بصيص في الظلام... تداعيات المظاهرات العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انتظر العراق المستباح طويلا جداً، وبعد سنوات شاقة من المعاناة في كل الميادين، حتى ينفجر السخط الشعبي المتراكم. سنوات طويلة من انهيار الخدمات والانقسام الطائفي والفساد وغياب المبدأ الوطني الجامع.
كان الشعب يأمل بعد سقوط النظام البعثي ان يرى انفراجاً حقيقيا في طريق الديمقراطية والعدالة والرفاهية. ولكن الآمال خابت، وجاء ما هو الأسوأ من السيء المنهار.. ان مشكلة الكهرباء ليست بالجديدة، بل لها عمر أكثر من عشر سنوات، وصرف أكثر من 40 مليار دولار، ولكنها ازدادت سوءاً بعد سوء، حتى انفجر السخط الشعبي في صيف ذي حرارة عالية شرسة وبالغة القسوة. ان هذه المظاهرات السلمية المباركة، تبشر باستعادة درجات من المبدأ الوطني، ونأمل ان تحول الى حركة جماهيرية سلمية وطنية عامة باتجاه الإصلاح السلمي وإعادة بناء الوحدة الوطنية والعملية السياسية، بعيدا عن المحاصصات، وقيام حكومة طوارئ مؤقته، غير حزبية، تضع في مقدمة جدول اعمالها محاسبة داعش بنجاعة وبروح وطنية، وبجيش وطني ومعالجة موضوع الخدمات ومحاربة الفساد وفضح الفاسدين ..
ان هذا التحرك الشعبي العارم، العفوي وشبه العفوي، والذي شاركت فيه قوى المجتمع المدني وقوى سياسية ديمقراطية، يجب ونتمنى ان يحافظ على زخمة وانتظامه وسلمية اساليبه، وتجنب كل درجة من اشكال العنف التي سوف تستغل للتشهير والتشويه والقمع. والمأمول ان تقطع الجماهير الواعية الطريق على بعض المجموعات والمليشيات والتكتلات التي تحاول سرقة روح المظاهرات وأهدافها في التغيير سواء بإعطاء صبغة مذهبية دينية او بطرق مراوغة أخرى. ويجب الانتباه بوجه خاص الى دعوات مشبوهة يروجها في المظاهرات أنصار المالكي وبعض قادة المليشيات حول ألغاء العمل السياسي البرلماني واستبداله بنظام مركزي رئاسي، وهو ما يمكن ان يؤدي الى قيام دكتاتورية صدامية جديدة يتزعمها المالكي.
ان الحكام والغاضبين من التحرك الشعبي، يحاولون اظهاره وكأنه كان حول الكهرباء وحدها وبعضهم يراه مؤامرة كبرى. صحيح ان مشكلة الكهرباء كانت درجة غليان الانفجار، ولكن من رأى اللافتات وسمع الهتافات وما يدور في وسائل الاتصال الاجتماعي، مقتنع بان الجماهير الطليعية التي هبت للتظاهر، كانت تدرك ان مشكلة الكهرباء جزء من المشاكل التي تسحق المواطنين وأنها نتيجة حتمية لنظام المحاصصة، والروح الطائفية، ونزعات الاجتثاث والاستئثار ولاسيما ما تراكم في عهدي المالكي. وان محاولات الحلول الجزئية لمشكلة الكهرباء لا تكفي لحل ازمة شاملة، متعددة الابعاد..
اننا نحيي شعبنا الابيّ، ونأمل ان يواصل مسيرته النضالية في الطريق نحو عراق ديمقراطي، علماني، كامل السيادة، ولا يعرف التمييز على أساس الدين والمذهب والعرق. من اجل المحافظة على روح الاقدام وعلى سلمية التحرك، وتطوير المطالب باتجاه المطالبة بالتغيير الشامل للعملية السياسية، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ومعاقبة المقصرين والفاسدين ولاسيما المسؤولين عن وقوع مساحات شاسعة من الأرض العراقية تحت قبضة برابرة داعش. وبالوحدة الوطنية الرصينة يمكن للعراق ان يسير الى الامام.
•&كتب هذا المقال قبل القرارات التي اتخذها العبادي ومجلس الوزراء. وهذا ما سوف نعود اليه في مقال قادم. واشير هنا الى انه عند تعيين السيد العبادي نشرت مقالاً دعوته فيه الى تجميد عضويته في حزب الدعوة، وايدت اقتراح الدكتور غسان العطية بجعل جميع الوزارات الخدمية خارج المحاصصة، كخطوة أولى نحو الغاء المحاصصة فيما بعد، املاً ان ينجح العبادي في مساعيه الجديدة مثمناً رغبته في الإصلاح ومعبراً من جديد عن اعجابي بهذه النهضة الجماهيرية ذات الطابع الوطني العام.
&
التعليقات
ازمة المنهجية الاسلاموية
شلال مهدي الجبوري -مايجري في العراق هي ليست ازمة اشخاص او ازمة الكهرباء وانما ازمة وفشل المنظومة السياسية برمتها وهي ازمة الاسلام السياسي بشقية الشيعي والسني الذي يتربع على السلطة. الاسلام السياسي باحزابه ومرجعياته الدينية فشل في بناء دولة وبالذات دولة حديثة بالمعايير العالمية المعاصرة. يستحيل ان يبني الاسلام السياسي دولة الحداثة وقيمها المعاصرة لانها احزاب ذات نظرة ماضوية وتريد عودة التاريخ للخلف وهذا مستحيل. لايمكن بناء دولة الحداثة بالدين والطائفة ومن خلال الفكر القومي والايديولوجيات الشمولية والفاشية والنازية ولذلك فان هذه الاحزاب فشلت في ادارة الدولة العراقية وانتهي دورها لان هذه الاحزاب اصبحت هي لب المشكلة وام المشاكل والكوارث ولذلك لايمكن محاربة الفساد مثلا بالفاسدين فهذه احزاب فاسدة فكيف تصلح الفساد؟؟؟ هذه الهبة الجماهيرية التي اشعلها نخبة من المثقفين والتي حركت الماء الراكد وبدات الجماهير تتحرك مما دعى المرجعية الدينية بالنجف التي تحولت من مرجعية دينية الى سياسية منذ تحرير العراق من جلاوزة البعث الصدامي في نيسان 2003 وهي بمثابة ولاية الفقية في العراق بشكل غير مباشر وتسيطر على ضمائر وعقول الملايين وايدت المظاهرات لكي تستوعبها وتمتص نقمة الجماهير واعتقد نجحت واصبحت المظاهرات تدور في فلك المرجعية ونفس الاحزاب السياسية الاسلامية وستكون هناك بعض الترقيعات والاصلاحات السطحية لقشمرة الناس وخداعهم. الاصلاح الحقيقي هو اعادة اصلاح العملية السياسية برمتها ومنها كتابة دستور علماني ديمقراطي جديد كما جرى في مصر وحل القضاء واعادته من جديد واجراء اصلاحات في الجيش والاجهزة الامنية والمخابراتية وكذلم اصلاح كل اجهزة الدولة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات من الكفاءات وبعيدة عن المحاصصة واقرار قانون جديد للانتخابات . انا اعتقد اي تغير واي اصلاح جذري يستحيل في العراق مادام نظام الملالي في طهران وسيطرته على الوضع بالعراق من خلال الحوزة الدينية بالنجف ومن خلال ادواتها من الاحزاب الشيعية الطائفية وميليشياتها التي تصول وتجول مثل جيش فدائي هدام المقبور ايام زمان. كل الكلام عن تغير واستقرار في العراق مجرد اوهام وخرافات واحلام فنتازية .امل الشعب العراقي الوحيد للتحرر وبناء دولة المواطنة والدولة الحديثة الا بسقوط ملالي الشر في طهران ومجئ قوى علمانية في ايران. ملال
فرصة التغيير الشامل
لاترقيع بل قلع -لا حاجة إلى إضاعة كثير من الوقت في جدل يتعلّق بما يستطيع أن يفعله حيدر العبادي المنتمي إلى حزب "الدعوة"، وهو حزب مذهبي، يشكّل نسخة شيعية عن الإخوان المسلمين لدى السنّة. في نهاية المطاف، هناك انهيار للدولة العراقية. أفضل تعبير عن هذا الإنهيار أن يعتبر العبادي المرجعية الدينية مرجعيته. أين الدستور العراقي؟ أين مجلس النوّاب؟ الأخطر من ذلك كلّه أن الإجراءات التي اعلن عنها رئيس الوزراء العراقي لا تتناول من قريب أو بعيد "الحشد الشعبي"، وهو مجموعة ميليشيات مذهبية تشكّل الوية في "الحرس الثوري" الإيراني، حلّت مكان الجيش العراقي بحجة أنّها تشكّل دعما له.
لن تحل مشاكل العراق
الا باستقالة حكومة عبادي -او اقالتها بالمظاهرات المستمرة والقوية يوميا وباجراء انتخابات حرة ونزيهة باشراف الامم المتحدة .........بذلك سيتخلص العراق من هذه الطغمة المجرمة والفاسدة وستنتهي الحرب مع داعش حيث سيعود السنة عندها الى الصف الوطني وسيتمكن العراق من اقامة نظام افضل من نظام مرجعبة نجف والتى قسمت العراق
حثالات ايران
سعيد -رجل الدين الشيعي لا يحكم بعقلية القرن السابع الميلادي، كما هو شائع لدى المثقفين، رجل الدين يحكم بعقلية قرون التقهقر التي جعلت مدنًا عربية حضارية عريقة، مدن الوفرة أن تنجب فقهاء الظلام، فجميع مذاهبنا تنهل (بدرجات) من فتاوى الفترة المظلمة التي انطلقت منذ تدهور الوضع في بغداد وسيطرةالمليشيات الشيعيه واحزابهم التي أبعد ما تكون عن التبغدد. حينما تصبح السياسة محطة للصوص والفاشلين والانتهازيين وتجار الحروب أو تجار الوطنية كالاحزاب الشيعيه ، يصل الوطن إلى الخراب مما يجعل الثورة ضرورية لإنقاذه؛ لكن مأساة الوطن الكُبرى في خراب المواطن ، حين يصبح المواطن أداة لنشر الخراب، فهو بوق لخطاب السياسي الانتهازي، يرتدّ لهويته الضيقة. كثيرًا ما كَرَّرَ المواطن أنه أهم من السياسي وتذمر من عدم التفات الأخير إليه، لكن المواطن نفسه لا يني إلا أن يتقازم أمام السياسي على الرغم من أنه يعدّ نفسه أفضل منه وأكبر وأهمّ. لم يكن الغزو الأميركي للعراق في سنة 2003 إلا لطيّ صفحة العراق إلى الأبد، ومعه طَيّ صفحة العروبة عبر اجتثاثها في مهدها من خلال جلب عاهات ايران واللذين اجلستهم على كرسي الحكم في بغداد العروبه ليعيثوا فسادا وتدميرا وخبثا وتجريفا لكل شيىء عروبي