فضاء الرأي

على السيسي الخروج من عباءة أهل الثقة لعباءة الكفاءة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


في مناخ أصبح فيه لفت الانتباه أو التحذير أو الانتقاد أو كشف عورة التقصير اتهاما بالعمالة والارهاب والأخونة، كيف يمكن صناعة وطن يتآكل جرء استشراء الفساد والظلم والارهاب؟ إنه لمن المحزن أن يرتفع نباح المرتزقة والجهلاء والمنافقين واللصوص وأن يتم استقبال نباحهم باعتباره وطنية وولاء وخوفا وغيرة وحرصا على الوطن، بل ويكفأون بالاحترام والقرب والمناصب، لقد انقلبت الأمور رأسا على عقب واختلط الحابل بالنابل، الأمر الذي يفسح يوما بعد الآخر مكانا للجماعة الإخوانية الارهابية وحلفائها، مكانا كانت فقدته جراء أعمالها الإجرامية على مدار عام من حكماها (6 / 2012 ـ 6 / 2013) وعام ونصف العام من حكم الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور والرئيس الحالي عبيد الفتاح السيسي، هذه الجماعة التي ما فتئت تستخدم آليات المؤامرة والدس والكذب لتأكيد أنها كانت ولاتزال على حق.
هناك أخطاء ترتكبها الحكومة المصرية ترتبت على فقدانها لاستراتيجية واضحة للتعامل مع المشكلات المعروفة مسبقا على مدار أكثر من أربعين عاما منذ تبني الرئيس السابق أنور السادات ما أطلق عليه "سياسة الانفتاح الاقتصادي" التي سلمت الشعب المصري لسيطرة رأس المال المحلي والأجنبي دون وجود قوانين حامية، وكان المصريون يتوقعون مع وصول الرئيس السيسي لسدة الحكم أن يبدأ في انصافهم والبدء في مشروعات قومية تكفل للأغلبية وهي أغلبية فقيرة أن تسترد بعض مما فقدته من قدرة على المشاركة في صنع مستقبل البلاد وتأمين حياتهم وحياة أبنائهم، لكن مما يؤسف له أنه سلم البلاد لحكومة لم تستطع حتى الآن وضع رؤية أو استراتيجية لا قصير المدى ولا طويلة لوضع البلاد على الطريق الصحيح، وورطته بإنفاق كل المساعدات التي وصلت لدعمه ودعم استقرار البلاد، حيث ظلت ـ حتى اللحظة ـ تتبع نفس السياسات السابقة في اختيار وزرائها ومسئوليها، هذا الاختيار الذي لم يقم وفقا للكفاءة والخبرة بل وفقا للثقة، والثقة وحدها دون كفاءة أو خبرة لا يمكن إلا أن تزيد الأمور من سوء لسوء، فلا مساءلة ولا انتقاد ولا لوم أو تحذير.
وعلى الرغم من الأخطاء التي تتردى فيها الحكومة ونرى الآن نتائجها في تصاعد الأزمات بدءا من ارتفاع معدلات الأسعار بشكل مرعب وانتهاء بتردي الخدمات من كهرباء وغاز، لا تزال الحكومة تصر على المضي وفقا لسياساتها العقيمة سياسات الحكومات السابقة، والتي كانت تعتمد المسكنات دون علاج حقيقي، لا يزال وزراءها ومسئوليها يكتفون من داخل غرف وزاراتهم بإطلاق "التصريحات" وعقد "المؤتمرات الصحفية" و"التقاط الصور" مع كل مصيبة أو كارثة، وحتى جولاتهم الميدانية لا تذهب أبعد من الأحياء الثرية، وإن قررت الذهب للأحياء الفقيرة فليس إلا من أجل التقاط الصور والطبطبة، دون حل أو الشروع في حل يمكن أن يستشعره المواطن.
ووسط كل هذا يتعمد الإعلام صحفه ومجلاته وقنواته خاصة وحكومية أن يتجاهل ما يجري أو أن يخفف من مرارة نتائجه، ويرفض مجرد هذه السياسة أو تلك، ويقصد إلى منع أي انتقاد أو لفت انتباه أو تحذير قد يتربت على نشره وإذاعته منع كارثة محققة، بل يذهب أبعد من ذلك فيكيل التهم للرأي الآخر ممن ينتقدون أو يحذرون أو يوجهون ويطعن في شخصهم وانتمائهم ووطنيتهم، على الرغم من أن هؤلاء كانوا هم من وقفوا ضد الجماعة الارهابية وحلفائها على مدار أكثر من ثلاث سنوات وتم التنكيل بهم من إدارة المجلس العسكري في الفترة من 11 فبراير 2011 وحتى سقوط الحاكم الاخواني محمد مرسي في 3 يوليو 2013، بل منهم مؤيدون للرئيس السيسي ومقربين إليه، أي أن أحدا لا يمكن أن يزايد عليهم وعلى وطنيتهم، لكنهم اليوم ممنوعون من الخروج في البرامج وإن نشروا مقالا هنا أو هناك سبوا بأقذع الألفاظ من قبل المؤيدين.
إن القبضة الأمنية قد يكون لها مبرراتها لحماية البلاد من الارهاب والارهابيين، لكن أن تنسحب القبضة الأمنية على حرية الرأي والتعبير، وأن يتحول الإعلاميون ـ إعلاميو القنوات الخاصة المملوكة لرجال الأعمال ـ إلى أبواق أمنية، فإن هذا يشكل خطرا على البلاد، حيث لن يجد الفاسدون واللصوص والمجرمون من يفضحهم ويلقي الضوء على جرائمهم ويحذر الحكومة منهم ويدعو لمحاكمتهم، ومن ثمة سوف تتحول البلاد إلى مسرح لهم يلعبون عليه كل أدوارهم القذرة، والنتيجة ما نراه اليوم من غضب سيتصاعد غدا وبعد غد، وسوف يستثمر الارهابيون وأعداء الاستقرار والمستقبل ليشكلوا منهم بؤرا وخلايا تهدد أمن البلاد.
إن المناخ الذي يتم تشكيله الآن عبر تجاهل الأزمات والمشكلات التي تذبح المواطن على مدار الساعة، وعدم السماح بمناقشتها وتوجيه انتقادات حادة وبيان أوجه التقصير في أداء الحكومة ووزراءها ومسئوليها، وإظهار الأمور على أنها "الدنيا ربيع والجو بديع قفللي على كل المواضيع"، يشكل خطرا كارثيا، يكفي أنه يزيد من نقمة وغضب يأس المواطن، ويدفعه لخيارات لا تحمد عقباها منها خيار الانتحار، وهو ما نشهد هذه الأيام، أو خيار الانضمام إلى خلية إرهابية، أو خيار الجريمة والسرقة.
إن على الرئيس السيسي أن يخرج من عباءة أهل الثقة إلى عباءة أهل الكفاءة والخبرة والصالح العام، وهو قادر على الحصول عليهم بفضل ما يملك من أجهزة تتوفر لديها المعلومات وقادرة على الفرز، ذلك لأن الاستمرار على أهل الثقة دون الكفاءة والخبرة لن يزيد الأمور إلا سوءا..
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وماذا عن الشعب ؟
فول على طول -

الشعوب العربية والاسلامية أدمنت القاء اللوم على الاخرين ..على الحكومة أو على الغرب الكافر والمؤامرات الخ الخ ..ولكن لم يسأل أحد نفسة وماذا عن الشعب ؟ نعم ماذا عن الشعب ؟ مصر تعيش بالديون منذ أيام عبدالناصر حتى تاريخة وتتفاقم الديون كل عام نظرا للزيادة السكانية الرهيبة ..وفى الاونةالأخيرة ومنذ أكثر من 4 سنوات تقريبا توقف العمل فى مصر تماما وتوقفت السياحة واشتعلت المظاهرات والاحتجاجات والتكسير والتخريب والشى الوحيد الذى لم يتوقف هو النكاح والتناسل - مصر وصلت 90 مليون - وأشفق على السيسي أو أى رئيس يتولى المسئولية فى هذا الظروف ..بالطبع كل عوامل الفشل تلاحقة ولا يملك عامل واحد للنجاح ...الارهاب فى كل مكان والغلاء لعدم الانتاج والناس لن تصبر ..هل الرئيس يملك عصا موسي لحل المشاكل فى الحال ؟ السيسي قال وفى خجل مطلوب تنظيم النسل وخطاب دينى معتدل ومن يومها والحروب على أشدة ضد الرجل ..مسكين السيسي ..على فكرة أنا لست من مؤيدين أحد ولكن ضد الدولة الدينية . هل ينجح أى سيسي فى هذة الظروف ؟ أو أى وزارة ؟ بالتأكيد لا .

صح
على محمد -

فعلا لم يثبت السيسي كفاءة في اختيار معاونيه ولا حكومته والدليل حالة التوهان التي تجري في البلد

صح
على محمد -

فعلا لم يثبت السيسي كفاءة في اختيار معاونيه ولا حكومته والدليل حالة التوهان التي تجري في البلد

واخيبتاه فى السيساه
جاك عطالله -

السيسى ضابط جيش و تركيبة ضباط الجيش الشللية والتى لها ولاء للشلة او الدفعه او المجموعة و انعدام العقلية الخلاقة معروف عنهم مع استثناءات قليلة جدا لانه يتبع الاوامر دائما وبالتالى لانعدام القدرات الابداعية والحلول المبسطة التى تلائم الشعب المفلس والجائع والغارق بامية مرعبة وديناصورات دينية تنهش وعيه وحضارته كالكلاب المسعورة - بعد كل فظائح التعليم والمناهج الازهرية ومشايخ الوعظ - لم يعدل شيخ الازهر مناهج اكل الاسير واغتصاب نسائه وبناته وسلبه امواله واقصى تعديل سيجيز شيه قبل اكله ليصبح طعمه الذ الذ - البرهامى شيخ شياطين الانس المصريين يزداد تحالفا مع السيسى وحزبه الممسوك و الغارق بالجهالة الدينية الاجرامية تجاه غير المسلمين اصبح سياسيا بفضل السيسى فى جريمة يجب ان يحاسب عليها دوليا- حزب البرهامى الاسلامى يرفض ويتحدى امر رئيس الدولة ببناء كنيسة بسمالوط ويشترط شروطا تعجيزية منها اقل من اربعمائة متر ولا اى اشارة تدل على انها كنيسة لا صليب ولا منارة وهناك على ما اظن شروطا اخرى غير معلنه منها ان تسمى كنيسة محمد رسول الاسلام او كنيسة السيدة عائشة ام المؤمنين وكله بظل صمت مخجل من المجمع المقدس ورئيسه المبجل الذى لعدة مرات يترك عظته الاسبوعية امام الكاميرات ليظهر احتجاجا طيالسيا ضد نساء مسكينات من شعبه يحاولن لفت نظره الى تسلط اساقفته الذى فاق المعقول و عدم فاعلية اصلاحاته المظهرية على قوانين الاسرة القبطية والفقر الاقتصادى المدقع المسلط كسيف من الدولة على اقباط مصر لاسلمتهم بحاجة ببلاش كده - فهل سننتظر زغاريد جديدة ليلة القيامة بقدوم المخلص الجديد لتهنئة الاقباط ام سنلايمها ونلطم و نضع نيلة ونظهر بعضا من العين الحمراء للدولة على وكستها بعدم اعادة بناء المائة كنيسة لاصلها مع التعويض و عدم القدرة على فرض امر رئيس الجمهورية ببناء كنيسة يتيمة لشهداء اقباط ذبحوا ذبح الدجاج بعد ان تركتهم حكومة محلب ماسورين خمسين يوما وتركتهم كنيستهم لحتفهم -فهل سنهتف ليلة عيد القيامة وا وكستاه واخيبتاه فى السيساه ام سنهتف مجددا يحيا السيسى مخلصنا الجديد او مسيحنا الجديد كما قالها علنا احد الاساقفة وفلت بها بل وترقى ليصبح المسئول عن الطلاق والزواج لقارة استراليا رغم وجود اساقفة باستراليا نفسها ؟؟؟

ما اشبه اليوم بالبارحة
كاميليا -

فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ. كان بنوا اسرائيل مكروهين في مصر كما الاخوان الان. اما الاعلام المصري متمثلا في Manetho المؤرخ و الكاهن المصري التابع للدولة المصرية فقال بان موسى و قومه تخابروا مع الهكسوس في فلسطين. ثم ادخلوهم الى مصر فقاموا باعمال ارهابية و ارهبوا المصريين و اقاموا دولة دينية في مصر دامت 13 سنة الى ان عاد امنحوتب و ابنه رامسيس و جنودهما و طردوا موسى و قومه و الهكسوس من مصر و عاد الامان الى مصر.

دعاء
عابر سبيل -

اسأل الله بأن ينقلب عليكم السيسي أجمعين ويهلكم يا من زينتم له الباطل ورقصتم له وهو يقتل في الابرياء .. اسأل الله بأن يشردكم .. يدمر بيوتكم ويهتك عروضكم ويجعلكم من ساكني القبور الملاجئ يا من دعمتوه وفرحتم طربا له وهو يقتل ويسجن في حرائر واحرار مصر.

الى عابر سبيل 6
فول على طول -

عابر سبيل يقول : اسأل الله بأن يشردكم .. يدمر بيوتكم ويهتك عروضكم ويجعلكم من ساكني القبور الملاجئ يا من دعمتوه وفرحتم طربا له وهو يقتل ويسجن في حرائر واحرار مصر...انتهى الاقتباس . وكما هو واضح أن عابر سبيل واحد من الذين امنوا وهم كثيرين ويملؤهم الورع والتقوى وحب الخير للجميع وهذا يظهر من دعائهم الذى لا يسأمون منة ليل نهار وعلى مدى 14 قرنا ..ولكن هل هناك بشر أسوياء يطلبون ذلك من اللة ؟ وهل اللة بغافل عن عبادة ويحتاج لمن يقول لة ماذا يفعل فى هذا أو ذاك ؟ وهل اللة ناسي عملة أو لا يعرف الظالم والمظلوم ويجازى هذا أو ذاك بخير أو بالشر ؟ وهل اللة يعمل عند المؤمنين ويفعل حسب ارشادهم وينتقم من هذا أو ذاك ؟ وهل هذة لغة تخاطب مع اللة أو حتى بين البشر ؟ لا أعرف لماذا لم يستجيب اللة لعبادة من الذين امنوا حتى الان ؟ ولماذا يفعل العكس دائما ومع ذلك يصر الذين امنوا على نفس الدعاء ؟ فعلا مساكين . أما أحرار مصر والحرائر الذين تتكلم عنهم فمكانهم الطبيعى مصحة الأمراض العقلية والنفسية التابعة للسجون .

علاج ببلاش
جاك عطالله -

يا عابر سبيل انا متخصص فى امراض الذين امنوا ولم ينطوا من على سور مسلخة الذين امنوا للان - تعال يا حبيبى وانا اعالج من امراض الذين امنوا واخلي تنط من على السور باقل الخسائر العقلية بللا علشان لان اللى عندك ما لوش علاج الا عندى