فضاء الرأي

حول الأزمة بين القاهرة والرياض

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&دائما وأبداً، سيظل الملف السوري محل اختلاف في وجهات النظر بين القاهرة والرياض.. فالقاهرة ترى أن التدخل العسكري للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، سيؤدي إلى انهيار سوريا، وسقوط الدولة وتدمير مقدراتها ومؤسساتها، من هنا كان تصويت مصر لصالح القرار الروسي الداعي لوقف استهداف المدنيين، ودعم العمل الإنساني والإغاثي.. أما الرياض فتسعى إلى الإطاحة ببشار الأسد دون استبعاد الحل العسكري، الأمر الذي أغضب الرياض من القاهرة بعد أن صوتت بمجلس الأمن على المشروع الروسي، الذي كان لا يختلف كثيراً عن المشروع الفرنسي الإسباني الذي كانت تقف خلفه كل من أمريكا وبريطانيا..

&رغم كل ذلك فإن اختلافات وجهات النظر بين القاهرة والرياض، لا تزيد عن هذا الملف، في حين تتمسك الدولتان بالعلاقات السياسية والتاريخية باعتبارهما رأس الحربة في الشأن العربي بالمنطقة، بمعنى أنه ليس هناك صراع سياسي بين البلدين، بقدر ما هو اختلاف في وجهات النظر حول ملف محوري في المنطقة العربية.. الأمر الذي لا يستدعي النفخ في النار لإشعال فتيل الأزمة بين دولتين كبيرتين.. لذا لن تنجح قناة تلفزيونية أو غيرها في الوقيعة بين القاهرة والرياض، لمجرد أنها نقلت مشهدا يجمع بين مندوبي مصر وسوريا وهما يتهامسان قبل التصويت على القرار، في محاولة لإثبات أن الطرفين اتفقا مسبقاً على التصويت لصالح المشروع الروسي، متناسية هذه القناة أن مندوب مصر لن يستطيع التصويت بشكل شخصي على أي قرار دولي، دون أن يتلقى أوامر من الخارجية أو القيادة المصرية، فهو داخل مجلس الأمن يمثل سياسة مصر، بعيداً عن الهمس والغمز واللمز الذي ادعته هذه القناة المريضة.&بين مصر والسعودية علاقات تاريخية على المستوى الرسمي والشعبي، وما حدث لا يزيد عن كونه زوبعة في فنجان، وهذه العلاقة لن تتأثر بأراء بعض المزايدين أو الذين يصطادون في الماء العكر سواء في الإعلام الأصفر أو مواقع التواصل التي تحولت إلى "مكب" لكل من يريد أن يطرش ما بداخله من سموم لإشعال وافتعال أزمة بين كبيرين على الساحة العربية..&لا أحد ينكر أن مصر تحتاج إلى دعم إقتصادي من الجانب السعودي، في ظل تدهور إقتصادها، نتيجة انخفاض الاحتياطي النقدي، وزيادة العجز في الموازنة، مع تراجع موارد الاستثمار والسياحة وعائدات قناة السويس، وانهيار الجنيه أمام الدولار، الأمر الذي ساهم في جنون الأسعار، في ظل مستوى معيشي منخفض لمواطن مطحون يسعى لتوفير قوت يومه بصعوبة بالغة..&في نفس الوقت تحتاج الرياض إلى دعم مصر في صراعاتها مع إيران وحربها ضد الحوثيين في اليمن، خاصة بعد أن زادت مؤامرات إيران في المنطقة العربية مستغلة الخلافات العربية- العربية، محاولة بث سموم الفرقة بين الدول.. فمصر بالنسبة للسعودية لا تقل أهمية عن تركيا التي سعت الرياض للتحالف معها، رغم عداء تركيا الواضح لمصر وقيادتها، بعد أن اختارت التواجد الدائم في خندق الإخوان.&بالأخير، العلاقة بين القاهرة والرياض أبدية وتاريخية، ولن يؤثر عليها مشهد مسموم على شاشة مغرضة ساهمت في الفرقة بين دول عدة لأهداف خبيثة.. أو هذيان بعض الخرفان على مواقع التواصل.. فالقاهرة والرياض، هما السفينة التي تبحر بالأمة العربية نحو شاطئ الأمان، في ظل واقع مؤلم ومنعطف خطير تمر به المنطقة بأسرها، رغم أنف كل حاقد.&&كاتب صحفي&Sultanhajaar27@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
محلل أستراتيجي
د.علي هادي مدحت -

أخي الكاتب .. الصراحة من شِيَم الرجال والرئيس السيسي ثار ضد الإخوان لأنهم أرادوا تحويل مصر الى أرض جهادية ضد سوريا التي تجتمع مع مصر في كثير من القضايا القومية ..السعودية تحبّ الفتن الدينية والمذهبية وعلى هذا الأساس تأسست الدولة السعودية الشقيقة..كما أنّ تخندق السعودية مع قطر وتركيا لن يمرّ مرور الكرام لأنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي ذكي ولمّاح وفطن ولن يترك الحراب والذئاب البعيدة تطعن وتنهش بأرض مصر ولو من بعيد .. السعودية أصطفّت مع أردوغان لتأجيج الطائفية والمذهبية في المنطقة أما السيسي فلن يذهب الى هذا المنجرف الخطير لأنه نفق إستنزاف للناس والمال .. أتمنى أن ينسحب السيسي من التحالف الذي يقتل اليمنيين وعندها تكون لطمة المعلم ضربة في محلها لأن الأستسباع على اليمن جريمة فهذه ليست شيم العرب مهما كانت الأعذار ..

غلبة المصالح المشتركة
أبو جمال -

ورد في الفقرة الأخيرة ما يلي: العلاقة بين الرياض والقاهرة أبدية وتاريخية؛ الفكرة صحيحة مع ضرورة توضيح مسألتين، أولا المقصود بالرياض والقاهرة النظامان الحاكمان حاليا بالبلدين، وفيما يخص "الأبدية" فلا شيء أبدي. ..........

مفيش عرب واخوة وكلام من د
احمد -

نظام الحكم العسكري في مصر يجب ان يتغير . بقائه ليس في مصلحة الشعب المصري داخليا وليس في مصلحة مصر كدولة وليس في مصلحة العرب ولا الخليجيون هذا النظام الفاشي العسكري في مصر يتاجر بقضايا العرب وقضايا الخليجيين وقضايا دماء وارواح الشعب السوري من اجل الحصول على المزيد من الاموال . ويجب ابتعاد الأخوان المسلمين نهائيآ عن المشهد السياسي . نظام السيسي نظام دكتاتوري بحت شحات يسترزق على بقائه من اموال الشحاته واموال الرشاوي التي يحصل عليها . ومن العيب والخزي والعار ان يصف نظام اعلامي متحكم به عن بعد ويقول على الخليجيون على انهم نساء ويكيدون كيد النساء كما وصفهم من قبل السيسي في اجتماع مع مدير مكتبه في تسجيل سري وصف دول الخليج من انهم شوية دول فاشلة تعيش على اموال البترول ولولا البترول لنتهو منذ زمن بعيد ووصفهم كذالك من انهم اشباه دول وحكامها اشباه رجال كما وصفهم من قبل بشار الأسد من إن دول الخليج انصاف دول وقادة الخليج انصاف رجال . والملاحظ هنا من انهم ذالك النظامين يتحدثون بنفس اللهجة ونفس اللغة ونفس الانحطاط الواطي كذالك يتأمرون مع روسيا على السعودية وعلى الخليج نفس التخطيط ونفس التصرفات بالضبط واخر ما توصل اليه الإعلام المصري الفاسد المنحط هو تهديدهم بايران وانهم سيتجهون اليها . هو من الذي يستخدم كيد النساء انتم ام الخليجيون . يا حمقى انتم لا تهمكم دول الخليج ولا يهمكم غيرها تحدث زعيمكم من قبل وقال في اجتماعه السري مع مدير مكتبة من انكم لن تقفون مع اي دولة خليجية مهما كان . ادفع سأقف معك ما تدفعش لن اقف معك ومفيش اخوة وعرب وعروبة واخوة وكلام من ده . ادفع وبس هل يوجد ابتزاز وكراهية اكثر من كده . المملكة العربية السعودية الأن في أمس الحاجة للوقوف معها ونصرتها فكيف انت تأتي وتخونها وتطعنها بظهرها وتقف ضدها في المحافل والأجتماعات الدولية وهي الدولة التي وقفت ودفعت لك كل ما تحتاجه . يجب ان يفهم الاغبياء نفسيا والمغيبين من إن انتصار بشار الاسد في سوريا هو انتصار محسوب لايران وروسيا وسيعزز ذالك السقوط مكتسبات ايران وروسيا في اليمن والعراق ولبنان وبالطبع سوريا وسيدفعها إلى التخطيط للإطاحة بدول عربية اخرى لكي تكون في قبضتها بعد الاربع دول عربية والتي سقطت فعليا بيدها . وسيعزز ذالك من انتصارات ايران في كل مكان وسيتبعها سقوط معنوي عربي مؤثر

مصر لم تدخل الرهان.
Adel -

مع بداية الأحداث فى سوريا راهن حكام الخليج على تدخل الناتو وأسقاط النظام كما حدث فى ليبيا فأرادو أن يكونو مع الطرف المنتصر وأعلنو بدون مبرر عدائهم لنظام الأسد, ولكن الناتو لم يتدخل ولحفظ ماء الوجه حاولت دول الخليج زعزعة النظام بتشجيع الأننشقاق فى صفوف الجيش السورى وتمويل الفصائل المعارضة المسلحة وغالبيتها تنظيمات جهادية متطرفة لا تقبلها أى دولة عربية على أرضها... وكنتيجة طبيعة ومتوقعة أزداد النفوز الأيرانى فى سوريا وتدخلت روسيا ثم تخلت أمريكا عن تبنيها للموقف الخليجى ولحفظ ماء الوجه مرة أخرى ماذال الدبلوماسيون الخليجيون يرددون عبارة " بشار الأسد يجب أن يرحل" ولكن لم يعد أحد يستمع إليهم.. سياسة أثبتت فشلها دمرت سوريا وتسببت فى صعود داعش وتعاظم النفوز الأجنبى فى المنطقة .. مصر لم تراهن على سقوط الأسد وتسعى إلى دعم أفضل الفرص للتوصل لحل سياسى للحرب الأهلية السورية سواء كان مع بقاء الأسد أو رحيلة, هذة ليست الأولوية لأنقاذ سوريا...