فضاء الرأي

أردوغان والعراق المقسم

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتمد وريث الخلافة العثمانية، الرئيس رجب طيب اردوغان، في تصريحاته الداعية الى إبقاء العرب السنة والتركمان حصرا في الموصل بعد تحريرها من داعش، على "شرعية" ان العراق مقسم. شرعية غير معروفة في المعايير والقوانين الدولية، لكنها بالنهاية اللاأعراف واللاتقاليد التي تسود شريعة الشرق الأوسط منذ حرب الخليج.

المفارقة الأكثر اثارة في هذا الصدد، ان آخر تقسيم مرت به بلاد ما بين النهرين هو تقسيمها من قبل العثمانيين الى ثلاث ولايات، منذ النصف الأول من القرن السادس عشر وحتى سقوط الخلافة. وأردوغان المتذرع بان العراق منقسم، يتناسى أن هذه البلاد تدفع فاتورة الأستانة التي عاثت فيه الفساد والجور والطغيان والتمييز، وعمقت مع الصفويين صراعاً طائفيا ممتدا الى اليوم. وان أكثر مظاهر انقسام العراق الحالي ليست امتدادا للعباسيين والامويين وواقعة الطف والسقيفة، بل امتداد للقرون الخمسة الماضية.

اردوغان الذي يتحدث عن التقسيم، يسعى لتجربة حظه في العراق كما جربه في عملية درع الفرات في سوريا. الهدف هو استحضار ارث الأجداد العثمانيين الذين ارتبكوا مذابح "سيفو". فهو لا يريد ان يرى في منطقة اطماعه اشوريين وسريان،.والهدف ايضا هو المساومة على تدخل الحشد الشعبي في نينوى، والهدف الأكبر هو صناعة مجال مناطقي موال له يكون حاجزاً جغرافيا بين كردستان العراق وكردستان سوريا. كما ان من المحتمل ان يكون ساعياً الى ابتزاز الأمريكيين لمساومتهم في قضايا عدة، وان تصريحاته تندرج ضمن حرب الضغط للحصول على مكاسب في مجالات أخرى او في نواح ثانية.

بالتأكيد ان تدخل الحشد "الشيعي" في الموصل ذات الغالبية السنية أمر يثير حساسية بالغة ومخاطرة كبيرة، ليس لأن انقرة ترفض ذلك، بل لأن هذه المحافظة العراقية تستحق جهداً مختلفاً عن أي منطقة أخرى. وذات الحديث ينطبق على تدخل البيشمركه، لأن الحساسية القومية في واحدة من الحواضر العروبية قد يفجر نمطا من الصراع يخرج المدينة من محنة ويدخلها في محنة أخرى. نينوى يفترض أن تتحرر بقوات عراقية تبعث رسالة وطنية وفي الوقت نفسه تسترد كرامتها التي هدرت حين فرّت قبل عامين ونيّف امام جنود الخليفة، كما يستعان بأبنائها لإنقاذها من وضع تورط الجميع بصناعته. ويمكن أن تقدم القوات ذات الصبغة القومية والمذهبية الأخرى ظهيراً. ومن المهم معرفة ان الأتراك هذه المرة، لا يتوانون عن تفجير حرب كبيرة في مدينة يراد أن يكون مصيرها مصير حلب الشرقية.

ان الاردوغانية التي اعتمدت على شرعية الصراع مع إيران وروسيا والاكراد في سوريا، يجب ألا تعطى الذريعة ذاتها في الموصل، ويفترض ان لا يعول أحد على الضغوط الدولية، خصوصا وان هناك قوى عالمية تريد توريط الاتراك في معركة على حساب العراقيين والسوريين، مستفيدة من اندفاعة اردوغان وعدم تفكيره بالمحرمات والمباحات في الشرعة العالمية. بالطبع سيقول بعض العراقيين من الشيعة "ليتورط الاتراك، هذا هو المطلوب" متناسياً ان هذه الورطة تعتمد على منطق حروب النيابة التي ندفع فاتورتها نحن.

اننا هنا لا نتحدث عن الرقة أو الانبار وصلاح الدين، بل عن المدينة التي أعلنت عاصمة للخلافة، والتي هجر منها المسيحيون والشبك والكرد والسنة المعارضون، وسبيت فيها نساء الإيزيديين وقتل رجالهن. مدينة حيوية لأكثر من طرف، ونقطة ارتكاز صراع إقليمي ومحلي، ومنطقة أطماع جغرافية، وهي مركز يوصل عرب العراق وكرده وعرب سوريا وكردها. وحين أجهض مقترح تحويلها الى أكثر من محافظة، جاءت التصريحات التركية، وهي بالضرورة تصريحات مربَكة وغير حكيمة، تدل على حجم المخاوف الاردوغانية، لذلك ان تعزيز تلك المخاوف قد تدعو الرجل الذي لم يتوان عن ملاحقة أصغر موظف في مؤسسات دولته على خلفية الانقلاب الفاشل، الى تجاوز حدود محرمة ربما توهم بوجود ضوء أخضر لاستباحتها.&

وهكذا، بالمستجد التركي، تتبلور أكثر وأكثر ملامح مرحلة ما بعد داعش. أنقرة الأقل نفوذاً في العراق تبحث عن نفوذ كبير، لكن اطماعها في الموصل تتجاوز حدود النفوذ الى الحصول على الولاية التي يراها الاتراك جزءاً من اناضولهم، وتصريحاتهم قفزت على عقبة التدخل بالشؤون الداخلية، الى عنصرية تستدعي تاريخ المذابح العثمانية. وفي المقابل، مواجهة هذا الوضع لن يكون سوى بتحركات لا تسمح بزج أبناء العراق بنار اردوغان التي يستدرج لها لتصبح محرقة تلتهم المزيد من العراقيين وتلتهم طموحاته أيضا.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ايهاالسيد الكاتب
ايران بره بره -

انت تعلم علم اليقين ان لوما ايران مستعمرة العراق لما تجرا اردوغان اولا ايران بره بره وشحدا اليجي بعديم ابو سمرا

كلمة حق
ماجد علي -

تذكروا ان بلد الحُسين باقٍ مشعّ ولن يتقسّم كما يريد المنافقون .. دماء الحشد الشعبي لن تدهب سدى .. دماء مجزرة سبايكر حررت ديالى وتكريت والأنبار ودفع المجرمون فاتورة داعش..دماء الحشد الشعبي هي دماء حُسينية لن ولم تمت الى الأبد .. لا أردوغان ولا أكبر منه غروراً يستطيع ان يحرّك غصن من شجرة الحسين .. أما كلام فول ( وخوليو) ورزگار والعراقي القح وغيرهم من الخونة فما هي الا كلام..

لا بد لأردوغان من مستنقع
عراقي متبرم من العنصريين -

نعم، أنا مع دخول قوات أردوغان للعراق لأنه للتخلص من مثل هذا الأردوغان الضارّ، ولا أجد هناك مستنقعاً كمستنقعنا العراقي يليق بأمثاله. أردوغان عندما توغّلت قواته في جرابلس والباب في سوريا الشقيقة كان قد حصل على الضوء الأخضر من تركيا وروسيا وعميله مسعود بارزاني الذي يحقد على أبناء قومه من الأكراد السوريين لأنهم رفضوا زعامته الشوفينية. أكبر تحالف دولي في التاريخ أقرَّ بتورطه وسقوطه في مستنقع فاق حتى مستنقع أفغانستان وهو العراق فليجرّبه هذا العثماني المغرور. ليته يحصل على الضوء الأخضر من حلفائه المتقدمين ومباركة القزم المهابادي لتدخل قواته إلى الموصل ملبّية نداء أبا رغال العصر الخائن لبلده ومدينته أثيل النجيفي الذي كان وأردوغان على رأس من سهّلا لداعش دخول الموصل وأنا أضمن لكم نهاية الحقبة الأردوغانية بإذن الله. الحشد الشعبي كما صرّح أياد علاّوي لم يكن بهذه القوة والحجم والخطر لولا لعبة داعش الدولية التي كان أردوغان والنجيفيين أكبر رعاتها والتي بسببها وُلِد الحشد الذي لولاه لما توقّف زحف داعش ورُدَّ على أعقابه وستكون نهايته حتماً على أياديه. أنا لا أظن أنّ أردوغان سينفّذ خطته بدخول الموصل لأنه إن كان قد نجا من أكذوبته في سوريا زاعماً أنه جاء لمحاربة داعش ولم يكن همّه سوى الأكراد فلن ينجو بهذا الزعم في العراق لأن جميع العراقيين وحتى ضيوفه الأكراد يعرفون جيداً بأنه لاحاجة لأردوغان لاستخدام قواته لإخراج داعش من الموصل لأن داعش دخلت الموصل بطلب منه وتواطؤ من عملائه النجيفيين وبمجرد رسالة منه سيخرج داعش كما دخل وخرج من سنجار بأمر منه وتواطؤ من مسعود بعد أن روّض أهلها المستعصين على التكريد، أيضاً يعرف جميع العراقيين بأنّ أردوغان ليس إلاّ كذّاباً أشِراً وعدوّاً كبيرا للعراق ووحدة أراضيه فأين كانت شهامته هذه التي ظهرت الآن فجأة مع الموصل عند تحرير تكريت والفلوجة وقسم كبير من الرمادي؟!..أقول: أكبر الظن أن أردوغان ـ هذا الشيطان ـ يهدّد فقط ولن يتدخّل أبداً إلا إذا كان القَدَر قد آذَنَ بتخليص المنطقة من شرّه على يد المستنقع العراقي حيث بتدخله في تحرير الموصل سيخسر ثقله العسكري المتواجد في بعشيقة وسيفرط بهيمنته على شمالنا السليب من قبل عملائه البارزانيين والطالبانيين وسيفتح باب جهنم العراقية على امبراطوريته الآمنة نسبيّاً؛ هذا الأمان الذي هو العامل الوحيد الذي أبقاه في منصبه لحد ا

باهض التكاليف
سجاد تقي كاظم -

هل (الامتداد العربي للعراق).. هو ..(للعرب السنة)؟.. فاين (العرب الشيعة بالخليج والاحواز)……………المنظومة العربية قبلت بـ 20 دولة سنية عربية.. فهل سوف يقبلون .. (بقيام دولة شيعية عربية)

ماذا يريد العرب من العرا
سجاد تقي كاظم -

ماذا يريد العرب من العراق؟؟ وعن اي عرب نتحدث؟؟ (العرب السنة.. ام العرب الشيعة)3. هل وضع الشيعة العرب سواء تحت الحكم المباشر الايراني بالاحواز.. او وضعهم تحت الهيمنة الايرانية خارج ايران.. افضل من وضعهم تحت هيمنة المشروع العربي السني بالسعودية والبحرين واليمن ؟ (العرب الشيعة بالاحواز تحت حكم ايران.. لا يجوز لهم انشاء احزاب عربية فيها.. ) كذلك (العرب الشيعة بالسعودية لا يجوز لهم انشاء احزاب شيعية فيها).. اي (العرب الشيعة بين مطرقة الارهاب السني وبين سندان ايران واستغلالها لهم)..

شرور العراق الوااحد
Rizgar -

العراق مقسم بلا تقسيم.. والكورد اكتوا بنيران العراق الواحد وجحيمه.. كالانفال وحلبجة وغيرها.. فمن حق الكورد ان يضمنون حقوقهم باقليم كوردستان .. ويدرءون الخطر عن انفسهم ومن شرور العراق الوااحد .....................اللعنة على المس بيل مؤسسة الكيان الخبيث.

فهل العبد الذي استعبد اجي
آر -

فهل العبد الذي استعبد اجيال عن اجيال.. (حتى لو تخلصوا من حكم سيدهم الذي استعبدهم).. فهم يتبنون (نظرة سيدهم) للحياة.. (فيعادون من كان يعاديه.. كوفاء لهم له) حتى بعد اخذ حريتهم؟؟ والحقيقة (العبد يبقى عبد حتى لو مطرت الدنيا حرية فيرفعون المظلات) كما يقول الحكماء. والدليل .. لماذا نجد بالشارع الشيعي .. من ينتقدون الكورد.. ككورد بالجملة.. بدون اي تمييز.. ويصل بان هناك من يترحم على صدام (لقتله الكورد بالجملة.. بحلبجة بالكيمياوي وتهجيرهم وقبرهم بالمقابر الجماعية).. ويزيدون القول (ان صدام حقه فعل بهم ذلك).. (لان هم مو خوش اوادم.. ).. حسب قولهم؟؟ وبعضهم (ينتقد الكورد.. وحتى يدعو لزحف الجيش لقمعهم.. وهو لا يعلم اصلا .. سبب الصراع .. ومن تسبب به).. بالمقابل .. ثلاثة الاف عملية انتحارية سنية حسب الاحصاءات.. الاخيرة.. حصلت ضد مناطق الشيعة على يد القوى السنية العربية المسلحة.. اوقعت عشرات الاف الضحايا الشيعة.. غير الاف الهجمات المسلحة السنية ضد الشيعة.. تهجير ملايين الشيعة من بيوتهم ومزارعهم ومدنهم واحياءهم ومناطقهم.. ولا ننسى الاف الضحايا الشيعة الذين تم قتلهم وذبحهم على الهوية بالمثلث الغربي .. واخيرا وليس اخرا تهجير مئات الاف الشيعة التركمان والشبك من مدن وقرى بكاملها كتلعفر وقرية بشير وغيرها.. (وبعد ذلك ياتي من ياتي من المحسوبين شيعيا.. يبرأون السنة من جرائمهم ضد الشيعة .. والاخطر من كل ذلك .. يتسائلون "من قال ان من نفذ ذلك هم سنة"؟؟

الموصل وما ادراك ما المو
علي البصري -

صدعتم رؤوسنا منذ سقوط الموصل وكثر الحديث ..سقوط الموصل كان لمآرب كثيرة ليس اقلها تمزيق العراق وشرذمته وتقاتل ابناءه اشتركت فيها تركيا واوردغان ومسعود بارزاني والنجفيان وووو ومن قبل كل هؤلاء امريكا وشياطينها وزمبياتها في المنطقة ،بعد تغول داعش كان لابد من ارجاعها الى القمقم في العراق وتركها في سورية او حتى الجهاد معها !! لان التشرذم والتقسيم وصل الى مراحل متقدمة في العراق ولازال في سوريا ، اماني اوردغان واحلامه في الموصل قديمة جديدة بحجة اهل السنة لقضم اجزاء من العراق وسورية لتوسيع امبراطوريته المتعثرة ،كل ذلك الكلام والحديث المطول لاداعي له لو كانت هناك حكومة حقيقية في بغداد قامت بارسال فرقة مدرعة لفتح الموصل دون الحاجة للحشد الذي اصبح فزاعة وهو الذي حطم داعش في الانبار وارجعها فما هي المشكلة !! ويمكن التفاوض مع الموصلين لشكل من ادارة ذاتية تشترك فيها كل فسيفساء الموصل لكن الاغراض والاهداف التي من اجلها سقطت الموصل يريدون تقسيم الموصل نفسها الى عدة شراذم تتقاتل من مسيحيين وتركمان وكرد وعرب وايزيديين فيما بينهم وقد تعرضت هذه المكونات الى اهوال وكوارث واجرامات قام بها الحلف الشيطاني لهذه الاهداف والاغراض.

No. 8
Raid -

Mosul was given away to Daash with Irai army''s weapons by your master the criminal Al-Maliky on Iran''s orders to give Iran and its Pasdaran an excuse to occupy Iraq fully and destroy the human and economic resources of the Sunni Arab areas as well as Kurdistan which Al-Maliky had started started earlier in 2014 with cutting Kurdistan''s share of the national budget. It is an absolute disgrace for stooges like you to hide this truth and accuse others of the crimes committed by Iran''s little laky, your master the and mass murderer Al-Maliky