فضاء الرأي

صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في كتابه "قوة العقل الباطن" يقول الكاتب جوزيف ميرفي: "لا تحاول أن تجبر العقل الباطن على قبول فكرة بممارسة قوة الارادة، فسوف تحصل على عكس ما كنت تريد"، ويبدو أن الفكرة التي انتابت صالح مسلم بناءً على بدر من بشار الجعفري، وللرغبة بقول شيءٍ مفيد متعلق بالمناسبة، حاول مسلم رد الصاع صاعين، إلا أن الفكرة والرغبة ربما تعارضتا في دخيلة نفسه، وخرج المنطوق بخلاف ما أراده الرجل، وذلك باعتبار أن العقل لا يعمل تحت الضغط.&ولكن في الوقت عينه فيبدو بأن الرجل وفيٌ لمدرسته الأيديولوجية ولو من غير أن يتعمد التذكير بفحواها، إذ أن الطالِبَ كثيراً ما ينهل العلوم من معلمه ويرشحها بدنه ولو من دون درايةٍ منه، باعتبار أن المهضوم من الطبخات العقائدية يظهر في أوقات لاحقة على سطح ممارساتِ مَن قام بغرفها في السابق، إذ قد لا تظهر صور المحاكاة إلّا بعد مرور فترة من الزمن عليها، كما هي الحال هنا مع الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم.إذ أن وصفة السرطان لم تأتِ من فراغ عندما نطقها مسلم مِن باب الرد على بشار الجعفري، وذلك باعتبار أن قيادات حزب العمال الكردستاني كثيراً ما وصفوا من قبل البارزاني وحركته التحررية الممثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني بسرطان الحركة الكردية، إلا أن منظومة حزب العمال الكردستاني حدَّدت القطعة التي تراها ورماً خبيثاً في الجسد الكردي بإقليم كردستان العراق، بينما صالح مسلم فقد استخدم كلمة السرطان بشكلٍ أوسع قليلاً، حيث شبّه القضية الكردية في سوريا برمتها بالمرض الخبيث، رداً على بانادول الجعفري، تصوراً منه بأنه يُلقِّم رئيس وفد النظام بِردٍ فعالٍ مناسب، فمن جهة يُرضي به مُريديه وبنفس الوقت لا يُغضب حلفائه، ولكنه بدلاً من أن يقوم بتكحيل العيون لتصويب الخللِ زاد على العمش عماءً.ولكن مع ذلك فثمة زاوية جديرة بالانتباه تحدث عنها مسلم، وربما لم يكن مذنباً في سردها كما هي أو كما يراها هو، فإن لم نقل بأنه تحدث بموضوعية عن تصنيفه للكرد، إلا أنه لم يقوِّض الوقائع المتعلقة بذلك التصنيف، وذلك عندما قال: " بأن للنظام أكراده، ولمعارضة الرياض أكرادها، ونحن، أي هم يمثلون شريحة من المجتمع الكردي" فالرجل بهذا الصدد لم يكن مجافياً لحقيقة الوضع بسوريا بشكلٍ عام، والمفيد في هذه الزاوية التي تطرق إليها صالح مسلم هو قد يساهم في إدراك الآخرين بأن الكرد شأنهم شأن بقية الملل في سوريا، فمثلهم مثل العرب السنة، منهم مع النظام ومنهم مع المعارضة، وهو هنا يشبه نفسه بالمسيحيين، إذ يمثل حزبه الطرف الثالث والوسط بين الحالتين السابقتين، وربما يتوقع بأن مرونته تسمح بالمناورة والالتفات الى أي طرفٍ من أطراف الصراع الرئيسية في سوريا، وكأن موقفه كموقف الأعرابي الذي شاهدوه في معركة صفين وهو يتناول الطعام على مائدة معاوية ويُصلي خلف الامام علي، فسألوه هل أنت من أنصار علي أم من أتباع معاوية فقال الرجل: "إن الطعام مع معاوية أدسم، والصلاة خلف علي أتم، والوقوف على التل أسلم"، ولكن يبقى الملفت في التصنيف الذي أثاره صالح مسلم يفيد مجمل الكرد عندما يتعامل الآخرون معهم على أساس أنهم كتلة واحدة، وبالتالي يريدون منهم أن يتصرفوا ككتلة واحدة، وهذه النقطة مهمة وينبغي عدم مجافاتها سواءً أكنا مختلفين مع قائلها في خطه السياسي أم لا، ولكن الخطأ الذي وقع فيه كامنٌ في عدم توفيقة باختيار المفردة لوصف الحالة، وذلك عندما شبه القضية الكردية بالسرطان كمرض خبيث وجوداً وامتداداً، وهو ما لا يصح قوله البتة بحق الكرد السوريين الذين لم يأتوا من أواسط آسيا ولا من أي مكانٍ آخر، إنما هم يعيشون على أرضهم التاريخية، وكان من المفروض على مسلم أن يشبههم بكُليتا الإنسان اللتان لا غنى للجسد السوري عنهما، وليس تشبيههم بالسرطان الذي حتى وإن تم معالجته بالاستئصال فإن الخلايا الخبيثة قد تمتد وتقضي على الجسد وصاحبه، حتى أن بعض الأجساد أصلاً لا تتحمل العقاقير المستخدمة لدحر المرض، إنما قد تموت مع الورم أو قبله، لذا فكان عليه أن يشبههم بنقطة تلاقي، وليس بعِلة خبيثة ينفر منها البدن، وذلك باعتبار أن الكرد من الفئات الأقل تطرفاً من بين مجمل الجهات المتصارعة في سوريا، وبإمكانهم التلاقي مع أي طرفٍ من مجمل الأطراف في سوريا المستقبل، هذا إذا ما تعامل الآخر معهم بالعدل والانصاف وكان مشروعه يضمن حقوقهم كشركاء فعليين وليس صوريين، والتقدم نحوهم بخطوات حقيقية، صادقة وودودة.&عموماً فردود الأفعال السريعة عادةً لا تناسب مقام العاملين في الشأن العام، وقد تفضي بصاحبها الى أماكن لم يكن يود الانزلاق اليها، إلا أنَّ لفلتات اللسان وقعها السيء على الناس وصاحبه على حدٍ سواء، ويبدو أن التعارض بين إرادة القول والخيال الذي تحدث عنه جوزيف ميرفي، هو الذي أحرج صالح مسلم، والذي ربما من شدة الحرص على أن لا يجرح الطيرَ، ولا يؤذي الصيادَ، وقعَ في مصيدة الكلمة، وذلك من شدة قلقه وحرصه الزائد للوقوف على جبل الحياد، الحياد الذي تسبب في دحرجته الى حالةٍ تماثل تماماً حالة امرأة تحدث عنها الكاتب السوري بو علي ياسين في كتابه "شمسات شباطية" حيث يقول: أرادت إحداهن أن تشتري زبيباً، ولكنها من كثرة خجلها مِن تلفظ الكلمة المحرجة أمام البائع، احتارت ماذا تقول، ولكنها في النهاية لم تجد المرأة نفسها إلا وهي تقول للبائع أعطني كيلو زباب!.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حق تقرير المصير
Rizgar -

حق تقرير المصير حيث أنه بعد سقوط نظام الأسد، سيُحدد الكوردستانيون بأنفسهم كيفية ممارستهم لهذا الحق في إستفتاء شعبي حر، يتم تحت إشراف الأمم المتحدة و مراقبة المنظمات العالمية الحرة. إن المواطنين الكوردستانيين في الإقليم هم الطرف الوحيد الذي يحق لهم تحديد ممارستهم لتقرير مصيرهم،

صالح مسلم ضيع المشيتين,,
دلير احمد صالح -

ارجوا ان اكون مخطئا في هذا الاستنتاج بخصوص صالح مسلم والذي ضيع الخيط والعصفور وبات يخادع الجميع فهو ينكر علاقته مع النظام والذي اكد النظام بمناسبات عديده بهذه العلاقة ومتانتها والمسؤولية المناطقيه لهم الاخرين مرارا وتكرارا بان علاقتهم وطيده ولاعجب لي بذلك فمن يعرف خيوطهم التاريخيه ومدى العلاقة الوطيده مع عائلة الاسد لايحتاج الى تاويلات او دلالات٫ ولكن ما يثير دهشتي هو كيفية الجمع بين هذا النقيضين اي بين قياده ترتبط استراتيجيا ومصيريا مع نظام يعادي الشعب الكوردي عند عزته ومذلته وبين قاعدة نظيفه ومستبسله يعجز العقل تصورها٫ قاعدة تؤمن باحقية قضيتها وتقدم كل نفيسس وغالي لها وقياده سلمت كل مفاتيحها للنظام ولايتردد في خدمة النظام ومنع الاخرين في النضال ضد هذا النظام متحججا بحجج واهية لاتخدم القضية العامة٫اليس الاجدر بصالح مسلم ان يبحث عن خيوط من شانها ان تقوي اواصر الاخوة وتمتين الجبهة الداخلية مع ابناء جلدته والارتباط باستراتيجة موحده معا بدلا من ان يكون جزءا من استرتيجية النظام ودول اقليمية٫٫اين هم من الساحة الدبلوماسبه الفعلية ٫لقد منعوا او غيبوا من المؤتمرات على الرغم من جسامة التضحيات الذي قدموها و الذي لم يقدمها الاخرين٫ الا يدل على فشل سياسة صالح مسلم٫ وغموض كلي يسود مسيرته ٫ وكان الاجدر به ان يعيد قراءة استراتيجته المغلوطة واتباع السياسة الصحيحه ويحشر نفسه مع الاحزاب الكوردستانية ويسجلون سوية موقفا موحدا ووفدا مفاوضا من كل الاطراف مبتعدا عن اللف والدوران ٫فالخط المستقيم هو الاقرب ما بين نقطيتين٫٫ام هناك امور نجهلها تقف حائلا من ذلك٫٫هل توجد نقطة مابين الجنة والنار ٫

الرجل يهلوس
الباتيفي -

انه ليس بسياسي وليس برجل حكيم ولا قائد مرغوب من قبل شعبه بل فرض نفسه وحزبه بالقوه والبطش وانقلب على البقيه وهجر معارضيه ومن لا يوافق على الفكر الاوجلاني الماركسي الديكتاتوري منذ نشوء حزب العمال الكوردستاني لم يقدم اي شئ ايجابي للكورد والحركه التحرريه بل انه كان من اكثر الجهات التي عملت على هدم المجتمع الكوردي واصبح سرطان في جسم السياسه والثوره الكوردستانيه وليس فقط السوريه وهم يتعاونون مع ايران والحشد الشعبي لضرب اقليم كوردستان بمؤامره وخيانه وهم اصلا ميليشيات اسديه وهم متهمون بالعنف وقتل الكورد وزجهم في السجون واقتيادهم الى معسكراتهم بالقوه والتهديد ومن لم يرضخ لهم يتم تصفيته اما تعذيبا وسجنا او نفيه الى تركيا او اقليم كوردستان فلا عجب فالرجل يقول ما يحس به وما هم عليه فلا عجب ولا استغراب

المسلسل السينمائي, جنيف3,
زبير عبدلله -

لولا عناية الله لما استطاع الدكتور عبدالحكيم بشار, بتمثيل دور الكو"ردي في فيلم ,جنيف 3,كان الدكتور مضرجا بدمه في الشارع,في مدينة القامشلو, عندما وجده دكتور اخر, عبدالكريم,. في اليوم الثاني,عندما زرناه, كان ملفوفا بالشاش تحتضنه والدته..لقد كان يلعب دورا كورديا وطنيا, لم يعجب محمد منصورة (رئيس فرع المخابرات العسكرية في محافظة الحسكة وقتها )هذا الدور, وارادوا التخلص منه...الاختيار الاخير لدوره الجديد, كان لعبة تركية, لتمزيق الصف الكوردي, واارضاء لاقليم كوردستان..وقبلت المعارضة هذا الدور استجابة! .صالح مسلم, دوره دور شيبوب ,في فيلم عنتر بن شداد, (حامي الديار ومغييث الصبا يا الاحرار) ...مقومات اي فيلم ناجح, السيناريو, والاخراج, والتمثيل الجيد...كان النظام في دمشق, يريد احتكار هذه العناصر الثلاث (ل كن الاعبين الاخرين افسدوا ذالك) ,اذا كان وقع الاختيار على المخرج ديمستورا, لاخراج جنيف3فهذا ايضا اختيار النظام, ام الممثلين, اذا كان الجعفري يمثل النظام في الفيلم رسميا, كان يراد لمسلم تمثيل غير رسمي, للنظام وللكورد, ويضربوا عصفورين بححر واحد...لكن الممثلان(الجعفري, ومسلم) , كانا يفتقران الى الثقافة الطبيةووخرجوا عن الدور المرسوم لهم, وهذا ممكن في التمثيل, على الا يتعدى الممثل الحدود المرسومة له, وهذا ما فعلوه, ...ابتلينا مثلنا مثل بقية شعوب المنطقة, بقيادة من صنع الاخرين,تاتيهم اكلهم كل حين, ويقلبهم اعداء الكورد ذات اليمين وذات الشمال, وكلبهم باسط زراعيه.....

البعث الكوردي
برجس شويش -

منذ اليوم الاول لانطلاق الثورة السورية ضد نظام بشار الطائفي والعنصري والاستبدادي , وجد ب ي د فرصة امامه لاعادة علاقاته مع النظام وانتظر كما انتظر النظام ما ستؤول اليه التطورات , فبعد ان اشتدت التناقضات بين اردوغان وبشار و جد النظام وب ي د فرصة ذهبية امامهما لاعادة التعاون والتحالف بينهما كما كان قبل طرد عبدالله اوجلان من سوريا وتسليم الالاف من انصاره الى الاتراك. وبما ان النظام يحكم وفي بداية قوته , حيد مناطق غربي كوردستان بينه وبين ثورة شعبه ضده , هذا الحياد كان يصب في خدمته ولصالحه, واستقوا ب ي ك على حساب القوى السياسية الكوردستانية الاخرى( اسباب ذاتية ايضا) فسلم النظام ب ي د وشاركه في ادارة مناطق غربي كوردستان, وب ي د كان على الدوام ينفي بانه متحالف مع النظام (كذبة كبرى لان الوقائع على الارض والاحداث كانت تشير بقوة على هذا التحالف بين النظام وب ي د ) ب ي د اختار التحالف مع القوى الشيعية والنظام العلوي وايران , وهنا تكمن سر التناقضات الحادة بين ب ي د (ب ك ك ) من جهة والمعسكر الكوردستاني بقيادة الرئيس بارزاني من جهة ثانية, ب ك ك لم يتعظ من درس طرد النظام السوري لزعيمهم عبدالله اوجلان وتسليم الالاف منهم الى الاتراك وزج الكثيرين منهم في سجونه, المستفيد الاكبر من هذه العلاقية هو النظام والخاسر الاكبر هو ب ي د, ولكن النقطة المهمة التي اود ان اثيرها هنا هي لماذا لم يحصل ب ي د من النظام على اعتراف رسمي بالقضية الكوردية ويصل معه الى اتفاق يقر فيه النظام بالحقوق القومية للشعب الكوردي في غربي كوردستان, فهو اي النظام كان ضعيفا وثانيا فهو لا يزال يملك الشرعية , ام انها بسبب غباء قيادة ب ي د او ان هذا هو دورهم في تخريب الملعب الكوردي وفقط الاكتفاء بخدمة النظام مقابل دعم النظام لهم ضد تركيا ؟؟؟؟

rojava
raman -

أي مؤتمر ذلك الذي سيحفظ ما تبقى من كرامة الشعب السوري، ويخلصه من الأزمة التي أثقلت كاهلهم، طالما أن طرفا النزاع يهضمون حقوق الأقليات والشعوب المتعايشة في سوريا ويستبعدون الكرد وخصوصاً حزب الإتحاد الديمقراطي من كل محفل دولي، ولا يملكون حلاً أو مشروعاً ديمقراطياً، يكون سبيلاً لمرور الشعب السوري لبر الأمان، وحفظ حقوق الشعب الكردي المهضومة .