اعتدال" دي تبقى..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أول اختراع مسجل باسم الادارة الأميركية في سجل المعارضة السورية هو "الفصائل المعتدلة"، استقتها طبعًا من كل لغو الاعتدال "العربي" المستدام منذ نكبة 1948 حتى آخر برميل ممانع ينقض على مواطنين سوريين في مكان ما بقلب العروبة النابض.
إنه لغو، لا محالة. فالاعتدال كان دائمًا قميص عثمان "الرجعية" العربية في تجنبها الاحتكاك العسكري بإسرائيل. فلو غضضنا الطرف قليلًا عن دول الطوق، حين كانت دولًا وحين كانت طوقًا، كانت بقية الدول العربية، من المشرق إلى المغرب، تنادي بالعداء مع إسرائيل، لكنها كانت في كل مرة تجري فيها انتخابات إسرائيلية، تصوم نهارًا وتصلي ليلًا لينجح حزب العمل "المعتدل"، ليختبىء المعتدلون العرب وراء إصبع شيمون بيريز "المعتدل"، مبررين به اعتدالهم، أي نأيهم بأنفسهم عن الصراع العربي الاسرائيلي. فكان أن انتقى العقل العربي المنفصم كلمتي "صقور" و"حمائم"، وحملهما على كتفيه دهرًا، مناديًا بنصرة الحمائم، بالرغم من أن كل الحروب العربية &- الاسرائيلية حصلت في عهود العمل "المعتدل".
حوّلت كامب دايفيد مصر إلى دولة "اعتدال" عربي، حاول طعنها خالد الاسلمبولي حين قتل انور السادات على منصة عرضه العسكري، الذي كان يتذكر من خلاله أيام "التطرف". وحولت معاهدة وادي عربة الأردن إلى مملكة "اعتدال" عربي، كما حول الدخول الأميركي إلى العراق في العام 2003 هذا البلد إلى بلد "الاعتدال" العربي. كل هذا ناجم من تسليمنا جدلًا بأن أي من هذه الدول كانت تريد فعليًا تحرير فلسطين.
بعد اجتياح إسرائيل للبنان في العام 1982، صارت منظمة التحرير الفلسطينية باطلة، وانتحى الفلسطينيون ناحية التطرف الديني، طالما أنه البديل الوحيد لعشرات آلاف الصفحات التي طبعتها مطابع بيروت عن العقائد اليسارية المناضلة في سبيل حق العودة وتقرير المصير.
بقيت سوريا، "الشوكة" في حلق إسرائيل والرجعية العربية، بحسب كتب القومية التي أنشأ عليها نظام البعث أجياله السورية، ابتداءً بالطلائع حتى الرجال والنساء، الذين تربوا على "سوريا الأسد"، و"نسور في السماء أسود على الأرض". شرب السوريون من الكأس البعثية 40 عامًا، بلا توقف، وبلا تأفف، إذ يعرفون مصير المتأففين، لكن بقي الجولان "محتلًا"، والحدود آمنة لا خطر منها.&
تغير الوضع. إنه اليوم زمن آخر. زمن لا مكان فيه لاعتدال، ولو كان بلا معنى. والزمن هذا لم يبدأ في 11 آذار (مارس) 2011، يوم أطلق "أسود الأرض" رصاصهم على أطفال درعا، بل بدأ حين نزل آية الله الخميني سلم الطائرة الفرنسية في مطار طهران، فاستقبلته الحشود حينها بصرخة كاد العالم ينساها اليوم، لولا أن أستعادها عبد الملك الحوثي في اليمن: "الموت لأمريكا".
إنه الزمن الشيعي. وفي الزمن الشيعي لا مكان للاعتدال، مهما بحثت أميركا، ومهما فتشت إسرائيل، ومهما نعّم حسن روحاني صوته مخاطبًا السعودية وغيرها في الخليج.
إنه الزمن الشيعي بامتياز، إذ تمكن علي خامنئي من تصدير الثورة الاسلامية إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن وبعض البحرين. إلا أن سوريا تبقى الجوهرة في التاج الامبراطوري الفارسي، الذي ذكّر به اليوم علي يونسي، مستشار حسن روحاني، إذ قال إن إيران تعتبر نفسها مسؤولة عن المنطقة والمدافعة عن شعوبها التي تشكل جزءًا من إيران، وستقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية... وكل هؤلاء ملمومون في سوريا، التي يهتم لها نظام الملالي في إيران أكثر من اهتمامه بالأهواز.
إنه الزمن الشيعي الذي يلي فورًا الزمن الاسرائيلي. فكما دفعت إسرائيل الفلسطينيين إلى حماس والجهاد، واللبنانيين إلى حركة أمل ثم حركة أمل الاسلامية ثم حزب الله، هكذا تفعل إيران بسنة سوريا وسائر المشرق، إذ تحشرهم في الزاوية، وتجبرهم على اتباع العقلية المتطرفة، ليكونوا مثالها، سيًا لها، فتجعل منهم ندًا لها كي تستمر في الحياة، فيستمر زمنها، طالما أنها أقوى ميدانيًا، كما تظن.
لا معتدلين في سوريا، فقد أفنتهم إيران وقتلهم حزب الله. واليوم، تكمل الولايات المتحدة عملية الافناء والقتل، والدفع نحو هاوية التطرف، من خلال صفقات كبرى عقدتها مع إيران، تطلق يد طهران في المنطقة، حتى اليمن. أما المقاتلون "المعتدلون" في بقايا الجيش السوري الحر وبعض الفصائل التي لم تبايع القاعدة أو داعش بعد، فيعرفون حق المعرفة أن معاداة أميركا أفضل لهم من مصادقتها، طالما أنها تقرأ بعد في صخيفة عربية يعود تاريخها إلى أربعة عقود من الزمان، وكأن العصر والأوان توقفا عندها في أيام اتكالها على ما تسميه "الاعتدال العربي" في تسوية القضية الفسلطينية.
لا معتدلين سنة في سوريا، وهم يتآكلون سريعًا في لبنان، ويتحالفون مع القاعدة في اليمن، ومع داعش في العراق... هكذا تريدهم إيران، وقودًا لأحلامها الامبراطورية، تبريرًا لسياستها. وهكذا يريدهم حزب الله، راكعين عند أقدام الجنرال المظفر قاسم سليماني.
إعتدال؟!.. اعتدال دي تبقى..
التعليقات
الاعتدال عرببا
زبير عبدلله -الرئيس التونسي الحبيب بورقيبه (الرايس التونسي الاسبق) .هو من اكتشف الاعتدال عرببا ,قبل السادات الذي حاول ان يكون مع الاسد الاب ,الثنائي العملي في الاعتدال لكن هذا الاخير خذله ,حيث الارضيه السوريه لم تكن صلبه لتحمل الاعتدال.وفي هذا قال السادات; كنت والاسد متفقين على حرب تشرين ومن سلام مع اسرائيل لكن قياده حزب البعث لم ترض بتلك ....التطورات التي طرات على الاسد الاب الا ن اصبح معروفا للجميع,وكانت الممانعه مرحله متطوره مما تفتق فيه ذهن الممانعين.قبل عده سنوات صرح الرئيس الاسرائيلي الحالي. اذا كان السوريون جادين في السلام مثل السادات ,سياخذون كل مايريدون مثلما اخذه السادات.والان اذا كان فعلا في الدول العرببه غيورين على الامه العربيه ليوقعوا على البياض لاسرائيل.قد يكون هذا يدخل في باب الخيانه فلسطينيا لكن عربيا هذا قمه الوطنيه.ايران وبتصنيفها المذهبي للمنطقه تريد ابتلاع الامه العربيه واذا نجحت حربه الحاليه على اساس التصنيف هذا سيكون البلع سهلا لكن الهضم مستحيل لعوامل عديدة.....اما اسرائيل لابمكن باي شكل من الاشكال ان تمد اكثر من حدودها الحاليه حتى ولو اجتمع يهود العالم جميعهم,اجمالي عدد اليهود في العالم لايتعدى السته عشره مليون اكثر من عدد اليهود في اسرائيل موجودين في امريكا.وهناك مستحيل ان يهاجر يهودي واحد الى اسرائيل ومن ثم ان 43بالمئه من الراسمال العالمي موجود في يد اليهود.هل ستتحول اسرائيل الى مركز لاداره الراسمال العالمي......ان تحالفت العروبه مع اسرائيل هنا تكون الممانعه الحقه وكذلك الاعتدال.
التلاعب بالكلمات
مواطن -نظرية المؤامرة جاهزة دائما لتحلق باجنحتها في عقول الكتاب والمثقفين اولا ومن ثم هم مرآة شعوبهم ان من الاهمية بمكان للشعب السوري وفي العراق ايضا بناء قوة او معارضة معتدلة سياسية عسكرية ناضجة تدعمها الولايات المتحدة لاجل المستقبل ولما بعد داعش فالانظمة العربية تريد ان تمسك العصامن المنتصف وتقول نحن البديل نحن معتدلون . لولا ذلك الغيم لما جاء هذا المطر . الكل يعلم انكم انتم من حاربتم اسرائيل ورفضتم عروض السلام واستخدمتم الشعوب التي يعميها حجاب النص في سياسة الكراهية والاستغفال حتى ان الفلسطينيين اصحاب الشان اضاعوا حقوقهم رويدا رويدا ان مسالة الانظمة الشمولية معقدة . اسرائيل هي البلد الديموقراطي الوحيد في محيط ديكتاتوري اعمى . ان المشكلة اليوم معقدة بسبب ولادة داعش الارهابية والتمدد الثقافي الايدلوجي والسياسة التي تلعب لعبة الطائفية الان للانظمة اللادديموقراطية . ان فوبيا الاسلاموية قضت على كل امل في التنوير الذهني الفكري لشعوب المنطقة قبل سنوات من الانسحاق ان البناء الثقافي الفكري وبناء سياسة تطبيعية على الحب والسلام لشئ مهم بمكان . انظر ماذا فعلت حكومة المالكي العراقية من التسبب بجلب داعش للعراق بعد ان فرضت حوار جدولة انسحاب القوات الامريكية المباركة التي جاءت بتفويض من الكونغرس وجدالات ستراتيجية معقدة لازاحة كابوس صدام حسين وتحرير العراق . ان انشاء معارضة سورية معتدلة ودعمها من قبل الولايات المتحدة لشئ مهم جدا عزيزي القارئ مثلما ارسال قوات امريكية للتحالف اكثر اهمية للمستقبل للقضاء على داعش والقاعدة وفوبيا الارهاب الاسلامي .
ماذا تريد أن تقول ؟
فول على طول -الحقيقة أنا قرأت المقال أكثر من مرة ولم أعرف ماذا يرد أن يقول لنا السيد الكاتب ؟ وما علاقة ما جاء بالمقال مع كلمة اعتدال ؟ ..ولكن رأيت أن الكاتب تشابكت معة كل الأمور ..دخل فى لبنان وسوريا والعراق وأمريكا وايران ومصر وووو ولم يحد لنا فكرة واحدة فى المقال ..سيدنا الكاتب أرجوك أن تحدد فكرتك وشكرا .