقات
إلى من يهمه الأمر
ن ف -ما يخشاه الكاتب هو الخطر الذي قد يحيق بالأمن والاستقرار الاقليمي وكذلك مصلحة الأمن والاستقرار الدوليين جرّاء التقسيم، ولكنه لم يتطرّق إلى الأسباب التي أدّت إلى هذه النزعة ولا إلى كيفية محاربتها. ولو نظرنا إلى الدول التي تطرّق أليها الكاتب لوجدنا أنها ذات أنظمة إمّا ثيوقراطية (إيران والعراق مثالاً) ، ديكتاتورية عنصرية تعسفية (تركيا مثالاً) أو علمانية ديكتاتورية (سوريا مثالاً). فهل يبطل العجب إذا عرفنا السبب؟ التقسيم أفضل من تحكّم فئة أو عشيرة أو مذهب برقاب العباد والتمتع بخيراتهم. أنظر إلى العراق (حرب أهلية، احتلال داعشي، سرقات وقتل على الهوية). أنظر إلى سوريا (42 عاما من الاستبداد والفقر والسجون والنفي).. أنظر إلى إيران (جميع الطوائف والملل والنحل والأديان مضطهدة عدى الشيعة). أليس من السهل أن يحدث تمزّق في النسيج الإجتماعي؟ ألا يحق لهؤلاء الناس أن يعترضوا؟ أقول، إذا كان التقسيم يصبّ في مصلحة الناس وفي أمنهم واستقراهم فأهلاً به.. أما إذا احترمت الحكومات شعوبها ولم تفرّق بين أحد منهم فلا أظنّ أنّ هناك مَن يُطالب بالإنفصال يوماً.
الاعتراف بالحق فضيلة
فول على طول -بصراحة الذين امنوا وعلى مدار 1400 عام أثبتوا أنهم غير قابلين للتعايش مع المختلف معهم اطلاق . لكن التعايش على طريقة وأنتم الأعلون لا تنفع الان وهى الطريقة التى عاش بها الذين امنوا خلال تاريخهم . الأعلون من الشيعة لا يعطون السنة حقوقهم والعكس صحيح ..ولكن جميعا تتفقون على كراهية غير المسلمين ثم تتوزع الكراهية بينكم على أساس العرق - كراهية الأكراد مثلا - وبعد ذلك على أساس المذاهب - سنة وشيعة وووو ثم اخوان وجماعة اسلامية الخ الخ داخل المذهب الواحد - هذة هى الحقيقة التى تتغاضون عنها ولا تعترفون بها نظرا لنقص الشجاعة عندكم . أما التباكى على الوحدة فهى مثل دموع التماسيح ولا تنطلى على أحد . لا مانع من التقسيم حسب المذهب أو الديانة او حتى العرق مع بقاء اتحاد كونفيدرالى ..وعلى فكرة يوجد ولايات أمريكية أو مقاطعات فى النمسا مثلا أصغر بكثير من ربع أو سدس مساحة العراق أو سوريا ..لا مانع من التقسيم وبقاء اتحاد كونفيدرالى ..يعنى شيل دا عن دا يرتاح دا من دا ..وخالتى وخالتك وتفرقت الخالات ..يعنى كدة بالبلدى حتى الاخوات بيتقاسموا الميراث والبيت الواحد راحة للجميع .
أعرني عقلك لأفهم ماتقول
عراقي يكره المغول -جاء في المقالة ( هناك تنظيمات تعمل ... وتسعى ... مثل الاخوان والقاعدة وفروعها وحزب الله والحوثيين والتنظيمات الشيعية وغيرهم) ذكرتني هذه العبارة بل المقال بأجمعه بحكاية طريفة... يقال أن أحدهم شكا رجلاً إلى أمير من الأمراء فقال: إنه مرجيء خارجي رافضي ناصبي يسب معاوية بن الخطاب الذي قتل علي بن العاص!
تكملة تعليق ...
عراقي يكره المغول -عذراً للقراء وللكاتب ولإيلاف فقد أرسلت التعليق ناقصاً وإليكم تكملة الحكاية: فقال له الأمير : لا أدري على ماذا أحسدك؛ على علمك بالمقالات أم على معرفتك بالانساب ! (انتهت الحكاية) سؤال للكاتب: هل تتفضل علينا تشخص حضرتك لنا مَن هم (غيرهم)؟ وتقبل تحياتي!
الى فول
متابع -وأنت ياسي فول... لماذا نسيت نفسك بعد أن لم تدع أحداً يسلم من لسانك ال..... أنت.حضرتك.. إلى متى تظل تكره كل في المنطقة؟.... اقول لك حاجة:ـ اخلع .... اخلع قبل مايطق لك عرِق !! !!!!! !!!!!!!!!!
التقسيم سيطال الكل
ابو حسين -واضح ان التقسيم على الابواب وسيطال جميع دول المنطقة والخطر داهم ولكن للاسف لا احد يعمل من اجل دفعه والكل يصارع بعضه بدون وعي او هدف والغرب يستغل الجميع في تحقيق مصالحه واهدافه الخبيثة
الغرب يتحدث ولكن اين نحن؟
فاروق الاول -الغرب يتحدث عن رؤاه ومصالحه وهذا حقه سوءا في الجارديان او غيرها ولكن اين نحن ايها الكاتب مما يطرح وهل نكتفي بالكتابة والتحذير ؟؟؟؟؟ الم يكفنا تحذيرات الم يكفنا كلام .... أمة الكلام لم يعد لها عمل سوى الكلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قبح الله امة لا هم لها سوى الاكل والنوم والثرثرة
الى اذكى اخواتة
فول على طول -اذكى اخواتة رقم 5 - متابع هذة المرة - لم يلاحظ أن التقسيم يمضى على قدم وساق وهذا ملحوظ للعالم كلة الا الأذكياء من أمثال متابع ..,هذا ما يؤكدة الكاتب وكل المعلقين الا الذكى اياة ..أنا أعذرك يا متابع وأحسدك على هذا الذكاء الخارق . ..ليس غريب على متابع أن لا يلاحظ ذلك لأن أجدادة ومنذ 14 قرنا يغرسون بذور التفرقة والتقسيم ولم يلاحظوا ذلك وعلى مدار 14 قرنا وحتى تاريخة ...ربما بعد 14 قرنا أخرى يدركون ذلك ..واللة أعلم . عموما اتضح أن متابع يملك أيضا الأدب الجم بجانب الذكاء الخارق ...ابسط يا عم متابع هنيالك . ذكى ومؤدب فى ان واحد ..يا بخت من ترتبط بيك .
من حق المسيحيين
الاستقلال وانشاء دولهم -يجب اقامة دول مسيحية في الشرق الاوسط واناضوليا وشمال افريقيا فمن حق المسيحيين سكان الشرق الاوسط واناضوليا وشمال اقريقيا الاصليين قبل مجيئ غزاة الصحراء واحتلالهم الاستعماري لبلدان الشرق المسيحي من حقهم الاستقلال وانشاء دولهم لانهم اصحاب الارض وكل استعمار الى زوال والعرب القادمين من جزيرة العرب يرجعون الى جزيرتهم وتنحل مشكلتهم ويا دار مدخلك شر
التقسيم على الاساس العرقي
سيد مصطفى -هذا ليس بجديد يا دكتور من اهم مبررات التقسيم التي يتذرع بها القوى الغربية لما بالمنطقه العربية من اختلاف في الاعراق بعد اعتناق الاسلام فكان العرق والجنس الذي وحد بين العرب والمسلمين هو الاسلام ، الموضوع من الاسلاس ضرب الاسلام وليس التقسيم العرقي