فضاء الرأي

السرطان "الثيولوجي" وثقافة الشاي اليابانية (2)

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من مفكرة سفير عربي في اليابان

لنكمل حوارنا حول ثقافة الشاي اليابانية وفلسفة الزن، بعد أن طرحنا في الجزء الأول من المقال، بعض مظاهر قبح السرطان "الثيولوجي" في الشرق الأوسط. فلنتذكر عزيزي القارئ بان الثقافة اليابانية غنية، وتتميز بالذكاء العملي لخلق تناغم مجتمعي جميل، يجمع بين أدب وظرف فن المحادثة الكلامية والصامته، وهدوء وحكمة ضبط الأعصاب، وصدق وصراحة& التعامل، وأمان وسلامة السلوك، ليخلق كل ذلك نوع من الطمأنينة، والحكمة، والسعادة في المعيشة الحياتية اليابانية. والعجيب بأن تناغم& السلوك ترافق باحترام الوقت، ودقة الأداء، وحرفية المهنة، وإتقان العمل، وقد أدى كل ذلك لتناسق رائع بين روحانية الشخصية اليابانية، وجمال أخلاقيات سلوكها، وبراعة أدائها في العمل. وقد تطورت هذه الشخصية عبر العصور، من خلال ثقافة مجتمعية، تجمع تالف جميل بين الإنسان والطبيعة، ومرتبطة بفلسفة روحانية عملية هادئة، وتضم ظواهر فنية مجتمعية، تجمع بين جمالية تنسيق الزهور، وبراعة الكتابة الكولوغرافية، وفن مسرح النو، وإحتفالية شرب الشاي.
&
فالمواطن الياباني يبتعد عن أي جدال ديني، بل لا يعتبر نفسه متدينا، ولا يتشدق بعقائده، مع أن جوهر العقيدة وروحانيتها بارزة، لا ايديولوجيا في خلفية عقله، بل عمليا في كل جزء من مظاهر سلوكه اليومي. ومن الملفت للنظر التناغم الجميل الذي يعيشها مع روحانياته، ليحولها لمظاهر ثقافة حضارية جميلة، فالمواطن الياباني يحتفل عمليا بولادة طفله في معبد الشنتو، وبجزء من زواجه في كنيسة الفندق، وبمراسيم الوفاة على الطريقة البوذية. ومع أن عقيدة اليابان الاصلية هي عقيدة "الشنتو" ولكن استفاد الشعب الياباني من روحانيات حضارات الشرق والغرب. وحينما انتقلت البوذية لليابان مع انتقال الحضارة الصينية في القرن الخامس الميلاي، انتقلت كمزيج عملي من الفلسفة الطاوية، والكنفوشيسية، والبوذية، والتي أضافت عليها روحانيات عقيدة الشنتو، وبلورتها في فلسفة روحانية عملية سلوكية، عرفت في اليابان ب"فلسفة الزن".
&
والجدير بالذكر بأن البوذية بدأت في القرن السادس قبل الميلاد، حيث كان هناك امير هندي يسمى، سيدهارثا جوتاما، يعيش في قصر والده بمنطقة النيبال، في شمال شبه الجزيرة الهندية. وقد توقع منجم لهذا الأمير أن يكون ملكا عظيما، أو قائدا روحانيا، فحاول والده& إبعاده عن هموم الحياة، وتهيئته ليكون ملكا عظيما. ولكن حينما& بلغ 29 سنة من عمره، أقنع والده بضرورة تركه لحياة القصور، والبحث عن وقائع الحياة مع عامة البشر. فترك الأمير الهندي قصر والده فعلا، ليعيش حقائق الحياة القاسية، بملاحظته للفقر، والمرض، والموت، ومع الوقت انغمس بمعاناة البشر، وحاول معرفة أسبابها، وطرق معالجتها، والوقاية منها. لذلك اختفى الأمير الهندي في الغابة، ليتعرف على حياة الطبيعة والبشر، وليتفرغ للتفكير والتأمل والصوم، وحينما وجد بأن الصيام المستمر يبلد تفكيره، بدأ يأكل من جديد، واستمر في التأمل حتى يجد الإجابة لأسئلته المحيرة.

وحينما كان الأمير الهندي في منتصف الثلاثينيات من عمره جلس تحت ظل شجرة لمدة 49 يوما، وحينها زارت مخيلته رواء الثراء الكبير، والمتعة الجسدية، والتنوير الكاذب، وبعد رحلة تأمل طويلة رأى حقيقة طبيعة الحياة ليصبح مستنيرا، بعد أن اكتشف بأن: "حقيقة الأشياء في الحياة نقية، ولكن الذهن البشري يمنعنا من رؤيتها."&& ومنذ تلك اللحظة عرف بالمستنير، أي "بوذا"، ليقضي بقية حياته في تطوير أفكاره ونشر تعاليمه في بلده الهند.
&
وقد بدأت تنتشر البوذية في بداية الألفية الأولى لتصبح عقيدة رسمية في الصين في عام 67 ميلادي، ولتمتزج التعاليم البوذية بالفلسفة الكنوفوشيسية والطاوية، وقد عرفت الفلسفة البوذية في الصين بفلسفة "الشان"، كما عرفت في اليابان بفلسفة "الزن"، وقد انتقلت إلى اليابان في منتصف الألفية الأولى، بعد أن وصلت من خلال كوريا إلى القصر الإمبراطوري الياباني، كما اعتنقها أمراء الشوجن وعساكر السموراي ليقووا سيطرتهم على البلاد، بينما أخذت تنتشر بين عامة الناس في القرن الثاني عشر. وقد ناقشنا في الجزء الأول من المقال ثقافة احتفالية شرب الشاي اليابانية، وهي أحد الظواهر الثقافية لروحانية تناغم الفلسفة الطاوية، والكنوفوشيسية، والبوذية، والشنتو، في ما سميت في اليابان بفلسفة "الزن"، وسنحاول عزيزي القارئ في هذا الجزء من المقال دراسة علاقة احتفالية الشاي بفلسفة "الزن" اليابانية.&

فحفلة الشاي اليابانية تجمع بين الضيف والمضيف في تجانس روحي هادئ، وتستولي على بيئة أجواءها "عمليا" فلسفة الزن اليابانية، لتشمل أساسيات أربع تجمع بين احترام البشر لبعضهم، وتناغم الإنسان مع الطبيعة، وتطابق القلب والعقل في النقاء، وراحة البال مع طمأنينة النفس. وقد نمت هذه الأسس منذ القدم بين كهنة الزن الذين كانوا يجتمعون للعبادة يوميا، ويشربون الشاي من قدح برونزي مشترك، وأمام تمثال لبوذا. كما تطورت ثقافة شرب الشاي مع الزمن& لتتبلور في طقوس حفلة الشاي اليابانية، مع تناغمها مع فلسفة الزن، والتي تتمحور حول حقائق أربع نبيلة: وهي أن الحياة معاناة، وسبب هذه المعاناة هي شهوة الغريزة، وللوقاية من تفاقم هذه الشهوة نحتاج لثمانية طرق منيرة، والتي تشمل فهم الإنسان لنفسه، مع إدراك ما يدور حوله في العالم، واستيعاب السلوك المرتبط بالشهوة الغريزية، وإدراك بأن كل شيء في الكون جامد أو حي، في تغير مستمر. لذلك، التعصب لفكرة معينة، كحقيقة مطلقة دائمة، ما هو إلا وهم كاذب، يبعد السعادة عن النفس، ويخلق تعاسة، بأبشع صورها.

وتشمل الطرق المنيرة في فلسفة الزن أيضا ضرورة تحكم الإنسان في سلوكه، لكي لا تطغي المصلحة الذاتية على مصلحة المجتمع، وذلك بأن يجمح شهواته ورغباته الذاتية، ويتجنب الاحكام المسبقة، ويبتعد عن العنف، والتذكر دائما بأن الكلمة ليست فقط كلمة، فهي قد تبني الحاضر أو تدمر المستقبل. فيجب أن نكون حذرين في ما نقول، فنتجنب الكذبة المقصودة أو الكلمة المخادعة، ونتحاشى استخدام كلمة نابية مؤلمة للاخرين، كما علينا تجنب كثرة الكلام، لنقلل اخطائنا، والتحدث بصيغة إيجابية مختصرة ومفيدة. ومن الضرورة تجنب العمل الطالح، لنقي النفس من إيذاء الاخرين أو قتلهم، والابتعاد عن السرقة، أو سوء معاملة الأخرين ذهنيا أو جسميا أو جنسيا، لنعيش حياة متواضعة وشريفة، لنثري حياتنا بالسعادة والنقاء لعمل الخير. كما علينا تجنب التعامل في الاسلحة، والعبودية، وأكل لحوم البشر، والكحوليات، والمخدرات. بل يجب أن نستخدم كل جهودنا في عمل الخير وتجنب الشر، لنطور موهبة معرفة النفس والعقل، مع ضرورة مراقبة أجسمنا، وعواطفنا، وأذهننا، لنتجنب الانحراف والفتنة.

و تؤكد فلسفة الزن أيضا على أهمية محافظة الإنسان على ذهنه هادئا، منفتحا، ومنتبها، بتجنب سفسطة التفكير الفوضوي، لنركز على مجريات الحاضر الحقيقة، لا الوهمية التي تصوره مخيلة عواطف كاذبة، بل نتجنب الحكم المسبق، والتحليل والتفسير الكاذب، مع تطوير عقلنا وتركيز ذهننا بالتأمل، وهو تمرين يحقق وضوح الذهن والنفس لما نقوله ونفعله، لنبعث الطمأنينة، والسعادة، والحكمة، في النفس البشرية. ولنتذكر بأن كل شيء في الكون في تغير دائم، فلا يبقى أي شيء على حاله، وما لا يتغير فليس موجود، وحتى الجبال تتغير مع الوقت لتصبح تلال، ولذلك معاناتنا في الحياة متعلقة بتغير عواطفنا، وفقدان احبتنا، وفي نفس الوقت قد يكون التغير مفيدا، فقد يترك جارك المزعج بيته، وتتعلم أشياء جديدة كلما تقدم بك العمر، ويختفي الحزن مع الوقت، كما أن الحكومات الفاسدة قد تتغير مع الزمن. والغريب بأننا نتصور بأن الأشياء السيئة ستبقي للأبد، بينما نخاف أن تنتهي الأشياء التي نحبها بسرعة، وبذلك نعاني مرتين، من وهمين بعيدين عن الحقيقة.&

ومن الجدير بالذكر بأن السيطرة على الذهن ليس في الواقع ممكنا في فلسفة الزن، فكلما حاولنا تجنب التفكير في شيء كلما زاد تفكيرنا فيه، فالعقل البشري لا يتوقف عن التفكير والنقاش مع نفسه، بل يستمر دائما في تفسير ما يمر به من خبرة أو تجربة حياتية. كما اننا لا نستطيع توقيف التفكير في عقولنا، لأن تلك هي وظيفة العقل، ولكن ما نستطيع أن نفعله هو التوقف عن التدخل في قطار تفكيرنا، فقد تأتي الفكرة، ولكن علينا تجنب إزعاجها، بمتابعتها وتفسيرها، بوهم انفعالاتنا وعواطفنا الكاذبة. بل يجب علينا حينما تمر فكرة في الذهن ألا نتبعها، ولا نفسرها، ولا نحللها، ولا نربطها بذاكرتنا، بل ندعها تمر بسلام، لنجرب الحياة كما هي، بدون أحكام مسبقة، وبدون ربطها بشيء أخر.

كما أن هناك تمارين في فلسفة الزن تعلمنا كيف ندريب عقولنا للسيطرة على أذهاننا وعوطفنا الانفعالية، وذلك بالتركيز والتأمل، بأن نختار مكانا ووقتا في اليوم، لا يمكن أن يزعجنا فيه أحد، ربما قبل العمل صباحا، أو قبل الخلود للنوم مساءا، لنجلس ورجلنا اليسرى على الفخذ الأيمن، والرجل اليمنى على الفخذ الأيسر، ولمدة 5 دقائق، ونزيد الفترة تدريجيا لتصبح 25 دقيقة، مع تجنب التفكير في ما حولنا. ونتنفس بالبطن لا بالصدر، مع محاولة تحسس الأصوات من حولنا، والهواء على جلدنا، والأرض من تحتنا، كما علينا تحسس الهواء في الأنف والقصبات الهوائية، والبطن، وعد التنفس، والقصد من جميع هذه التدريبات العقلية رفع روحانية البشر من عالمها المادي، إلى عالم التنوير. ولنا لقاء.&

د. خليل حسن، سفير مملكة البحرين في اليابان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فلسفة الزن هى الحل
فول على طول -

نرحب أولا بسيادة السفير الذى نسعد برؤياة على ايلاف والذى يمتعنا دائما بالدسم الفكرى والوجدانى والانسانى بكل معنى الكلمة ونقتبس بعض الدرر مما جاء بالمقال : فلسفة الزن اليابانية، لتشمل أساسيات أربع تجمع بين احترام البشر لبعضهم، وتناغم الإنسان مع الطبيعة، وتطابق القلب والعقل في النقاء، وراحة البال مع طمأنينة النفس. -التعصب لفكرة معينة، كحقيقة مطلقة دائمة، ما هو إلا وهم كاذب، يبعد السعادة عن النفس، ويخلق تعاسة، بأبشع صورها. -وتشمل الطرق المنيرة في فلسفة الزن أيضا ضرورة تحكم الإنسان في سلوكه، لكي لا تطغي المصلحة الذاتية على مصلحة المجتمع، وذلك بأن يجمح شهواته ورغباته الذاتية، ويتجنب الاحكام المسبقة، ويبتعد عن العنف - ، فنتجنب الكذبة المقصودة أو الكلمة المخادعة، ونتحاشى استخدام كلمة نابية مؤلمة للاخرين، كما علينا تجنب كثرة الكلام، لنقلل اخطائنا، والتحدث بصيغة إيجابية مختصرة ومفيدة. ومن الضرورة تجنب العمل الطالح، لنقي النفس من إيذاء الاخرين أو قتلهم، والابتعاد عن السرقة، أو سوء معاملة الأخرين ذهنيا أو جسميا أو جنسيا، لنعيش حياة متواضعة وشريفة، لنثري حياتنا بالسعادة والنقاء لعمل الخير. كما علينا تجنب التعامل في الاسلحة، والعبودية، وأكل لحوم البشر، والكحوليات، والمخدرات. بل يجب أن نستخدم كل جهودنا في عمل الخير وتجنب الشر، لنطور موهبة معرفة النفس والعقل، مع ضرورة مراقبة أجسمنا، وعواطفنا، وأذهننا، لنتجنب الانحراف والفتنة. - انتهى الاقتباس . سيادة السفير شرقنا السعيد دنيا واخرة يفعل العكس تماما ..هل هناك أمل فى التغيير بأن ننتهج فلسفة الزن ؟ أعتقد أن الأمل الوحيد فى اصلاح منطقتنا وشعوبنا هو انتهاج هذة الفلسفة وهذا فرض عين على الجميع ..هل يمكن ذلك ؟ لا أعىقد . بالرغم من التقدم الهائل فى اليابان وهم جديرون بذلك على ضوء ما جاء بالمقال وبما يعرفة العالم كلة أعتقد أن ثواب هؤلاء البشر فى الاخرة أعظم بكثير من ثوابهم فى الدنيا ..هم أفضل بكثير من الذين يتشدقون بالأديان ...فلسفة الزن هلى الحل . مع تحياتنا لسيادة السفير .

تعليق
ن ف -

مقال هادئ ومفيد ويريح الأعصاب.. ما أعجبني فيه هو العبارة التالية: التعصب لفكرة معينة، كحقيقة مطلقة دائمة، ما هو إلا وهم كاذب، يبعد السعادة عن النفس، ويخلق تعاسة، بأبشع صورها. انتهى الاقتباس. أين نحن من هذا المقترب في التفكير؟!

القدوه الصالحه
Adnan -

شكرا للدكتور حسن على هذا المقال الروحاني الجميل وعلى ما ورد به من معلومات مفيده تعتبر أقرب الى المثاليات ، أما من ناحيه التزامنا في منطقتنا بمثل تلك العادات النبيله والرفيعه أو على الأقل محاوله تقليدها فلا أعتقد أنه بالامكان على الأقل في وقتنا الحاضر لما نحن عليه من حال لا يخفى على أحد وبسبب ما يسودنا من تعصب للافكار الفرديه سواء كانت أفكار دينيه أو اجتماعه ، والتعليقات التي ترد في ايلاف على معظم المقالات خير دليل على ذلك ، اضافه الى عدم التضحيه بالمصلحه الشخصيه لاجل المجتمع والصالح العام . لا أود هنا أن اكرر واكرس مبدأ جلد الذات ،وكما يقال لا يوجد أسهل من الكلام والتنظير ، ولكن المهم هو التطبيق والالتزام . لن نفقد الأمل ، وربما لنا أمل في الأجيال القادمه اذا ما اقتدت بالقدوه الصالحه من أمثال شخصكم الكريم ، فقرائتنا لتلك المقالات ربما تبعث في روحنا بصيص من الأمل .

احتاج فلسفة الزن انا ايضا
نوره -

سيدي السفير أشكرك ..فعلا تحتاج نفسي وروحي الى فلسفة الزن ..احتاج ان أغير فكرتي في الحياه فأنا أعيش قلق الفكره وانفعالية الذهن في امور كثيره ..احتاج ان اروض نفسي على الهدوء وإعادة رسم طريقة التفكير من جديد ..وان اجلس وحدي وتصفية عقلي من استمراريه تفكيره في أمر معين وإزعاجه فعلا احتاج هذه الفلسفه الروحيه ..وان نترك الفكره تمر بدون ازعاج او بدون تفكير سلبي وندعها تمر هكذا بسلام وبدون ان نربطها بأوهام النتائج فعلا حقيقه واتمنى ان اعمل بها ...معنى نتركها لله ونتوكل عليه في قلوبنا ولا نستحضر نتائج سلبية تدمر نفوسنا وبالتالي تقلل انتاجنا ..فعلا سيدي السفير نحن أسرى لأفكارنا ونحتاج فلسفة الزن هذه..حتى تمر أفكارنا بهدوء وسلام ونتطور وننتج ويكون العطاء افضل بنقاء أفكارنا ..ولكن هيهات ان نصل الى مستوى اليابان لأنهم يختلفون عنا في جينات أخلاقهم فالعرب مازالوا في أفكارهم القديمة ولا يريدون التطور والرقي حتى في اسلوب كلامهم ..او في اسلوب انتقادهم ..فهم لا يفهمون فلسفة الزن في احترام الاديان والمعتقدات وان كل انسان حر في دينه وطقوسه .. نحن نقول كل الاديان صالحه واصلها طيب ومنبعها انبياء صالحون ..ولكن الشرق ما زال يعاني من فكرة التعصب لدينه وكره الدين الآخر وكره عادات الآخرين فهم ينقدون الفكره ويحللون ويضعون كل سلبياتها ونتائجها ولا يدعونها تمر بسلام بل يفكرون عنك ويحللون دينك ويظهرون سلبياته ويتطاولون على الانبياء ويجعلونك تكره انك فتحت معهم نقاش ..نعم سيدي احتاج ان ابعد واجلس وحيده مع فكرتي ولا انغص عليها ولا أحملها مالا تطيقه نفسي ..فالدنيا عند الله لا تساوي جناح بعوضه ..والله عالم بالاخيار والأشرار ونتائج الاعمال..فلنترك كل شي لله ..سلم قلمك ونجحت فكرتك ..شكرًا

التأمل وفوائده
خوليو -

لاشك أن التأمل اليومي قبل النوم أو عند الاستيقاظ إن كان الدماغ قد حصل على قسطه من الراحة لاتقل عن 5-6 ساعات لها مفعول إيجابي على الفرد وعلى المجتمع بشرط أن يكون العقل مزود بأدوات التفكير الهامة مثل سلامة وصحة الفكر وسلامة وصحة الافتراضات،، صحة وسلامة الفكر له دور في فهم العلاقة بين الطبيعة والمحيط ودور هذه الطبيعة على العقل الإنساني ،، التسلح بهذه الأدوات الصحية لابد وأن تأتي ثمرها كما حصل مع اليابان وغيرها من الشعوب ،، فمثلاً العقل المفكر بشكل سليم عندما شاهد سقوط التفاحة من الشجرة لم يترك الأمر يمر،، بل تابعه ليكتشف أنّ هناك علاقة ديناميكية بين شيئين هما التفاحة والأرض سماها جاذبية فكانت قفزة نوعية في تقدم العلوم ،، والعقل الذي تأمل في مشاهدة الليل والنهار وتناوبهما أدى لاكتشاف دوران الأرض حول نفسها ،،هنا يصبح للتأمل معنى ونتائج ،، القصد من الكلام هو إن كان العقل يملك أدوات فكرية سليمة يستطيع أن يبدع في المستقبل ،، ما يقف ضد سلامة العقل بشكل عام في بلادنا هو حشو العقول منذ الصغر بكم هائل من المعلومات المسبقة الجاهزة والخاطئة التي لاتؤدي لنتائج إبداعية حتى ولو قام صاحبها بالتأمل اليومي ،، لأنّ هذه العقول في تأملها لاتستطيع تمزيق جدار الشرنقة التي حصرت نفسها فيه ، فيصبح تأملها محصوراً في هذه الدائرة،، والنتائج صفر بل تحت الصفر ،، فيصبح أمامها تمثال بوذا المستنير عبارة عن صنم يجب تدميره ،، ويصبح عندها كل إرث حضاري عبارة عن كفر يجب جرفه بالجرافات آت من ماضي كله ضلال بضلال كما يقولون ،، إن كان بوذا المستنير قد استخدم أداة التأمل للتصحيح ومحاسبة الذات ،، فإن العقل المحشو بأفكار جاهزة يستخدم التأمل لزيادة الحشوة من تلك الأفكار الجاهزة ،، والنتائج بين الـتأملين واضحة لكل من يملك أدوات التفكير السليم ،، مقالة جيدة حضرة السفير .

خوليو(المعلقين يحتاجون )
نورا -

ايضا المعلقين يحتاجون فلسفة الزن فعلا فهم لا ينالون قسطا من ألراحه والنوم المعتدل لهذا تجدهم يضعون أفكارهم بطريقة عشوائية بدون ترتيب او نظام ..أفكارهم مبنيه على مجرد ظن وكما تقول حشو عقلي ...فعلا سعادة السفير مقال كلنا نحتاجه شكرًا لك .

imagine
Rizgar -

imagine لو كان دولة اليابان ؟ بمكان ايران وتحت مرمى العرب ؟ فكيف كان اوضعهم ؟

كتبت السيده نورا
Adnan -

كتبت السيده نورا في تعليقها ما يلي " ويحللون دينك ويظهرون سلبياته ويتطاولون على الانبياء ويجعلونك تكره انك فتحت معهم نقاش " ...عند مطالعتي لايلاف أشعر نفس شعورك أحيانا واصاب بحاله من التقزز والقرف من بعض التعليقات النابيه المليئه بالحقد والكراهيه للآخرين والتهجم البذيء بكل وقاحه على جميع الذين امنوا والتعميم باتهامهم بالاجرام والقتل ومساواتهم بداعش المجرمه الشاذه عن الأنسانيه ... عندهم... اذا ما كنت واحده من المليار ونصف مسلم فانت داعشيه مجرمه ، فكيف بالله عليك يكون بالامكان فتح نقاش مع تلك النوع من البشر ، علما أنني كنت أتابع نقاشك معهم وكانت تعليقاتك في غايه الرقي والأدب وكان هناك فرقا كبيرا وملحوظا بين اسلوبك الراقي واسلوبهم الكريه ، ومع ذلك فانت في نظرهم داعشيه . لكن أقول لك بصراحه أن هؤلاء لا يمثلون أحدا الى نفوسهم المريضه ، صدقيني ، وعن تجربه اكيده ، أنهم أبعد الناس حتى عن الديانه المسيحيه السمحه التي يدعون الأنتماء لها ، والتي ما جائت ألا للسلام ومن أجل السلام ، لكن هيهات أن يفهموا ويستوعبوا فالنقاش معهم ليس له جدوى أو فائده ، ولا ينالك سوى ضياع الوقت .. والسلام ..

lucky you
Rizgar -

لماذا اليابانيين محظوظين جدا ؟ لانهم بعيدين جدا من العرب , لو فرضنا اليابانيين كانوا يسكونون -العراق-بدلا من الكورد ؟ فكيف كانت عاصمة الانفال يعاملهم ؟ التعريب واغتصاب بناتهم وفرض اللغة العربية عليهم ومنع اللغة اليا بانية -كاسنان المشط- وتعريب اسماء مدنهم ولا شاي ولا شراب الساكي الا بشرط العبودية والاغتصاب و...و....و.....و.....كم انتوا محظوظين ايها الشعب الياباني العظيم -

شكرًا Adnan
نورا -

شكرًا عدنان ..صنعت علاقه طيبه معهم وهذا بعد جهاد وصبر عليهم هداهم الله ..نحن لا نكره احد وهذا اصلا منبع ومبدأ إسلامي ..متى ظهرت داعش حتى تمثل كل معاني الاسلام بالنسبه لهم ..لم يقتنعوا بالمساحه الاسلاميه الأكبر من الخليج الى المحيط واقتنعوا بداعش النقطه التافهة في قاع الوحل ..يعيشون بيننا ويعلمون حبنا لهم ويعرفون دول الخليج المتسامحه ويقبع على ارضها ملايين من الاديان الاخرى يترعرعون بيننا بكل حب وسماحه في ظل حكم إسلامي وسطي رائع ..ولكن اهاناتهم لا تتوقف ..تمنيت ان يصمتوا عن نبينا الكريم رحمه بهم وليس لنا فنحن نعشق نبينا الكريم ونعلم ان الله رافع قدره الى يوم الحساب ولكن لأجلهم تمنيت ان يتركوا الرسول ولا يوقعوا انفسهم في الخطيئه لان الله يرى ولا يرضى بعبد فقير يظلم فما بالهم بظلم نبيه ورسوله والله من حبي لهم في الانسانيه خشيت عليهم ولكن ما زالوا لا يعبأون ..هذه المعادله البسيطه صعب ان يفهموها ان لم تؤمنوا بالإسلام وبالرسول فعلى الأقل يتوقفوا عن السب رحمه لهم والله رحمه لهم ..الا يؤمنوا بأن الموت لحظه وفي القبر حساب ..فما أعلمهم باليقين ..فعلا اتعبوني ولكن ما المانع من بناء علاقه انسانيه محترمه معهم فمنهم اخيار وطيبين ..والصبر معهم لا حدود له في علاقتي معهم الا ان تكون هناك نازله او ظرف ...شكرًا عدنان ..مساءك سعيد وإيامك اسعد .

مزيد من الزن
فول على طول -

أولا مصطلح الذين امنوا ورد فى القران 86 مرة وحسب المشايخ والمفسرين فهو قاصر على المسلمين فقط وباقى الخليقة كفار أى أنة مصطلح اسلامى بحت وليس من اختراعنا . وبالتأكيد فان الذين امنوا هم فقط الذين يحشرون أنوفهم فى عقائد وشئون الاخرين ولم يعتادوا الرد عليهم منذ 14 قرنا ولكن عند الرد عليهم الان يعتبرونة سب وشتائم مع أن الذين امنوا فقط هم الذين يسبون عقائد الاخرين بنصوص مقدسة وفى المساجد والميديا ويدخل السباب الى بيوتنا وحجرات نومنا . الديانة هى حزمة واحدة أى لا تترك ما لا يعجبك وتأخذ ما يناسب هواك ..والدواعش يمثلون الاسلام الأصلى الذى ترفضونة - ظاهريا - وتقول عنهم شواذ عن الانسانية ..وهدم وتحطيم الأثار والسبى والنهب والحرق وملكات اليمين موجود فى الكتب ويدرس حتى تاريخة فى الأزهر وفى جميع المدارس الدينية والحكومية ..واذا كنت تعرف ذلك وتنكر فهذة مشكلتك وان كنت لا تعرف فهذة مصيبة ..نحن مستعدون أن نأتى لك بالنصوص . وبالمناسبة فان الكثير من المسلمين الان بدأوا يرفضون هذة النصوص جملة وتفصيلا ..فلا داعى للاسقاط . عليكم اصلاح أنفسكم أولا وهذا لن يأتى الا بفلسفة الزن . واذا كنت تعتبر هذة الصراحة شتائم فهذة مشكلتك ولن ينصلح حالكم . كلمة أخيرة نحن لا نعرف السب والشتم ولكن نواجهكم بالحقائق فقط ومن مصادركم .

فول على طول
نورا -

اهدأ يا عزيزي يا فول ..انا مازلت أحب النقاش معكم ..لأَنِّي احبكم جدا جدا في الإنسانيه ..كما لا ارضى ان يهينكم احد ..ممكن عشاني تهدأ ...لان العصبيه لا تأتي بنتائج جيده ..نحن نسعى للتعايش السلمي ..بالامس كنت امشي على كورنيش ابوظبي مع كل انواع البشر نتقاسم الفرحه والتنزه في الجو الجميل في مشهد كأنه عرس راقي يضم كل الأديان ..تمنيت ان تكون معنا .

العزيزة نورا - العسل
فول على طول -

اؤكد لكى يا عزيزتى بأننى لا يعنينى ديانة أى شخص أو ماذا يعبد ..أو هو ملحد أو مؤمن ..فأنا أؤمن تماما أن هذا شأن الخالق وحدة وليس شأن المخلوق . وأؤكد مرارا أننى لا أكرة أى انسان ..فهو انسان على صورة اللة ومثالة وهذا الانسان حر فى قناعاتة الدينية ..وأنا لم ولن أتعود سب أو شتم أى واحد على ظهر البسيطة . واحاول دائما أن أتأكد من صحة مما أكتبة حتى لا أتهم أحدا جزافا .. نعم أغلبية المسلمين ناس عاديين مثل أى ناس ومنهم الطيب ومنهم العكس مثل أى بشر وأى ديانة فى العالم ولا يوجد ملائكة على الأرض بل بشر ولكن حينما نتحدث عن نصوص موجودة فى مصادركم وهذة النصوص يعتمد عليها الارهابيون وتؤذى البشر والبشرية فهذا ليس بغرض التجريح اطلاقا بل انذار وتحذير بأن هذة النصوص تؤذينا جدا وتؤذى الاخرين وسوف أضرب لكى أمثلة : لا ولاية لغير المسلم على المسلم ..يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون ..لا يؤخذ دم المسلم بدم الكافر - الكفار هم اليهود والنصارى بالطبع - النصرانية ديانة محرفة ..الانجيل محرف ..ونحن نسأل هل هذة لغة تخاطب بين البشر ؟ هل هذا يليق ؟ وماذا لو خاطبكم الغير بنفس لغتكم ؟ ..وعن هدم الاثار فان هناك أحاديث وتاريخ يقول أنة تم هدم الاثار فى مكة وهو واجب شرعى ..وفى مصر طالب السلفيون والاخوان بتغطية الاثار بالشمع - ان لم تهدم - والذى دمر تماثيل فى أفغانستان هم مصرىون مسلمون - رئيسهم اسمة سالم مرجان - وظهر فى تلفزيون الدولة يفتخر بذلك ..وللعلم فان كل ما ذكرتة لكى ليس من عندى ولا يستطيع أحد تجميلة أو تكذيبة ..هل هذة شتائم أم حقائق ؟ عموما أنا كل ما أقصدة دائما هو الارتفاع بالمستوى الانسانى بعيدا عن أى نصوص عدائية من أى ديانة ..البشر على الأرض سواسية واذا كان اللة فى الاخرة يميز أحدا فهذا شأن الخالق ولا يسأل عن ذلك ..وأكرر شكرى العميق لكى ولأمثالك وسبق وأن قلت أن أغلب أهل الخليج طيبون ومحترمون وخاصة الامارات وهذا نقلا عن أحد أقربائى عاش فى الخليج سنوات طويلة ..مع تحياتى للجميع . وربما تلاحظين أننى أتلقى الكثير جدا من الشتائم - مريض نفسى وحاقد وكارة ومعتوة الخ الخ - ولا أرد اطلاقا لأننى هادئ بطبعى ولا أهتم بالرد .

فول على طول
نورا -

شكرا عزيزي ..نحن لا نمانع ان تأتوا بالنصوص ..نحن لا نمانع ان نتجادل ..نتحاور..ولكن بعض المعلقين يرتقون بالحوار مرتقا مستفزا حين يبلغ بهم الامر سب الرسول عليه افضل السلام ..بالنسبه للآثار في مصر ام الدنيا كانت موجوده ايام الرسول وأيام عمر بن الخطاب حين تم الفتح وأيام عمر بن العاص ..لم نقرأ عنهم ولا روايه انهم طالبوا بهدمها ..كما أبقوا على كنائس وسمحوا ببناءها ..كما أصنام مكه هدمت ايام الرسول لانها كانت ياعزيزي فول يعبدونها كأنها رب وأله وتضرع وخنوع لحجر وثمن فشيئا طبيعيا انها تهدم لانها تناقض الفطره الإنسانيه والتي ما نحن عليها الان انا وانت والكثير في عبادة الله وتوحيده ..واما قولك في آية التوبه كان الوضع وقتها لأنهم في حماية الدوله المسلمه وحتى وقتها المسلم نفس المعامله يدفع الزكاه او يكون صاغرا بحربه عليها ..معنى المسلم واهل الكتاب متساوون في المعامله تحت حكم الاسلام ،،،،،واما الذي دمر آثار أفغانستان والعراق فيا عزيزي هؤلاء أهبل من الهبل نفسه فتلك الاثار لا تمثل شيئا ولا احد يعبدها ولو شاطرين فعلا فليذهبوا يدمرون تمثال بوذا الذي فعلا تمثال ضخم يعبد ..اما تماثيل مركونه للذكرى وتمثل الحضاره القديمة وتمثل التاريخ فأنا مثلك يا فول اتحسر على ضياع ودفن معالم حضاره لا حول لها ولا قوه مجرد تخبرنا كيف عاش الناس في الماضي ..فلا تنظر لهم هؤلاء من داعش وغيرهم وإخوان مصر وعندنا في بلدنا مثلهم هؤلاء لا أحد ينظر لهم ولا يؤخذ الدين منهم وهم نقطه من بحر ..واما الانتقادات فهي متبادلة ايضا كما يقولون الانجيل محرف وأنتم تقولون القرآن محرف ..اما ذكر نصوص القرآن فيها قتل وقتال فالعهد القديم ملئ بآيات القتال وانا شخصيا لا أعيب ذلك عندكم لانه كان لزمنه كما ايضا نؤكد لكم آياتنا عن القتال لزمنها ووقت قيام الدوله المسلمه معنى نحن متساوون في ذكر القتل في الكتب المقدسه ..وهناك فضائل كثيره في القرآن كما عندكم فضائل ايضا ..ونحن نملك قاعدة لا إكراه في الدين وهذا يكفي ان تفهموا من خلالها ان داعش خارجه عنا ولن نرضى ان يحاربها احدا عنا نحن بأذن الله سنقضي عليها لانها في الأساس خطر علينا وليس عليكم ...شكرًا عزيزي فول وأتشرف بمناقشتك ..صباحك سعاده