الذكرى الثانية والاربعون لتأسيس أقدم الاحزاب الآشورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في عام 1973 انبثق فصيل سياسي عرف فيما بعد باسم الحزب الوطني الاشوري، كان تنظيما سريا، تأسس تحت مظلة الاتحاد الاشوري العالمي ووفده المفاوض مع الحكومة العراقية، برئاسة المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل، احد قادة انتفاضة سميل لعام 1933.
الاشوريون العراقيون مروا بمراحل صعبة جدا خلال القرنين الماضيين، وتعرضوا لمذابح كبيرة من قبل جيرانهم وتحت الراية الاسلامية، ولكنهم بقوا مصرين على نيل حقوقهم ولم يستكينوا ابدا، بل تمكنوا وخلال احلك الظروف من استنباط طرق ووسائل في العمل القومي سواء بشكل مباشر او تحت عباءة الكنيسة. تأسس اول حزب اشوري في عام 1917 بقيادة الشهيد الدكتور فريدون اتورايا، والذي اعدم من قبل الحكومة البلشفية فيما بعد، ولكن ما حدث قبل هذه الفترة وخصوصا المذبحة الكبرى التي لحقت بالاشوريين وادت الى فقدانهم اكثر من نصف عددهم وتوزعهم على مناطق بعيدة عن موطنهم الاصلي. لم تمكن من قيام حزب نشط وقادر على قيادة الشعب الاشوري. ولكن المفاجاة ان الاشوريين ورغم هذه الضربة الكبيرة، فانهم لم ييأسوا بل باشروا واينما استقروا في تاسيس المدارس والكنائس، واحتفظوا بقوات مقاتلة في مناطق معينة وفي مناطق اخر تحالفوا مع القوى الجديدة والتي اختيرت للانتداب على بعض البلدان مثل العراق، لاجل تحقيق مكتسبات سياسية. الا ان اللعبة السياسية كانت اكبر منهم ومن قدراتهم التي اجهدتها الحروب والمذابح، فكانت مذبحة سميل التي اقترفها الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي الذي منح الاوسمة جراء ما اقترفت يداه.
اعتقد الكثيرون ان الاشوريين سيستكينون ويستسلمون لقدرهم، بعد هذه الضربة الكبيرة والتي ادت ايضا الى تهجير قسم اخر منهم الى سوريا، الا ان الملفت للنظر مسارعة بعض الشبيبة لتاسيس نشاطات خيرية ورياضية لابقاء جذوة العمل القومي تحت هذه اللافتات، وتاسس ايضا حزب سياسي سري باسم حزب الاتحاد والحرية الاشوري الذي انحل مع بداية الستينيات من القرن الماضي.
مع بداية الستينيات من القرن الماضي، كان العراق يغلي بالحركات السياسية المتصارعة، وكانت الثورة الكوردية (ثورة ايلول) قد اندلعت في 11 ايلول عام 1961 وقدمت اول شهيد الشهيد الاشوري اثنيئيل من قرية دوري. ولكن جراء هذا الصراع تم حرق وتدمير المئات من القرى من قبل الحكومة العراقية والمتحالفين معها، حيث هاجر الكثيرون الى المدن ومنها بغداد وكركوك والموصل والبصرة حيث كانت هناك مجموعات من الاشوريين تسكنها وتعمل فيها منذ الثلاثينيات القرن الماضي. كان وضع العوائل المهاجرة من الناحية الاقتصادية سيئا جدأ، ولم يتلقوا مساعدة لا من الدولة ولا من منظمات انسانية في حينها، ولكن الاشوريين المعروفين باتقانهم للاعمال اليدوية والالية تمكنوا سريعا من بناء ذواتهم ودفعوا ابناءهم للمدارس. مما شكل طبقة مثقفة متاثرة بالاحداث الجارية حولها وفي العالم. وهكذا تفاعل الشباب المثقف مع الحركات الفلسطينية واليسارية عموما وخصوصا ما كان يحدث في فيتنام والحركات الثورية في اميركا الجنوبية وبعض البلدان الافريقية.
في عام 1968 قام الانقلاب البعثي الثاني، ولكنه اراد ان يمنح لنفسه وجها اكثر انسانية ليزيل مساوئ وجرائم الحرس القومي السيئة الصيت، وخلال سنتين اصدر مع الحركة الكوردية بيان 11 اذار، واقام الجبهة الوطنية، ومنح الحقوق الثقافية للتركما والناطقين بالسريانية (الاشوريين الكلدان السريان)، الا ان تراكم الثروات النفطية، بيد الحزب الحاكم دفعه تدريجيا للتنصل من كل تعهداته، ودفعه الى التخطيط لسياسة جديدة منافضة لكل ما اعلنه. اشوريا كان دخل مفاوضات مع المرحوم مار ايشاي شمعون ولم يتوصل الى اتفاق، ولكنه اعاد الكرة مع مالك ياقو ممثلا للاتحاد الاشوري العالمي، الا انه اراد ان يوقع بين الاشوريين والكوردي ولذا فقد فشلت المفاوضات ايضا.
كان النظام قد دفع الكثيير من الاشوريين للخروج من شركة نفط العراق ووظف بدلا منهم العرب ممن جلبهم من مناطق اخرى، ولكنه لم يكتفي بذلك بل ومن خلال الدعايات والترغيب والترهيب تمكن من دفع اعداد كبيرة منهم للهجرة من العراق، حتى انه كان يتم استخراج جوازات السفر للاشوريين دون استكمال الاوراق الرسمية واهما شهادة الجنسية العراقية.
في ظل مثل هذه الظروف تأسس الحزب الوطني الاشوري في 14 تموز، احد الاحزاب العاملة في العراق حاليا، وكنت شخصيا منتميا اليه وعمره لم يكن يبلغ شهرا واحدا، كانت الغاية من تاسيس الحزب هو كسب الخبرة السياسية وتحشيد القوى للمطالبة بحقوق شعبنا الاشوري، وكنا كاعضاء ندرك مخاطر ما نقوم به، ولكن كان لا بد من ذلك، لان الاستكانة والقبول بما يملي علينا كان يعني اخلاء العراق حينها من شعبنا. ولذا فقد قاد الحزب تحركا على عدة جبهات للتوعية بما يتم التخطيط له من قبل الحزب الحاكم.
فكان شباب الحزب يقودون اللجان الشبابية في الكنائس والتي عرفت باللجان الشبابية الاشورية، ومن جهة اخرى وفي نشاط ذي مغزى كبير كان الحزب يقود لجنة الطلبة الاشوريين الجامعيين، التي قامت باحداث تغيير ايجابي في وعي الشبيبة من نواحي الالتزام القومي بكل اشكاله، فكان في كل كلية ومعهد في عموم العراق لجنة طلابية اشورية غير معلنة رسميا، تقوم باقامة النشاطات القومية المختلفة وخصوصا الاحتفال براس السنة الاشورية، ويوم الشهيد الاشوري، تحت لافتة نشاط فني ثقافي. وتمكن الحزب من قيادة النادي الثقافي الاشوري الصرح الثقافي الكبير والذي كان له صيت واسع في مجتمع المثقفين العراقيين، حيث كان يحضر نشاطاته وخصوصا الادبية ادباء العراق الكبار من كل القوميات العراقية.
وبعد سنوات قليلة تمكنت السلطة من بسط نفوذها تدريجيا على كل مساحة العمل ولم تسمح باي نشاط يخرج عن طوعها، ولذا فانه وبضغط منها، تم التضييق على لجان الشبيبة التي تم حلها رسميا عام 1979 والنشاط الطلابي منذ عام 1977، والنادي الثقافي الاشوري عهام 1978. ولكن الضربة الكبرى على الحزب كانت الحرب العراقية الايرانية، وحيث ان الحزب عام 1981 رفض الاشتراك في الكفاح المسلح& لاسباب عديدة وضحها حينها، ومنها عدم الرغبة في ان يكون ابناء شعبنا لعبة بايدي الاخرية، ولذا فانه طالب بان يتم تمصيل شعبنا في قيادة المعارضة العراقية، وتوفير اتصال تام مع الجاليات الاشورية في الخارج لتلقي دعمها، الان اطراف اخرى التحقت بهذه المرحلة، ولان اغلب اعضاء الحزب كانوا شبابا فقد سيقوا الى محرقة الحرب وقدم الحزب في هذه المحرقة الكثير من الاعضاء كضحايا لرغبته في عدم فتح باب للهجرة من طريق اخر.
اليوم الحزب الوطني الاشوري يعمل مع كل الاطراف الاخرى من ابناء شعبنا الاشوري والعراقي سواء في اقليم كوردستان او في العراق كله، من اجل ترسيخ قيم الوحدة الوطنية على اسس جديدة، تتضمن الاعتراف التام بالحقوق الكاملة لشعبنا على المستوى القومي او الفردي، وان يكون شعبنا وممثلوه في كل مفاصل السلطة كحق كونه شريكا للعرب والكورد والتركمان، ويؤمن الحزب بالعلمانية والتعددية والنظام الديمقراطية.
&التعليقات
اقليم او دولة
خليجي-لا ينافق -الى مسيحيي المهم السعي بدون توقف-وبدون مجاملات--كفاية من الذي حصل لكم--حان الوقت الى انشاء اقليم بل دولة مستقبلا--انتم اصحاب الارض الحقيقيينحيث ان بلاد الرافدين-لم يكن يوم من الايام بلد عربي---احتل من 1430 سنهكما قلت عليكم -العمل انتم بالداخل والخارج 3 مليون--اكبر من 4 دول خليجيةويمكن ضم الازيديين والصابئة --الى هذا الاقليم---تيمور الشرقية اخذت استقلالها وهي اقل من مليون واحد بينما اندونسيا كانت اكثر من 200 مليون---تستطيعون وهذا حقكم--بعدها سيتمنى اغلب العراقيين العرب العيش معكم بسبب الحريات والتسامح والمدنية بينما هم الان يعيشون بين التكفير والشعوذة -والرجعية- وخصوصا حياة النساء والخيم السوداء-المقززة----
حرف الحاء والخاء
زبير عبدلله -جميل ماتكتبه, تكتب بهدوء واحترام, تحترم الاخرين, مثلما تحترم الاشوريين, انا لاامدحك, وانما هذه حقيقة لمسته في كل ماتكتبه, لم اجد مرة عبارات الغضب, حتى لاولئك الذي اساؤوا لكم...ربما هذا هو صفات. الانسان, وانعكاس ثقافته, .حبذا احتذوا بك الاخرين من يشارككم في جغرافيا العراق وسوريا- وخاصة الكورد- ,يلفظ الاشوري, حرف الخاء بدلا من الحاء, استضاف احد الاشوريين في احدى القرى على الخابور, شخصا من قبيلة البكارا (وهي عشيرة عربية, لها امتداد حتى ديرالزور) .قدم له الطعام, ولما كان الوقت متاخرا فرش له لينام, في الصباح ,لما قام الاشوري لم بجد لا البدوي (البكاري) ,ولا حماره, عرف القصه, وقف وقال: بكارة الجبل ملعون الووالدين, بالنهار ياكلوا خبزك, وبالليل يبوقوا (يسرقوا) ,الخمارة تباك (تبعك) ...
الشعب الصغير
بنيامين م. بنيامين -الشعب الأشوري الصغير العدد اختبر على مر ألف واربعمائة عام مضت قسوة واضطهاد العرب والاسلام، الذين يرفضون التفكير الحر ويضعون القيود والأغلال على العقول . إنه العقل البدوي، عقل التخلف والهمجية. تصوروا أن العرب الأوائل حين خرجوا من بادية التخلف، وصلوا إلى بلاد ما بين النهرين، ورأوا الأنهار والخضار والعظمة التي بنيت من قبل الحضارات السومرية والبابلية والآشورية، قالوا إن هذه البلاد هي جنة على الأرض.
رقم 1
حكيم زمانه -كلام صح----لا اعرف لماذا مسيحي العراق---صمت مطبق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا يمكن تزوير التاريخ
مصطفى انور -أخي العزيز , التاريخ يقول لا أثر للاشوريين في العصر الحديث , والآثوريين اليوم هم مسيحيون تمت تسميتهم بالاثوريين تبعاً لمذهبهم , لا يوجد في العراق آثوريين , قبل ان يجلبهم الانكليز من ايران عام 1920 لتشكيل جيش الليفي . الآثوريين اليوم في العراق هم من التبعية الايرانية . قد يكون تيري من مواليد العراق , ولكن اين ولد بطرس ووالد بطرس ؟
العشره والجيره
ابن الرافدين -المكتوب على جبين هذا الشعب هو النضال والنضال من اجل نيل الحقوق المشروعه والعظمى هنا انه يناضل باستمرار رغم صعوبه القدر . نعم انه المعني الوحيد هنا ضمن هذه المعادله الصعبه والتي بها تشابكت وتداخلت الاحداث مع بعضها البعض والنتيجه هي فقدان هذا الشعب لابسط الحقوق والعيش بكرامه على ارض ابائه واجداده . والكل عارف ما حل بــ هولاء السكان الاصليين من جرائم يندى لها جبين الانسانيه واخرها احتلال مايسمى بداعش لسهل نينوى الارض الوحيده الباقيه من عظمة التاريخ النهريني الخالد . التهجير هو الاخر ينخر في جسم هذه الامة من جراء هذه العذابات والمظالم واذا استمر الوضع على هذه الحاله سوف لايكون هناك شعب اشوري على هذه المعموره . من هنا احمل المسؤوليه الكبرى للاكراد الذين يعرفون طيبه وقوة وبساله هذا الشعب الذي لم يخن العشره والجيره وكذلك العرب الذين باعونا بابخس الاثمان ظانين انهم لاذاكره للشعوب ولاوجدان لها . وان العالم مدين ايضاً لما حل بهؤلاء البشر . ان ضياع هؤلاء الناس هو ضياع تاريخ العراق برمتة والعروبه هنا مدانه ايضاً فهي خساره لهم ولتاريخهم ووجب عليهم عدم نسيان الحقيقه ان القران الاول كتب باللغه الاشوريه السريانيه . للاسف اقولها واكررها ان تواجد الشعب الاشوري واقع بين ارادته ولعبه الامم
حق للاشورين
برجس شويش -اعتقد الظروف التي سادت المنطقة لنقل منذ قدوم المستعمرين اليها حرمت كل الاقوام والشعوب الاصيلة في المنطقة ليس فقط من حقوقها القومية وانما حقوقها الانسانية فتم التنكر لوجودهم والغاء كل ما يتعلق بهم , ومن ضمن هذه الشعوب والاقوام الكورد والاشورين والامازيغين والارمن والبلوجين والاهوازين وغيرهم, لقد سلم المستعمرون المنطقة الى ثلاث عناصر فقط العربية والفارسية والتركية وسلموا مصير كل هذه الاقوام والشعوب الى هذه الاقوام الثلاث لينكلوا بهم ويسلبوهم حقوقهم وهويتهم وليصبح مصيرهم في عمق المجهول, مرة واحدة ذكر نوري المالكي المسيحين خلال ثمان سنوات من حكمه ووصفهم بالجالية ؟؟؟؟ وما حصل قبل عدة ايام للمسيحين في بغداد من سلب لاكثر من 8000 بيت مسيحي اكبر دليل ان العراق لم يعد لا للكورد ولا للمسيحين , ففي الزمن البائد كان العراق عربي واليوم اصبح العراق شيعي والسؤال الكبير للاشورين لماذا التمسك بهذا العراق الذي هو ليس العراق الذي يجب ان يكون للجميع؟؟ اعود مرة اخرى واكرر الامل الوحيد للاشورين هو في الكورد الذين هم اقرب اليهم في تحقيق حقوقهم القومية وان يركزوا في نضالهم من اجل حقوقهم بالتحالف مع الكورد , وكما كان يردد احد الاخوة الكلدان , كورد اليوم هم ليسوا كورد الامس , اي انه كان يقصد بان الكورد لن يكون جنود للذين تاجروا بالاسلام و وسعوا امبراطورتهم وفرضوا هيمنتهم على اراض شاسعة على حساب الاقوام والشعوب الاصيلة ,
رد على مصطفى انور
Ashour -اخ أنور اذا كنت حضرتك جاهل بالتوزيع الجغرافي لمكونات الشعب العراقي هذه مشكلتك ويمكن ان تعالجها بالدراسة والبحث في هذا المجال نعم يوجد بعض الاشوريين أتوا الى العراق من الخارج ومن ايران بالتحديد وهذا حال جميع مكونات الشعب العراقي ومن ضمنهم الاكراد والعرب اكبر مكونين للشعب العراقي ولا تنسى يا اخ مصطفى ان العائلة المالكة العراقية كانت من السعودية جلبها الإنكليز من الجزيرة العربية قبل ان تكون السعودية الحالية الى العراق وملكوهم على العراقيين وحضرتك تستكثر على كاتب المقال ان يكتب موضوع حول الأحزاب الاشورية لأنه حضرتك تشك ان والده ولد ربما خارج العراق , لآ اطمئن والده من مواليد العراق وبالتحديد من شمال العراق موطن الاشوريين التي تسمى اليوم (كوردستان)
مصطفى أنور
اشور الأشوري -سيد مصطفىانت كلدي حاقد ولا تعرف التاريخ لقد سمعت هذه الأسطوانة في مواقع الكلديينانت ومذهبك الكاثوليكي كنتم عرب حتى سنة 2003 واسمائكم عربية كذلك
فرصة تاريخية ضاعت
محمد البندر -للأشوريين قامات مديدة في البسالة العسكرية و الشجاعة والتفاني عرفها البريطانيون قبل العرب في العراق واستثمروها أيما استثمار في تثبيت دعائم الأمن والإستقرار بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1920 التي كانت تعبث بها، كما اليوم ، عشائر مسلحة ، أو مليشيات دينية ، لاتعترف بأحد سوى سوى بسلطة رئيس العشيرة ومرجعية النجف فكان لفصائل الليفي الآشورية الصولات الضاربة مع أمراء الحرب العرب في الجنوب والوسط أوالأكراد في الشمال على حد سواء . وبفضلهم تمكنت السلطة الملكية من فرض هيبة الدولة على ربوع العراق كله شمالاً وجنوباً. وتمتع العراق بفضلهم بفترة من الإستقرار الداخلي النادر تحت هيمنة السلطة الملكية . لكن غلاة القوميين الملكيين العرب لم يرق لهم الدور الكبير الذي لعبته قوات الليفي الآشورية فظلوا يحسدونها على الحظوة والشجاعة التي يتمتعون بها لدى الملك فيصل الأول ولدى الإنكليز فحاكوا المؤمرات ، وأشاعوا أن الآشوريين يسعون لتقسيم العراق ،وخططوا لضربهم عسكرياً ومهاجمتهم غدراً ، وتم لهم ما أرادوا في آب 1933 فاقترف الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي مجزة سميل المروعة أثناء غياب الملك فيصل الأول في سويسرا للعلاج، تاركاً الأمور لولده الأمير النزق غازي الذي بارك للجيش العراقي هذه العملية البشعة التي أدت الى مقتل الآلاف من الآشوريين الأبرياء ونهب وحرق مئات القرى الآشورية في شمال العراق. ومثلما كانت مجزرة سميلي البشعة علامة سوداء في تاريخ هذا المكون المظلوم والمسلوب حقه كانت أيضاً خسارة فادحة لا تعوض لهذه الدولة الضعيفة العاقة ، الناكرة للجميل التي فرطت بهم وبقدراتهم العسكرية في حماية مقدراتها وامنها الداخلي والخارجي ، هذه الدولة التي تفانى الآشوريون في الدفاع عنها، كان الأجدر بها أن تحتفظ بالقدرات العسكرية الآشورية كقوة ضاربة تحمي حياض الوطن أيام الأزمات الداخلية و قمع حركات الإنفصال . ومن النتائج المدمرة لمذبحة سميلي هو خروج القيادة الدينية والعسكرية الآشورية من العراق الى المنفى ، وبقيت كذلك حتى بداية السبعينات، حين أدركت الدولة العراقية أهمية وقوة الآشوريين في تثبيت دعائم الأمن الداخلي فقامت أيام الرئيس أحمد حسن البكر بأجراءات عديدة لإعادة الإعتبار للأشوريين ، ودعت المار شمعون القائد الروحي والزمني للآشوريين الى بغداد واستقباله استقبال الأبطال، وأعادت له الجنسية العراقية ، وعرضت عليه