فضاء الرأي

حيدر العبادي والفروسية الممنوعة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قراء كثيرون أيدوا فكرة مقالي السابق عن وطنية حيدر العبادي واستقلاليته، وكثيرون غيرهم، بالمقابل، كالوا لي وللمقال ما لا نستحق، فهو رأي حر، وكل رأي قابل للنقاش والمراجعة، بكل حال. ونحن نقيس الأمور بالوقائع والقرائن وحقائق الأمر الوقع المعاش. ولا يحق لأحد أن يشكك في نوايا العبادي، وفي صدق دعوته إلى قطع اليد التي تعتدي على وحدة العراق وسيادته وكرامة أهله المساكين. ولكن الله عرفوه بالعقل، وليس بوعاظ السلاطين.

فمن ذا الذي ينكر أن العراقيين، بأغلبهم، مؤمنون بأن أحدا في القصر الجمهوري أو رئاسة الوزراء أو البرلمان له قيمة لدى الممسكين الحقيقيين بعجلة القيادة في بلاد ما بين النهرين، من (المجاهدين) الشيعة والسنة على السواء؟. &فهم الأقوى والأكثر هيبة واحتراما من كل الدولة، ومن رؤسائها ووزرائها أجمعين.

فبعد كل ما جرى، في أحد عشر عاما من حكم الخنجر والساطور والمتفجرات والمليشيات، وبعد أن تراكمت أحلام المعتقلين بدون تهمة، والمخطوفين، والمشوهوين، والمهجرين، بالتغيير المنتظر، والتحرير المرتقب، حصل التغيير، واحتفل المرجع الأعلى وأئمة الشيعة والسنة، معا، بالنصر المبين، وأسبغوا على بقائد التغيير حيدر العبادي، كل صفات البطولة والنزاهة والوطنية بما لم يحصل على ربعه زعماء عراقيون خالدون كبار كعبد المحسن السعدون وفيصل الأول وجعفر أبي التمن ومحمد رضا الشبيبي ومحمد الصدر وفاضل الجمالي وعبدالكريم قاسم، وغيرِهم الكثيرين. لنكتشف، بعد انقشاع الأدخنة، أن كل شيء، في عراقنا الديمقراطي الجديد، عاد إلى أصله، وأن كل حصان رجع إلى زريبته، معززا مكرما، أقوى من قبل وأشد عزيمة، آمنا مطمئنا، ولا حسيب ولا رقيب، وما زالت كلمة الذين لا يعقلون هي العليا، وكلمة العقلاء والفقهاء والخبراء والشعراء والأدباء والنحاتين والرسامين هي السفلى، وما زالت الحكومة تنحني وتقبل الأرض بين يدي صاحب اللحية الملطخة بالحناء، وتتبارك بعباءات المجاهدين، وتستزيد من بركاتها وفتاواها وأوامرها الزاجرة.&

فلم تستطع أمريكا والاتحاد الأوربي والنظام العربي وتركيا والنصرة والقاعدة وداعش و(علي خاتم سليمان) و(شركة الأخوين نجيفي) و(وكالة أياد علاوي) و(بيش مركة) كاكا مسعود وفخامة كاكا معصوم أن تمنع (هادي العامري) من ركوب وزارة الداخلية، وهي وزارة الأمن والشرطة والمخابرات، ليضع ملفاتها وأسرارها وقوات أمنها وشرطتها، في حقيبة قاسم سليماني. ثم عرفنا متأخرا أن وزير الداخلية الذي حاز على مباركة حيدر العبادي ونواب الشعب العراقي هو بواب مكتب هادي العامري، ما غيره.&

طبعا لم يتوهم أحد منا بأن حيدر العبادي يملك زمام نفسه، ويستطيع أن يتمرد ويكسر جدار البيضة التي حبس نفسه فيها منذ أن أقسم يمين الانتماء لحزب الدعوة، والولاء للمرجعية، والانتماء لسلطة ولاية الفقيه. ولكن كثيرين يحارون ويعجزون عن الفهم، وهم يسمعون تصريحاته النارية التي " تطلب من إيران احترام سيادة العراق"، ويتساءلون، هل هو شجاع إلى هذه الدرجة، ليقف وقفة العراقي الوطني الجريء والحازم بوجه الملالي الممسكين بخناق الوطن الذي أعلنوا، صراحة ودون حياء، أنهم يعتبرونه مستعمرة ملحقة بالامبراطورية التي عادت عاصمتها بغداد ؟

ومن هذا المنطلق، ورغم أن أخانا حيدر العبادي متعلم ومتفتح ويفهم في الأصول وفي الألكترونيات والكهرباء، فليس في قدرته، حتى لو أراد، أن يُخلص لوطنه وحده، وأن يصبح رئيسا لجميع العراقيين، وأن يمنع كل وصاية من أي وصي، مهما كان، ومن أية بلاد جاء. فالأمر ليس بيده. إنه عبد مأمور لا يملك سوى وعوده المعسولة بالأمن والعدالة وسلطة القانون وتجريد المليشيات من سلاحها، وهو الذي يحكم بترخيص محدد بشروط وقيود غبي جدا من يفكر باختراقها.&

وخلاصة القول إن إيران، بنظامها المتعنت المسكون بالتعالي على الشعوب، والمصر على مواصلة سياسة العنف والسلاح وتسليط المليشيات على العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين والبحارنة والفلسطينيين والمصريين، ليست في وارد التعلم من نكستها في اليمن، ولا من هزائم حليفها السوري الأخيرة، ولا من مأزقها في ملفها النووي، وعزلتها الدولية الخانقة، لتعود دولة مسالمة متفاهمة مع جيرانها، تبادلهم الأمن والسلام والمصالح التي كانت متبادلة مزدهرة وواعدة بالكثير من الخير والنماء.

وفي وضعها المعلن هذا من الذي يرى فرقا بينها وبين القاعدة وداعش والنصرة وبدر وحزب الله والعصائب وأمثالها؟. إن الإرهاب إرهاب مهما اختلفت التسميات والشعارات الخادعة. فممارسة العنف كأداة سياسية شر. وتمويله شر. وتصدير الفكر الظلامي الطائفي والعنصري الذي يؤجج الأحقاد بين الطوائف والشعوب شر. والقتل على الهوية شر. وسرقة المال العام شر. وتهريب السلاح والمال إلى جماعات متخلفة متمردة في دول آمنة شر أيضا. واحتلال جزر الغير شر. وتحريك الطوابير الخامسة في الدول الأخرى شر. وإيران تفعل كل هذا وأكثر.

وفي هذا الواقع المحزن الأليم لا أحد يصدق بأن حيدر العبادي غير مدرك لكل هذه الحقائق الثابتة. ألم يكن الأشرف له والأسلم والأكثر مدعاة لاحترام شعبه أن يكون متواضعا في تصريحاته، وأن يفعل ما يستطيع فعله، دون لف ولا دوران، وأن يسير على قاعدة "العين بصيرة واليد قصيرة"؟.

شخصيا حاولت كثيرا أن أرى ولو شيئا واحدا يقنعني بأنه يختلف كثيرا عن نوري المالكي وإبراهيم الجعفري وقائد بدر وجيش المهدي وعصائب أهل الحق وجيش المختار ولواء أبو الفضل العباس.

تأملوا هذه الواقعة. ففي عهد (قائد التغيير) حيدر العبادي، وبموافقته الرسمية، ومباركته، مُنح مرتضي اللعيبي، وهو أحد قادة المليشيات الشيعية، رتبة لواء، ونشرت وسائل إعلام الدولة العراقية صورته وهو يضع رتبة لواء ويرتدي العمامة فى مكتبه الرسمي، وبجانبه علم العراق، وفوق رأسه العلم الإيراني

إننا، صدقا، نتمنى أن يفاجئنا الأخ حيدر العبادي بأنه يريد أن يكون بطلا وطنيا حقيقيا يخرج من عباءة حزب الدعوة، وينزع من قلبه وروحه وعقله بقايا طائفية ورثها من حزبه ومن ولائه الطويل لدولة الولي الفقيه، ويقرر بشجاعة واستقلال أن يكون زعيم جميع العراقيين، فيدخل التاريخ، ويصبح حبيب الشعب وزعيمه الوحيد.&

ولكن الواقع المفروض عليه وعلى العراق وعلى المنطقة لن يسمح له بأن يفعل ما يريد، حتى لو أراد. ومخطيء من يظن أن الذين امتلكوا السلطة والجاه والمال سيركعون تحت قدميه، ويتخلون عن مواقعهم ومكاسبهم، ويسمحون له بإصلاح ما أفسدته المحاصصة والمليشيات والمخابرات الشقيقة والصديقة الوافدة من خارج الحدود.&

إن الفروسية ممنوعة عليه، وعلى سواه، من الآن وإلى أن يشاء الله. ترى لو سكت واكتفى &بالعمل، بصمت، وبلا وعود ومبالغات وعنتريات، أما كان أرحم لنفسه ولنا أجمعين.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العبادي واموال صدام
صادق -

العبادي شخصيه وطنيه يحب العراق واهله ولايميز ولو ميز لما وضع المعني رافد فاضل جبوري ناطقا باسمه وعنده الشجاعه ان يتخلى عن منصبه اذا وجد نفسه لايستطيع خدمة العراق , لكن المرحله الحاليه مهمه وممكن ان نسميها التحرير الثالث للعراق ففي 1991 تحرر الاكراد وفي 2003 تحرر الشيعه والان اخواننا السنه سيتحررون من ايتام صدام ودواعشه الذين ابتلوا بهم ففي العام الماضي حاول ايتام صدام السيطره على المناطق ذات الاغلبيه السنيه واقتطاع جزء من سوريا ليعلنوا دولتهم الجديده بلباس اسلامي ناصبي بعدما انتهت فترة اللباس القومي البعثي و المطلوب اليوم من العبادي وحكومته ليس فقط تحرير مناطق السنه واعادة بنائها وانما وضع اليد على اموال الجهاز الاقتصادي لصدام حسين وهو الممول الاساس للدواعش والنقشبنديه وغير من الفصائل الارهابيه وتشكيل لجنة مخلصه لمعرفة كيفية بيع العقارات الحكوميه والاهليه في بغداد والمحافظات والاراضي الزراعيه وخاصة الطابو والمشاريع التي كانت تبيعها الدوله ويشتريها اقزام صدام في عملية سرقه واضحه وهذا المال من الكثره بحيث يكفي لسد ميزانيه العراق ويحرم الارهاب ويدحره الى الابد ,

الطائفية
علي البصري -

هل يقل عاقل ان هذه الحركات او المليشيات التي حررت تكريت وقلصت نفوذ الدواعش ودفعت مئات الشهداء وحمت حرائركم ان ينقلب عليها العبادي نزولا لرغبة الزبيدي ؟هذا هو التفكير الضيق الافق وجهلا للحقائق والوقائع واسال الزبيدي اذن من يبقى مع العبادي وهو رجل اتت بع الصدفة والاقدار في بحر من الازمات والتدخلات الاقليمية والحرب الطائفية .اكتب مقالك هذا بعد تحرير الموصل والانبار او اطلب من ابناء عمومتك ان يخلصوا ديارهم من الدواعش بدلا من الزحف الى بغداد وهذا شعار المهمشين الذين كانوا صم بكم عمي او هم من جلب هؤلاء الاشرار لديارهم فدفعوا الاثمان عدا ونقدا

لا تراوغ
OMAR OMAR -

لا تراوغ المشكله فيكم والدليل تنعقون لكل ناعق ظالم من عبد السلام والمكر وصدام وعندما انفلت منكم السلطه اطلتم لِحاكم واصبحتم دواعش فواحش..... فلماذا هذا اللف والدوران لاني اخاف تسقطون سقطه تكسرون فيها رؤوسكم وتصابوا بالشلل الابدي

اصل بلاء العراق
ومحنته -

لست بصدد ايهما افضل صدام او الشيعة الاثنان سيئان واثبتا انهما اعداء الشعب العراقي انظر الى العراق الشيعي الذي جلس فيه الشيعة على الحكم 12 سنة ماذا ترى 1- بلد مفلس ومنهوب 2- الشيعة لم يبنوا لاشارع ولا مدرسة ولا معمل 3- الزراعة انتهت البساتين اختفت 4- اكل صف في المدارس فيه 70 طالب 5- بغداد خربة 6- تفشي الجهل والقذارة 7-دوائر دولة منتهية صلاحيتها 8- جيش فاسد ومليشياوي 9- بيع الضمائر صار بفلس ونص ممكن اعدلك للالف اكثر المتضررين هم الفقراء حيث التفجيرات في الحرب الشيعية السنية في مناطقهم ودولة الشيعة اخر ماتفكر بهم دولة شيعية فاشلة لا بل لم تسقط في الامتحان فقط بل سقطت في المذاكرة لانها تسير على خطى اصدام ولكن بمنحى اخر حيث ان الحكم الشيعي سوف لن يبقى فيه عراق واحد موحد

الفشل بسببكم
OMAR OMAR -

الفشل بسببكم ومن مفخخاتكم ودواعشكم الذي احتضنتوهم ...ولكن لاينفع... اعلم لو دمرتم كل العراق فان الشيعه لم يعطوكم السلطه.. عشم ابليس في الجنه الاندلسيه

الى صادق !!!
ابن العراق -

وضع اليد على اموال الجهاز الاقتصادي لصدام حسين وهو الممول الاساس للدواعش والنقشبنديه وغير من الفصائل الارهابيه وتشكيل لجنة مخلصه لمعرفة كيفية بيع العقارات الحكوميه والاهليه في بغداد والمحافظات والاراضي الزراعيه وخاصة الطابو والمشاريع التي كانت تبيعها الدوله ويشتريها اقزام صدام في عملية سرقه واضحه !!!!!

نعم انه عبد مأمور
الدفاعي -

والله عيب على شيعة العجم ، يتباهون بالسلطة ، فهي اولا لم تصل اليهم الا بفضل الشيطان الاكبر (( الامام بوش )) وشياطين العم خم خم ، وهاهم منذ 12 عاماً ، لا اصلحوا بلداً ولا حققوا امناً ولا اقاموا عدلاً ، وانما عاثوا فساداً ، وسرقوا ونهبوا ، وقتلوا وشردوا ، وووووو اصبح البلد بفضلهم خيسة من الراس الى الاساس ، فلا دستور ولا قانون ولا نظام ولا دين ولا اخلاق . .

هذا بيان للناس
الرئيس الشيخ -

يوم أن دخلت دولة اﻹجرام باغية إلى الموصل طلبت اجتماعا عاجلا لمن نثق بهم وبفهمهم من أهل الرأي والحكمة من قادة الجهاد واجتمعت بشيخنا الشهيد بإذن الله أبي عبدالله الحموي واستمر اللقاء بيننا منذ الساعة الرابعة عصرا وحتى الساعة العاشرة صباحا...طلبت إليه رحمه الله قراءة للحدث وتحدثنا طويلا فقال لي رحمه الله المستهدف من دخول الموصل هو دير الزور وكانت تلك نظرة ثاقبة منه رحمه الله ولكنني قلت له اﻷمر أبعد من ذلك شيخنا...قلت له يومها وكان حراك العشائر السنية في العراق قد بلغ أوجه وأوشك أن يؤتي ثماره ولمن لا يعلم أصرح بهذه المعلومة للمرة اﻷولى...أن حراك أهل السنة في العراق كان يقف وراءه قادة الفصائل السنية التي جاهدت اﻷمريكان وقاتلتهم دولة اﻹجرام باغية وفككتهم فصيلا فصيلا...وأنا هنا أتحدث كشاهد!أوشك الحراك السني يؤتي أكله وأرق نوري المالكي وأقض مضجعه وكان الحراك السني بدأ بالزحف نحو بغداد من الشمال من نينوى ومن محافظة اﻷنبار وكاد الحراك السني الذي ظهر بصورة ثورة شعبية على الظلم والطائفية وتعاطف معه العالم كله وكان يقف وراءه قادة وشيوخ الفصائل الجهادية التي أخبرني أحد قادتها حين طلبت لقاءه وجاء إلي مشكوراً - وهو قائد سابق ﻷكبر فصيل جهادي في العراق- أنهم يقودون الحراك ولا يريدون أن يظهروا في الصورة لئلا يستعدوا العالم ولتظهر الثورة على أنها حراك شعبي سني من طائفة سامها المالكي الطائفي سوء العذاب...بدأ النظام الطائفي في العراق يترنح وبدأ الزحف نحو بغداد وكان لا بد من استخدام الكرت الذهبي والبطاقة السحرية الرابحة لا من أجل ضرب الحراك السني في العراق فحسب بل لضربة مزدوجة للحراكين السنيين معا في العراق وسوريا...وفجأة ودون سابق إنذار وبدون مقدمات تسقط الموصل (بقدرة قادر) بيد دولة اﻹجرام باغية...وكما أخبرني قيادات الفصائل السنية المجاهدة التي بقيت لها جيوب في العراق والذين اجتمعت إليهم مشكورين بعد أحداث الموصل قالوا لي كان جند دولة اﻹجرام يتجهون مباشرة إلى اﻷماكن التي فيها المال والذهب والسلاح دون أن يتكلفوا عناء البحث...فهم يعلمون بدقة مكان كل شيء وسقطت الموصل دون عناء قتال وتلاشى عشرون ألفا من حاميتها وذابوا والغريب أنهم خرجوا على أقدامهم وتركوا حتى سياراتهم وسلاحهم الشخصي!والمذعور الذي يروم الفرار ويبغي النجاة أسرع له أن يفر بسيارته لكن اﻷوامر صدرت بعدم اصطحاب شيء وشاهدنا تسجيلا