قدرة العبادي على الاصلاحات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس بوسعي وصف مدى الاحباط التي أصبت به من اجراء اصلاحات حقيقية في العراق بعد ظهور نتيجة استجواب مجلس النواب لوزير الكهرباء قاسم الفهداوي يوم السبت الماضي.
فالاتهامات التي وجهت للفهداوي كانت كلها موثقة ومن المستحيل ان تبقيه في الوزارة خاصة وأن ردوده عليها كانت واهية وطالما تلعثم في الرد، وشعرت بأفق رحب من الأمل ومن الاصلاحات الجارية عندما كنت اشاهد الاستجواب، ولكن كان اعلان التلفزيون العراقي بأن نواب البرلمان اقتنعوا بأجوبة الفهداوي أحبط أي أمل بحدوث اصلاح حقيقي في العراق.
سألت نفسي، ألهذه الدرجة وصل البؤس في العراق ليمثلون على شعبه بشكل رسمي هذه المسرحية المقززة وكأن شيئا لم يحدث؟ واضح أنهم كانوا يريدون ايصال رسالة للشعب العراقي من خلال هذا الاستجواب مفادها أن كل شيء تحت السيطرة والأمور تجري على ما يرام ولا يوجد فساد ولا ضعف ولا ترهل، بينما أعتقد أن الرسالة التي أدركها الشعب من هذا الاستجواب هي، ان الجماعة لن يغيروا أي شيء لأنهم في الأساس لا يشعرون بضرورة التغيير، واذا كانوا قد استجابوا لمطالب المتظاهرين فان هذه الاستجابة سوف لن تتجاوز حد تبرير سلوكياتهم ومواقفهم.
اذا كان هذا هو واقع البرلمان والذي من المفترض أن يقاتل أعضاءه من أجل صيانة حقوق الشعب وعدم التفريط بثرواته، وأن يحاسب المسؤولين في الحكومة على كل شاردة وواردة، فهل يا ترى سيكون الوزراء والمسؤولون أكثر حرصا من النواب؟
هل هذا يعني أن الامال التي عقدت على العبادي بقيامه باصلاحات جذرية ذهبت ادراج الرياح؟
ثمة ملاحظة ينبغي الاشارة لها وهي، أن هناك أسباب حقيقية لمعاناة العراق في الوقت الراهن من بعض المشاكل، وليس بوسع العبادي ولا غير العبادي تجاوزها وفي مقدمتها قضية انخفاض اسعار النفط والتي ترتب عليها انخفاض عائدات العراق الى دون النصف، ولا شك أن هذا الانخفاض يعزز المشاكل المرتبطة بالتنمية وتقديم الخدمات وحل المشاكل الطارئة كقضية النازحين.
غير ان هناك مشاكل ليست مرتبطة بعائدات البلاد ولا الظروف التي يعيشها العراق، وانما مرتبطة بشكل مباشر بأداء المدير العام والوزير والمسؤول، وهذا الأداء السيء يعود إما لعدم كفاءته أو لفساده، مما يستدعي من العبادي التعامل بشكل حاسم وحازم مع هؤلاء المسؤولين، والتباطئ في التصدي لهم يثير العديد من علامات الاستفهام، في مقدمتها، إما أن يكون العبادي بذاته غير مؤهل أو أن يكون متواطؤ؟
لاهذا ولا ذاك، فالمشكلة أن العبادي غير قادر على الاصلاح الجذري والشامل حتى لو كان مؤهلا لذلك وغير متواطئ، والسبب ببساطة يعود الى أن الدستور لا يسمح له بذلك، فالدستور ولكي يقضي على الاستبداد والديكتاتورية التي عاشها العراق وفر الغطاء القانوني للمحاصصة الطائفية عندما فوض حق ترشيح الأشخاص للمناصب للطائفتين السنية والشيعية وقومية الاكراد، ومع أن هذا المبدأ قضى على المركزية ولكن في نفس الوقت جلب للعراق مأساة تولي أشخاص للمناصب معيارهم الرئيسي انتماءهم وليس كفاءتهم، مما يعني أنه ليس من حق رئيس الوزراء الاعتراض على أداء هذا المسؤول أو ذاك، وحتى لو اعترض وأقاله فانه عليه أن يعود الى كتلته مرة أخرى، وبما أن كتلته تثق به لذلك لن ترضى بتغييره ولو كانت تريد تغييره لما رشحته في الأساس، خاصة اذا كان يتبوأ موقعا مرموقا في كتلته.
ربما يقول قائل ان من حق رئيس الوزراء أن يتجاوز كل الكتل بما أن مرشحيها غير مؤهلين، ويرشح من يراه مناسبا لأي منصب؟ اذا حدث ذلك فستقوم قيامة البرلمان والقوى والاحزاب السياسية ويصل الأفق السياسي للعراق الى طريق مسدود، ويتكرر ما حدث في عهد المالكي.
مسرحية استجواب وزير الكهرباء تلخص هذا المأزق الكبير الذي يعاني منه العراق، فعندما ارتفعت اصوات العراقيين المطالبة بايجاد حل لمشكلة الكهرباء، لجأ العبادي الى كتلة الفهداوي لتغييره وتقديم البديل، وبدل ان تستجيب الكتلة لطلب الشارع أخرجت له مسرحية الاستجواب، التي انتهت بتعزيز قوة الفهداوي وليس بتوجيه التهديدات والتحذيرات له.
من هنا فان أي مسعى للعبادي للتغيير سيدور في حلقة فارغة، واذا كان جادا في اصلاحات حقيقية وجذرية فعليه أن يدعو الى استفتاء شعبي لتغيير بعض المواد الدستورية وتحويل النظام السياسي في العراق من برلماني الى رئاسي.
التعليقات
حبيبي صالح !!
العراقي القح -السيد صالح السيد باقر ...يرجى مراجعة تعليقنا على مقالة الكاتب محمد الوادي...!!العراقي القح
أعتصامات وعصيان مدني !!..
عراقي -هو الحل الوحيد !!!..
مسرحيات العراق كثيرة .!
الدفاعي -عزيزي الكاتب ليش زعلان على مسرحية وزير الكهرباء ، ليش متعرف الله يحفظك ان العراق اصبح كله مهازل ومسرحيات وعصابات ، مثلا اليوم قرأت خبرا يقول ان رئيس الجمهورية اجتمع مع الخزعلي زعيم عصائب الحق لبحث الوضع الامني في العراق ، السؤال احلفك بربك باي صفة يجتمع المعصوم بهذا المجرم المسؤول هو وعصابته عن تهجير وقتل الاف العراقيين على الهوية كما انها مرتبطة بالولي علي خامئني ، ومدعومة من المدان نوري المالكي .. اليس عيباً على حامي الشعب والدستور ان يلتقي هكذا شخصيات يفترض هي الان تحت مساءلة القضاء العراقي.
وماذا عن قدرة المتظاهرين
عبـد الحـق -يا استاذ اكتب لنا عن قدرة المتظاهرين في الإصلاح والتغيير التي تزداد يوما بعد يوم ، فهي كفيلة بتصحيح جميع الانحرافات ان ايدها الله بنصره وآزرها الشرفاء والمخلصون ، حيث تتلخص أهداف الشعب التي يطالب المتظاهرون بها :*1* إلغاء النظام الطائفي السياسي وتوزيع المناصب في السلطات الثلاث على أساس المحاصة الطائفية المفرقة للصفوف والمنافية لحقوق الإنسان والدستور؟ *2* اعتماد مبدأ المواطنة العراقية في توزيع المناصب الحكومية والوظائف في السلطات الثلاث وعلى وفق معايير الاختصاص والكفاءة والخبرة؟ *3* محاربة الفساد والمفسدين وكشف ملفات الفساد ومحاسبتهم أمام القضاء واسترداد الموارد المسروقة إلى خزينة الدولة؟ *4* مكافحة الإرهاب وتعزيز جبهات القتال للانتصار على الإرهابيين الداعشيين والبعثيين والنقشبنديين وغيرهم ممن يشارك في احتلال وسبي واغتصاب النساء وقتل الناس ونهب موارد النفط والمال العام وتدمير تراث العراق الحضاري؟ *5* توفير الخدمات العامة والضرورية لأفراد المجتمع كالكهرباء والماء والنقل والضمان الصحي والاجتماعي والعمل؟ *6* تطهير القضاء العراقي م الفاسدين الذين خدموا المستبدين في الفترات الماضية وشوهوا السلطة القضائية وداسوا على استقلالها بأقدامهم خدمة للسلطة التنفيذية والحاكم بأمره، سواء أكان پاول بريمر أم نوري المالكي؟ *7* مساواة المرأة بالرجل واحترام بنود الدستور في مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتمتعها بحريتها؟ *8* رفض التمييز إزاء أتباع الديانات والمذاهب الأخرى أو القوميات وتهميشهم أو التجاوز على حقوقهم وإجراء التغيير الديموغرافي على مناطقهم، …الخ.
خامنئي وبشار
د.عمار الياسري -لنعترف جميعا ان العراق باسثناء كوردستان محتل من قبل خامنئي الذي نشر عملائه في جميع مفاصل الدولة مثل السرطان وهم سبب كل مايجري في العراق من فساد وتخلف وطائفية واكبر عميل لهم هو المالكي الذي سلم داعش ثلث العراق باوامر من سيده خامنئي لكي يبعد داعش عن حبيبهم بشار الاسد ولكي تساهم داعش في تخريب العراق وهو ماتريده ايران اي بعكس ماكانت تريده امريكا بان يكون العراق دولة متطورة نموذج للمنطقة ولأن نجاح العراق يعني نهاية النظامين العفنين السوري والايراني لذلك لن يستطيع العبادي الاصلاح حتى لو كان وطنيا شريفا.
الادارة
لن ينهض -العراق لن ينهض ولن تكون لديه إصلاحات ان كان يحكم من قبل الشيعة الذي ثبت ولاءهم لإيران المغتصبة ..لن يتغير العراق ان لم تكن الادارة سنية ...بعد ان ثبت فشل الشيعة وكل من يوالي نفسه وإيران وخاننئي ..العراق يحتاج حاكم يحب شعبه لا يحب نفسه او له ذيول يتبعها على حساب شعبه .
عدونا الفرس
كامل -عندما يصل الشيعي الصفوي للحكم في العراق فان تسعون بالمئة من الوقت يفتكر كيف ينفث عن حقده لاجل الثأر من حوادث في التاريخ اي الانتقام لعلي من عائشة والحزن على الحسين وكأن هذا الامر يعيد الحق للحسين او يكأفئه بل هي مجرد هلوسات تتحول لتجييش وتعبئة عسكرية ثم تتحول نحو القيام بعمليات قتل منظمة ومجازر ضد اهل السنة المساكين
تصور
برجس شويش -, هناك رؤية لنا وهي بكل تاكيد تختلف عن رؤيتكم للمسائل والقضايا و بدون الحوار والشراكة لا يستقيم للعراق اي استقامة , لنسأل الكاتب : ماذا لو ان نوري المالكي كان يملك صلاحيات كبيرة في كوردستان كما في بغداد؟ وماذا كان سيكون حال كوردستان؟؟ مثلا العراق ومنذ تحريره من النظام البائد غير مستقر وغير امن وهناك على الارض ارهاب وارهابين ومتواجدين بقوة وهناك ايضا صراع طائفي , وهذا كان يحصل لان المالكي وغيره من القوى الشيعية حكمت بغداد فاعتقد هكذا كان سيكون حال كوردستان لو كان هناك مركزية اقوى مما هي عليه الان, هناك خلط كبير بين المحاصصة وبين الشراكة, ومعاداة المحاصصة الطائفية والقومية هي في حقيقة الامر لدى معظم السياسين والمثقفين الشيعة تعني القضاء على الشراكة اي الغاء كوردستان وحقوق الاخرين لاننا كنا سنكون تحت حكم المالكي الفاشل والغير مؤهل في قيادة اي شيئ ناهيك عن الدولة.