كتَّاب إيلاف

إيران التي لا يعرفها الكثيرون (2)

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



تناولت في حلقة سابقة من سلسلة مقالات تحت هذا العنوان، مظاهر الضعف والترهل التي تعانيها إيران في الداخل وتنخر في جسدها بحيث يصعب مع هذه المظاهر الادعاء بأنها قوة اقليمية فوق العادة، او أنها تفوق في قدرات قوتها الشاملة بعض الدول الاقليمية الأخرى. واستمرارا لفكرة رصد مظاهر الازدواجية أو مايمكن تسميته "الشيزوفرينيا" السياسية التي يعانيها النظام الايراني، على مستوى العلاقة مع التنظيمات والوكلاء الاقليميين ممن يلعبون دور المشاغب او المتمرد الاقليمي لمصلحة النظام الايراني، وفي مقدمة هؤلاء حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية والميلشيات الشيعية في العراق وحركات وتنظيمات تتخذ من المقاومة الفلسطينية شعارا لها.
الخطاب السياسي الايراني يتحدث عن أن الدعم المالي والعسكري والخططي الايراني للتنظيمات والحركات في العالم العربي يستهدف مناوئة إسرائيل، والدفاع عن المقدسات الفلسطينية، فهكذا تتحدث طهران ليل نهار، ولكن المتابع لتطورات الأحداث يدرك أن هذا الدعم لم ينتج سوى انشقاقات هائلة وتحركات انفصالية في جميع الدول التي تقف إيران وراء فصائل سياسية فيها، وهذا السيناريو الانقسامي تكرر في لبنان والاراضي الفلسطينية والعراق واليمن، وغيرها من المناطق التي تمتلك إيران أذرع فاعلة فيها.
والواضح من ذلك أن شعارات المقاومة وغيرها ليست سوى ستار سياسي تخفي ورائها مزاعم التدخل الايراني الناعم، الذي يستغل التعاطف الشعبي تجاه القضية القومية المصيرية للتغلغل في عمق الوعي الجمعي تحت لافتات المقاومة والممانعة وغير ذلك. ولكن الحقيقة أن هذه التنظيمات والتيارات الحركات والميلشيات ليست سوى واجهة لمشروع غيران التوسعي الطائفي على مستوى الاقليم.
الإشكالية أن الحركات الاسلامية سنية المذهب إما أنها لا تمتلك من النضج والخبرة السياسية مايؤهلها لفهم حقيقة المشروع الصفوي الايراني للتمدد إقليميا، فتنخدع في الشعارات والخطاب السياسي الإيراني وتتحول إلى اداة او ذراع لتنفيذ هذا المشروع الخطر، أو أن هذه الحركات والتنظيمات تدرك طبيعة المشروع الإيراني وأخطاره ولكنها تميل إلى الاستفادة مما تعرضه طهران من مزايا تمويلية على حساب المصالح الاستراتيجية الوطنية للدول والشعوب العربية. وأي كان الدافع وراء تحالف بعض الحركات والتنظيمات السنية مع إيران، فإن هناك تحذيرات كثيرة من استغلال إيران لهذه التحالفات في نشر المذهب الشيعي وبث التشيع في مناطق سنية مع مايعنيه ذلك من أخطار وتحولات تنذر بتفاقم الصراعات الطائفية في المنطقة. وهذا النموذج الجلي يتردد في عشرات المقالات والتقارير المنشورة
ماتفعله إيران مع حركة حماس هو ماتفعله مع الميلشيات الشيعية في العراق، حيث لعبت إيران الدور الأخطر في تفكيك وحدة العراق المذهبية وتأليب طوائفه ضد بعضها البعض، وووظفت الورقة الطائفية في القضاء على وحدة العراق وتماسك شعبه لتقضي بذلك على خطر استراتيجي ظل طيلة عقود يمثل لها هاجسا استراتيجيا مؤرقا. ربما يظن شيعة العراق أن إيران تقف سندا لهم ومدافعا عن حقوقهم ضد إخوانهم السنة العراقيين، ولكن الحقيقة هي أن طهران استغلت العامل الديني لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في العراق!.
الشىء ذاته تفعله طهران في سوريا، فوقوف إيران إلى جانب الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد لا تندرج واقعيا ضمن الخانة المذهبية بل هي أيضا من باب المصالحية والبراجماتية البحتة، فسوريا هي بوابة إيران للنفوذ الاقليمي ومن خلالها تستطيع النفاذ إلى لبنان والحفاظ على نفوذها وما يمثله هذا النفوذ من موطىء قدم على البحر المتوسط ومناكفة القوى الاقليمية وتهديد أمن اسرائيل ولو ظاهريا لابتزاز الولايات المتحدة الامريكية والقوى الكبرى عبر هذه الورقة.
ربما يرى البعض أن في هذه الرؤية نوع من التحامل على إيران، وأن نظامها يدافع عن مصالح المسلمين والاسلام ليس أكثر ولا أقل، هنا أذكر الجميع بموقف طهران المعروف تجاه قضية اقليم ناجورنوا كاراباخ، حيث تساند إيران أرمينيا في هذه القضية المصيرية بالنسبة للعلاقات الأذرية ـ الأرمينية، ومعروف أن أذربيجان غالبتيها مسلمون، والأمر لا يقتصر على هذا المثال الحي بغض النظر عن موقفنا الشخصي من هذه الصراعات ذات الأبعاد المتعددة، فإيران تساند روسيا في مواجهة ماتصفه موسكو بالتمرد الشيشاني، أو مطالبة اقليم الشيشان المسلم بالانفصال عن الاتحاد الروسي!!.
المسألة إذا هي مصالح سياسية لا دين فيها ومذاهب كما تزعم إيران وتخدع المتحالفين معها من ذوي الانتماءات الطائفية والمذهبية في البلاد العربية.
هذه هي إيران التي ترواغ بشعارات دينية فيما لا تسعى سوى إلى تحقيق مشروعها التوسعي الصفوي ذي الصبغة القومية الفارسية.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أيران التقية
نورا -

مشروع إيراني في نشر التشيع بالباطل وبالتحايل وواضح جدا ،،حاولت في مصر أيام مرسي وفشلت .....لكن هيهات لها .

يا عرب إحذروا هؤلاء
الطائر المهاجر -

على مدار تاريخ ا لأمة العربية يتبين تكالب الأمم الحاقده عى العروبة والإسلام الحنيف القويم وذلك بهدف منع العرب من إقامة دولتهم العربية المتحدة وبالتالى الوقوف بوجه كل مغتصب لأرض عربية , في زماننا الذى نعيشه لجأت تلك الأمم الحاقده علينا نحن العرب إلى نشر أفكار مضللة عن العقيدة الإسلامية السمحاء عن طريق استخدام بعض الأحداث التاريخية فى بدايات الد عوة ألإسلامية وتزييف وتحريف وقائعها ومن ثم جعلها سببا لقيام عقيدة مختلفة عما جاء به رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وجعلوا الإسلام عنوانا لهم أيضا ليزيدوا فى بلبلة أفكار المسلمين وزرعوا من أأتباعهم في البلاد العربية من ملتهم متنكرين بأسماء عربية وحسبهم الناس انهم عرب أقحاح ومن نسل ال البيت المطهرين عليهم سلام الله أجمعين وتبعهم الكثير من الواهمين الغافلين وايضا الكثير من الطامعين بالمال والجاه وألقاب التقديس كما نسمعها من كبراء المشركين كل يوم ويوهمون الناس أن هذا هو الإسلام ولكن هبهات أن يصدقهم عاقل ومستنير وعربى أصيل دماءه عربية خالصة يفهم ويعى ما يخططه هؤلاء من أجل تدمير الأمة العربية و زرع الفتن بين أبنائها ودولها فأحذروهم ولا تصدقوا أكاذيبهم المغلفة بالكلام المعسول

انسانية العرب في اغتصاب
Rizgar -

انسانية العرب في اغتصاب بنات كسرى ,أن ثلاثا من بنات كسرى وقعن سبايا في أيدي العرب ,جهاد الاغتصاب نوع قديم جديد من الحضارة العربية .نفس الانسانية العربية في معاملة نازحات سوريات في قبضة أثرياء العرب ؟؟؟في عمليات انفال كوردستان اغتصب القاصرات بالا لاف -حضارة -مبنية على الدافع الجنسي الغريزي !!!

إلى رزكار عليه السلام
ن ف -

رزكار، أنت تعرف جيداً وكذلك القرّاء يعرفون جيداً أن ليس لك في هذا ولا ذاك، لأنك تفتقر إلى أبسط مقومات الثقافة. أنت لا تجيد الكتابة باللغة العربية كما لا تجيد الكتابة باللغة الكردية أيضاً.. رغم ذلك تأتي هنا وتصدع رؤوسنا بكلام فارغ. أن مَن يحاول أن ينتقد ثقافة ما عليه أن يفهمها جيداً.. أنت، وبكل أسف، لا تعرف شيئاً عن ثقافتك الكردية فما بالك بالثقافة العربية. لقد سبق وأن اقترحت عليك تعريف القارئ العربي وغير العربي بالثقافة الكردية، ولكن يبدو أن فاقد الشيء لا يعطيه. أنت لا تعرف اسم شاعر كردي واحد! بصراحة فائقة، أنا لو كنت مكانك لاكتفيت بالقراءة فقط، هذا إذا أردت أن أحترم نفسي.

رزكار
شوشو -

واما الفرس فلم يفعلوا شيئا وهم ملائكة على الارض!

اصحاب اجهل المركب
ربيع العبادي -

عموم العرب لديهم جهل مركب يجهلون انهم جاهلون لو قارنت بين ايران والدول العربيه لجائت كلها عكسيه ايران ضد الصهيونيه العرب معه الصهيونيه ايران معه الاسلام العرب معه الانحلال وتحريف الاسلام خدمه لحكامهم ايران تنتصر في كل معاركها العراب يخسرون ايران تتفاوض ند الي ند معه الغرب العرب ينفذون ما يطلبه منهم الغرب بدون نقاش ايران والاحزاب التي يتحدث عنها الكاتب ابكت اسرائيل العرب ابكتهم اسرائيل

طيب و الإسلام السني؟
صفاء البلوري -

عندما نقرأ دفاعا متعصبا عن الإسلام " السني " أو الإسلام الشيعي " نستغرب متساءلين :ما الذي حققه الإسلام الشيعي أو الإسلام السني غير التخلف و الجهل و الفقر و الإرهاب و سفح الدماء ، لكي تتحمسوا لهذا أو لذاك ؟ ..عذرا أنا لا اعتقد ان احدهما افضل من الثاني من هذه الناحية و لا من نواح آخرى .شكرا لإيلاف حرية االتعبير و الرأي .

يقطعون الشوارع بسبب
الف سنه -

صوت مجلس محافظة بغداد في وقت سابق على تعطيل الدوام الرسمي يومي 13 و14 من شهر أيار الحالي بمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى كازم (ع). يشار إلى أن ملايين الشيعة يحيون سنويا في الخامس والعشرين من شهر رجب ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) حيث يقصدون مدينة الكاظمية المقدسة قادمين من مختلف مناطق بغداد والمحافظات.انتهى سؤال الى الكاتب هل بعملون نفس الشى في ايران الظلامية والسوال هل ان فقط ارض كهرباء مقدسة وبقية ارض العراق مدنسة افيدونا يرحمكم الله

تقييم ووجهة نظر
ناظم -

القسم الأول من المقالة ينطبق حتى على أفضل الدول ... القسم الثاني المفروض أن تتصدى إسرائيل نفسها لإيران كون إيران تستهدفها لكننا شاهدنا أن العرب هم من وقفوا بوجه التحركات الإيرانية ضد إسرائيل وحولوا الموضوع من حرب إيرانية إسرائيلية إلى حرب سنية شيعية.. كان على إيران أن تعرف قبل أن تبدأ أي نشاط ضد إسرائيل من داخل البلاد العربية أنها ستصطدم بجدار المذهبية قبل جدار الصهيونية كذلك كان عليها أن لاتستبعد إحتمال أن ينبري العرب للذود عن إسرائيل بوجه إيران من منطلق النخوة العربية القائلة (أنا وابن عمي على الغريب)

مستقبل ايران
خليل الياس مراد -

شكرا للاخ الناشر التمدد الايراني مخطط امريكي لتدمير العلاقاتت العربية العربية واشاعة الطائفية السياسية لمنه النهوض القومي العربي وبالتالي منع العرب من امتلاك عوامل القوة التي تهدد امن اسرائيل ولكن العلاقات الايرانية الامريكية تمر بمخاض عسير لن يكتب لها الاستمرار في ظل الازمة السورية واالتهديد السعودي للمصالح الايرانية والايام القادمة تشهد تراجع التمدد الايراني وربما تفجير الازمة النووية بين ايران والغرب

الإسلام دين واحد
الطائر المهاجر -

يطيب لبعض المعلقين ان يكتبوا بلغة السخرية والتهكم على خالقهم وعلى الأديان والأنبياء وإطلاق نعوت ومسميات ومصطلحات ليست صحيحة ولكن يتم تداولها وكأنها امر موجود بشكل طبيعى مثل استعمال هذه التسمية الإسلام السنى والإسلام الشيعى !!! هل كان هناك نبيان للأسلام حتى ينسب لأحدهما هذا الدين أو ذاك ؟ الإسلام دين بشر به البشريةنبينا محمد عليه واله أفضل الصلاة وأتم التسليم وأخبر الدنيا كلها برسالة التوحيد ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وليسير كل في طريقه وموعد الجميع فى يوم الحساب حينها سيظهر من الذى كان على حق ومن كان على باطل.

ما المشكلة
واحد من الناس -

رزقار شو مشكلتك مع الجنس يبدو انه هناك دوافع دفينه غير الصراع العربي الكردي