فضاء الرأي

إيران والغرب

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شئنا أم أبينا صار الاتفاق النووي بين إيران والغرب حقيقة، على العرب التعامل معه بشيء من الحكمة، تبعات هذا الاتفاق قد يقلب التوازنات في المنطقة رأسا على عقب ، ثمة تغيير قادم، على العرب الاستعداد له، وحتى يأتي شهر يونيو 2015 موعد إبرام الاتفاق النهائي يبقى السؤال ماذا نحن فاعلون ؟ وكيف سيكون سلوك إيران إزاء دول المنطقة؟ هل ستواصل إيران تحقيق حلمها في إعادة الامبراطورية الفارسية خاصة أن أحد قادتها قال إن بلاده أصبحت إمبراطورية تتحكم في عواصم أربع دول عربية.

بداية يجب الأعتراف بأن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في افغانستان والعراق ثم ما تلاها من موجات ما سمي الربيع العربي كانت إيران المستفيد الأكبر منها فضلا عن إسرائيل وتركيا، كان نظام الملالي في إيران يراقب ما يحدث في المنطقة ، ويتدخل عند اللزوم ، ويلعب بكل الأوراق التي تخدم مصالحه، وتثقل ميزانه في التفاوض حول برنامجه النووي ، وهو يثق أنه سينتصر في النهاية، حاول أوباما أن يخفف من حدة قلق دول الخليج، ودعا قادة دول الخليج العربي إلى كامب ديفيد للتشاور حول الاتفاق النووي، وبعث برسالة طمأنة لإسرائيل، فالرئيس الأميركى مسئول بالدرجة الأولى عن أمن دولة إسرائيل قبل أن يكون ملتزماً بأمن الشعب الاميركي الذى أوصله إلى سدة الرئاسة.

هذه الرسائل الأميركية لا تنفي إحتمالات أن يشعل الاتفاق النووي سباق تسلح نووى في المنطقة حيث تسعى دول المنطقة إلى امتلاك برنامج نووي سلمي، قد يتحول فيما بعد إلى برنامج لامتلاك سلاح نووي وهو ما قد يدخل المنطقة في حسابات معقدة قد يكون لها تأثير على العلاقات العربية مع واشنطن والغرب، وقد يؤجج الصراع الطائفي التي بدت ملامحه في العراق والبحرين واليمن، هذا يؤكد أننا أمام تغيير دراماتيكى، لقد خرج المارد من القمقم ، ولا ندري في أي وجهة سيسير، وكنا بالأمس القريب منزعجين وهو لم يخرج من محبسه بعد.

&

هنا تبرز مسألتان:

الأولى : إن اتفاق إيران مع الغرب يشكل انتصاراً لنظام الملالي على أعدائه في الداخل والخارج وهي مسألة أقرب إلى الصواب.

والثانية : قد يكون الاتفاق رضوخا لمطالب الغرب وبالتالي فهو وصمة عار في جبين طهران لأنه في هذه الحالة سيكون أشبه بوثيقة استسلام.

إدارة أوباما تقول أن الاتفاق يمنع إيران من إنتاج قنبلة نووية، ويضع كل منشأتها النووية تحت الرقابة الدولية، وهذا قول يداري به أوباما عجز إدارته عن اتخاذ قرار بالعمل العسكري ضد إيران، هو يريد أن يحفظ ماء وجههه قبل أن تنتهي فترة ولايته الثانية ليقول للعالم إن هذا النهج أتبعه رؤساء سابقون مثل الرئيس ريتشارد نيكسون مع الصين ، ورونالد ريجان مع الاتحاد السوفيتي السابق.

في يقيني أن إيران لن تجمد مشروعها النووي بل ستواصل تخصيب اليورانيوم، وهي في طريقها إن لم تكن قاب قوسين أو ادنى من إنتاج القنبلة النووية، وستعلن طهران&قريبا إنضمامها إلى النادي النووي، لتفرض واقعا جديدا وتعود قوة إقليمية كبرى، إيران لن تكون دولة مسالمة مثل مصر والسعودية، فهي لها إيديولجية تريد نشرها في العالم العربي، إسرائيل لا يهمها الايديولوجية ، إنها تخشى من الجانب النووى العسكري ، وهى ترى أن الاتفاق لن يحرم إيران من بناء قنبلتها النووية.

إيران باتت خارج الحبس الانفرادي الذي فرضه عليها الغرب لنحو ثلاثة عقود ، تسستطيع شراء أحدث انواع الاسلحة ، يمكنها إعادة هيكلة انتاجها النفطي لتنتج يوميا عشرة ملايين برميل من النفط أو اكثر، الغرب سيخطب ودها وسيرضخ للغة المصالح، نفوذ الحرس الثوري يتزايد في سوريا والعراق واليمن وهي لم تخرج من عقالها بعد ، والواضح أن هناك اتفاقا وتفاهما بين واشنطن وطهران حول سوريا ولبنان والعراق واليمن الأمر الذي يجعل القادم غاية في السوء، والأيام والأسابيع والشهور المقبلة مملؤة بالمفاجآت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السياسة مصالح
فول على طول -

من الاخر : السياسة مصالح وأنت تفاوض على ما تقدر أن تفعلة وليس على ما تقدر أن تقولة . السياسة لا تعرف لغة العشق والحب والهيام ..الغرب رأى مصلحتة مع ايران بعد أن استنفذ مصالحة مع العرب ..لم يجن من وراء العرب غير الارهاب والنعرات الكاذبة ..العرب يتقاتلون فيما بينهم ويشردون شعوبها وأبناء جلدتهم وخاصة المختلفون معهم فى الدين أو العرق ..العرب ليسوا مصدر ثقة . ايران هى المستقبل بالنسبة للغرب فلا مانع من التعاون معها وذلك لكسر شوكة العرب ونعراتهم الفارغة ..ايران لديها بترول وغاز ...وايران مصلحتها مع الغرب وفى حالة عداء متبادل بينها وبين العرب فلا بأس من التعاون مع الشيطان وهذة هى السياسة ..أعتقد مفهوم ؟

تهديد مباشر لمصر والخليج
باسم الجمال -

ايران لها اذرع في لبنان وسوريا والعراق واليمن وهذا العبث بأمن اليمن يهدف الى تهديد السعودية ودول الخليج ومصر لذا لابد من تلقين ايران درسا كبيرا وعلى دول التحالف الاسراع بتنزيل قوات برية الى اليمن للقبض على علي عبد الله صالح ومحاكمته وعبد الملك الحوثي وجماعته الرعاع .

فك ارتباط واشنطن بالمنطقة
محمد ابراهيم -

لا يمكن فصل الاتفاق الإطارى الخاص ببرنامج إيران النووى عن الفكرة التى جاء بها باراك أوباما إلى البيت الأبيض أو ما يمكن وصفه بـ"الحلم"، والقائم على التحالف مع إيران وإعادة بناء هندسة المنطقة وتغيير المعادلة فى الشرق الأوسط، لتحقيق الهدف الأكبر للسياسة الأمريكية والذى يتمثل فى فك ارتباط واشنطن بالمنطقة المليئة بالحروب، وأن تركز على التهديد القادم إليها من منطقة الشرق الآسيوى، خاصة الصين وتقوم الاستراتيجية الأمريكية على توفير المليارات التى تنفقها على الحروب فى الشرق الأوسط، على أن تتحمل دول المنطقة هذه التكلفة

فلوس صالح
احمد أبو رحاب -

اليمن سيعود مجددا بعد القضاء على الحوثي وعلي صالح ابناؤه الطيبون يحتاجون من يقف بجوارهم صالح نهب 60 مليار اثتاء 33 سنة من حكمة مبلغ كفيل بتحويل اليمن الى جنة فلوس صالح يجب ان ترجع لبناء البلد من جديد وبدعم دول الخليج حتى تصبح اليمن واحة استقرار في المنطقة بعيدا عن الفرس .