فضاء الرأي

المثقف العربي وتغريدات تويتر الطائفية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&قبل عدة ايام نشر معهد كارنيغي، دراسة بقلم الباحثة اليكساندرا سيجل، تتحدث عن اعداد التغرديات الطائفية "الكبيرة" التي اعقبت اعدام رجل الدين السعودي نمر النمر، وقد لفت الانتباه للبحث، او لنتيجته على نحو الدقة، استاذ العلوم السياسية في جامعة الامارات الدكتور عبد الخالق احمد في تغريدة &له، اشار فيها الى ارقام البوستات الطائفية،واعقبها بالقول: الرجاء الابتعاد عن تغريدات الكراهية والشحن الطائفي باي شكل من الاشكال.كان واضحا جدا ان الدكتور عبد الخالق يسعى من ذكره لهذا الرقم، قبل ان نقرأ تعليقه بعده، الى التنبيه الى حجم خطر هذا السعار الطائفي الذي يجتاح امتنا على ارضنا الواقعية ممثلة بالحروب التي تشتعل فيها على الارض من جهة وعلى المعارك التي تحدث في فضائنا وعالمنا الرقمي الذي تجد فيه آلاف التغريدات والمنشورات الطائفية من جهة ثانية.&ولذا جاء تعليق الاستاذ عبد الخالق على رقم التغريدات متسقا مع غاية مانشره وهو النصيحة بان نترك، ما سمّاه بـ" تغريدات الكراهية والشحن الطائفي باي شكل من الاشكال"، وارجو التركيز الى عبارة بـ"اي شكل من الاشكال" لان الدكتور، لكل اسف، لم يلتزم بها بعد تسعة ايام من نشر هذه التغريدة.يُدرك الجميع ان المنطقة العربية بل الكثير من مناطق العالم تعيش في اتون بيئة تشتعل طائفيا بل وترى بوضوح تمظهرات هذه الطائفية من خلال التفجيرات والاعمال الارهابية التي تجسد بجلاء سلوكيات الارهابيين ومن يحرقون الان العالم باعمالهم الطائفية والدينية التحريفية التي ترتكبها ايديهم الآثمة.وفي العراق الجريح الذي يعيش الان اخطر مرحلة من مراحل حياته السياسية والمجتمعية، حيث يواجه ازمات الارهاب والتحديات الاقتصادية، تجد ان داعش تقوم كل يوم بعدة عمليات ارهابية تسعى بمجملها الى اسقاط الحكومة وتأجيج الطائفية وحرق الاخضر واليابس في العراق، كما تحدث ايضا ردود افعال، غير منضبطة، ولا قانونية من قبل جماعات ميليشياوية ارهابية كما حدث اخيرا في ديالى، حينما قامت بعض الميليشيات بحرق بعض جوامع السنة.وبالطبع اخذت الحادثة حيزا في الاعلام العربي وتعليقات الباحثين والمواطنين العاديين على حد سواء، فوجدنا قناة الجزيرة القطرية، التي لديها مواقف عدائية وغير موضوعية تجاه التجربة السياسية في العراق منذ 2003، تُعد تقريرا حول تفجيرات ديالى، وتنشر خبرها مع الفيديو في تويتر بعنوان"عمليات تهجير وقتل طائفي في ديالى غير مسبوقة منذ الغزو الامريكي... والمليشيات الشيعية تفرض تعتيما على ممارساتها)، ثم قام الدكتور عبد الخالق، وعلى نحو مخالف لما ينصح به ويقوله، باعادة &نشر تغريدة قناة الجزيرة، وكتب عليها:(القوات العراقية والمليشيات المدعومة من ايران ترتكب جرائم تطهير عرقي ومذهبي غير مسبوق في ديالي).لست هنا في معرض الرد على التضليل الذي تكتنفه هذه العبارة، وكيف قام الدكتور، على نحو مؤسف وخاطئ جدا، بالمساواة بين القوات العراقية الرسمية مع الافراد غير المنضبطين الذين نفذوا جرائم ديالى من جهة، واتهام القوات الحكومية العراقية الرسمية بصورة مباشرة بارتكاب جرائم تطهير طائفي من جهة اخرى... وكلا الافترائين لا نصيب لهما من الصحة... فلا يمكن ان نساوي بين القوات الرسمية وسلوك بعض الجماعات... ولا حتى نتهم الحكومة بانها تمارس رسميا جرائم بحق اي فئة من فئات المجتمع العراقي. &&الدكتور عبد الخالق يختصر كل الجيش العراقي وقواته المسلحة بسلوك مشين مدان من قبل جماعات ضالة استنكرت فعلها وماقامت به الحكومة العراقية وكل الاطياف السياسية بل ووصفتها المرجعية الدينية بانها سلوك ارهابي ، وبرغم ذلك تغاضى الدكتور عن هذه الحقائق ليعمم الوصف الطائفي على كل الجيش والقوات العراقية.ومع كل هذا...فانا لست بصدد تبيان اخطاء ما تضمنته تغريدته ولا توضيح حجم الافتراء الذي تضمنته او الاباطيل التي اكتنفتها، بل ما اسعى اليه في هذا المقال هو الكشف عن الدور السلبي لبعض المثقفين والاكاديميين العرب والمسلمين من جهة قيامهم بالتحريض على الطائفية واشعال اوار العصبية المذهبية بين المسلمين والعرب مع ان دورهم المفترض هو الرقي بمستوى وعي العربي الى درجة الانسانية والمواطنة الحقة.&انني احاول التنبيه هنا على ما احتوته عبارة &الدكتور من كمية "صادمة " من ذلك الداء الوبيل الذي يضرب مجتمعنا العربي والاسلامي، وما يمكن ان يتولد &عنها من تحريض وما تثيره من تطرف طائفي وحقد وكراهية ضد القوات العراقية ومن خلفها بالطبع الشيعة الذين تعتقد الدول العربية، على نحو الخطأ، انهم يحكمون العراق لوحدهم!...وقد انتقد الدكتور عبد الخالق ، قبل عدة ايمام كما أشرت، وبلسانه وبخطه الالكتروني في تويتر خطاب التحريض والكراهية وزاد عليها" باي شكل من الاشكال" على حد تعبيره الدقيق بالطبع، لكنه يأتي ويمارس هذا التحريض &والخطاب الطائفي الواضح، بشكل من الاشكال، ويصف &القوات العراقية بصورة تعميمية مجحفة وظالمة لابعد الحدود، وصفا يؤدي ، بعدها بلاريب ، الى خلق حالة من الطائفية والتطرف والتشنج المذهبي.فهل يوجد تحريض وخطاب كراهية مثل هذا الذي قاله الدكتور بشكل من الاشكال؟&تعالوا معي لتغريدته واقرأوا التعليقات والحوار الذي انبثق عنها، لكي تعرفوا من اين تأتي الطائفية في العالم العربي والاسلامي، وكيف يمارس بعض المثقفين دورا سلبيا بامتياز في نزع فتيل العنف الطائفي الرمزي الذي يستشري بالوطن العربي.اطلعوا بهدوء كيف تفاعل المتابعون لحساب الدكتور وغيرهم حول الموضوع لتعرفوا الجواب عن السؤال الباحث عن العوامل التي تساعد على اثارة الطائفية في العالم العربي والاسلامي.&اقرأوا كيف بدأ النقاش بين متابعي الدكتور لتكتشفوا كيف يؤدي التحريض الطائفي الى شحن الاجواء وحرق بيئة السلم الاهلي الافتراضي في هذا الفضاء الرقمي.مشكلة بعض المثقفين في عالمنا &العربي والاسلامي وفي زمن الفضاءات الرقمية، ان كلمتهم ومايكتبوه، كاي كتابة اخرى، تصل لآلاف الناس ويمكن ان يتأثر بها عشرات الشباب، ولذا ليس من الغريب ان تجد التعليقات التي رافقت تغريدة الدكتور مؤيدة ومرحبة، بل وبعضها يضع عليها الكثير من التوابل والشتائم الطائفية تحت مرأى ومسمع الدكتور من غير استنكار منه او حذف او تعقيب بل قام بعمل اعادة تغريدة لإحدى التعليقات الطائفية المحرضة!.وفي تصوري المبني على قراءات متواضعة لما يجري في عوالم السوشل ميديا، انه مالم تتم مراجعة المناطق الرخوة في التراث الاسلامي ولجم رجال الدين المتطرفين من السنة والشيعة على مايقولوه ومايصدروه من فتاوي ومحاسبة المثقفين ممن يغردون على تويتر او ينشرون على الفيسبوك مايؤدي الى اشعال طائفية بين المتحاورين، فانه لن يتم اطفاء واخماد حرائق الشرق الاوسط وكبح جماح هذا السعار الطائفي الذي يستشري في كل مرافق حياتنا وعلى شتى المستويات.&تبقى ملاحظة مهمة لا ارغب ان انهي المقال من غير المرور عليها وهي ان المثقف الذي يكتب تغريدة فيها نوعا من الطائفية، فان هذا قد لايعني انه طائفي او انه يرغب في اثارة الطائفية بل ربما تكون رد فعل آنية على مشاعر معينة مر بها او موقف معين او ربما انه استعجل النشر او اخطأ في الصياغة ولم يكن دقيقا في التعبير لكن كبريائه يمنعه من حذف عبارته او التراجع عنها ، واتمنى، بل اتوقع، ان يكون الدكتور وامثاله من هؤلاء الناس، والا اذا كان المثقف العربي يثير الطائفية في بلادنا العربية والاسلامية فان يخون ضميره ومهمته واخلاقه ولا اظن ان هنالك مثقف عربي حقيقي يقبل ان يؤدي هذا الدور السيء.&&مهند حبيب السماويالباحث في مجال مواقع التواصل الاجتماعي‏alsemawee@gmail.comتويتر&https://twitter.com/alsemawee&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غثاء السيل
عراقي يكره المغول -

أستاذ ـ دكتور ـ رئيس ـ قائد ـ زعيم ـ مفكر ـ خبير استراتيجي ـ استشاري ـ كاتب قدير ـ متخصص ـ مفتي ـ مرجع ـ سياسي ـ الخ الخ ـ أنا أزعم بل أجزم أنه لاتوجد أمة لديها مثل هذا الكم الكبير من الألقاب الطنانة والعناوين الرنانة والشهادات المسطرة.. ورغم ذلك فنحن كما يقول العامة (هره هره .. وكل يوم نرجع لي وره)!

نتيجة وسبب
خوليو -

السؤال الان للسيد الكاتب والباحث في وسأظل التواصل الاجتماعي والتغريدات والتعليقات هو ؛هل يعتقد حضرته ان التغريدات هي السبب ام هي نتيجة للوضع الطائفي الموجود تاريخيا والذي اساسه في منطقتنا الدين الاسلامي الذي دخل المنطقة وهو يحمل معه الصراع الطائفي على سلطة بين الإمامة والخلافة وجدت منذ تأسيس هذا الدين ،، الامر ليس سيان أيها السيد الباحث فالتغريدات والتعليقات ليست هي السبب في وجود الطائفية والصراع والدمار بل هي نتيجة لصراع طائفي دخل المنطقة مع دخول دين الذين آمنوا لكل بقعة من بقاع الارض ،، والحل لايكون بإسكات التغريدات والتعليقات بل بفصل الدين عن السياسة ومنع تشكيل احزاب دينية تتدخل بشؤون الوطن لانها عاجزة عن تأسيس اوطان لجميع مكونات المجتمع ،، واعتقد ان المثقف الحقيقي الحامل لمشروع تأسيس وطن للجميع ،، عليه ان يُبين سبب هذا الصراع الدموي الذي يجتاح منطقتنا ،، انظر كيف انشقت باكستان عن الهند والسبب ديني وكيف انشقت بنغلاديش عن باكستان والسبب ديني مذهبي وانظر للدم المسفوك في العراق وهذا الصراع على الكرسي وهذا العويل والنواح والشحن الشعبي على مقتل الحفيد منذ الف واربعمائة عام ولايزالون وكأنه حدث البارحة ،، اتركوا التغريدات والتعليقات فهي نوع من حرية الرأي لتبيان الأسباب الحقيقية لمصائبنا هذه والتي منشأها حصرا يقع في اغلب جوانبه على اختلاف الأديان والمذاهب ولا حل لكارثتنا الا بفصلها عن السياسة والحكم .

الروافض والنواصب
فول على طول -

مصطلح الروافض أو النواصب موجود منذ بدء الدعوة ..اذن ما الجديد الان ؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/ 421).... ويرون أن كفرهم - الشيعة - أغلظ من كفر اليهود والنصارى . لأن أولئك عندهم كفار أصليون وهؤلاء مرتدون وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي . ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين ..وفى أقوال أخرى : إن الشيعة أشد كفرا من اليهود النصارى بإجماع العلماء، على حد تعبيره...واليك قول الشيعة عن السنة :قول شيخهم حسين بن الشيخ محمد آل عصفور الدرازي البحراني الشيعي في كتابه (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخرسانية ? 157 طبع بيروت): "على أنك قد عرفت سابقاً أنه ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على علي غيره".نقول وأبو حنيفة رحمه الله يقدم أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم على علي لذا وصفوه بالنصب والعياذ بالله.ولأن أهل السنة يقدمون الثلاثة على علي فهم نواصب أيضاً عند الشيعة حيث يقول الشيخ حسين بن الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني في كتابه السابق (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية ? 147): "بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا".ويقول هذا الدرازي في الموضع المذكور: "ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن"...انتهى الكلام من المصادر التى لا يعتريها التحريف ..هل تريد المزيد ؟يا سيد وكما قال لكم الرائع خوليو أن التغريدات الطائفية هى نتاج الثقافة الطائفية التى لا يعتريها التحريف .