فضاء الرأي

من مفكرة سفير عربي في اليابان

ثيوقراطيات متحاربة أم سوق شرق اوسطية مشتركة (1)

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد حوالي الخمسة قرون للشرق الاوسط تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية، قسمت هذه المنطقة بعد الحربين العالميتين الى واقع جديد، فرض على شعوب أمتنا العربية. وقد كان امر ما في هذا الواقع الجديد، الاعتراف بدولة اسرائيلية صغيرة، في قلب وطننا العربي الكبير، والذي أدى لحروب متكررة مدمرة. وقد كانت هزيمة عام 1967 هزيمة& صدمة مروعة لشباب وطننا العربي، مما افقدهم الثقة بالحركات الوطنية، والقومية، والاشتراكية، والماركيسية، والشيوعية. ولقد كانت هذه فرصة سانحة للبعض لاستفادة من الدين لتحقيق مصالح سياسية، لتبرز حركات الاسلام السياسي، التي خلطت المصالح "الحياتية" بروحانيات الاخرة، ولتعلق معظم الحركات السياسة "الاسلام" في شعارها، صدقا أو ظاهرا، اعتدلا أو تطرفا. وقد برزت ظاهرة الاسلام السياسي، بعد سيطرة القيادات الثيوقراطية، على الثورة الشعبية الايرانية في عام 1979، لتعيد تجربة الثيوقراطية الاوروبية للقرون الوسطى. وقد ترافق التطرف في هذا النظام الثيوقراطي، بمغامراته السياسية، لتصدير نظامه، فعمل على نشر وكلائه، في كثير من دول الشرق الاوسط، كما استغل القوة الناعمة للمرجعية الدينية، ليزيد من شعبيته. ولم يمر على التطرف في هذا النظام 36 عاما، والا بانتشار صرعات طائفية حادة في منطقة الشرق الاوسط، ولتبدأ منافسة فئوية دموية بين الحركات الطائفية الارهابية، ولننتهي باعلان دولة الخلافة الاسلامية على أراضي العراق والشام، في نفس الوقت الذي أعلن فيه ما سمي، بالحرس الثوري الايراني، عن امبراطوريته الزائفة، بعاصمتها بغداد، وكأننا أمام وجهان لعملة واحدة. وبعد هذه التجربة المريرة من خلط السياسة بالدين، خلط الدنيا بالاخرة، خلط العلوم الطبيعية بالروحانيات، خلط النسبي بالمطلق، تقف شعوب منطقة الشرق الأوسط أمام تقاطع وجودي.
وقد يتساءل المواطن الشرق أوسطي: ما هي نهاية هذه المنطقة؟ هل ستنتهي لدويلات مفتتة، متحاربة، وفاشلة، من ناحية، وإمبراطوريات ثيوقراطية فارسية، وداعشية، ويهودية، وتركية، وكردية، متحاربة وزائفة، من ناحية اخرى؟ أم ستثبت الانظمة الثيوقراطية، والحركات الطائفية الارهابية فشلها، لتتخلص شعوب المنطقة منها؟ وهل سيبدأ واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط، كما حدث في أوروبا، بعد دمار الحربين العالميتين، ليعي شعوب المنطقة الثمن الباهض للجهل بأهمية احترام الاختلاف، والتباهي بعنصرية وطائفية الخلاف، لننتهي بفصل الدين عن السياسة. وقد يؤدي كل ذلك لنشر التناغم، والتعاطف، والسلام، في المنطقة، مع ثقافة أقليمية تجمع العلوم الانسانية، والطبيعية، والتكنولوجية، مع التنمية المستدامة، ليجمع السلام بين دولتين جارتين، الدولة العربية الفلسطينية، والدولة العبرية، ولتبدأ باقي شعوب المنطقة، التفرغ لتطورها في الالفية الثالثة، من خلال سوق شرق أوسطية مشتركة. وبأن تكون دعائم هذه السوق، تطورات هادئة رصينة، بعيدة عن الجهل، والانفعالات، والانقلابات، وثورات القرون الوسطى، ولتشمل اصلاحات سياسية، ودستورية، واقتصادية، واجتماعية، لتنمو "تدريجيا" في المنطقة، انظمة عصرية متطورة، أساسها الدستور والقانون، وسلوكها الاخلاقيات الانسانية، وسلاحها التعليم والتدريب المتقدم، وهدفها التنمية المستدامة، وضمن عالم العولمة الجديد، بينما يرجع رجال الدين لمساجدهم وكنائسهم ومعابدهم، ليتفرغوا لنشر الاخلاقيات الروحية، والاخوة التناغمية الصادقة في المنطقة؟
ولمناقشة هذه الأسئلة قد نحتاج أن نتدارس التاريخ الأوربي، من خلال مقال نشر في المجلة الأمريكية للشوؤن الخارجية، فورن أفيرز، في شهر يونيو الماضي، وبعنوان، من كلفن وحتى الخلافة - ماذا تعلمنا الحروب الاروبية عن الشرق الاوسط، كتبه المفكر السياسي جون اون، ويقول في مقدمته: "بعد ظهور الاسلام السياسي قبل حوالي قرن مضى، يعاد تعريفه في العالم الاسلامي اليوم. فتعتقد هذه الايديولوجية السياسية، بأن مليار من المجتمع العالمي الاسلامي، سيكون حرا وقويا لو اصبح متدينا، ويعني ذلك بأن يعيشوا تحت مظلة دولة تفرض الشريعة& الاسلامية. وقد عارضوا الاسلام السياسي، من قبل، المسلمين الذين رفضوا الشريعة، بمفهومها التقليدي المتزمت، كما عارضته الشعوب الغير المسلمة، بل حاولوا أيضا اقناع الاخرين برفضه. وقد أدى هذا الرفض للاسلام السياسي، لمجابهات كانت احيانا سلمية، واحيانا أخرى عنيفة، كالثورة 1952 المصرية، وثورة 1979 الإيرانية، وهجوم القاعدة على الولايات المتحدة في عام 2001، بالاضافة للربيع العربي في عام 2011، وأخيرا صعود المجموعات الاسلامية المتوحشة. وسبب هذه المواجه ليس الاسلام بذاته، ولكن المعضلة هي في الخلاف العميق بين المسلمين، على الدرجة التي يجب أن يشكل الاسلام بمفهومه التقليدي، الدستور ومؤسسات الدولة. فطبعا، معظم المسلمين، ومجموعات الاسلام السياسي، ليسوا بجهاديين او ثوريين، ولكن أدى التنافس على ما يجب أن يكون نظام عام جيد للدولة إلى استقطاب، خلق عداوات شريرة، تقاوم الحلول الوسطية، والتي أدت لمعضلات متشابكة، تفاقم كل واحدة منها الاخرى."
&وقد عاني المفكرون والسياسيون في الغرب، لفترة طويلة، لتفهم طبيعة هذا الخلاف، بل وحتى الان لم تفلح جهودهم، ومع أن الخبراء في الفقه، واللاهوت، والتاريخ الاسلامي، انتجوا مادة ثرية في الأيديولوجية الاسلامية، ولكن تعاملوا معها كمادة فريدة. فقد تناسوا بأنها ليست فقط روحانية، دينية، اخروية، بل بأنها تضم أيضا أيديولوجية حياتية سياسية، حيث تخطط لنظام حياتي عام، يجب أن يدرس، ويحلل ويناقش عقليا، مقارنة بالايديولوجيات الحياتية الاخرى. ويبين التاريخ بأنه ليس هنا جزء من العالم ينتج أيديولوجيات كالغرب، لذلك، لمساعدتنا لفهم الشرق الأوسط المعاصر، قد يكون من المفيد أن نراجع تاريخ الخلافات الأيديولوجية الحياتية في الغرب.
وقد يشبه واقع جزء من العالم الاسلامي اليوم، ظروف الشمال الغربي الأوربي قبل 450 عاما، اي فترة ما سميت بفترة الحروب الدينية، حيث أنتشر التمرد الديني على منطقة واسعة، امتدت على دول كثيرة، وهددت بتوسعها على دول أخرى. ففي ستينيات القرن الخامس عشر، واجهت كل من فرنسا، وهولندا، وسكوتلاندا، ثورات أدت لظهور فرع جديد من الايديولوجية البرتستانتية، سميت بالايديولوجية الكلفانية، التي جمعت بين الايديولوجية السياسية والعقيدة الدينية، والتي اختلفت عن العقيدة الكلفانية، للقرن الحادي والعشرين، أو القرن التاسع عشر، والتي ظهرت في فترة كان النظام الاجتماعي والاقتصادي الاوربي قد بني حول الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والتي عرفت بمعارضة الكلفانية لهذا النظام. فقد كان في ذلك الوقت زمن اختيار ايديولوجية التزام سياسي حياتي وديني، بل كانت الحروب الدينية عبارة عن حروب سياسية.
&فقد كانت مدبحة سانت بارثولوميو لعام 1572، في فرنسا، نتيجة منافسة، لتقرير ما نوع المسيحية التي يجب أن تفضلها الدولة، وطبعا هذه القصة مشابهة لما نعيشه اليوم في الشرق الأوسط. فقد تنافس الايديولوجيون في أوروبا للفوز في الحياة السياسية، وقد اضطهد المعارضين بوحشية، كما تكررت المذابح الدينية، وحاولت القوى الخارجية التدخل لمساندة الاحزاب المنافسة، لتنتهي هذه الاضطرابات لحرب الثلاثين عاما الاروربية المأساوية، والتي قتل فيها ما لا يقل عن ربع سكان المانيا، التي كانت مركز الامبراطورية الرومانية المقدسة. وحينما انتهت هذه الكارثة، تبعتها معركتين، بين الملكيين والدستوريين في القرن الثامن عشر، وبين اللبراليين والشيوعيين في القرن العشرين.&
وقد تزودنا هذه الفترات الطويلة& الثلاثة من الصراعات الايديولوجية، والتي انقسمت خلالها الدول الغربية حول كيفية اختيار النظام المناسب للمجتمع، بدروس مهمة لصراعات اليوم. فيبين لنا التاريخ الغربي، بأن كارثة الشرعية في منطقة الشرق الاوسط اليوم ليست فريدة في عمقها، كما من غير المتوقع أن تحل بطريقة مبسطة. فالاسلام السياسي، كباقي الايديولجيات الصاعدة في السابق، زادت قوة بدفعها لصراعات جديدة في المنطقة، وبأنها موجودة لكي تبقى. ويعلمنا التاريخ الانساني، بأن الصراعات الايديولوجية التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط اليوم، لا تنتهي عادة لفائز يربح كل شيء، بل تشتد حتى تتقارب العقائد المتنافسة، أو تتطور، ويحدث ذلك بعد أن تتورط القوى الخارجية بالازمة، لكي تحدد النظام الاقليمي المناسب. ومع أن هذه الدروس ليست مفيدة لحل معضلات الشرق الاوسط اليوم، ولكن، على الاقل، يمكن أن تبين بأن المعضلات الاقليمية ليست فريدة، وبأن القيادات الحكيمة، والدول المعتدلة، يمكن أن تساعد في خفض درجة العنف، لخلق ظروف تساعد على الازدهار.&
&ومع ان التاريخ لا يعيد نفسه، ولكنه "قافيه"، ومع أن صعود الايديولوجية السياسية الاسلامية في الشرق الاوسط ظاهرة فريدة معاصرة، ولكن الطريق الذي تبعته، والازمات التي خلقتها، ما هو الا صدى التاريخ الغربي.& فقد تحول، ما بدأ كتنافس بين الايديولوجية الاسلامية الاخروية، والعلمانية الحياتية، في العالم الاسلامي، ليتطور لصراع معقد، ولكن يبقى السؤال الأساسي: لمن، وما، هي السيادة في المجتمع؟ ونقطة الوميض في ذلك هي في ما هو مصدر، ومحتوى القانون. ويصر الاسلاميون بأن المصدر هو الشريعة، ويعني ذلك بأن يكون المصدر القران والحديث، بينما يصر العلمانيون بأن يكون الدستور والقانون الحياتي، الذي ينتج من المنطق والخبرة البشرية، وليس من النقاش الديني الاخروي المطلق.
وقد دخلت العلمانية الحياتية على الشرق الاوسط من خلال الاستعمار الاوربي، فتبعته كثير من النخب المسلمة بعد الاستقلال، ولكن بسبب أن الدول الاوربية تجاوزت واهانت الامبراطورية العثمانية، والتي اعتبرت من الاسلاميين كدولة خلافة دينية اسلامية، لذلك تعرضت العلمانية الحياتية، لمقاومة الاسلاميين. ومع أن الاسلاميين يبرزون ايديولوجيتهم، ليست كايديولوجية سياسية حياتية، بل كاسلام ببساطه، ولكن عقيدتهم لها جذور معاصرة.& ففي الربع الثاني من القرن العشرين، نمى الاسلاميون الأوائل مقتنعون بأنه من الصعب العيش كمسلم متدين في نظام حياتي علماني، فبدأوا بتنظيم حركات مقاومة. وفي خمسينات القرن الماضي، اصبح الاسلامييون أكثر تطرفا، ودفعوا بنظام يفرض الشريعة. وقد كان العلمانيون مسيطرين على الانظمة، حتى ستينيات القرن الماضي، ولكن، مع هزيمة النظام العلماني المصري في حرب 1967، ومع الثورة الايرانية الاسلامية في عام 1979، وحرب الخليج في عام 1990، فقد أدت جميعها لبروز الاسلام السياسي. ومع أن المسلم المعاصر ليس علماني حياتي قح، ولا اسلامي اخروي قح، ولكن المسلم العام في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، يميل نحو الاسلاميين. وهناك خلاف عميق بين الاسلاميين حول دور الدين في الحياة العامه، ودرو رجال الدين في الحكومة، بل وحتى الان يواجه الاسلام السياسي الشكوك حول استمرارية وجوده.
وقد رفض المفكرون الغربين مبكرا القبول بأن الايديولوجية الاسلامية قابلة للعصرنة، وقد تأكدوا من ذلك بعد ان تصاعد العنف والتوحش في الشرق الاوسط، حيث بدت كمظاهر ليأس هذه الفئات الجهادية، مع قرب زوال وجودها. ولكن يعلمنا التاريخ الاوربي بان إلا نبيع الاسلاميين ببساطة، فقد بينت حروب الغرب الدينية، بأنه محاولة تبسيط خطورة الايديولوجية المنتهية خطير جدا. فمثلا اعتقد البعض خلال الحروب الأوربية، بأن المنطق والتقدم سيؤديان لنهاية هذه العداوات، في الوقت الذي كانت الصراعات الكاثوليكية والبروستنتانية تدمر السكان، واقتصاديات البلاد. فبالرغم من أنه خلال فترة من الزمن كانت هناك عدة تقاطعات، كعام 1555، حينما قرر الالمان السماح للمناطق المختلفة اختيار توجهاتهم الدينية، وأيضا في عام 1590، حينما انتهت الحرب الدينية الفرنسية، وضمنت الجمهورية الالمانية البرتستانتانية استقلايتها من اسبانيا الكاثوليكية، حيث بدات بان الازمة قد انتهت، وخاصة بعد أن بدى بأن الأمراء، والنبلاء، والمجالس البلدية قد اتفقوا على السلام، حيث اعتقد البعض بان البرغماتية السياسية العقلانية بدأت تحكم البلاد، لترتفع الامال لاوروبا جديدة، وبأنها سستتفرغ دولها لمصالحها المادية، ولن تدمر بالصراعات الايديولوجية، ولكن مع ذلك لم ينتهي العنف الايديولوجي، وذلك بسبب ان شرعية الازمة التي اشعلتها لم تحل. فقد استمر معظم الاوربيين الاعتقاد بأن الاستقرار السياسي الدائم يحتاج لتوافق ديني أولا، وإلا أية شعلة دينية يمكن أن تستقطبهم لمجموعات متطرفة معارضة، وهذا ما حدث بالضبط حينما ثار البرتستانت في بوهيميا، لتدخل اوروبا مرة أخرى في حرب 1618، ولفترة ثلاثين عاما. ولم تنتهي هذه الحرب إلا حينما فصل الاوربيون بين العقيدة الاخروية، والسياسة الدنيوية، وبذلك فقدت العقيدة الدينية& قوتها الحارقة مع نهاية القرن.
&كما تكررت نفس الماساة مرة اخرى في التنافس العولمي بين اللبرالية والشيوعية، في القرن العشرين. ففي ثلاثينيات القرن الماضي، اقنع الركود الاقتصادي الكبير الكثير من مفكري الغرب، بأن زمن فكرة اللبرالية الغربية قد ولى، حيث بدى في ذلك الوقت، بأن الحكومات المركزية المتسلطة مهيئة اكثر لمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ليدفع البعض للقبول بالشيوعية. بل زار البعض الاتحاد السوفيتي خفية، ليجد بان التصنيع في ذروته في حكم ستالين، وبأن العمال لم يضربوا ابدا، ولكن مع ذلك، وفي النهاية، انتصرت الديمقراطية اللبرالية. والنقطة المهمة من هذا الدرس هو ليس أن الاسلاميين& سيربحون بالضررورة الشرق الاوسط، بل بأن النخبة الذكية، قد تقلل من حيوية الانظمة السياسية الاخرى، واحيانا بنتائج مدمرة، وفي الحقيقة، بأن أحد اسرار بقاء الاسلام السياسي، هو بأن الاجانب قللوا مبكرا من خطورة هذا النظام، حيث يبين التاريخ بأن عمر الأيديويوجية قد يطول، حينما يدعم من الدول، كما حدث مع اللبرالية الديمقراطية في ثلاثينات القرن الماضي، وكما يحدث اليوم مع الايديولوجية الاسلامية، والتي قد لا تكون في طريقها للانتهاء!!& ولنا لقاء.

د. خليل حسن، سفير مملكة البحرين في اليابان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
روحانيات الآخرة
Sam -

" ولقد كانت هذه فرصة سانحة للبعض لاستفادة من الدين لتحقيق مصالح سياسية، لتبرز حركات الاسلام السياسي، التي خلطت المصالح "الحياتية" بروحانيات الاخرة، ولتعلق معظم الحركات السياسة "الاسلام" في شعارها، صدقا أو ظاهرا، اعتدلا أو تطرفا" انتهي الاقتباس . عزيزي الكاتب لي تعليقات علي الجمل السابقة التي جاءت في بداية المقال. اولاً: بداية الإسلام السياسي لم يكن بعد هزيمة ٦٧ ولكن بداء مع ظهور الاخوان المسلمين كحركة إسلامية مبنية علي الفكر النازي. هتلر نفسه مدح الدين الإسلامي لانه دين عنيف وليس كالمسيحية التي ترفض العنف. عبد الناصر قضي علي الاخوان في مصر والسادات أعادهم بل وهو الذي أسس الجماعات الإسلامية وكانت المنبت في أسيوط بمعاونة محمد عثمان محافظاً في لتلك الفترة. الشيخ متولي الشعراوي يعترف انه سجد لله شكراً علي هزيمة ٦٧. ثانيا : تعبير خلط المصالح الحياتية بروحانيات الاخره. عزيزي الم يكن الإسلام منذ قيامه دين ودولة. الم يقوم رسول الإسلام ب٧٢ غزوة. الم تستكمل الخلافة هذه الغزوات وامتدت الي بقاع كثيرة في أفريقيا واسيا وأوربا. اول مرة في حياتي استمع من شخص مسلم علي روحانيات الآخرة . عندما سألوا اليهود في الجزيرة العربية رسول الإسلام عن الروح فغاب عنهم مدة من الوقت ثم عاد وقال لهم. يسألونك عن الروح فقل هو من أمر ربي. فإذا كان رسول الإسلام لا يعلم ما هو الروح فكيف انت تتكلم علي الروحانيات. أيضاً المعروف ان الإنسان الروحاني هو الإنسان الذي يرتقي فوق الجسديات. فهل الإسلام علم علي ذلك؟؟؟؟ رسول الإسلام كان له خمس الغنائم بما في ذلك السبايا من النساء. رسول الإسلام صرح بالجواز "النكاح"ب ٤ وهو تزوج ٩ ومارس الجنس مع اكثر من ٦٠ أمراءه . وقال حبب الي قلبي النساء والطيب. روحانيات الآخرة كلها جسديات بحور من اللبن والعسل وممارسات جنس بلا انقطاع. ليتك يا صديقي العزيز تكلمنا في مقالك القادم باكثر تفصيلاً علي روحانيات الآخرة

ما هى نهاية المنطقة ؟
فول على طول -

نرحب أولا بسيادة السفير الذى عودنا على الثمين من مقالاتة وما تحوية من معلومات وبعد الترحيب نبدأ بالتعليق وهى وجهة نظرى الخاصة . نبدأ بكلمة الوطن العربى وللحقيقة هى أوطان تم احتلالها وتعريبها بالقوة وهذا ليس انتقاصا من العرب ولكن هذا تاريخ ومحاولة دمج عدة أوطان فى وطن واحد بالقوة وغياب عنصر العدالة والمساواة يأتى دائما بالفشل وهذا هو الحاصل الان وما حصل منذ قرون . محو هوية مكونات الشعوب التى تكون ما يسمى الوطن العربى ولغاتهم وديانتهم بالتأكيد لة أثر سئ ولة تبعاتة التى لم ولن يمحوها الزمن . فى البلد الواحد لابد أن تكون المساواة التامة بين مكونات شعبة هى الأساس وهى الضمان الوحيد لنجاح أى وطن وهذة نقطة لم يوفرها الاحتلال العربى أو العرب فى أى بلد غزوة - فتحوة كلمة غير صحيحة - بالتأكيد لا أحد يدعو الى العودة الى الماضى السحيق ولكن ندعو الى تلاشى وتجنب الأخطاء المزمنة ومازلنا نرتكبها ..المساواة التامة هى الحل وما عدا ذلك فهو تدوير نفس البضاعة الفاسدة الى اعتدنا عليها منذ قرون . نقطةأخرى وهى الامبراطورية العثمانية وهى من أسوأ أنواع الاستعمار فى التاريخ وللأسف البعض يحن للأتراك ويطالب بعودتهم للحكم فى بلادنا بالرغم من التخلف الذى فرضوة على البلاد التى استعمروها وما نهبوة من بلادنا ..معروف أن السبب دينى بحت وهذا فى حد ذاتة مرض يبدو التخلص منة مستحيل وهو سبب البلاء . نقطة أخرى وهى الثورة الايرانية ولا أحد ينكر التعاطف الشديد من المسلمين فى أغلب دول العالم الاسلامى مع الثورة الايرانية الاسلامية وكأن المسلمين وجدوا الاسلام من جديد ..والغالبية من المؤمنين تمنوا نموذج الثورة الاسلامية - ولا فرق بين ولاية الفقية والخليفة - وداعش واخوان مصر وتونس وليبيا ساروا على نفس النهج والسودان دولة الشريعة قبل ايران والذى وضع لها دستورهم هو الدكتور محمد سليم العوا - مصرى - ..يتبع .

ما هى نهاية المنطقة ؟
فول على طول -

والحديث عن اوربا يأتى فى صورة سؤال بسيط للغاية وهو لماذا أو كيف تخلصت اوربا من الحكم الدينى - او الصراع الدينى - وتصالحت مع نفسها وتقدمت ؟ الاجابة ببساطة أن المسيحية ليس بها فقة وأحاديث وفقهاء ومفتى وليس بها نصوص تحريضية مقدسة ولذلك أمكنها وبسهولة التخلص من تلك الحروب ولم تستمر طويلا بل ربما 30 عاما. الانجيل يقول تحبوا حتى أعداءكم ولا يحرض على الفتح - الغزو - أو تكوين دولة ولا يطالب الدولة بتطبيق شرع اللة ولكن يطالب الفرد بالمثالية .ولا يوجد بالمسيحية فقة يكفر أحدا بالمرة أو يمنع التفكير أو يجرم ترك الدين بالمرة أو اعتناق أى فكر بل للفرد مطلق الحرية ولا ولاية لرجل الدين على البشر . والسيد المسيح لم يقيم دولة ولم يحرض على ذلك ونشرت المسيحية على يد ناس بسطاء وعن طريق التعليم فقط لا غير وهذة كانت تعاليم السيد المسيح . يتبع

ما هى نهاية المنطقة ؟
فول على طول -

النقطة الأخيرة فى تعليقى وهى ظاهرة الاسلام السياسي . عفوا سيادة السفير فان الاسلام السياسي بدأ مع الاسلام نفسة والرسول محمد والصحابة والخلفاء أقاموا دولا وحاربوا وغزوا بلادا كثيرة وما يفعلة الدواعش هو طبق الأصل لما حدث فى الماضى البعيد والقريب ويعتمدون على نفس النصوص ونفس التشريعات أى ليست ظاهرة بل عميقة الجذور . بالتأكيد سيادتكم تعرف شعار " الاسلام هو الحل " والشعب يريد تطبيق شرع اللة وهى هتافات سمعناها فى تونس ومصر وليبيا فى وقتنا القريب ..ومن لم يحمك بما أنزل اللة ... .والاسلام دين ودولة ..الى اخر هذة التعاليم ..ناهيك عن النصوص التى تقول : الجهاد فريضة لكل زمان ومكان وانصر أخاك ظالما أو مظلوما واقامة الشرع فريضة على كل مسلم ..والقتال حتى يصير الدين كلة للة .. والتكفير وما أدراك ما الكافر ..وامتد التكفير بين المسلمين أنفسهم وحدث هذا من الأزهر نفسة الذى كفر الكثيرين من البشر وتسبب فى مقتل العديد من الأشخاص ومنهم الدكتور فرج فودة على سبيل المثال . والجيش المصرى كافر والشرطة أيضا والحاكم الحالى بالاضافة الى الكثيرين جدا وعلى رأسهم المسيحيين وحتى الشيعة فى مصر يعتبرونهم كفار ..وبعد أن استعرضت لسيادتكم هذة التعاليم - والتى تعرفها سيادتكم بالطبع - ماذا تتوقع للمنطقة ؟ وهل يمكن تغيير هذة التعاليم ؟ بالتأكيد مصير المنطقة مرتبط بهذة التعاليم . عن نفسى لا أتوقع استقرار بالمرة بل المزيد من القتل والقتال ولا أعرف النهاية الحتمية . تحياتى .

المقارنة
خوليو -

مقارنة ما حصل في العصور الوسطى وبدء عصر النهضة الأوروبية مع ما يحصل الآن في مجتمعات الذين آمنوا حيث يعيشون عصورهم الوسطى بعنف وتخلف لامثيل له لايتطابق كثيراً ،، عندنا لا يستفيدون قيد أنملة من تجارب ومآسي الشعوب الأخرى التي وصلت بعد تطاحن وحروب كما ورد في هذه المقالة إلى عصر نهضتها ورقيها حيث أنجزت من التقدم العلمي والاجتماعي بسرعة مذهلة ما لم تنجزه البشرية بتاريخ وجودها،، نقول أنّ عدم الاستفادة من تجارب الآخرين يدل على قوقعة ذاتية مصدرها قناعة وهمية بأن بضاعتهم آتية من السماء وهي صالحة لكل زمان ومكان وأن ديانتهم ستفوز وإلههم سيرثهم الأرض لأنه دين حق كما يقولون وكما قال لهم ،، قلما تجد مفكرون وباحثون يخوضون في البحث عن هل تصلح شريعة الذين آمنوا للحكم في عصر الحقوق والساواة ؟ رجال ونساء عصر النهضة الأوروبية اخذوا القرار وأعلنوا بدون مواربة أو تمسيح جوخ بأنه وبدون فصل الكنيسة ورجالها عن الحكم السياسي لايمكن أن يكون هناك نهوض وحضارة جديدة ،،لأن الفكر الحر العلمي هو الوحيد القادر على معرفة مايحتاجه المواطن ليتمكن من العيش بحرية وبدون صراع مع جاره ،، ومنهم من أعلن موت الإله بصراحة وشجاعة قل نظيرها ،، بينما في منطقتنا قلما تجد أحداً يخوض في النقاش عن مدى صلاحية الشرع للحكم ،، لايحتاج الباحث لكثير من العناء ليكتشف بعد قراءته الشرع والشريعة وكتاب اللوح المحفوظ بعد التنقيط بأنهم السبب الرئيسي في انشقاق المجتمع وتصدعه،، ليس فقط بين مختلف الأديان بل وضمن الدين الواحد والشواهد حية موجودة في عمليات الذبح والتفجيرات اليومية ،، والحقيقة أنها لم تتوقف على مدى تاريخ هذا الدين ،،( حدثت مذابح كما أشارت المقالة ضمن أديان أخرى ولكن في زمن معين وانتهت فقد استفادوا من تجاربهم) ،، بينما نحن ومنذ تأسيس دين الذين آمنوا لم يتوقف القتل ضمن فرق ومذاهب هذا الدين ولم يتعلم معتنقيه الدرس بل يعيدون ماضيهم بحذافيره ،، هذا هو الشيئ الجديد مقارنة مع أتباع الأديان الأخرى حيث الآخرون يستفيدون من تجاربهم ،، بينما مجتمعنا يعاود تطبيق تاريخه منذ حرب الردة وما قبلها وما بعدها حيث لم يتوانوا عن قتل الحفيد نفسه دون أي اعتبار) ،، واليوم نسل الصحابة ونسل الحفيد يذبحون بعضهم البعض بشكل مقزز ولا ينسون ذبح الآخر معهم ،، إنّ أي مقارنة مع الآخر لاتصلح ،،لأن الذي

play it again Sam!!..
عراقي -

هكذا يكون الرد رقم(1) يا كزابلانكا !!.. برافو !!!..

الى خوليو
علاء -

حصيلة تجربة وحكمة الدولة الثيوقراطية العلمانية العربية تتلخص بالحقيقة التالية "المجتمع الفاشل للجميع والدين الحق لله"!. التطرف الديني أمر مرفوض شرعاً وعقلاً، وكذلك التطرف العلماني الممتد. لماذا نتجاهل الأمر الأخير ونسلط الأضواء على الأمر الأخير- المرفوض.

عجيب امركم
سرجون البابلي -

الذي صنع إسرائيل هم العرب ، لقد هجر العرب مليون وماءتا الف يهودي من الدول المبتلية بالعروبة والاسلام واستولوا على املاكهم وهجرهوم عرايا إلى إسرائيل فماذا كان يتوقع العرب من اليهود المهجرين أن يقبلوا عرب فلسطين ويشكروهم على مافعل العرب بهم ! وبقيتم تحاربون إسرائيل لأنها احتلت أرض انتم من طردهوم اليها وكان ناصر يريد رميهم في البحر ، ثم تقول بأن وجود إسرائيل كان سبب قيام حروب الشرق الأوسط انتم من هاجمتم إسرائيل لقتل اليهود ورميهم في البحر واليوم نرى التاريخ يعيد نفسه فهجرتم المسيحين من بلادهم ، فماذا تتوقعون منهم أن يفعلوا ؟