فضاء الرأي

"إسرائيل" وجنوب السودان.. حلف الارتزاق!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

احتفلت جمهورية جنوب السودان حديثة العهد والولادة بالعيد الوطني الرابع لها في التاسع من شهر تموز/ يوليو الجاري، ويتكون سكان جنوب السودان من أتباع الديانتين والمسيحية والإسلام واتباع الديانات الأفريقية التقليدية والوثنيون ويمثلون النسبة قلية من السكان. ومعظم المسيحيين هم كاثوليك وأنجليكانيون، على الرغم من نشاط الطوائف الأخرى أيضًا.
الدور الإسرائيلي في استقلال جنوب السودان عن السودان الأم لم يعد خافياً سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي وحتى العسكري، لكن الجديد في هذا الدور الذي يتعدى حدود التحالف والوكالة بعد استقلال جنوب السودان، الاتهامات التي وجهتها أوساط إسرائيلية إلى حكومة بنيامين نتنياهو بمساعدة حكومة جنوب السودان على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من خلال مواصلة مدّها بالسلاح الذي تستخدمه في الحرب التي تشنّها ضد المناطق التي استولت عليها حركة المتمردين بقيادة رياك مشار. وطالبت الأوساط الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن تزويد جنوب السودان بالسلاح، بعد اتهام قيادات بارزة فيها بارتكاب جرائم حرب ممنهجة بحق السكان في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
إسرائيل تواصل عقد صفقات السلاح مع جنوب السودان، على الرغم من إصدار منظمات حقوق الإنسان الدولية تقارير تؤكد ارتكاب جيشها جرائم حرب ضد الإنسانية. وتقول صحيفة "معاريف" أن عمليات الاغتصاب التي ينفذها جنود جيش جنوب السودان ضد نساء وقاصرات، تتم عبر تهديدهن بالسلاح الذي تصدره إسرائيل إلى هذه الدولة. كما تقوم إسرائيل بتدريب جنود جيش جنوب السودان في قواعد داخل إسرائيل وفي جوبا، وتمنح وزارة الحرب الإسرائيلية تراخيص لشركات السلاح الإسرائيلية بتصدير السلاح إلى هذه الدولة بشكل مباشر، وعبر دول أفريقية أخرى، ولا سيما أوغندا.
تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية، تؤكد قيام جنود جيش جنوب السودان بعمليات اغتصاب لفتيات صغيرات وحرق جثثهن بعد ذلك. وعشرات الآلاف من الأشخاص قد قتلوا في الصراع الدائر في جنوب السودان منذ عام ونصف، في حين تم اقتلاع مليوني شخص من منازلهم، ربعهم فرّ إلى دول مجاورة، في حين أن ثلّث سكان الدولة باتوا في حاجة إلى المساعدات الإنسانية.
عضو الكنيست تمار زندبيرغ (ميريتس) توحهت إلى وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون، وطالبته بوقف تصدير السلاح إلى جنوب السودان، مشيرة إلى أن عمليات الاغتصاب التي تتعرض لها النساء هناك، تتم تحت تهديد البنادق التي تزودها إسرائيل إلى جنود رئيس جنوب السوداتن سيلفا كير ميارديت. ونقل موقع "والا" عن زندبيرغ قولها إنه "على الرغم من أن لإسرائيل جملة مصالح استراتيجية مهمة في جنوب السودان، إلّا أنّه يتوجب وقف تصدير السلاح لها، بسبب ما يتمخض عن ذلك من ضرر بالغ".
ولفتت زندبيرغ الأنظار إلى حقيقة أن لإسرائيل تاريخاً في التعامل مع "أنظمة ظلامية" مثل نظام الحكم في جنوب السودان. وألمحت زندبيرغ إلى أن أحد أهم أسباب حرص تل أبيب على الحفاظ على العلاقات مع هذا البلاد، "حقيقة أن هذه الدولة تساعد إسرائيل في مراقبة المسارات التي تسلكها إرساليات السلاح الذي يتم تهريبه عبر البحر الأحمر، ويأخذ طريقه عبر السودان حتى يصل في النهاية إلى قطاع غزة"، حسب زعمها.
إسرائيل هاجمت قوافل سلاح عدة كانت تتحرك في السودان خلال السنوات الماضية. كما أن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قررا وقف صادرات السلاح إلى جنوب السودان، بعد اندلاع المواجهات بينها وبين قوات المتمردين. وقد وقّع الرئيس باراك أوباما على مرسوم رئاسي يقضي بفرض عقوبات على مسؤولين في جنوب السودان وقادة متمردين متهمين بالمشاركة في ارتكاب جرائم الحرب، في حين أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أعلن أن الولايات المتحدة اعتمدت مخصصات مالية لتشكيل محكمة دولية خاصة للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب هناك.
صحيفة "هارتس" ذكرت أنّ إسرائيل ترفض الكشف عن حجم صادرتها من السلاح إلى جنوب السودان، إذ أن وزارة الأمن تقدّم معطيات إجمالية حول تصدير السلاح لأفريقيا بشكل عام. ونوهت الصحيفة إلى أنه، بحسب معطيات الوزارة، فإنّ قيمة صفقات السلاح مع الدول الأفريقية، قفزت من 107 ملايين دولار عام 2010 إلى 318 مليون دولار، خلال عام 2014. وبحسب الصحيفة، فإن عناصر جيش جنوب السودان يستخدمون حصرياً بندقيتي "جاليلي" و"تفور" اللتين تنتجهما الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
تعود جذور التحالف بين جنوب السودان وإسرائيل إلى ستينيات القرن الماضي، عندما وقفت إسرائيل إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان الانفصالية بقيادة جون غرنق التي كانت تحارب الحكومة السودانية.. وكانت إسرائيل من أوائل الدول التي أعلنت اعترافها بدولة جنوب السودان، إذ جاء الاعتراف في اليوم التالي لإعلان انطلاق هذه الدولة. كما كانت إسرائيل أول دولة يقوم الرئيس سلفا كير ميارديت بزيارتها، إذ تمت الزيارة في ديسمبر/كانون الأول 2011. وأعلن كير لدى هبوطه في مطار "بن غوريون"، أنه يشعر بالتأثر بعد أن وطأت أقدامه "الأرض المقدسة". فهل تستمر "إسرائيل" في دعم نظام جنوب السودان في مواجهة متمرديه ودول الجوار مقابل الخدمات اللوجتسية التي يقدمها في مراقبة وصول السلاح إلى غزة وضمان حصة إسرائيل من مياه نهر النيل؟

هشام منوّر.... كاتب وباحث
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Relations
Salman Haj -

Humans and nations build relationships based on mutual benefits, it could be security needs or commercial needs and so on. This seems to be the case with Israel and Southern Sudan

كفاكم
فول على طول -

شئ جميل أن تنتقد انتهاك حقوق البشر فى جنوب السودان ولكن الأجمل أن تكتب عن شمال السودان والعراق وسوريا وأفغانستان وباكستان ومصر وليبيا وكل دول المؤمنين حيث أن حقوق الانسان بها ليست أفضل . واسرائيل مثل أى دولة ترعى مصالحها الداخلية والخارجية وأنتم تعتبرونها دولة محتلة وتعادونها وبالتأكيد هى تبادلكم نفس العداء ومن حقها تراقب الأسلحة التى تصل الى غزة أو فلسطين ولا أعرف لماذا تنتقدها فى ذلك ..بالتأكيد أنا لا أدافع عن اسرائيل فهم يعرفون الدفاع عن أنفسهم جيدا ولا يحتاجون لمساعدتى ولكن أتكلم بحياد . هل لك أن تنتقد دول المؤمنين التى تساهم فى تدمير العراق وسوريا وتمد الارهابيين بالسلاح والمال ..فهذا أفضل جدا ؟

النكته عليك يافول
ما أغبى الحاقدون على مصر -

سيكون جيد جداً وسوف يفرح يسوعك وتفرح كنيستك القبطية عندما تفرض إسرائيل غايتها ومبتغاها بالسيطرة على حصة ضخمة من مياه النيل وسرقة تلك المياه وإستغلالها في مشاريع الزراعة والري الإسرائيلية بينما تهلك مصر عطشاً ويومها سوف يستجدي رعايا كنيستك كأس الماء للشرب ولن يجدوها لأنها سوف تكون مياه إسرائيل الموعودة لهم بإستحقاق العطاء الإلهي لشعبه المختار ، إسرائيل بدأت تعطيش مصر بالفعل فهي المحرضة أولاً وأخيراً على بناء سد النهضة على النيل الأزرق في الحبشة وهي كانت اليد الخفية التي عملت على إنفصال جنوب السودان عن السودان الكبير وسوف يتم بناء السدود على النيل الأبيض وسوف تسرق إسرائيل المياه عن طريق شراء الأراضي الشاسعة في كل من جنوب السودان والحبشة ثم تزرع هذه الأراضي بالمياه المجانية ثم يتم ترحيل المحاصيل الزراعية من ناتج هذه الأراضي لدولة إسرائيل لكي ينعم بها الشعب الإسرائيلي وما تبقى من فتافيت من المنتوجات الزراعية سوف يباع بأسعار باهظة للمصريين وبقية الغوييم العرب ، مياهك تسرق وطمي نيلك يسرق وأرضك تزع لصالح غيرك بينما أنت يتم تعطيشك وتجويعك وحضرتك فرحان جداً لأن الحقد الأعمى غطى على قلبك وتفكيرك ياقرد.

الى اذكى اخواتة
فول على طول -

وما الحل ؟ لو اسرائيل تقطع المياة عن مصر فان الجميع سيموتون أم أنك شايف أن المسيحيين فقط سوف يموتون من العطش يا ذكى ؟ عموما المسيحيين أقلية ولو مات معهم المؤمنون - وحدة وطنية - مفيش مانع . لكن قبل ما يحصل دا كلةعليكم بترشيد المياة ..يعنى تستخدم التيمم وتعود لعصر الزلطات الملساء وأنت تعرف مقدار تبذيركم للماء والحنفيات المفتوحة فى الجوامع طول اليوم ..ولكن الحل الأسهل أن تجمع أخوتك المؤمنين وعلى القدس رايحين وتخلصونا من أحفاد القردة والخنازير أم هو مجرد كلام وكذب على الناس وعلى أنفسكم ؟ عموما الناس فاهماكم .

يافول
مروض -

نعم نحن المسلمون نستخدم المياه بكثرة مة أجل الطهارة والوضوء والنظافة التي هي إحدى أركان الإيمان في ديننا الحنيف ، أما أنتم تمسحون وجوهكم في الصبح بالمناشف المبتلة ولاتعرفون الغسل ولا الإستحمام ولا غسيل الفم والأسنان إلا في أعيادكم ، أضف إلا ذلك إن دهن الخنزير الذي تطعمونه ويخرج من مساماتكم مع العرق ويختلط كل ذلك بروائح الخمور التي ينضح بها عرقكم مما يعطي القبطي رائحة مميزة تشي به من بعيد وقبل أن يتكلم أو يرى المشاهد وشم الصليب على يده ، هل ركبت أتوبيس في قرية قبطية؟ أعتقد إنك تعرف ما أقصد تماماً , ولذلك ربما لن يؤثر فيكم كثيراً حين تسرق إسرائيل مياه النيل ، وسلملي على الملوحة والفسيخ وكوارع الخنزير ..

إكذب و إكذب...ثم إكذب!!!.
حميد الدين شيراويه -

فضح فول و طعمية... أخيرا نفسه بــ"العلالي" في موضوع الدويلة الفاشلة في جنوب السودان،طبعا ما كان في الحسبان أن يتحول "الخواجة القبطي" الذي يتستر بعباءته إلى عميل في شبكة الــ"هاسبارا "الإسرائيلية، و "هاسبارا" تعني "التوضيح" بالعبرية، ونشاط هذا الجهاز الإعلامي السري يتمحور حول الترويج لسياسات الحكومة الإسرائيلية في العالم. و"مشروع" إسرائيل الإعلامي و الدعائي في بلدان الجوييم=(الأغيار من غير اليهود)و هو واحد من المشاريع الكثيرة التي تهدف إلى تحسين صورة الدويلة اليهودية لدى الرأي العام العالمي لدعم إسرائيل عبر روايات و إختلاقات و فبركات إعلاميين محترفين عبر الإذاعات و التلفزيونات، و الكتب والصحف و المجلات و وكالات الأخبار والمدونات و التعليقات على شبكة النت . وتعتبر دائرةالــ"هاسبارا" قسما أصيلا في وزارة الخارجية الإسرائيلية و نشاطها أساسي لاستمرار الدعم للمواقف الدعائية الإسرائيلية، لدرجة أن الحكومة الإسرائيلية عيّنت في شباط/فبراير 2008، ياردين فاتيكاي، "قيصر هاسبارا"، لتنسيق التغطية الإعلامية. ويدير هذا "المشروع" خبراء إعلاميون محترفون على طريقة وزير الدعاية في عهد الرايخ الثالث الألماني جوزيف غوبلز ، الذي له "مقولة" مشهورة : ( إكذب... و إكذب ...ثم إكذب حتى يصدقك الناس !...) و مكاتب "هاسبارا" الصهيونية تنشط في أمريكا و أوروبا و آسيا بما فيها القاهرة و تقدم للصحافيين و الإعلاميين الصيغة و الشكل و المضمون و تعليمات و إرشادات لتحرير "رسائلهم"الدعائية و نشرها في وسائل الإتصال الجماهيرية المناسبة،و أغلبهم يهود بمن فيهم من مستعربين ، و يساهم معهم في هذا "النشاط" في العالم العربي و الإسلامي بعض العرب المرتزقة المتصهينة قلوبهم و عقولهم نظير أجر معلوم.