فضاء الرأي

هل ستنحني إيران؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&مع انني تفاجأت باعدام الشيخ نمر النمر ولم أكن أتوقعه بتاتا إلا أنني توقعت في عدة مقالات سابقة (تفضلت ايلاف بنشرها) بانفجار التوتر بين ايران والسعودية يوما ما، وقد تزايدت الاحتمالات بعد الاتفاق النووي، ولذلك دعوت في تلك المقالات وخاصة المقال الأخير (لاعب أساسي في المنطقة أم لاعبان أم أكثر؟) والذي كتبته قبل يومين من انفجار الأزمة الى ضرورة تعاون ايران والسعودية وتركيا وسائر بلدان المنطقة لحل مشاكلها.

مع أن العلاقات الايرانية &- السعودية لم تكن على مستوى واحد بل خضعت لمد وجزر منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية والى هذا اليوم، غير أن الملفت في الأمر أن هذه العلاقات اتخذت منحى جديدا بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب، والغريب في الأمر انه في الوقت الذي كانت ولا تزال الوفود الغربية تتوافد على ايران لفتح صفحة جديدة في العلاقات والتعاون نرى أن العلاقات بين طهران والرياض تزداد سوءا وتدهورا، حتى وقع حادث اقتحام وحرق القنصلية والسفارة السعودية في طهران ومشهد، وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فيا ترى لماذا وصلت العلاقات الى هذا المستوى من التدهور؟

السبب باختصار شديد، هو ما تسميه المملكة وبعض الدول العربية والخليجية بالتدخل الايراني في شؤونها، ولكن السؤال المطروح هو ان هذا ليس اتهاما جديدا من قبل هذه الدول فيا ترى هل يستوجب تكرار التهمة هذا التصعيد الذي لا ندري الى ايران سيقودنا؟

الجديد القديم في هذا الاتهام هو الاتفاق النووي، فمنذ بدء المفاوضات النووية بين ايران والغرب عام 2003 وحتى اجتماع زعماء الدول الخليجية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في مايو العام الماضي، كانت تطالب بعض الدول العربية والخليجية من الغرب أن يتضمن الاتفاق النووي مع ايران، أخذ ضمانات من طهران بالتوقف بشكل نهائي عن "التدخل في شؤون دول المنطقة"، ويبدو أن اوباما لم يتعهد في هذا اللقاء بانتزاع ضمانات من طهران بهذا الخصوص وأكد انه ماض في الاتفاق النووي ولكنه تعهد في المقابل بأنه سيقف الى جنب الدول الخليجية ولن يتخلى عنها ولن يسمح لأحد بتهديدها.

ايران ومجموعة 5+1 وقعوا على الاتفاق النووي ونشروه في وسائل الاعلام ولم يكن يتطرق من قريب أو بعيد الى قضية "تهمة التدخل في شؤون سائر الدول"، بل اقتصر على البرنامج النووي الايراني وحسب، الأمر الذي طالما أكدته طهران طوال السنوات السابقة، من أنها لن تبحث في مفاوضاتها مع الغرب في أي موضوع آخر غير البرنامج النووي الايراني.

الدلائل تشير إلى أن المملكة اتخذت قرارا بسعيها المباشر الى "ارغام" ايران على "عدم التدخل في شؤون المنطقة"، وقبل أن نتطرق إلى أنها ستنجح في ذلك أم لا، علينا أن نعرف مالذي تقصده بعض الدول الخليجية والعربية من التدخل الايراني؟

الدلائل تشير إلى أن هذه الدول تريد من طهران عدم إبداء حتى وجهة نظرها تجاه القضايا التي تقع في المنطقة، بينما تسمح لنفسها اتخاذ أي اجراء بخصوص قضايا المنطقة، فعلى سبيل المثال تقدم الدعم الكامل للمعارضين السوريين وتعلن بشكل صريح أنها ترفض وجود الرئيس السوري ولابد من رحيله، بينما تأخذ على طهران دعوتها الى ترك أمر تقرير مصير الحكم الى الشعب السوري.

وفيما يتعلق بأزمة البحرين، نرى أن درع الجزيرة تدخل بشكل مباشر في هذه الأزمة وأرسل قواته للتصدي للمتظاهرين في هذا البلد، بينما ايران دعت منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة والى هذا اليوم الى حلها عبر الحوار الجاد بين الحكومة والمعارضة، مما يعني انها لم تطالب يوما برحيل الحكومة البحرينية، وكذلك الحال فيما يتعلق بالأزمة اليمنية فنرى أن التحالف العربي تدخل مباشرة في اليمن بعد طلب "الحكومة الشرعية" منه ذلك، بينما يعترض هذا التحالف على ايران اتخاذ موقف تجاه ما يجري في اليمن.

واذا اردنا سرد الأمثلة فسيطول بنا المقام، وغير خاف على أحد أن ايران لديها مستشارين عسكريين في سوريا والعراق وتدعم حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية، ولكنها لم تقدم أي دعم للمعارضين في بعض الدول العربية والخليجية بل وحتى الحوثيين، ولا يراودني أدنى شك أن ايران لو تدخلت في قضايا المنطقة بالطريقة التي تقصدها هذه الدول من اتهام طهران لتغيرت الكثير من الأمور، ولما كانت عليه الاوضاع كما هو عليه في الوقت الراهن.

وبخصوص الأزمة الحالية بين ايران والسعودية ودول أخرى أعربت عن تضامنها مع المملكة، فلا يمكن التكهن بالمديات التي تستعد المملكة وسائر الدول الذهاب اليها، ولكن هناك حقيقتان ينبغي الالتفات لهما في هذا الصدد، وهما أن ايران تبذل ما في وسعها لاحتواء التوتر وعدم تطوره الى مواجهة عسكرية لانها تدرك أن الجميع سيخسر من هذه المواجهة.

اما بشأن "ارغام" ايران على التخلي عن مواقفها ومبادئها، فلن تتخلى عن ذلك بتاتا لأنها تعتبرها أحد مصادر قوتها واستقلالها، وقد مرت طيلة العقود الماضية بأعاصير كانت تريد ارغامها عن التخلي عن مواقف ومبادئ مشابهة ومن بينها التخلي عن القضية الفلسطينية، فلم تتخلى مع أن الذي كان يقف وراء هذه الأعاصير قوى دولية هددت ايران عدة مرات بالحرب وفرضت عليها أنواع الحظر والعقوبات، لذلك لا أعتقد انها ستنحني هذه المرّة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
برافو سيد باقر وايلاف
صوت الحق -

اخيراً مقال يضع النقاط على الحروف في موقعنا الذي نحبه ، ونرجو المزيد من المقالات المنصفة او على الأقل أصوات ولو قليلة امام مقالات الطبالين للحكام وان جلدو ظهرك وسلبوك حريتك ومالك ، النقطة الوحيدة التي أود ان أضيفها ولم يذكرها الكاتب سهواً او خشيتاً هي الصراع على مستقبل الحكم في الخليج لان التوقعات العالمية تبشر بتسونامي في هذه الدول وما تقوم به الحكومات فيها الا محاولات يائسة لوقف سقوطها قريباً وقريباً جداً . سنة ٢٠١٦ ستكون سنة الزلازل التي تسقط العروش والعوائل الفاسدة فالشعوب قد ملت الصبر وملامح الثورة الفرنسية في كل عواصم الرمل ،فليبشر الأحرار

محامي ايراني
احمد -

اما بشأن "ارغام" ايران على التخلي عن مواقفها ومبادئها، فلن تتخلى عن ذلك بتاتا لأنها تعتبرها أحد مصاد ر قوتها.انتهى الاقتباس,نسئل السيد الكاتب هل انتم محامي الدفاع عن المجرم؟؟ السعوديه اعدمت مواطن سعودي طائفي تكفيري الى جهنم وبئس المصير ما دخل ايران عميلها هذا يعني هي من يمول الطائفيين والمخربين .اما نحن تنطبق علينا قصيدة الشاعر الشيد احمد النعيمي (نحن شعب لايستحي)موجودة على اليوتيوب .

جيش القدس الايراني
رضائي -

كل يوم ايران تحرر القدس بقتل العراقيين والبحرينيين واليمنين والسوريين وكلما طال قتل السويين هرب الاسرائليين وتحررت القدس.

تناسى أم تجاهل
فهد سالم الشحي -

السيد الكاتب صالح السيد باقر اراد أن يمنح إيران الحق بتدخلاتها الإقليمية ولكن تناسى أو تجاهل بأن إيران عضو في الأمم المتحدة وموقعه على بنود عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الاعضاء ، لكنها تضرب بعرض الحائط غالبية اتفاقاتها وتعهداتها ، ومن المعلوم بأن هذا النظام الملالي يشغل شعبه بقضاياه الاقليمية الذي يستحدثها ليشغلهم عن حقهم ، وجميعنا يعلم ما إن توقف تدخلات النظام الملالي الايراني في الاقليم فسوف ينهار ويسقط هذا النظام ، اذاً مسألة التدخلات الاقليمية بالنسبة لهذا النظام هو حياة أو موت .

سلاسل حديد
صحفي عراقي -

ايران والسعودية وتركيا سلاسل حديد تكبل جسد الامة العربية كل يطريقته الخاصة .

ضحكتني يا ايراني
خلف العربي -

يعني كما يقول المرء حب واحكي واكره واحكي وهذا الايراني الذي يتكلم العربية وايلاف تسمح له بالكلام لان اهل السنة ليس عندهم عقدة الاقليات فيسمحون بالرأي والرأي الاخر مع انها لعبة خطرة مع هؤلاء كما كشف التاريخ، اما دفاع ايران عن القضية الفلسطينية فلقد رأينا ايران تدافع عن البوسنة لكن بشرط ان يتحولوا الى شيعة فرفضوا فرفضت ايران مساعدتهم، وكذلك نسأل الايراني من قتل الفلسطينيين في بغداد اليس ميليشيات تابعة لايران؟ كفى اكذايب عليك ان تترك الخرافات والخزعبلات وترى ان الدين وسطية وحب وتسامح، ليس هدر دماء وقتل من الباطن يا باطنيين، كشفكم الله والحمد لله.

اعدام سياسي
كريم الكعبي -

اعدام الشيخ نمر النمر هو اعدام سياسي تحرشي بايران ليس له علاقة بجريمة التعرض لولي الامر ببضع كلمات لاتقدم ولاتؤخر تسعى دول الخليج جميعا جر ايران لحروب خارجية خدمة لمصالح الغرب واسرائيل. وايران تعرف هذا جيدا فذكائهم لايمكن ان يوازي الغباء الخليجي .. فعلا لو تدخلت لماتقوم لدول الخليج قائمة وهي احرص الدول حفظا على دماء الخليجيين اكثر من حكامهم