فضاء الرأي

رفات لحد في مسقط رأسه: هل تحول لبنان إلى مزبلة بالفعل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


تشير عبارة "لحد"، ومشتّقاتها الرديفة إلى الشتيمة في لبنان، إذ تعني أعلى درجات الخيانة والعمالة لإسرائيل. مات أنطوان لحد، مصدر هذه التسمية على فراش المرض في فرنسا. نبأ موته ظلّ يتيماً، إذ ليس للرجل سوى المصادر الإسرائيلية لتنقل أخباره. بحسب ما نقلته الإذاعة الإسرائيلية، على لسان مراسلها للشؤون الدولية جدعون كوتس، وأضاف أن مراسم الجنازة ستتم بعد أسبوع في باريس، على أن ينقل جثمانه لاحقاً الى مسقط رأسه كفرقطرة في منطقة الشوف (جبل لبنان).
لفظ الرجل أنفاسه الأخيرة على سرير في مستشفى كأي عجوز، وتخلّص من تهيّؤات الموت برصاص مقاومين أو بتفجير أو حتى مسموماً، والتي لطالما خالجته وأخافته. موت هادئ مماثل لا يليق بقائد مليشيا عملاء إسرائيل في جنوب لبنان بين أعوام 1984 و2000. فليست هذه عادة نهاية "الأبطال"، باعتبار أنّ لحد أصرّ حتى آخر لحظات حياته على أنه "بطل" خانه الجميع، اللبنانيون والإسرائيليون وكل العالم.
تفاجأ الرجل بعد سنوات من العمالة والتعاون مع الاحتلال، أنّ صفة الخائن تلاحقه، وأنّ القضاء اللبناني أصدر بحقه حكماً بالإعدام. كل هذا يبدو مفهوماً باعتبار أنّ تعامل لحد مع الإسرائيليين نابع من قناعة وعقيدة أمّنتا له جيشاً وسلطة أحكم من خلالهما قبضته على أبناء الجنوب المحتلّ. إضافة للطموح اللامحدود إلى النفوذ والقوّة الذي يرافق كل من يرتدي بزّة عسكرية.
سار لحد على درب الإسرائيليين وجنّد معه آلاف الشبان اللبنانيين لملء فراغ جيش العدو على أرض الجنوب. ومنذ تلك اللحظة مات أنطوان لحد. أعلن موته بنفسه لحظة دخوله أحضان العدو بعد انشقاقه عن الجيش اللبناني (الذي كان ضابطاً فيه منذ عام 1952) في سبعينيات القرن الماضي. انضمّ لحد إلى ما يحلو للإسرائيليين تسميته "جيش لبنان الجنوبي" الذي سبق لسعد حداد أن أسّسه، وتسلّم قيادته بعد موت مؤسسه حداد. تولّى منذ ذلك الحين تنظيم جيش العملاء وعمله وإدارة معتقلاته واحتلاله لجنوب لبنان. فكان مرتبطاً بشكل مباشر بوزارة الحرب الإسرائيلية واستخباراتها العسكرية، وأخذ على عاتقه مهمة معاقبة الجنوبيين الرافضين للاحتلال.
مسيرة موت لحد استمرّت على وقع ضربات المقاومة لمواقع جيشه طوال فترة التسعينيات، إلى حين قرار الجيش الإسرائيلي الخروج من لبنان عام 2000. يقرّ لحد في مقابلات إعلامية وفي مذكراته بأنّ الإسرائيليين خدعوه. فقد قرروا الانسحاب من الجنوب من دون إبلاغه بالأمر، وتركوا جيشه يتخبّط في العمليات النوعية للمقاومة. سحب الإسرائيليون ضباطهم، وفي غضون ساعات أبلغوا عملاءهم بضرورة إخلاء المواقع والدخول إلى الأراضي المحتلة. كان لحد بعيداً يمضي إجازة في فرنسا، فيقول "لست نادماً، إنما بعد الانسحاب غير المبرمج أصبحتُ غاضباً على الدولة الإسرائيلية التي أعطت الأمر بالانسحاب المفاجئ واقتلعت أهل المنطقة الحدودية من أرضهم بشكل مذل".
دخل مع لحد أكثر من ستة آلاف لبناني، عسكريون وعملاء مع أسرهم. كانت هذه الهجرة المعاكسة إلى داخل فلسطين المحتلة، وحملت معها مصيبة تخلّي إسرائيل عن عملائها وعن إعالتهم، وهو الأمر المستمر حتى اليوم. الأمر الذي دفع العشرات من العملاء للعودة إلى لبنان وقضاء فترات محكومياتهم، في حين تمكّن المئات منهم من مغادرة إسرائيل إلى بلدان غربية.
حتى بعد موته، سيكون أنطوان لحد مصدر مشاكل للبنانيين، إذ ثمة من يقول إنّ جثمانه سيعود إلى بلدته كفرقطرة (في الشوف، جبل لبنان) برغبة من العائلة بغية تأبينه وتأمين "مدفن لائق له". لكن الجميع يعرف أنه غير مرحّب بعميل في أي مكان، حتى في فرنسا التي منعته سابقاً من دخول أراضيها نظراً لاتهامه بكونه "مجرم حرب".
مظاهرات لبنان الأخيرة التي شهدها الشارع اللبناني احتجاجاً على تراكم القمامة في شوارع العاصمة الجميلة بيروت، والتي حملت عنوان "طلعت ريحتكم" تحتج على كون البلد الغارق في الفساد والانقسام والولاءات الخارجية قد "فاحت" رائحته لدرجة لم يعد معها من الممكن العيش في جنباته، لكن مسألة دفن لحد في مسقط رأسه قد تطبع الحملة بخاتم الفعل، فهل تحول لبنان إلى "مزبلة" بالفعل حتى يضم ثراه رفات اكبر عميل لبناني للاحتلال الإسرائيلي؟

هشام منوّر... كاتب وباحث

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نهاية شخص’ نهاية دور
LIBANAIS -

مات انطوان لحد ،خبر اقل من عادي عام 2015 كون الوفاة هي النهاية الطبيعية لجميع البشر ، وكان خبرا صاعقا لو حصل قبل عام 2000 ، تغيرت الازمنة، والادوار ومسار الحروب فالوجهة الرئيسية لم تعد اسرائيل فهناك مئات اللحديين الجدد يعبرون خط الجولان طمعا برحمة عدو وهربا من ظلم ذوي القربى ،الاخوة اللدودين في المواطنبة والعروبة، كم تبدو خيانة لحد لابناء وطنه متواضعة وصغيرة امام الخيانة الكبرى لحملة السلاح الاخوي الذي لم يرتوي من دم الابرياء سواء في سوريا او العراق وحتى في اليمن الذي سمي يوما اليمن السعيد . لحد كان ظابطا صغيرا التحق بجيش عدو ملتمسا وهم الحماية من جيش الاحتلال ،لم يرتكب المجازر الجماعية ولم يستعمل السيوف والحرق والسحل وغيرها من الاساليب الداعشية .بينما نرى انهار الدماء لا تزال تجرف الابرياء والمضللين من المتحاربين حول اهداف يجهلوها طبعا.

حارب انطوان لحد الارهاب
الفلسطيني بزعامة عرفات -

لقد حارب انطوان لحد الارهاب الفلسطيني بزعامة ياسر عرفات الدي بدلا من محاربة اسرائيل كان يحارب مسيحيي لبنان وكان يريد طرد مسيحيي جنوب لبنان من قراهم وانشاء وطن بديل للفلسطينيين في لبنان على حساب المسيحيين الدين كانو يشكلون سبعون بالمائة 70% من سكان لبنان وكان العرب يؤيدون ياسر عرفات وضد المسيحيين فلم يبقى امامه الا اسرائيل لطلب المعونة وانقاد الشعب المسيحي في جنوب لبنان فرجاء احكو بدون تمييز وبدون تزوير للتاريخ

.........
لبناني -

لو مُنع كل عميل من ان يُدفن في مسقط راسه لما وُجد قبر لعربي كي يُدفن به في مسقط راسه

لبنان اصبح مزبلة 1948
لبناني -

كان لبنان سويسرا الشرق واصبح مزبلة منذ عام 1948 عندما دخله الفلسطينيين

المرحوم لحد كان وطنيا شجاعا ا
يستحق التقدير -

هذا الكاتب هشام منور لا اعرف اذا هو لبناني ام هو خليجي ، انه يعيش بعقلية العهد الديناصوري الاحادي النظرة و التي كانت هي السبب في كل ما يشهده الوطن العربي من حروب أهلية و تدمير و خراب من سوريا الى العراق واليمن و ليبيا و تونس و ولادة منظمات داعش و النصرة و القاعدة، الكاتب ربما لم يسمع بقول الشاعر "" و من نكد الدنيا على الحر ان يرى عدوا له ما من صداقته بد " المرحوم لحد كان شجاعا و يدافع عن قضيته و عن شعبه ضد المحتلين العروبيين و الفلسطينيين الذين لم يستطيعوا ان يحاربوا اليهود و اسرائيل فحاربوا المسيحيين في لبنان، الفلسطينيين خربوا لبنان و ساعدتهم في ذلك الدول العربية ، الخونة الحقيقيين للبنان ليس لحد و جيشه و لا هم المسيحيين بل هم البعض من اللبنانيين المسلمين الذين تحالفوا مع الفلسطينيين لضرب أبناء وطنهم من المسيحيين ، المرحوم لحد كان شجاعا و يستحق كل التقدير و لم يخف من وصفه بالخائن و اخترق جدار المحرمات مظطرا لم يكن له خيار اخر فضل االلحوء و الاستعانة بإسرائيل ليس حبا بها بل بسبب اعتداء و اطماع فئة من اللبنانيين في إقصاء المسيحيين و ربما لسان حاله هو " آيه اللي وداك على المر ؟ الامر منه " هل الكاتب كان يزيد من المرحوم لحد ان يخضع و هو يرى فئة أبناء وطنه دفعها الطمع و الشعور بالقوة الى الاعتداء على شعب لحد ؟ ،قبل ان يدين الكاتب موقف لحد كان عليه ان يدين العقلية العروبية الغاشمة التي دفعت لبناني وطني مثل لحد ليحتمي بإسرائيل ، المرحوم لحد لم يهاجم المسلمين ر يخرجهم من ارضهم و لا كان عنده ناس انتحاريين و دواعش يقومون بالتفجير و قتل المدنيين العزل و إنما كان يدافع عن شعبه و وطنه ، الغريب هو استمرار وجود ناس حتى وقتنا الحاضر لهم عقلية مثل عقلية هذا الكاتب و بالرغم من ماجلبته تلك العقلية من كوارث و ويلات و مصائب بحيث أصبحت فيه اسرائيل هي ملاك الرحمة للدول العربية بالمقارنة مع ما يقوم به الدواعش و النصرة و التي هي النتيجة الحتمية للعقلية العدوانية لامثال عقلية هشام منور و التي لا ترى من الدنيا الا مصلحة العرب المسلمين و تعطيهم الحق بالاعتداء على الكل ، المزبلة تكون موجودة حيث توجد ناس لهم عقلية هذا الكاتب

مفاهيم مقلوبة
حامد الحسيني -

انطوان لحد لم يكن عميلا لاسرائيل وانما كان لبنانيا يهمه استقلال بلاده لبنان وعدم اخضاعها لنزوات ياسر عرفات وزعماء التنظيمات الفلسطينية التي عمل كل تنظيم منها تحت او إشراف هذا النظام العربي او ذاك. وماذا يمكن لكل المتشدقين ان يقولوا عن السيد حسن نصر الله الذي بعلن صباح مساء انه يتلقى السلاح والمال والتدريب من ايران؟ أليست هذه هي العمالة؟ لقد وعد في حينه بإلقاء سلاحه بعد تحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي. اسرائيل انسحبت من الاراضي اللبنانية ولكن ميليشيا نصر الله زادت من قوتها وبدأت تفرض على لبنان ارادة سادتها في طهران وفي السنوات الاخيرة بدأت بإرسال خيرة شباب لبنان الى أتون المعركة في سوريا للدفاع، لا عن سقاح سوريا بشار الأسد، وانما للدفاع عن مصالح ايران في سوريا ولبنان. من هو إذن العميل؟

سياسيي لبنان ولحد
jubran -

الغالبية العظمى من حكام وزعامات وقيادات المشهد اللبناني لا يقلون خيانة وعمالة وفسادا وإفسادا وسلبا ونهبا وتجارة بالبشر والحجر والشجر والبقر وكلهم أمراء حرب وميليشيات وعصابات كانت تمتهن السلبطة والتسلط والتشبيح والزعرنات والحروب الطائفية والعبثية التي أتت على الدولة اللبنانية ومقدراتها واليوم هؤلاء الشبيحة القدماء رؤساء مجلس نواب ونواب ووزراء وقيادات أحزاب وتيارات ما أنزل الله بها من سلطان يمارسون التشبيح والقتل والسرقة وعلى عينك يا تاجر وباسم الله والوطن والسلم الأهلي وكرامة وهيبة الدولة والجيش هم هؤلاء لا يقلون عمالة واجراما وما في حدى أحسن من حدى

و ماذا عن الآخرين ؟
ولائي للبنان فقط -

انطون لحد الوحيد الخائن ؟؟؟ و ماذا عن عديد جيش لبنان الجنوبي الذي ٧٠٪ من الشيعه و ٢٥٪ من الدروز و ٥ بالمئه من المسيحيين . الشيعه صاروا مقاومين و الدروز سرايا مقاومه و المسيحيين اغلبهم تهجر . انطون لحد عميل ... و حسن نصرالله و نبيه بري و شلة ٨آذار ملائكه ؟؟؟ في اليوتيوب فيديو يظهر كيف ان نساء و رجال و أطفال الشيعه في جنوب لبنان يرشون الرز و الورود فرحا بالجيش الاسرائيلي عام ١٩٨٢ . الذي بيته من زجاج لا يرشق الناس بالحجارة . انطون لحد مات و الرحمه و العدل عند الله و ليس كالظلم عند البشر . و على ايام انطون لحد في جنوب لبنان ، كان المسلم و المسيحي و الدرزي في بوتقه واحده و ليس كاليوم حزب الله الشيعي الإيراني يستقوي بالسلاح على باقة الطوائف و يدعم القتل و السرقه و تجارة المخدرات و نهب الدوله و شتم الدول العربيه و على رأسهم السعوديه ... انطون لحد لم يفعل كل هذا . في النهايه اسرائيل عدو لئيم و لا صدقيه له . و لكن مصر، الاْردن و سوريا نعموا بالهدوء لسنوات طويله على الحدود الا البلد المسكين لبنان الذي كان و لا يزال صندوق بريد لايصال الرسائل الاقليميه . و لان تحرير فلسطين يمر في جونيه شرق بيروت اولا كما قال ابة أياد في العام ١٩٧٥ و الان في الزبداني كما قال عميل الفرس حسن زميره نصرالله منذ مده ... و أهل الزبداني و كل سوريا استضافت العائلات الشيعيه الهاربة من جحيم حرب تموز ٢٠٠٦ مع اسرائيل ... و الان نصرالله و الشيعه يردون الجميل للسوريين و الزبداني ... بربكم من هو الخائن هنا ؟

وماذا عن ؟!..
لبنان الخالد -

ستة الاف لبناني هل هم خونة ام هم امنو بمبادىْ لتخليص لبنان من الفوضى وتحّكم الميليشيات ..

Ignorant writer
Mariam -

Ignorant writer indeed.